رواية مريم من 31-35
إتفضلي طبعا .. قالها عثمان مبتهجا برؤية أمه لتدخل الأخيرة و تمشي ناحيته بخطواتها المتمايلة
جلست بجواره علي طرف السرير و مدت يدها و مسحت علي شعره المبتل ..
فريال برقتها المعهودة
قاعد بالبرنس كده ليه و شعرك مبلول . كده تبرد يا حبيبي !
عثمان بإبتسامة
لسا خارج من الحمام . كنت قايم ألبس هدومي . سيبك مني دلوقتي بس . إنتي كنتي جاية عايزاني في حاجة
كنت جاية أشوفك . وحشتني و بقالي كام يوم مش بلمحك في البيت .. كنت غطسان فين
ضحك عثمان و قال
من إمتي يا فريال هانم بتستجوبيني كده !
فريال و هي تداعب لحيته الكثيفة
مش من حقي يعني أنا أمك.
من حقك طبعا و بعدين إنتي مش بس أمي إنتي ست الكل .. و إنحني ليقبل يدها
فريال بضحك
عثمان بدهشة
ليه بس أنا كنت عملت إيه أصلا !
فريال بمزاح
يا حبيبي إنت عمايلك كلها سودة و الحمدلله .. و تلاشت إبتسامتها فجأة لتقول
بس الفترة الأخيرة إتغيرت أووي يا عثمان . ممكن أقول إنك إتغيرت مع كل الناس لكن معايا أنا زي ما إنت !
إيه الألغاز دي !
فريال بجدية
دي مش ألغاز . أنا أكتر واحدة في الدنيا تعرفك . أكتر واحدة تحس بيك . إنت متغير بس أنا بقي خاېفة يكون التغيير ده للأسوأ مش للأحسن.
عثمان بحيرة
أنا فعلا مش فاهم إنتي تقصدي إيه ! بس What Ever يعني إطمني . أنا تمام و ماعنديش أي مشكلة بالعكس حياتي هادية و شغلي مستقر .. ماتقلقيش.
يا ريت يا حبيبي i Hope So بجد .. ثم قالت بشئ من التردد
كنت عايزة أكلمك في موضوع تاني !
عثمان بإهتمام
خير يا ماما
هالة !
عثمان و قد أصابه الفتور فجأة
مالها هالة
إنت مش واخد بالك إنها بقت إنطوائية أوي اليومين دول !
عثمان بسأم
طب و أنا مالي يعني بتقوليلي الكلام ده ليه
ممكن تهدا شوية و ماتبقاش Aggressive عدائي في الكلام كده !
يهدئ عثمان نفسه ثم يقول
أنا آسف . بس حقيقي أنا مش عارف إيه علاقتي بحاجة زي دي !!
فريال بلطف
عثمان . البنت بتحبك و إنت عارف كده إوعي تقولي إنك مش واخد بالك.
عثمان بضيق
واخد بالي يا ماما بس أنا بقي مش بحبها و مش عايزها.
و بترت عبارتها فجأة قبل أن تأتي تماما علي ذكر چيچي ..
Sorry يا حبيبي . ماكنش قصدي !
عثمان بوجوم
و لا يهمك يا ماما.
أنا قصدي يعني إن هالة بتحبك و إحنا مربينها و عارفينها مش هتلاقي أحسن منها يا عثمان صدقني و البنت بجد حلوة إيه إللي مش عجبك فيها بس
عثمان بضيق شديد
حلوة و كل حاجة و هي علي راسي و الله . بس أنا مش بحبها و لو إتجوزتها مش هنكون علي وفاق مع بعض و مش هتكون مبسوطة معايا و لا أنا كمان.
تنهدت فريال و قالت
يعني مافيش فايدة يابني عايزه أفرح بيك و أشوف ولادك !
عثمان بضحك
لأ كده يدينا و يديكي طولة العمر بقي !
ضړبته أمه في صدره بخفة قائلة
أخس عليك . مستكتر عليا حاجة زي دي يعني
عثمان بجدية
إنتي مافيش حاجة في الدنيا تكتر عليكي يا فريال هانم . بس مش وقته . أنا لسا مش جاهز للخطوة دي.
