رواية نرمين الجزء الاول
القصر
دق قلبها كثيرا وتمنت لو استطاعت ان تذهب اليه لتطمئن عليه ولكنها لا تجرؤ على فعل ذلك لحيائها اولا ولخۏفها من رد فعله ثانيا فرات ان السبيل للاطمئنان عليه هو اخبار دادة فاطمة بمجئ سيف
وفتحت الباب لتتجه الى غرفة دادة فاطمة وقلبها يخفق هى لم ترد ان تلتقى بسيف او ان يراها ولكنها ارادت فقط ان تطمئن عليه وبينما هى تتجه الى غرفة دادة فاطمة وهى تترقب الطريق حتى لا تلتقى بسيف حرجا وحياءا منه
فنظر سيف نظرة سريعة لها ولم يلق عليها حتى السلام وانصرف
تالمت نيرمين كثيرا مما فعله واحست ان قلبها يتالم بشدة واختنقت كثيرا فاستدارت لترجع الى غرفتها وغيرت رايها فى الذهاب الى دادة فاطمة
واغلقت عليها غرفتها والقت بنفسها على السرير وهى تحبس الدموع فى عينيها مما اضفى عليها بعض اللمعان
اما سيف فقد دخل غرفته ونزع قميصه وجلس على سريره ومدد رجليه ووضع يده على جبينه وهو ينفخ معبرا عن شئ ما ضايقه
ان ما ضايقه هو تغير ضربات قلبه كلما وقعت عيناه على نيرمين
لا يستطيع ان ينظر اليها دون ان تمر هذه النظرة بدون احساس ما بداخله يحاول ان يهرب منه
استكمل سيف تغيير ملابسه واستلقى على سريره واخذ كتاب له وفتحه ليقرأ فيه فى ظل نور هادئ يضئ الغرفة وعندما وقعت عيناه فى الكتاب وجد صورة نيرمين قد انطبعت على الصفحة التى امامه فاغلق الكتاب بسرعة واخذ يدلك جبينه متعجبا
سيف مسرعا فى الرد على نفسه انت اټجننت ولا ايه لا طبعا مش مظبوط انا قلبى اتقفل خلاص ومش هيتفتح تانى
ومتحاولش توهمنى بغير كده لانى مش هسمحلك
وليه اترفزت لو كلامك مظبوط كان ردك هيكون اهدى من كده
ردعلى نفسه قائلا لانك بتلف وتدور حوالين حاجة مستحيل تحصل ومش هسمحلها تحصل
الظاهر كده انى غلطت انى وافقت على وجودها هنا ولازم اتحمل نتيجة غلطتى
بعد ان قال هذه الجملة لنفسه طرق باب غرفته
سيف مين
دادة انا يا سيف
اعتدل سيف فى جلسته بعد ان كان مستلقيا ادخلى يا دادة
تقدمت دادة فاطمة وبيدها كوب لبن ووضعته بجانب سيف ثم قالت جيت اطمن عليك يا حبيبى طمنى عملت ايه
دادة بتتكلم بجد يا سيف والعملية دى هتخليك ترجع زى الاول
سيف اكيد يا دادة ان شاء الله
دادة فاطمة بفرح شديد اللهم لك الحمد يارب الحمد لله يا حبيبى انت متعرفش كلامك ده فرحنى قد ايه
هسيبك بقى علشان ترتاح مش عايز حاجة يا حبيبى
سيف اه عايزك تاخدى كوباية اللبن دى معاكى وماعونتيش تعمليهالى تانى الله يخليكى
دادة
هههههههههه مافيش فايدة كل يوم تقولى نفس الجملة وبرده بتشربها ڠصب عنك
سيف يعنى مافيش فايدة
دادة نفسى افهم بتكرهها ليه
سيف لانك من وانا لسة بيبى يا دادة وانتى بتعمليهالى انا زهقت
دادة يا
حبيبى دى كلها فايدة لو بتحبنى اسمع كلامى ومتزعلنيش
سيف وهو يمسك بكوب اللبن وانا مقدرش على زعلك
ثم شربها على مضض
دادة هههههههههههه ايه ده انت كانك بتاخد دوا
مش قلتلك انك برده هتشربها
سيف علشان تعرفى انى مبحبش ازعلك
دادة ربنا يخليك ليا يا سيف وميحرمنيش منك ابدا
اسيبك بقى يا حبيبى علشان ترتاح تصبح على خير
سيف وانتى من اهله يا دادة
ثم خرجت دادة فاطمة واغلقت الباب وراءها بهدوء
