الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية نرمين الجزء الاول

انت في الصفحة 13 من 52 صفحات

موقع أيام نيوز

تشعر به وتفسره
كانت سعيدة بوجودها فى هذا البيت الذى يجمعها بسيف وحزينة لانها تعلم ان سيف لا يشعر بووجدها واحساسه ناحيتها هو مجرد الشفقة عليها فقط
وكانت تتوتر عندما تفكر ان اهلها قد يظهرون وياتون لياخذونها وهنا لن ترى سيف مرة اخرى
وكانت تقلق من ماضيها المجهول الذى لا تعرفه 
كاد عقلها ان ينفجر من كثرة التفكير
فكرت نيرمين فى ما اذا ظهر احدا من اهلها وجاءوا لياخذونها ماذا ستفعل
ثم بررت قلقها من ظهور اهلها والهروب من الحقيقة التى جالت بخاطرها بانها لن تقوى على مفارقة دادة فاطمة التى طالما احسنت اليها وعاملتها كابنة لها 
وهنا توقفت نيرمين لحظة ليرد عليها الجانب الاخر من شخصيتها خليكى صريحة بقى انتى خاېفة بردة احسن تسيبى دادة فاطمة
ولا خاېفة
احسن تبعدى عن سيف انتى ليه مش عايزة تعترفى انك بتحبيه
ردت على نفسها بحبه لا طبعا الموضوع مش كده انا بس معجبة بشخصيته مش اكتر وخصوصا انه رغم القسۏة اللى بيظهرها ليا الا انه جواه حنان وطيبة جامدين اوى
متحاوليش تكدبى على نفسك انتى بتحبيه طب تبررى بايه احساسك انك عايزة تشوفيه فى كل دقيقة وانه بيوحشك حتى وانتى قدامه وانك مستعدة تختارى انك متتذكريش حاجة لمجرد انك تفضلى جنبه
نيرمين تمسك براسها وتغمض عينيها بقوة لالالا انتى بتقولى ايه الموضوع مش كده
شوفتى انتى بتهربى من الحقيقة والا مكونتيش اظهرتى ضعفك قدامها
نيرمين وقد فاض بها من المواجههة مع نفسها قالت ايوة بحبه ومش متخيلة انى فى يوم من الايام هبعد عنه
وعارفة انه مش ليا وعمره ما هيفتح قلبه ليا وانا مش هطمع فى انه يبادلنى نفس الشعور وبعدين اطمنى انا عمرى ما هظهرله احساسى ده ابدا
هفضل ډفناه جوا قلبى مهما حصل وكفاية عليا انى اشوفة بس مش طمعانة فى اكتر من كده
وهتعملى ايه لو حد من اهلك ظهر
نيرمين ترد على نفسها فى حزن مش عارفة بس الاكيد انى ھموت من جوايا علشان هبعد عنه واللى مكتوبلى هشوفه
انتهى هذا الحوار الخطېر الذى حدثت به نيرمين نفسها ولم تكن تتوقع ابدا ان تكون مع نفسها بهذه الصراحة والجرأة
اما عن سيف فبعد وقفته مع نفسه امام المرآة قرر ان لا يعطى لقلبه الفرصة فى ان يفتح قلبه لاى امراة اخرى وان يعود كما كان فى السابق والا يدع الامور تتهاوى به الى مستنقع الحب 
فى صباح اليوم التالى واثناء تحضير الغداء لاحظت دادة فاطمة على نيرمين شيئا من السعادة والفرحة وكان وجهها متلألئا
وكانت تنتقل بخفة ورشاقة وهى تضع الاطباق على السفرة وبدأت تمازح كلا من زينب ورقية
شعرت دادة فاطمة بسعادة كبيرة جدا تجاه ما يحدث لنيرمين وتمنت ان يدوم الامر كذلك حتى يمتلئ القصر بالسعادة والفرحة
تقدم سيف الى السفرة بعدما اخبرته رقية فى صمت ولم يقع نظره على اى من نيرمين او حتى دادة فاطمة
وكان وجهه جادا خالى من البسمة وكان مرتديا قميصا كحلى مشمرا زراعيه المفتولتين بشياكة تليق به كرجل اعمال
وكان يرتدى بنطال اسود وحزاء اسود لامع وكانه سيغادر بعد ان يتناول الغداء لعقد اجتماع مهم
انبهرت نيرمين بشياكته ومظهره ولكن لحيائها لم تدم نظرتها اليه طويلا
وعندما جلسوا على الطاولة وبدأوا فى تناول الطعام
سالته دادة فاطمة ايه يا سيف انت وراك مشوار مهم ولا ايه
سيف وهو ينظر فى طبقه رد بشئ من الجدية النهاردة معادى مع دكتور العلاج الطبيعى
دادة آآآآآه معلش يا سيف انا اسفة يا حبيبى نسيت والله تروح وتيجى بالسلامة
