السبت 30 نوفمبر 2024

قطرات الحب

انت في الصفحة 57 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز


لشيء ابتعدت عنها مريم متسائلة
فين سيف 
أنا هنا! 
رد سيف عليها من الخلف
في توتر ابتسمت له مريم وقالت
تعالى يا سيف اقعد عاوزاك في موضوع مهم 
تبادل مريم الحديث الودي مع سيف ازعج لين بشدة خاصة بعدما تجاهلتها أمها سوى فقط خاطبتها في أمر
روحي اعمليلي قهوة وشوفي جوزك يشرب أيه! 
طريقة مريم كانت غليظة إلى حد ما معها وذلك ما استنكرته لين وقالت

حاضر هنادي ال 
مشيتها!
صدمت لين من قرار والدتها ذاك وكذلك تضايقت هتفت
ليه يا ماما! 
أدارت رأسها ل سيف المتفاجئ كذلك قالت
جوزك شاب لسه في بداية حياتها يعني المفروض تقفي جنبه مش تجبيله خدامة يصرف عليها فلوسه
ثم عادت تنظر لها في حدة أردفت
يلا بطلي دلع وروحي اعملي اللي طلبته منك 
اهتزت شفتي لين وتلعثمت حتى في معارضة والدتها وكانت نظرات مريم الحادة كفيلة لأن تجبرها على الطاعة نظرت ل سيف في تبرم مكبوت وقالت
تشرب أيه 
رد في هدوء
قهوة! 
تحركت لين في غيظ لتعد ما طلبته والدتها وحين دخلت المطبخ التفتت مريم ل سيف ثانية قالت في جد
أنا سمعت كل حاجة 
اضطرب سيف فأسرعت لتتابع
الكلام دا بينا حتى لين مش لازم تعرف إني عرفت
أومأ ممتثلا لها فاستأنفت في إصرار
أنا معاك يا سيف هقف جنبك كفاية احترامك وإنك مطلعتش غدار صدقني بنتي مش حاسة بقيمتك ومش هسمح بالانفصال بينكم خالص اطمن 
ظهرت بسمة شاردة على محياه وقال
ربنا ما يحرمنا منك على فكرة إنت أجدع حماة شوفتها
ابتسمت لتعقب في ود
هتقولي يا ماما علشان نغيظها أكتر 
كتم سيف ضحكته وبالعكس هي قهقهت عاليا وذلك ما أترع الحنق في ملامح لين التي أحضرت المطلوب منها ودلفت به نحوهما نظرت لها مريم في برود استفزها وقالت
خلاص مليش نفس شوفي هتغدينا أيه
شهقت لين في دهشة بينما في صعوبة كبيرة تماسك سيف ألا يضحك فعادت مريم تأمرها في صرامة زادتها استشاطة
يلا اتحرك أنا جعانة !! 
وقفت في الشرفة تتابع في قلق
حضوره في أي لحظة فقد مر وقت كبير ويونس معه بالخارج ولم تعرف وجهتهما بعد انتبهت لمى لسيارة تلج من بوابة الحديقة وسرعان ما أدركت عودته ثم في شغف ولجت الغرفة لتستقبلهما في الأسفل 
أثناء هبوطها الدرج كان قد دخل زين وهو حامل للولد فأسرعت بخطاها نحوهما ثم في توق سحبت الولد منه هاتفة
اتأخرتوا كده ليه برة!
تعجب زين من خۏفها الظاهر ذاك وعلق عليه
هو معايا خاېفة عليه كده ليه!
تحركت ناحية الأريكة بالجوار لتجلس والولد على فخذها قالت في استياء
أصلك قافل تليفونك وكلمتك كتير فمن حقي أقلق لتكون عملتله حاجة 
تفهم زين سبب حالتها فهي لم تثق به بعد فسار نحوها في اتزان وقال
على فكرة الولد كنت بتسيبيه معايا قبل ما نرجع لبعض وكنت بخلي باله منه 
ثم أحد النظر إليها وقد انزعج مما تكنه نحوه وتابع
ودا ابني فأكيد مش هأذيه
أشاحت بنظراتها لتتجنبه ولم تعقب بل نظرت لابنها في حب فتأملها زين مطولا مستنكرا أنها تعيش معه وما زالت غير متقبلة إياه ثم جلس في مقابلتها صامتا لم يجد ما يقوله لها 
وفي ردة فعل مفاجئة نزل يونس من على حجر والدته ثم تحرك ناحية زين وسط دهشة لمى ثم رفع ذراعيه كي يحمله زين الذي على الفور أخذه في أحضانه خاطبته يونس
شوكولا! 
انتبه زين لما يحمله بيده ثم أخرج ما يريده ليعطيه إياه فابتسم الصغير وهو يتناولها كل ذلك ألجم لسان لمى وفقط وجهت النظرات نحوهما وحين سأل زين ابنه انزعجت
