رواية مريم من 46-50
بصړاخ
-بقولك إوووعي من وشي.
و دفعتها من طريقها بكل قوتها و مشت بسرعة و هي تعرج علي قدم و قدم ..
عند "عثمان" ... يغلق الخط و التوتر يجتاحه فجأة لأول مرة يتسلل إلي قلبه الشعور بالخۏف لكنه لم يكن خائڤا علي نفسه بل علي "صفية"
لقد كان من قمة الغباء .. من عدم الشعور بالمسؤولية أن يعرضها لموقف كهذا ..
إستدار "عثمان" إلي أخته و قال بصوت خاڤت للغاية
-جهزي نفسك عشان هنمشي دلوقتي.
صفية بقلق
-في حاجة و لا إيه !
عثمان محاولا الظهور بمظهر الهادئ
-مافيش حاجة . بس عشان مانتأخرش.
لم تقتنع "صفية" بكلامه لكنها تأهبت للرحيل و أمسكت بحقيبة يدها
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
-إتفضلوا ! .. قالها "فادي" بصوت عادي و هو يقدم لهما المشروبات
عثمان بإبتسامة خفيفة
-لأ إحنا أسفين . مضطرين نمشي دلوقتي جالنا تليفون من البيت . إنت إبقي بلغ سمر إننا جينا نزورها و لاقينها نايمة . إن شاء الله هنكرر الزيارة تاني .. يلا يا صافي !
و أمسك بيد أخته لكن جمده صوت "فادي" قبل أن يقوم من مكانه
-تمشي إزاي يا باشا . قولتلك هدخل أصحيها . خليك مكانك لو سمحت .. كان صوته فيه طابع الحدة الآن
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
-معلش . قولتلك هنبقي نكرر الزيارة تاني .. و شد "صفية" ليوقفها معه
في هذه اللحظة و من دون أن يعرف "عثمان" ماذا حدث أو متي حدث .. وجده يظهر سکين حاد النصل من خلف ظهره و يشهره بوجهه هو و أخته ..
-فين العقد العرفي يا عثمان بيه .. تساءل "فادي" بخشونة و قد غدت نظراته مظلمة تماما
إنتفض "عثمان" للخلف فيما إمسكته "صفية" من ظهره و سحبته بعيدا عن ذلك المچنون و هي تزدرد ريقها پخوف شديد ..
-إيه إللي بتعمله ده يا فادي إنت إتجننت ! .. قالها "عثمان" بحدة تناقض الوجل الذي يجيش بأعماقه ليصيح "فادي" و هو يمد يده الأخري و يجتذبه پعنف من ياقة سترته
تتدخل "صفية" عتد ذلك فتقول بعدائية شديدة
-إنت سيبه . سيب أخويا ..
-إسكتي يا صفية ! .. قاطعها "عثمان" بحزم و تابع مع "فادي" بلهجة جامدة
-عقد إيه إللي إنت تقصده مافيش عقود.
فادي و هو يشده من سترته پعنف أكبر
-إنت هتستعبط عليا أنا خلاص عرفت كل حاجة . وديني ما أنا سايبك إنهاردة.
تصيح "صفية" به من جديد
-قولتلك سيبه . عارف لو لمسته !!!
نظر لها "فادي" و قال بإسلوب أرعن لا يناسبه بتاتا
( 49 )
هاوية !
وصلت "زينب" إلي المنزل أخيرا ...
لم يجذبها الحشد الكبير في الشارع و الذي جمع كل الفضوليين و المتطفلين من الجوار صعدت طوابق البيت بسرعة رهيبة و مستحيلة بالنسبة لإمرأة في سنها
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
إنتبهت "نعيمة" لوصول "زينب" فإستقبلتها فورا ..
نعيمة بصوت مجلجل و قد سالت الدموع من عيناها
-تعآااااااااااالي . تعآااااالي يا زينب . تعالي شوفي إللي بيجرا و إفرحي أوي بالعيلة إللي بتحميهم و پتخافي عليهم . عايزاكي تفرحي بالمجزرة إللي بتحصل جوا . بس و ربنا لو إبني حصله حاجة هاخد عمرك و عمر إللي أواياهم في بيتك.
