الجمعة 15 نوفمبر 2024

رواية زينب من 31 لل 40

انت في الصفحة 13 من 13 صفحات

موقع أيام نيوز

مين.
الشاب بضيق مصطنع
إنت ماتحتاجنيش أبدا إلا في المشاوير !
بقولك إيه مش عايز رغي كتير و بعدين إنت عارف إني معينك هنا ندورجي ببعتك تجيبلي أخبار الناس و بديك أجرك .. ثم قال بصرامة
إنجز بقي و ألحقها بسرعة قبل ما تمشي أحسن و الله أمشيك أنا و دلوقتي حالا.
الشاب بضحكة ساخرة
لا و علي إيه . هطير أنا أهو و هاجبيلك أخرها قبل أولها كمان ده إنت تؤمرني يا ريس.
و إنطلق متعقبا إثر الزائرة
بينما أمسك المدير بهاتفهه و أخذ يبحث في اللائحة عن إسم معين ...
في قصر آلبحيري ... تذهب هالة لتطمئن علي والدها
تجده جالسا في الظلام وحده غرفته هادئة تماما و كئيبة مثل كل شيء في البيت كله ..
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
تقترب منه ببطء ثم تركع أمام مقعده و تقول بصوت حزين
بابي ! إنت كويس .. يا بابي بليز رد عليا . هتفضل ساكت علطول كده !
رفعت بصوت خال من أي تعبير
عايزاني أقول إيه يا هالة مافيش كلام ممكن يتقال خلاص.
هالة و هي تمسك يده الكبيرة بكلتا يداها
إنت بقالك إسبوع علي الحال ده . لا بتاكل و لا بتشرب و حابس نفسك في الأوضة . حرام عليك يا بابي أنا و صالح محتاجينلك.
و هنا نظر رفعت إلي إبنته ..
تراقصت بعيناه الدموع و هو يقول
أخويا ماټ يا هالة . يحيى .. أخويا الصغير ماټ . ماټ و هو زعلان مني . أنا عمري . عمري ماتخيلت إن له في قلبي الحب ده كله . عمري ما فكرت إني هندم أووي كده علي كل موقف . كل لحظة زعلته فيها . كنت دايما بقول علي نفسي أنا الكبير . لكن هو إللي طول عمره كان الكبير . بأفعاله و تصرفاته . أنا كنت أخ وحش أوووي عمري ما حبيته عمري ما خدت بالي منه.
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
و أطرق رأسه مجهشا بالبكاء لتقوم هالة و تحتضنه بقوة قائلة
يا بابي كفاية . عشان خاطري كفاية ! .. كانت تبكي مثله الآن
رفعت بصوت كالأنين
ماكنش يستاهل مني كل الكره ده . نفسي أشوفه بس و لو لمرة واحدة . عايز أعتذرله و أترجاه يسامحني . يا ريتني كنت أنا إللي مت و هو إللي عاش علي الأقل كان ممكن يسامحني أنا ماستهلش أعيش بداله ماستهلش.
هالة بحزن شديد
يا بابي إسكت . كفاية بالله عليك . ربنا يخليك لينا أنا مستحيل أقدر أعيش منغيرك.
رفعت بمرارة حاړقة
و أنا دلوقتي بقيت لوحدي . أخويا سابني و مش هقدر أعيش منغيره . ماعادش ليا حد و لا ضهر . ماعادش ليا لازمة !
في سيارة عثمان البحيري ... يركن قريبا من الشاطئ ثم يترك سيارته و يمضي بإتجاه البحر
يجلس فوق الرمال بعيدا عن الأمواج قليلا غير عابئ بتلويث ملابسه السوداء
ينظر إلي السماء الحالكة الملبدة بالغيوم و المرصعة بالنجوم ... يطلق تنهيدة حارة مطولة ثم يخرج هاتفهه من جيب سترته و بدون تردد يتصل بها ..