بتحبني! 
أومأ الصغير عدة مرات تعبيرا عن حبه له فنهضت لمى بطلعة حاقدة لتتركهما رغم أنها تريد ذلك وأثناء سيرها أمسك زين برسغها لتتوقف ثم نهض وهو يحدق في عينيها مباشرة أمر يونس
يونس اطلع فوق العب 
انصاع له الصغير ثم أخذ حقيبة المشتريات وصعد بها للأعلى فوقفت لمى متوترة أمامه قالت
فيه أيه 
قرب المسافة بينهما وذلك ما زاد من اضطرابها قال
ليه بتعملي كده أنا عارف إنك بتحبيني وأنا كمان
نفت في تذبذب
كان زمان الكلام ده
قال في غرابة
أنا مش فاهم هتفضلي كده لحد امتى دا كلها كام شهر وهتجبيلي بنت هيكون عندنا ولد وبنت! 
جعلته يترك يدها وقالت في مقت
إنت السبب من البداية وكنت إنت سبب كل حاجة شكك فيا من غير حتى ما يكون عندك دليل واتهاماتك ليا معندكش ذرة ثقة فيا عاوزني اعاملك إزاي 
يدرك زين ذلك من البداية ولام نفسه مرات لكن أمور شتى جعلته غير مستوعب وضعهما الحالي فقال
طيب ليه وافقتي تخلفي مني ليه إنت معايا دلوقتي ليه موافقة تكملي حملك ده لتاني مرة رغم كرهك ليا 
تعثرت لمى في الجواب لكن ردت في حكمة
علشان حرام أنزله! 
علق على ردها ساخرا
ومش حرام تخبيه عني ومش حرام كمان تخدعيني وتقولي إنك اتجوزتي ودا ابن جوزك إنت كمان غلطانة مش أنا لوحدي ورد فعلي طبيعي يا لمى
لمعت عيناها بالعبرات حزينة كلما تتذكر ما مرت به حياتهما معا وبنبرة أو شكت على البكاء قالت
فاكرني كنت عايشة سعيدة أنا كنت كل يوم بعيط زعلانة على حياتي اللي باظت مش سهل على فكرة كل اللي مريت بيه لحد ما رجعتلك تاني 
فلتت دمعة منها فمسحها بإصبعه قال في ندم
أنا آسف اطلبي اللي عاوزاه وهاعمله أنا دلوقتي كل حاجة بانت قدامي وعرفت إني غلطت
لم تتحمل لمى لتظهر تقبلها البقاء معه فذلك سبب مكوثها هنا قالت
أنا هنا معاك علشان عاوزة حياة مستقرة لأولادنا عاوزة يكون عندي بيت وأسرة أنا تعبت كتير من الموضوع ده ومتأكدة إن الولاد كمان
في غيابنا هيعانوا ودا سبب رجوعي
أسرع في تأكيد
مش هسيبهم يبعدوا عني مهما حصل أنا كمان بحب ولادي وعاوزهم يعيشوا في حضڼي
صمتت لمى للحظات تعي ما يحدث الآن من حوار بينهما قالت
لحد ما أولد هنعيش زي ما إحنا ولغاية ما اتأكد إنك اتغيرت 
جاء ليعترض فتابعت في تصميم
دا آخر كلام عندي لو عاوزني أرجع أثق فيك !! 
حين أنهت مكالمتها الهاتفية وجدته يجلس بجوارها سألها في انتباه
هي دي لمى!
هزت رأسها لتجيب
أيوة كلمتها زي ما اتفقنا وفهمتها إن تنسى اللي فات وكل الناس بتمر بمشاكل وهي باين عقلت كتير عن زمان
ثم نظرت له رسيل وابتسمت تابعت في تلميح
طيب ما إحنا أهو كان بينا مشاكل ومرت فترة اطلقنا فيها ودلوقتي مع بعض أحسن زوجين 
ضمھا إليه ليعرب عن محبته لها قال
المهم الحب يكون موجود يعني كتير كمان بيكمل حياته وهو مش مبسوط بعد مرور مشاكل كتير
وبينا أجمل ولاد! 
أضافت رسيل في امتنان فابتسم أيهم من ذلك ثم تنهد قال
بحمد ربنا عليهم وباقول مش عايز حاجة أكتر من كده
تجمدت رسيل فجأة بين يديه وبدت داخليا متذمرة من جملته الأخيرة لكن زيفت بسمة ظهرت سخيفة وهي تنظر إليه قالت
محدش عارف ربنا بيخبلنا أيه
تذكر أيهم ما قامت به الفترة الدابرة من أمور جعلته يتفاخر بها قال
حد كان يصدق إنك تفلحي لا وكمان أنا اللي بقيت برشق معاك في كل صورك بعد ما كنت بتتمسحي فيا سبحان مغير الأحوال
رمقته بتأزق كبير وعقبت
ما إنت طول عمرك مستقل بيا بس ربنا وقف جنبي علشان حاجة واحدة يخيب ظنك! 
