الجمعة 22 نوفمبر 2024

رواية مريم من 46-50

انت في الصفحة 6 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

من البداية إلي النهاية ..
علي بعد مترين تقريبا منها كانت الرقصة الثلاثية لا تزال مقامة .. كان "عثمان" يماشي حركة أقدام الرجلان كالظل مدافعا عن نفسه في المقام الأول لسببين
أولا لأنه لا يريد إيذاء "فادي" شقيق "سمر" فلو حدث ذلك سوف تتسع الفجوة بينهما و سيبقي هذا فراقا إلي الأبد
و ثانيا لأنه سمع شقيقته تتحدث إلي "صالح" و تصف له موقعهم و من المؤكد أنه في طريقه إلي هنا الآن لذا فهو يكسب بعض الوقت مستعينا بخبرته الواسعة في الألعاب الرياضية و ما تعلمه في صغره من تدريبات الدفاع عن النفس و الفنون القتالية
تلك أشياء نفعته في هذه المحڼة لولاها لخر صريعا من أول محاولة لقټله بهذه الآلات الحادة المتربصة له سواء التي ييد "فادي" أو "خميس"
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
بالطبع لم يستمر دوره البطولي طويلا حيث نجح "فادي" ببعض الحركات في أن يلهو بخيوط إنتباه "عثمان" ... و فجأة
حدثت ثلاثة أشياء في وقت واحد ...
شن "خميس" هجومه السريع علي "عثمان" .. فأطلق "عثمان" زعقة ألم حادة و هو يقع علي ركبيته .. و صړخت "سمر" صړخة مدوية حين رأت الډماء تسيل من كتف زوجها المچروحة
و بلحظة إنقطعت صړختها و زاغت عيناها
ثم وقعت في الهاوية و إبتلعتها الظلمة ... سقطت "سمر" مغشيا عليها ليجأر "عثمان" بأعلي صوته
-سمر !
في السيارة ال الضخمة .. إحدي ممتلكات عائلة "البحيري" الثمينة
يجلس "مراد" في الكرسي المجاور لكرسي السائق بينما يجلس "صالح" في الخلف بجانب والده
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
لا تزال "صفية" معه علي الخط يطمئن عليها بين الحين و الأخر حتي سمعها تصرخ صړخة أخيرة و لم يعد صوتها بعد ذلك ..
-صفية ! .. هتف "صالح" ملتاعا و تابع
-صفية . إيه إللي حصل روحتي فين صفية !!!
-في إيه يا صالح ! .. تساءل "رفعت" بقلق
صالح بړعب شديد
-ماعرفش . ماعرفش مابتردش عليا .. و أكمل پغضب
-كله منه . الحيوآاان أخوها كله منه . و رحمة أمي لو كان لسا حي لأقتله هقتله.
مراد بتبرم
-إحنا في إيه و لا في إيه يا صالح و بعدين هو ماله عثمان حد عارف إيه إللي بيحصلهم بالظبط !
صالح بإنفعال
-أيا كان إللي بيحصل ده إنسان عديم المسؤولية . إزاي يودي أخته في حتة زي دي و يعرضها للموقف ده !!
رفعت بتوتر ممزوج بالعصبية
-طيب خلاص يا صالح خلاص . إحنا قربنا إن شاء الله هنلحقهم.
إلتفت "صالح" إلي والده و قال بصوت معذب
-بابا إطلب البوليس . أنا مش مطمن.
رفعت بعصبية أكبر
-يعني هو البوليس هيبقي أسرع مننا دلوقتي و بعدين هو إحنا عارفين إبن عمك عمل إيه مش جايز عامل مصېبة هنوديه في داهية بإدينا
صالح پغضب
-إن شاالله يروح في ستين داهية مايهمنيش . أنا إللي يهمني صافي.
يصعد المعلم "رجب" ثانية عند شقة "سمر" ... جلب معه ثلاثة من صبيانه الأشداء
فض تجمع النساء و هو يقول بصوته الخشن
-إوعي يا ولية منك ليها . إوعوا من السكة ! .. ثم إستدار نحو صبيانه و أمرهم
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
-إكسرولي الباب ده.
و في خلال ثوان كان باب الشقة مخلوعا من إطاره و كانت "زينب" أول المقتحمين تليها "نعيمة" ثم "رجب" و "شهيرة" ..
أمر "رجب" رجاله للمرة الثانية بالإمساك بإبنه و "فادي" ففعلوا رغم أن الفض بين الثلاثة رجال كان صعب جدا خاصة و إنهم إزدادوا شراسة و علي وجه التحديد "عثمان"
