رواية صدفتي الجزء الاخير
يا صدفة
ليكمل بصوت منخفض متعب بكلمات متقطعة كما لو كان يحدث نفسه غير واعى
كله باعنى يا صدفة كله باعنى
اخذ يهمهم بتلك الكلمات بصوت منخفض كما لو كان غير واعى انقبض صدر هاصدفةو هى تستمع الى هزيانه هذا
مما جعلها تنتظر قليلا حتى يستقر بنومه قبل ان تحاول مرة لتنجح بالتحرر من بين ذراعيه و النهوض
و ما ان انتهت ظلت جالسة بمكانها تتفحص وجهه و اثر الدموع العالقة به فلأول مرة تراه يبكى فقد كان دائما فخورا لا يظهر ابدا ألمه امامها حتي بعد مشاجراته مع والده فرغم علمها مدى الالم و الحزن الذي يشعر بهم بسبب معاملة والده القاسېة له الا انه كان يكتفى بالاستلقاء بحضنها فقط و يظل صامتا
في الصباح
استيقظ راجح و هو يشعر بثقل رهيب برأسه و ألم ينبض بيده رفعها امام عينيه التى كانت لا تزال غائمة بالنعاس لكنه انتفض جالسا فور ان رأى الضمادة التى حول يده ليتذكر ما حدث بالأمس التف ينظر الى الجانب الاخر من الفراش بحثا عن صدفة لكنه وجده خاليا انتفض واقفا متجها نحو الحمام ليجده فارغ هو الاخر
ثم دلف الى المطبخ لكى يحضر لها الافطار فقد اهملها بالامس و اهمل دوائها لكنه الان سيراعها سيراعها هى و طفله ارتسمت ابتسامة واسعة على وجهه فور تخيله لفتاة تشبه صدفة بجمالها الرائع
ثم غادر المنزل حتى يذهب الى الوكالة و يرى ما يجب عليه فعله مع والده
بعد مرور ساعتين
استيقظت صدفة لتجد صينية الطعام بجانبها خفق قلبها على فعلته تلك الحنونة تلك تناولت طعامها و اخذت دوائها الذى تركه لها من ثم دلفت الى غرفة النوم حتى تنظف الغرفة و تزيل الفوضى التى تسبب بها راجح بالأمس لكنها فوجئت عندما رأت المكان نظيف و قد اختفت شظايا الزجاج التى كانت متناثرة بالامس وتم تبديل شراشف الفراش التى
استمرت بتمشيط شعرها دون ان تلتف اليه متصنعة الانشغال بمشاهدة التلفاز جلس راجح بجانبها من ثم وضع ورقة فوق ساقها اخفضت عينيها اليها تتفحصها بارتباك هامسة بتردد
ايه ده
اجابها بهدوء و هو يفتح الورقة امام عينيها
ده عقد بيع و شرى منى ليكى للشقة دى يعنى من النهاردة الشقة دى بقت بتاعتك رسمى
تصلب جسدها پصدمة فور سماعها كلماته تلك لكنها هزت رأسها بقوة و هى تخرج من صډمتها قائلة بعدم فهم
ليه كتبتها باسمى ليه !
مال الي
الامام ممسكا بيديها بين يديه
علشان تبقى امان ليكى اى مشكلة بنا مهما كبرت انا اللي امشى و انتى اللى تفضلى معززه مكرمة في بيتك مع ان و الله مش ناوى ازعلك تانى مهما حصل
نزعت يديها من بين يديه مغمغة بارتباك
بس انا مقولتش انى هرجع ليك يا راجح
انقبض صدره پألم عند سماعه كلماتها القاسېة تلك لكنه اومأ برأسه قائلا بهدوء يعاكس ما يشتعل بداخله من ألم
حتى لو مرجعتليش يا صدفة برضو الشقة بتاعتك
ليكمل بصوت يملئه الندم و هو يتذكر ما تعرضت له بسببه
انا لا يمكن اخليكى تعيشى اللى عشتيه ده تانى
قاطعته بحدة و هى تتراجع بعيدا عنه
بس انا مش عايزة منك حاجة ولا محتاجة منك حاجة
انهت جملتها ممسكة بورقة العقد تهم بتمزيقها لكنه اسرع بجذبها منها و هو يهتف بحدة و فضب
اعقلى و بطلى شغل العيال ده
زفر بحنق قبل ان يقترب منها قائلا بنبرة خطړة
انا قولت الشقة بتاعتك تبقى بتاعتك و بطلى عند في كل حاجة علشان انا تعبت
ليكمل بصوت مخټنق و هو يفرك وجهه بيده التى كانت ترتجف بوضوح
انا تعبان بجد يا صدفة فبالله عليكى متزودهاش عليا
صمتت صدفة تتطلع الي عينيه الممتلئتين بالتوسل و الحسړة مما جعل قبضة تعتصر قلبها ألما عليه اومأت برأسها بصمت
ليزفر راجح براحة قبل ان يستقيم واقفا ممسكا بذراعها يجذبها برفق منه قائلا
يلا قومى البسى علشان نروح للدكتور انا كنت حجزت امبارح عند الدكتور رأفت علشان موضوع الانيميا بس لما عرفت بموضوع الحمل كلمت شهد و عرفت منها كانت متابعة مع مين في حملها و حجزتلك عن دكتورها ميعاد النهاردة
اومأت صدفة برأسها قائلة بهدوء
شهد عاملة ايه في السعودية اتأقلمت هناك
اجابها بينما يحثها برفق للتوجه نحو خازنة الملابس
بخير الحمد لله يلا البسى بسرعة
اتجهت الي الخازنة مخرجة ملابسها من ثم دخلت الحمام حتي تبدل ملابسها
في وقت لاحق
كانت صدفة مستلقية علي الفراش المعد للفحص بينما كان راجح يجلس علي المقعد الذي بجانب رأسها عينيه مسلطة بلهفة علي شاشة التلفاز التي سيظهر عليها شكل طفلهم في اى لحظة
امسك بيد صدفة بين يده يضغط عليها بلطف و لمفاجأته استجابت له و ضغطت على يده برفق مما جعله يبتسم
اخذ الطبيب يجري فحصه عدة دقائق من ثم استدار اليهم بالنهاية و ابتسامة واسعة تملئ وجهه قائلا
مبروك يا استاذ راجح المدام حامل في توأم
انحبست انفاس راجح فى صدره و قد اهتز جسده پعنف فور سماعه تلك الكلمات
اخذ يتطلع الي الطبيب عدة لحظات باعين متسعة بالصدمة و هو لا يصدق ما سمعه تنحنح و هو يهز رأسه بقوة مخرجا نفسه من تلك الصدمة هامسا بارتباك
انت قولت ايه يا دكتور معلش
ابتسم الطبيب بتفهم و
هو يعيد ما قاله
قولتلك مبروك المدام حامل في توأم
تقافزت نبضات قلبه پجنون بصدره و هو لا يصدق لا يصدق انه سيكون له طفلين بدلا من طفل واحد طفلين يشبهان زوجته الفاتنة
اخفض عينيه نحوها ليجدها تتطلع اليه باعين ملتمعة بالدموع و هى تراقبه
انتى كنت عارفة
اومأت برأسها بصمت مما جعله يرفع يدها طابعا قبلة حنونة براحتها و ابتسامة سعيدة تملئ وجهه لكن تلاشت ابتسامته تلك و اختفت فور ان اتته فكرة جعلت كامل جسده يهتز فقد قام بضربها و هى حامل بطفليه و كم كانت ضعيفة بهذا الوقت و بحاجة اليه و بدلا من ان يراعها قام بسحقها بسبب غبائه و