رواية مريم 8-9
عارفهم ساعات بيشدوا مع بعض لأسباب تافهة . الإتنين عصبيين مش أول مرة يتعصبوا علي بعض يعني.
رمقها بعدم إقتناع و كاد يتكلم مجددا فسبقته قائلة بإبتسامة رقيقة
قولتلك إطمن .. مافيش حاجة تقلق صدقني !
في مؤسسة البحيري للتسويق و التجارة .. إستلمت سمر مكتبها مرفق بمكتب عثمان مباشرة و لكن من الخارج
كانت منخرطة في إستكشاف تفاصيل عملها الجديد و التعرف علي كل صغيرة و كبيرة و إنهمكت أيضا في إعداد الرسائل التي طلبها عثمان و طباعة بعض الأخر المرسل منها ..
إبتسمت بخفة ثم أجابت
ألو يا حبيبي !
رد فادي
إيه يا سمر . مش قلتلك إبقي إتصلي طمنيني عليكي !
كنت هخلص الشغل إللي في إيدي ده و كنت هكلمك و الله.
إيه الشغل لحق يرف فوق دماغك !!
ضحكت سمر بمرح و قالت
الله أكبر في عينك ياخويا هتحسدني !
فادي بحدة
وطي صوت ضحكتك دي . فاكرة نفسك في البيت و لا إيه !
فادي بضيق
طيب هترجعي إمتي
علي الساعة 4 أو 5 بالكتير.
ماشي .. خلي بالك من نفسك.
سمر بحب
ماشي يا حبيبي .. يلا باي !
و أغلقت معه
و ما كادت تعود لمتابعة عملها إلا آتاها هذا الصوت الرجولي الجذاب
لو سمحتي يا أنسة !
مفاجآت !
رفعت سمر رأسها بسرعة لتنظر إلي محدثها
كان شابا في مقتبل عمره ملامحه نبيلة و جذابة يرنو إليها بعينان بنيتان تتسمان بالجرآة و الثقة و علي فمه إرتسمت إبتسامة خفيفة جدا ..
نعم حضرتك ! .. قالتها سمر بإستفهام
أقدر أساعدك في حاجة !
تحدث الأخير بإتزان ممزوج بالهدوء
أنا جاي أقابل المدير.
في معاد سابق طيب
لأ .. قوليله بس مراد أبو المجد.
رفعت السماعة ليأتيها صوته بعد ثوان
في إيه يا سمر
سمر بصوت ثابت و رقيق
آسفة يافندم . بس في واحد عندي هنا طالب يقابل حضرتك . بيقول إسمه مراد أبو المجد !
عثمان بسرعة
دخليه حاالا !
حاضر يافندم.
و وضعت السماعة ثم نظرت إليه و قالت بإبتسامة
و أشارت نحو مكتب المدير
شملها مراد بنظرة فاحصة سريعة ثم حيد عنها و توجه صوب غرفة المكتب ..
ولج بإبتسامة واسعة و هو يهتف
أنا قلت أعملهالك مفاجأة و أطب عليك يوم الإفتتاح علي غفلة منها أخضك و منها أباركلك !
قهقه عثمان بمرح كبير و هو ينهض من خلف مكتبه و يتجه نحو صديقه المقرب قائلا
و فتح ذراعاه ليحتضنه بقوة
إحتضنه مراد هو الأخر و ربت بقوة علي كتفه و هو يقول
واحشني يا عثمان.
عثمان بغبطة
و إنت كمان ياض .. عامل إيه
و تباعدا ليجيبه مراد
تمام الحمدلله . إنت إيه أخبارك
عثمان و هو يلوح بيده في حركة دائرية
أهو زي ما إنت شايف . مطحون في الشغل الجديد .. تعالي نقعد.
و جلسا في الجهة الأخري من الغرفة فوق آريكة عصرية الشكل ..
قولي بقي يا سيدي . جاي في إيه .. قالها عثمان بتساؤل و هو يرمق صديقه بنظرات فرحة
بينما قال مراد
مش في حاجة . أنا نويت بس إستقر هنا.
عثمان بغرابة
لا و الله ! ليه كده يابني أوام زهقت من أوروبا و
من بنات أوروبا
نطق جملته الأخيرة مبتسما بخبث ليرد الأخير ضاحكا
يابني أنا راجل صحتي