بدت رسيل غليظة في ردها فاعتدل أيهم مستنكرا وقال 
مالك قلبتي كده ليه دا إحنا كنا لسه بنتكلم عن قصة حبنا 
تعصبت وهي ترد عليه
دي حاجة ودي حاجة أوقات بتظهر شخصيتك المتكبرة
بقبضته خبطتها أسفل ذقنها في خفة وقال
أما إنت قلبك اسود صحيح! 
اغتاظت من تطاوله وهتفت
بتستقوى عليا طيب خد
ثم صدمت رأسها برأسه فدهش من فعلتها وشرع في الاشتباك معها حتى تعالى صوتهما والذي استمعت إليه السيدة سميرة وهي تهبط الدرج ولم تعقب لكن عند سيرها ناحية السيد مروان في البهو سألها في اهتمام
هما دول أيهم ورسيل بيتخانقوا ولا أيه! 
ردت في لا مبالاة وهي تجلس منتصفة الأولاد على الأرضية
أيه الجديد هما طول عمرهم بيتخانقوا
ثم انتبهت للسيد في حالة قلق حيالهما فابتسمت وقالت
مالك على فكرة هما كده دايما فلازم تكون متعود
أصل صوتهم عالي وباين الخناقة جامدة خاېف يزعلوا
لا اطمن! 
ثم جاءت لتركز في أصواتهما فوجدتها قد خمدت ابتسمت وقالت
خلاص سكتوا أهم! 
علق مروان الصغير الذي يتابع حديثهما
ليكونوا قتلوا بعض! 
رد عليه سليم في ذكاء
بابي أقوى أكيد هو اللي قټلها
قالت رسيل الصغيرة في حماس
يبقى نبلغ الشرطة يمسكوه
يلا قاعدين ليه ما تروحوا تبلغوا! 
هتف أيهم في حنق وهو يتجه نحوهما ومن خلفه رسيل تبتسم بشدة فضحكت سميرة هي الأخرى بينما قال مروان في تعقل
المفروض عيالكم كبرت يعني موضوع الخناق دا ميعرفوش بيه
زفر أيهم ثم تحرك ناحية الخارج فتحركت رسيل خلفه لتخاطبه في غرابة
إنت هتروح فين! 
ثم أوقفته عند الباب وهي تتابع في دلال
مش اتصالحنا مالك كده! 
ثم طوقت ذراعه وابتسمت كأنها تحثه على ملاطفتها ويبدو أنها تحمل بداخلها غرض آخر فعقد جبينه في جهل لنواياها وتحير وقال
أنا ليه حاسس إني بقيت مغفل !! 
أتت أخته لتزوره لأول مرة في شقة زوجيته وحين ولجت للصالون همس لها وهو يراقب بعينيه ناحية المطبخ
بقولك أيه لين في المطبخ بقالها ساعة عمالة تخبط ما تدخلي تساعديها
سألت في اندهاش كبير
بتعمل أيه في المطبخ مش عندكم خدامة!
في إيجاز
شديد شرح لها ما حدث مع التحفظ على بعض الأمور الخاصة وحين تفهمت نهضت وقالت
مش هينفع أروح أساعدها لازم تساعدها إنت!
جاء ليعترض حين نهض فأقنعته قائلة
لما تيجي منك أحسن الحياة مشاركة ولا أيه! 
مط شفتيه قليلا وبدا مقتنعا فابتسمت نيفين لتغادر وتتركه ثم دلفت ناحية باب الخروج تنهد سيف ثم خطا بحذر ناحية المطبخ وترقب في اهتمام ما سيحدث 
ولج المطبخ مبتسما بزيف ثم تلاشت بسمته حين صدم من بعثرة الأدوات هنا وهناك تقدم منها وقال
بتعملي أيه يا لين!
التفتت له لين وبدت هيئتها مزرية للغاية ولمعة عينيها أوحت له بأنها تريد البكاء ردت في قلة حيلة
بحاول أعمل مكرونة!
اقترب منها حتى أمسك بكفيها جعلها تهدأ حين قال
طيب أنا ممكن آكل أي حاجة تانية!
على النقيض تسعر قلقها وجحظت عينيها مستنكرة قالت
حاجة تانية زي أيه أنا معرفش غير مكرونة ومبعرفش حتى اعملها حلو كمان 
أسرع ليوضح لها
قصدي حاجة مبتنطبخش عيش وجبنة أي حاجة 
لاحت بسمة راضية على وجهها قالت
حاضر هجهزهم! 
تأملها سيف في حب وهي تطيعه هكذا وود لو نبع ذلك من شخصها دون تدخل والدتها ولا إراديا لامس بأصابعه صدغها فنظرت له في تكهن وفي تلك اللحظة تمنت أن يرضى عنها ويقف بجانبها فعلاقتها الجيدة به ستجعلها لا تبالي بتحكمات والدتها
 

56  57  58 

انت في الصفحة 57 من 58 صفحات