فريال بإستسلام
إللي إنت شايفه . ربنا يوفقك يا حبيبي و يريح قلبك !
في منزل سمر ... تفتح باب شقتها و تدخل حاملة ملك علي ذراعها
تزقزق ملك بفرحة لوجودها مع شقيقتها فتبتسم سمر رغم كل شئ و تتفاعل معها
تؤرجحها بين ذراعيها تدغدغها أسفل ذقنها لتزداد موجات ضحكاتها الرنانة ..
و فجأة تتعثر سمر دون وعي في كدسة الحقائب و العلب بالطرقة تعبس بضيق و في نفس اللحظة تسمع هاتفهها و هو يدق للمرة السابعة تقريبا ..
ردت علي مضض
آلو !
يأتيها صوت عثمان غاضبا
لا و الله ألو ! ماكلمتنيش ليه زي ما قولتلك يا هانم و ماردتيش عليا ليه من أول مرة
سمر ببرود
كنت مشغولة مع ملك . خير في حاجة
عثمان بغيظ
سيادتك عاملة إيه دلوقتي لسا تعبانة !
سمر بصلابة
لأ . أنا بقيت كويسة الحمدلله . بس آسفة مش هقدر أجي الشغل بكره.
ليه بقي
ورايا حاجات في البيت و كمان عشان أكون بقيت أحسن أكتر !
عثمان بصبر
أوك . عندك بكره أجازة . لما أشوف أخرتها معاكي يا سمر.
سمر بعدم إهتمام
أخرتها خير إن شاء الله . إستأذنك دلوقتي بقي مضطرة أقفل عشان ملك جعانة هحضرلها الأكل.
و أقفلت دون أن تسمع رده ..
هذا السلوك حتما لن يعجبه و مؤكد أنه يشتعل من الڠضب الآن و يفكر في شئ ليرد به عما فعلته
لكنها ما عادت تكترث ...
لأ بردو .. تمتمت سمر بحيرة و أكملت پخوف
ماكنش لازم أرد كده . أنا عايزه أنهي الموضوع بسرعة و هدوء .. منغير مشاكل !
يمر يومان ... و في صباح الخميس يصل فادي من سفره ليقضي عطلة نهاية الأسبوع مع أسرته
35
_ غيرة ! _
يلج مراد إلي المكتب و علي وجهه إبتسامة مشرقة ... تختفي الإبتسامة فورا
عندما وقعت عيناه علي سمر
ظل متسمرا بمكانه لدقيقة كاملة ... أفقده سحرها رشده بينما وقفت سمر مطرقة في خجل .. إلي أن حمحم عثمان بخشونة ..
مراد بتلعثم
آا . صباح الخير !
صباح النور .. قالها عثمان بإقتضاب و هو ينظر له پغضب
مراد بإبتسامة و عيناه ما زالتا تقيسان سمر من أعلي إلي أسفل ببطء
أنا قلت أجي أبص عليك . بقالي يومين ماشوفتكش !
عثمان و هو يحاول بصعوبة الإمساك بغضبه
طيب إدخل واقف كده ليه .. و إنتي يا سمر إتفضلي علي مكتب دلوقتي.
لبت سمر أمره و خرجت ليغمض مراد عيناه مبتسما حينما مرت هي بمحاذاته ..
الله علي البيرفيوم إللي حاطاه .. قالها مراد بهيام ثم فتح عيناه و أكمل بذهول
Chanel Number 3 ! .. سمر بتحط من مجموعات شانيل و بعدين هي دي أصلا سمر السكيرتيرة بتاعتك
زفر عثمان غاضبا و قال
إدخل يا مراد . أساسا إيه إللي جابك هنا !
مراد و يمشي صوب مكتبه ليجلس أمامه
إيه ياعم المقابلة الناشفة دي ده بدل ما تقولي منور يا صاحبي . خطوة عزيزة . أي حاجة من الحاجات اللطيفة دي !
عثمان بنظرات حادة
إنجز يا مراد أنا مش فاضيلك . جاي في إيه
مراد و هو يخطف تحفة خزفية من فوق المكتب و يقلبها