الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية مريم 21-22

انت في الصفحة 6 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

فاهمة . و في الأخر ده حقك و لازم تاخده .. ثم إنتقلت للحديث عن أختها 
و ملك عاملة إيه دلوقتي حالتها إزيها !
لا حضرتك الحمدلله . حالتها مستقرة أوي لحد دلوقتي و أحرزنا تقدم كبير معاها . بس أكيد علي أخر الإسبوع لما تنتهي جلسات العلاج هتتحسن أكتر و أكتر و يمكن تروح معاكي كمان.
تنهدت سمر براحة شديدة و قالت 
الحمدلله . ربنا يكمل شفاها علي خير .. ثم أردفت بتساؤل 
طيب أنا ممكن أشوفها 
الطبيب برحابة 
أه طبعا ممكن . إتفضلي معايا .. و واكبها لغرفة الحضانات المليئة بالعديد من الأطفال الذين يعانون مما تعاني منه ملك
دخلت سمر خلف الطبيب و راحت تبحث عن أختها
وجدتها أخيرا في المنتصف كانت راقدة في سريرها الصغير المغطي بغلاف زجاجي شفاف موصل ببعض الأنابيب البلاستيكية ..
هي نايمة علطول .. تساءلت سمر و الدموع تترقرق بعينيها ليجيب الطبيب بنبرته الهادئة 
لأ طبعا . بتصحي و بتاكل و بتشرب عادي جدا . بس الممرضة لسا مأكلاها و منضفاها عشان كده نامت.
نظرت سمر إلي وجه شقيقتها المستدير و تأملت بفرحة خديها البارزين المخضبين بالحمرة ..
و كم أرادت أن تحملها في هذه اللحظة و تضمها بقوة إلي صدرها ثم تبكي بعد ذلك و لكنها تماسكت و طردت شعور الوهن قبل أن يطغي عليها كليا و يجعلها ټنهار
ليأتي صوت الطبيب في اللحظة المناسبة تماما 
علي فكرة طلعلها سنتين من فوق . تعبتنا أوي الأيام إللي فاتت و ماكنتش بتنيم حد خااالص.
نظرت سمر له و هي تقول بإبتسامة حزينة 
بجد .. أكيد نفسي أشوفهم . حبيبتي وحشتني أووي !
و هنا دق هاتفهها ..
لتتجهم فجأة و كأنه ناقوس المۏت هو الذي يدق معلنا عن حلول موعد إعدامها أو بالأحري موعد إعدام براءتها شرفها مبادئها أخلاقها !!!
ألو ! .. هكذا ردت سمر بصلابة شديدة ليأتيها صوته الكريه فورا 
إيه يا بيبي ! فينك أنا واقف مستنيكي في المكان إللي إتفقنا عليه . إتأخرتي ليه 
سمر بإقتضاب 
أنا جاية.
الأخير بضيق 
قدامك أد إيه 
عشر دقايق و هكون عندك.
أوك . مستنيكي !
أغلقت سمر الخط و هي تشعر بالحريق ينشب في كل إنش من جسدها ..
ألقت نظرة أخيرة علي ملك و تمتمت بصوت منخفض للغاية لا يسمعه إلا هي 
أنا بعمل كل ده عشانك . إنتي بالنسبة لي أهم حاجة في الدنيا . و مستعدة أفديكي بروحي يا حبيبتي !
بعد بضعة دقائق تجاوزت العشرة التي وعدته بهم ... كانت تستقل سيارة آجرة سارت بها في شوارع الإسكندرية الحية المضيئة
حتي توقفت عند إحدي الميادين الشهيرة بحسب تعليماتها ..
نظر إليها السائق من خلال المرآة الأمامية و هو يقول بصوته الخشن 
وصلنا يا آنسة !
زمت سمر شفتيها بشئ من العصبية ثم فتحت حقيبتها و أخرجت الآجرة و أعطتها له
نزلت من السيارة و هي تتلفت حولها باحثة عنه ..
كانت تريد أن تعثر عليه بسرعة لتقي نفسها من نظرات المارة إذ خيل إليها أن الجميع يترصدها جيدا في إنتظار اللحظة الموعودة ليتم ضبطتها و هي ترتكب الجرم المشهود !!!
و أخيرا لمحته ..
كان يجلس بسيارته المصفوفة علي جانب الطريق ما أن تأكد أنها رأته أخذ يلوح لها بيده و هو يبتسم تلك الإبتسامة الشيطانية
مشت ناحيته و هي تقدم ساق و تؤخر الأخري ... جاهدت لتحظي ببعض الثقة و لكنها معډومة ..
الثقة معډومة في هذا الموقف الذي وضعت نفسها به

انت في الصفحة 6 من 7 صفحات