سيف ولا يهمك يا دادة
كانت نيرمين تستمع لهذا الكلام وكانت تشعر بحزن كبير تجاه سيف وكم كانت تتمنى ان يكون لها دعوة مستجابة لتطلب من الله ان يشفى سيف وان ترجع قدماه الى طبيعتها ويستطيع المشى عليها بدون عصا
وبعد فترة وجيزة وهما ما يزالون على السفرة لاحظت نيرمين تغير كبير يبدو على سيف لقد عادت تكشيرته وجديته
واسلوبه الجاف الملئ بالجفاء
وتعجبت ماذا حدث لماذا رجعت حالته كما كانت بعد ان بدأ يتغير تدريجيا الى الاحسن
هل صدر منها ما ازعجه او ضايقه
اخذت تقلب ذاكرتها للخلف لترى ان كان قد صدر منها بالامس ما ضايقه منها
ولكنها لم تجد شئ 
وعندما انتهى سيف من تناول الطعام وضع فوطتها البيضاء امامه ثم قال احتمال اتأخر شوية يا دادة متقلقيش عليا
دادة انت هتمشى حالا
سيف لا هراجع بس شوية اوراق بسيطة كده قبل ما امشى يعنى همشى بعد حوالى نص ساعة
دادة تروح وتيجى بالسلامة يا حبيبى 
غادر سيف الى مكتبه كالمعتاد واغلق عليه الباب وتتبعته عينا نيرمين الى ان وصل الى المكتب وهى فى حيرة شديدة لماذا هذا التجاهل الشديد لها وحاولت ان تقنع نفسها ان هذا الامر بسبب ذهابه لدكتور العلاج الطبيعى وان هذا الامر يسبب له الام النفسى لانه يذكره بالماضى وايضا يشعره بانه لا يستطيع ان يمشى كالاناس الطبيعيين بدون عصى 
فاخذت الامر على هذا المحمل
وهنا قطعت دادة فاطمة حبل افكار نيرمين بتنهيدتها القوية الذى بدا عليها الحزن والالم
نيرمين مالك يا دادة
دادة مافيش انا بس قلقانة اوى على سيف حاسة بيه يا حبيبى پيتألم من جواه وهو لسة شاب زى الورد وفى السن ده 
يارب اشفهولى يارب وفرحنى بيه
نيرمين بعد ان امنت على دعوة دادة فاطمة قالت فى حزن وهى تواسى دادة فاطمة متقلقيش يا دادة اكيد هيرجع زى الاول واحسن الموضوع مسألة وقت فقط
دادة يارب يا نيرمين يكون كلامك صح ويكون فى امل انه يرجع زى الاول تانى
نيرمين ان شاء الله يا دادة
بعد الانتهاء من تناول الغداء 
قامت نيرمين كعادتها بمساعدة رقية وهند فى تنظيف السفرة وحمل الاطباق من عليها 
فيما مرت زينب وهى تحمل القهوة متجهة بها الى المكتب وتتبتعها نظر نيرمين فى خفاء 
ظلت نيرمين تراقب حجرة المكتب من وقت لاخر 
حتى رات الباب يفتح انه سيف يبدو عليه انه سيغادر كان يمسك هاتفه المحمول فى يده اليسرى مع مفاتيح السيارة
وبينما هو يغادر وقعت عيناه فى عين نيرمين تلك اللحظة التى وقعت فيها عينه عليها تغيرت دقات قلبه الى الاسرع فادار وجهه عنها بسرعة ولم يستطع ان يديم النظر اليها ثم اتجه الى سيارته وركبها وطلب من السائق عدم اسطحابه سيقوم هو بالقيادة
لانه لا يريد احد ان يسطحبه فى ذهابه الى الطبيب
اما نيرمين فتعجبت من نظرة سيف لها التى عندما رآها حول نظره بعيدا عنها وتجاهلها تماما فاحست بالم فى قلبها
وخاڤت ان يكون قد احس بما تشعر به ناحيته
مضى اليوم ببطء شديد على نيرمين لان القصر كان خاليا من سيف احست ان هذا المكان بلا حياة فى عدم وجوده
وقفت امام الشرفة تنظر الى القمر فى السماء التى كانت صافية بعض الشئ ونور القمر قد نثر ضوءه على الجزء المحيط به
واخذت تنتظر لعلها تراه وهو قادم
كانت عندما تتعب من وقفتها تقعد قليلا ثم تتجه الى النافذة وتنظر من خلف الستائر مرة اخرى الى ان سمعت صوت سيارة قادم فانتفضت متجهة الى النافذة ونظرت من خلف الستائر لتجده ينزل من سيارته وهو يسير متجها الى داخل
12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 52 صفحات