الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية مريم 21-22

انت في الصفحة 7 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

لا يحق لها التصرف بكبرياء لا يحق لها إدعاء العفة أو الشرف لا يحق لها التمنع حتي لا يحق لها التراجع
لقد سارت بدرب لا عودة منه ..
مسار واحد فقط محفوف بالأشواك و الألغام .. إنها الآن تمشي علي الجمر و تدوس في الوحل بنفس الوقت
اليوم ستموت سمر البريئة العفيفة و ستولد أخري آثمة مهما فعلت لن تستطع محو خطاياها ..
أخيرا وصلتي ! .. قالها عثمان عندما إستقلت سمر بجانبه في السيارة المكشوفة التي لا تتسع سوي لفردين
إيه العربية إللي جايبها دي .. غمغمت سمر بحنق شديد و أكملت 
فين عربيتك إزاي تيجي بعربية زي دي إنت متعمد تعمل كده يعني !
عثمان بدهشة 
إيه إيه إيه ! إهدي شوية . مالك بس إيه إللي مش عاجبك في العربية 
سمر پغضب 
مكشوفة حضرتك . مكشوفة . إفرض حد شافني معاك هقول إيه ساعتها !
إبتسم عثمان بخفة لتظهر أسنانه البيضاء ثم قال بعذوبة 
سمر يا حبيبتي . Take it easy . ماتخافيش . أولا المكان ده بعيد جدا عن بيتك و عن منطقتك كلها . ثانيا دي مش أول مرة تركبي معايا في عربيتي . و فرضا لو صادف و حد من معارفك شافنا تقدري ساعتها تطلعي مليون حجة مش حكاية هي يعني . و يا ستي لو مضايقك أوي موضوع إنها مكشوفة و لا يهمك . هقفلهالك دلوقتي حاضر.
وضغط علي أحد الآزرار باللوحة المثبتة علي يمين عجلة القيادة لينطلق سقف السيارة تدريجيا و يحجب عنهما ضوء النهار ..
رمقته سمر ببغض شديد ثم أشاحت عنه بسرعة بينما إبتسم بإتساع أكبر و هو يشعر بالمرح حيال الوضع برمته
تنهد عثمان تنهيدة مطولة ثم شغل محرك السيارة و إنطلق عبر الحشود الكثيفة ..
إلي أن بدأ عدد السيارات و الناس يقل و بدا أنهما يقتربا من الحافة الغربية للمدينة بإتجاه البحر
أوقف عثمان السيارة عند مرسى المراكب و إلتفت إليها قائلا بأمر 
إنزلي.
إنصاعت له دون أن تفه بحرف لينزل هو الأخر و يمشي ناحيتها
قبض علي معصمها برفق ثم سار بها علي إمتداد صف طويل من اليخوت البيضاء الراسية في ماء البحر الذي جعله النهار أزرق شفاف كالجواهر المشعشعة ..
توقف عثمان عند يخت معين بدا أكبر و أكثر جلالا من البقية ..
تركها جانبا و تقدم بضعة خطوات بعيدا عنها
نزع نظارته الشمسية و أخذ ينادي علي سائس اليخت ليظهر شاب هزيل في اللحظة التالية إبتسم تلقائيا حينما رأي عثمان و نزل من اليخت بسرعة و قفز أمامه برشاقة ..
ليصافحه عثمان بود قائلا 
إزيك يا ناجي أخبارك إيه 
ناجي بإبتسامة واسعة 
تمام يا عثمان باشا . أنا بخير بفضل سيادتك عليا .. ثم قال مفتخرا بنفسه 
أنا جهزت كل حاجة و عملت كل إللي حضرتك أمرتني بيه إن شاء الله هتتبسط مني.
ربت عثمان علي كتفه بلطف و هو يقول 
متشكر يا ناجي . أنا علطول مبسوط منك .. ثم أخرج بعض النقود من چزدانه و طواهم بيد ناجي مكملا 
خد دول و مع السلامة إنت بقي . لما أرجع هبقي أكلمك تيجي تستلم مني.
إبتسم ناجي و هو يضع النقود بجيبه و يقول 
ماشي يا باشا . أنا تحت أمرك في أي وقت.
و غادر ..
لينظر عثمان نحو سمر و يشير لها برأسه لتأتي
تقدمت صوبه فأمسك بيدها و ساعدها علي صعود درجات اليخت ثم ذهب ليحل عقدة الحبل الضخم عن رصيف المرسى و
لحق بها بسرعة ..
يتكون اليخت من أربعة طوابق هرمية الشكل ... أول طابق به مصعد للتنقل و ثلاث حجرات للضيوف و حمام و قاعة داخلية تتضمن بنشات و مقاعد طولية مصنوعة من خشب السنديان المصقول
الطابق الثاني به حوض سباحة و صالة رياضية و غرفة بخار و بار كبير مزود بكافة و أفخر أنواع الخمور

انت في الصفحة 7 من 7 صفحات