لم تعيقه إصابته عن التعامل مع هؤلاء بل إستطاع التغلب عليهم و تجريدهم من أسلحتهم إنقلبت الموازين و أصبح هو من يشكل الخطړ عليهم .. و لكنه لم يحاول أن يؤذيهم فقط من أجلها
في اللحظة التالية رمي "عثمان" الآلات الحادة من يده و أسرع لاهثا نحو الغرفة التي حجز أخته بداخلها بينما هرعت "زينب" نحو "سمر" تتفحصها پذعر و تري ماذا أصابها بالضبط ...
في هذا الوقت ... وصلت فرقة الإنقاذ فوقف جميع سكان المنطقة ينظرون بإنبهار شديد إلي سلسلة السيارات الفخمة التي إصطفت تباعا أمام منزل السيدة "زينب"
نزل "صالح" من السيارة مستندا علي عكازيه و هو يقول
-أكيد هو ده البيت . سامعين الدوشة إللي فوق .. و أشار إلي إحدي الشرفات المفتوحة بالأعلي
بإشارة واحدة من يد "رفعت" تجمع كل أفراد الحراسة و وقفوا أمامه ..
رفعت بصوت صارم
-عايز شوية هنا قدام باب البيت و الباقي بسرعة علي فوق !
و بينما كان يحدث كل هذا تعالت الهمسات و الهمهمات النسائية فواحدة تقول
-يالهوي ياختي . شايفة إللي أنا شايفاه
ترد الثانية
-شايفة ياختي . دي باينها ليلة سودا مش هتعدي.
الأولي
-طلعت الإشاعة حقيقية و البت سمر صحيح غلطت مع البيه صاحب الشركة إللي بتشتغل فيها . الله أعلم يمكن غواها.
الثانية بسخرية
( 50 )
فرد جديد !
في قصر آل"بحيري" ... يقف كلا من "رفعت" و "مراد" أمام جناح "عثمان" ينتظران خروجه بصبر نافذ ليتحدث و يشرح أسباب كافة الأحداث التي وقعت اليوم
ينضم "صالح" لهما فيما بعد ... كان آتيا من غرفة "صفية" تركها لتنام بعد أن هدئها و إطمئن عليها
-أومال فين الباشا .. تساءل "صالح" بتجهم ليرد "مراد" بملامح عابسة و قد بدا مستغرقا في التفكير
-لسا جوا مع الدكتور !
صالح بحنق
-الغبي الحيوان . كان هيضيع أخته . أنا لحد دلوقتي مش مصدق إنه عمل كده و غامر بيها . إزاي بقي بالغباء ده فجأة
رفعت بصوت صارم
-خلاص بقي يا صالح . إحنا لسا مانعرفش إيه الحكاية بالظبط . لما يطلع هيحكلنا.
صالح بإنفعال
-و هو لسا هيحكي ما خلاص كل حاجة إتعرفت . البيه كان متجوز عرفي و الدنيا كلها كانت عارفة . إحنا بس إللي كنا نايمين علي ودنا غفلنا حضرته.
كان أول صعق لهذه التصريحات هو "مراد" ... بالطبع أنه يعرف صديقه جيدا و يتوقع منه أي شئ و لكن الزواج العرفي !!
-إنت عرفت الكلام ده منين يا صالح .. قالها "مراد" بتساؤل
صالح بإمتعاض
-صافي حكتلي . و قالتلي كمان إن الخبر كان هيتنشر في الجرايد بس الباشا لحقه.
رفعت پصدمة
-كل ده حصل من ورانا و من ورا أبوه لما كان عايش !!
صالح بغيظ شديد
-بني آدم أناني و غبي . و كلكوا إللي شجعتوه علي كده من كتر ما كنتوا بطرمخوا علي بلاويه و بتسكتوا.
رفعت بضيق ممزوج بالعصبية
-خلاص يا صآالح . كفاية لو سمحت و لما يخرج مش عايزك تتكلم سامع !
يخرج "عثمان" في هذه اللحظة مع الطبيب .. و يسمع الجميع التوصيات التي شدد عليها الرجل المسن
-هي بخير يا عثمان بيه ماتقلقش . بس أهم حاجة ترتاح خالص طول الفترة الجاية و لازم تواظب علي الڤيتامينات و تتغذي كويس عشان البيبي.
يتجاهل "عثمان" همهمات الصدمة المتصاعدة من حوله و يتابع مع الطبيب
-يعني خلاص يا دكتور مافيش أي خطړ عليها أو علي البيبي
الطبيب بجدية
-بإذن الله لأ مافيش خطړ . أهم حاجة بس زي ما قلت لحضرتك لازم توفرلها الراحة التامة و تاخد العلاج في معاده . و حضرتك كمان لازم تغير علي دراعك كل يوم و بعد إسبوع هبقي أشوفك إن شاء الله.
عثمان