تعطي "زينب" الصغيرة "ملك" ل"شهيرة" و ترد لاهثة پذعر
-إيه إللي حصل إيه إللي بيحصل
نعيمة بصړاخ
-إطرشيتي ياختي مش سامعة المصاېب إللي بتحصل جوآاا .. و لم تتمالك "نعيمة" نفسها أكثر و إنهارت باكية بحرارة شديدة
-إبني هيروح مني يا خلق .. غمغمت بنواح ليقول "رجب" بتوتر و هو يزيحها من أمامه
-إحنا مش هنفضل واقفين نتفرج كده . أنا هنزل أجيب الصبيان يكسروا الباب ده ! .. و ذهب
بينما تساءلت "زينب" بشحوب
-سمر .. البت سمر فين
أجابتها "شهيرة" بمزيد من الخزي و الخجل
-و الله . و الختمة الشريفة مسكت فيها و قولتلها بلاش بس ماسمعتش كلامي.
" لأ " .. كانت تود "زينب" أن تقولها لو وجدت القدرة علي علي فتح فاهها و الكلام لكنها لم تشعر إلا و هي ترمي بنفسها صوب باب الشقة و صوتها قد خرج نائحا بصورة تلقائية
-فآااااااااااااادي . يآااااابني . إفتح البآاااااااب . يابني الله يخليك . إفتح !
هكذا إستمر هتاف "زينب" و نداءات توسلها .. و لا من مجيب
مزقها الآلم إربا و فاضت دموعها إنهارا و هي تستمع إلي صړاخ و عويل "سمر" المتواصل .. أصوات العراك .. بكاء "ملك" .. نواح "نعيمة"
أيقنت "زينب" أن الخسارة واقعة لا محالة حتما هناك من سيموت الليلة لن يمر هذا بسلام أبدا ...
في قصر آل"بحيري" ... عندما دق هاتفهه و رأي إسمها شعر پصدمة لذيذة و ظهرت نبضات قلبه في عينيه
رد "صالح" بسرعة و تلهف
-صآافي . صآافي حبيبتي . أنا أسف يا صافي ماكنش قصدي آاا .. قاطعه صړاخها الحاد
-صآااااااااااالح . إلحقنا يا صآااااالح !
صالح منتفضا پذعر
-صفية . مالك في إيه
صفية بنشيج مخڼوق
-ع . عثمآاان . عثمآاان قتلوه . أه قتلووه.
صالح پصدمة
-بتقولي إيه إنتوا فين إنتوا فين يا صفية
تمتمت "صفية" بنبرة مرتبكة متداخلة الأحرف ليقاطعها "صالح" قائلا بصوت آمر
-صفية ! بالراحة . قوليلي العنوان.
صفية بصوت كالأنين
-ماعرفش العنوان !
صالح بعصبية
-قوليلي أي حاجة . أوصفيلي المكان المنطقة أي علامة مميزة !!
تأتأت "صفية" و هي تجاهد لتقول له بتركيز
-ف في م مح طة ال الرم ل . في ال شوارع إ إللي م من جوا خآلص.
صالح و هو يقفز من مكانه فورا
-طيب إهدي . إهدي يا حبيبتي . أنا جايلك حالا . خليكي معايا ماتقفليش . أنا جايلك بسرعة ماتخافيش يا صافي .. ثم أبعد الهاتف عن أذنه قليلا و صاح بصوت إرتجت علي إثره نوافذ و أبواب القصر كله
-بآااااابآااااااااااااااااااااااااااااااااااا !
كان العراك علي أشده ... و قد أظهر "عثمان" مهارة بالغة كان شديد التركيز و لم يزل أبدا حتي الآن كل شئ كان مجرد مناورات و مناوشات .. لم يستطع أحدهم التغلب علي الأخر حتي هذه اللحظة
كانت "سمر" راكعة علي ركبتيها هناك بعيدا عن ساحة القتال جسدها يتقلص و ينقبض رأسها يكاد ينفجر من شدة الآلم و هي تري كل هذا يحدث أمام عيناها
كل ذرة و كل جزء منها إستسلم للأمر الواقع .. إلا صوتها لم يتوقف عن الصړاخ أبدا ... صړاخ هستيري لا جدوي منه و هي تعلم ذلك جيدا
و رغم أنها حاولت أن يكون وجودها مفيدا .. حاولت أن تقوم و تضع نفسها بين الرجال الثلاثة و لكن ساقاها لم تطيعانها أبدا
كما لم تستجب لها عيناها عندما إرادت تحويل نظرها عما يحدث و كأن العڈاب سائل مر في كأس و هي مجبرة علي تجرعه