واسند سيف ظهره للخلف مستلقيا على السرير ثم اطفأ النور ليذهب فى نومه بعد يوم شاق
الفصل السادس
استيقظت نيرمين من نومها واول شئ تذكرته هو ماحدث بالامس من الجفاء الذى لقيته من
سيف وكانت تشعر بضيق فى قلبها
فقررت ان تعامله بنفس طريقته قررت ان تدوس على قلبها وتكتم المها وان تظهر خلاف ما تبطن
قامت من نومها وارتدت اجمل ما عندها من ملابس وتحجبت بحجابها الانيق وارتدت حزائها اللامع الذى يظهر جمال قدميها
ثم خرجت من غرفتها عندما راتها رقية حملقت فيها بقوة قائلة مش معقول ايه الجمال ده يا نيرمين هانم بصراحة شياكتك مش معقولة
نيرمين مش للدرجة دى يا رقية انت بتبالغى اوى
رقية وهى تسير بجانب نيرمين والله ما ببالغ طب لو مش مصدقانى ايه رايك نسال دادة فاطمة يا دادة يا دادة
نيرمين بس يا رقية ايه انتى ايه مبتصدقى
التفتت دادة فاطمة التى كانت واقفة مع زينب توصيها بتحضير الفطار لسيف
ثم تقدمت ويبدو عليها علامات الاعجاب ايه ده كله ايه ده كله ايه القمر ده
نيرمين فى حياء متكسفنيش يا دادة
دادة بسم الله ماشاء الله بجد زى القمر
نيرمين مغيرة مجرى الحديث بعد ان احمر وجههاخجلا
معلش يا دادة ممكن اخرج اشم شوية هوا حوالين القصر مش هبعد اوى
دادة قصدك هتتمشى خارج الجنينة
نيرمين آه بس مش هبعد اوى يعنى عايزة اغير جو علشان مخڼوقة شوية
دادة اللى تحبيه يا نيرمين بس اوعى تبعدى اوى احسن تتوهى ومتعرفيش ترجعى وانتى عارفة اننا فى مكان الاشجار بحواليه من كل مكان ومافيش حوالينا حد يعنى لو تهتى مش هتعرفى تسالى حد
دادة ماشى يا حبيبتى
خرجت نيرمين فى هذا الصباح الباكر لتشم هذا الهواء النقى وفى هذا الجو الجميل وهى ترى الطيور تبدأ يومها واصوات العصافير كالموسيقى تتردد فى اذنها
خرجت نيرمين من باب الحديقة وهى تمشى بتروى شديد تنظر حولها وتحاول ان تجدد نشاطها بهذا المنظر البديع
وظلت تمشى وهى تنظر خلفها حتى لا تبتعد عن القصر كثيرا
وعندما نظرت امامها لاحظت سيارة قادمة من بعيد فتنحت الى جانب الطريق حتى تمر تلك السيارة وعندما مرت السيارة بجانبها
وجدت عمر بداخل تلك السيارة المكشوفة وهو ينظر اليها قائلا ايه ده نيرمين بتعملى ايه هناوراحة فين بدرى كده
شعرت نيرمين بانزعاج شديد عندما راته ولم ترد عليه
اوقف عمر سيارته امامها لايقافها ثم نزل منها وهى تنظر اليه بتعجب وانزعاج
بادرها قائلا انا آسف جدا بس انتى مش عايزة تقفى وتردى عليا
نيرمين طب لو سمحت عدينى
عمر طب مش هتقوليلى انتى رايحة فين
نيرمين وده يخصك فى ايه
عمر وهو ينظر اليها بطريقة جريئة جدا ايه ده انتى طلعتى تقيلة اوى ليه كدهانتى بتتقلى عليا
نيرمين وهى متضايقة من نظراته وتحاول ان تصرف نظرها عنه لو سمحت سيبنى امشى ميصحش كده
عمر خلاص خلاص هسيبك تعدى بس لو قلتيلى انتى متضايقة منى ليه
نيرمين وهضايق منك ليه يعنى
عمر امال بتهربى منى ليه
نيرمين متهيالك انا مبهربش ولا حاجة
عمر اومال شكلك مخڼوقة منى اوى ليه كده
نيرمين لانك موقفنى ومش عايز تعدينى وعمال تضايقنى بتصرفاتك دى
عمر يعنى لو سيبتك تمشى مش هتبقى مضايقة منى
نيرمين