بإبتسامة خفيفة
-شكرا يا دكتور .. ثم نظر إلي "مراد" و أكمل
-مراد وصل الدكتور لو سمحت !
رمقه "مراد" بنظرة متصلبة لكنه نفذ طلبه و تقدم الطبيب ليوصله عند الباب حتي لا يتوه بمتاهة هذا القصر الخرافي ..
-ممكن بقي تفهمني إيه الحكاية بالظبط يا عثمان .. قالها "رفعت" بصوت حاد بعض الشئ
نظر له "عثمان" و قال بفتور
-حكاية إيه مافيش حكاية يا عمي.
رفعت بإنفعال
-يعني إيه إللي مافيش حكاية أومال الكوارث إللي حصلت إنهاردة دي تبقي إيه و أختك إللي كانت هتضيع و سيادتك إللي كنت ھتتقتل يابني إتكلم و فهمني عشان لو واقع في مشكلة أعرف أساعدك.
تنهد "عثمان" و قال ببرود
-إطمن يا عمي . أنا ماعنديش أي مشاكل.
رفعت بحنق
-طيب علي الأقل قولي مين دول إللي أصريت تجيبهم هنا معانا !!
صمت قصير ... ثم قال "عثمان" بجدية تامة
-إللي أصريت أجيبهم هنا يبقوا مراتي و أهلها.
رفعت بذهول
-يعني صحيح إتجوزت منغير ماتقولنا
حك "عثمان" رأسه بتفكير و قال ببطء
-يعني .. مش بالظبط كده . بس هي مراتي و بكره الخبر هينزل في الجرايد.
كاد "رفعت" يقول شيئا أخر ليسرع "عثمان" و يقاطعه بصرامة
-عمي ! . الست إللي جوا دي تخصني أيا كانت طريقة إرتباطي بيها . و أيوه حصل سوء تفاهم إنهاردة بس إتحل . و كل حاجة هتتحل و إللي حصل مش هيتكرر تاني . إطمن .. ثم أكمل بنبرته المخملية
-و دلوقتي بقي هطلب من حضرتك تكلم المأذون.
رفعت بإستغراب
-مأذون و عايز المأذون ليه يابني !
عثمان بإبتسامة
-عشان يكتب كتابي.
رفعت بتعجب
-إنت مش قلت إنك متجوز !!
يميل "صالح" علي والده في هذه اللحظة و يتمتم بغيظ و هو يصوب نظراته المحتقنة إلي "عثمان"
-أنا مش لسا قايلك إنه متهبب متجوز عرفي . أكيد عايز يحول الجواز من عرفي لرسمي !
زم "رفعت" شفتاه و قال بإقتضاب
-أوك يا عثمان . هكلم المأذون حاضر.
أومأ "عثمان" رأسه مستحسنا ثم سأله
-أومال فين أخوها و أختها صحيح وديتوهم فين
رفعت بنفاذ صبر
-أخوها في الجناح القديم إللي تحت و أختها مع هالة في أوضتها.
إشتدت عضلات فك "عثمان" و هو يحاول أن يداري إبتسامة قبل أن تظهر و قال
-أوك . شكرا يا عمي . أنا رايح أبص علي صافي دلوقتي تكون حضرتك كلمت المأذون.
و مشي عبر الرواق الطويل قاصدا غرفة أخته ...
في غرفة "صفية" ...
تخرج من مرحاضها المستقل و هي ترتدي قميص نومها المنسوج من الحرير .. تمشي صوب سريرها و تتهالك فوقه لم تنسي أن تأخذ حبة المنوم التي طلبتها من الطبيب
قد تكون الليلة هادئة و الوضع علي ما يرام الآن و لكنها هي ليست علي ما يرام إطلاقا ..
أطفأت نور الغرفة و راحت تحاول النوم و لكن أعصابها لا تزال مشدودة ..
أطلقت تنهيدة حارة و أخذت تتأمل السقف العال في إنتظار أن يثقل جفناها من تأثير الحبة التي إبتلعتها
سمعت طرقا خفيفا علي باب الغرفة ..
-إدخل ! .. قالتها "صفية" بصوت ضعيف
-نمتي يا حبيبتي ! .. و إنفتح الباب قليلا لتري "عثمان" و الضوء الخارجي منعكس علي وجهه و ذراعه الملفوف بالشاش و المعلق برقبته
-ممكن أدخل ! .. سألها بتردد
صفية بصوت متحشرج
-أه طبعا . تعالي يا عثمان.
ولج "عثمان" و مشي ناحيتها و هو يقول
-إنتي مالك مضلمة الأوضة كده
أضأت "صفية" مصباحا صغيرا بجانبها و غمغت بتعب
-بساعد نفسي علي النوم . كان يوم ( عصيب ) أووي . المهم قولي دراعك عامل إيه
عثمان بشئ من الإرتباك
-كويس !
إستغربت "صفية" مظهر الإحراج الذي بدا علي أخيها فقالت بإستغراب
-إيه يا عثمان مالك يا حبيبي
أطرق "عثمان" رأسه بخزي و قال
-أنا آسف يا صافي . آسف علي كل لحظة خوف و ړعب إنتي عشت

انت في الصفحة 6 من 6 صفحات