يأتي صوتها بعد لحظات
ألو !
40
خارج عن السيطرة !
تفتح سمر عيناها ... تستقبل ضوء صباح جديد
بقت مستلقية لدقائق في سريرها تحصي دقات قلبها المتسارعة و تتساءل عن سبب تعرق راحتي يديها ..
ربما لأنها ستقابل عثمان اليوم ! ... لقد سبق و قطعت وعدا للجارة زينب بإنها لن تسمح له بإن يختلي بها مجددا لن تلتقي به بمفردها أبدا
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
و لكنها لا تعلم .. لماذا منحته البارحة موافقتها بسهولة هكذا .. لماذا حاز علي عطفها .. لماذا أشفقت عليه لماذا لمستها نبرة الحزن في صوته
لم تشعر سمر بحاجة لتناول فطورها الآن فقامت بإطعام ملك ثم بدلت ثيابها و أخذتها و نزلت لتسلمها كالعادة للسيدة العطوفة التي تهتم بها ..
أهلا أهلا بالقطقوطة الصغننة بتاعتي ! .. هدلت زينب بإبتسامة عريضة و هي تفتح ذراعاها لتتلقي ملك
مدت سمر ذراعيها مبتسمة هي الأخري و ناولتها الصغيرة قائلة
القطقوطة الصغننة بتاعتك بقت شقية و فظيعة خآالص تعبتني.
زينب بضحك
و ماله ياختي تتشاقي ما كل العيال كده هتيجي عليها يعني .. ثم سألتها بسماحة
إيه رايحة الشغل و لا إيه
سمر بخفوت و توتر
إحم . لأ يا ماما زينب مش رايحة الشغل.
زينب بدهشة
أومال رايحة فين علي الصبح كده !!
إرتعشت أنفاسها و هي تدفعها بلطف إلي داخل الشقة ... أقفلت الباب بروية ثم أجابتها بهدوء حذر
ماما زينب . منغير ما تتعصبي . أنا رايحة أقابله.
زينب ببلاهة
رايحة تقابلي مين !
سمر بتردد
ع عثمان يا ماما زينب . هيكون مين يعني !
مر وقت قصير و زينب تكرر الكلمات في ذهنها مرات عدة مدققة في كل كلمة لكي تستطع معرفة هدفها الحقيقي ..
إنتي إتجننتي !! .. صاحت زينب پغضب
سمر بلطف
إهدي بس يا ماما زينب هفهمك.
زينب بإنفعال
هتفهميني إيه إنتي كده بتسرحي بيا يا سمر أو بتاخديني علي أد عقلي . إنتي مش وعدتيني إنك هتستسلميله تاني
سمر بوهن
يا ماما زينب لو سمحتي إسمعيني . أنا مش رايحة أقابله عشان حاجة . ما إنتي عارفة إن والده إتوفي الإسبوع إللي فات.
زينب بإستهجان
الله يرحمه و يحسن إليه ياستي بس إنتي مالك يعني هياخدك و يقرا عليه في الترب مثلا !
سمر بإنزعاج
حرام كده يا ماما زينب . الراجل في ذمة الله دلوقتي ماينفعش نتريق عليه بالشكل ده مايجوزش عليه غير الرحمة.
تنهدت زينب بضيق و قالت
أنا ماقولتش حاجة يابنتي . بس أنا مضايقة منك و من المماطلة و الكر و الفر إللي بينك و بينه . ما تجيبهاله علي بلاطة كده و قوليله إن إللي بينكوا إنتهي و خلصي نفسك من القرف ده.
سمر بنبرة تفيض حزنا
يعني إنتي فكراني مبسوطة بحالي معاه أنا لحد دلوقتي بستحقره و و لا مرة حسيت معاه بالآمان.
زينب بتعجب
أومال ليه ساكتة عليه لحد دلوقتي و رايحة تقابليه ليه !
صعبان عليا !
زينب بإستنكار ممزوج بالذهول
نعم ياختي !
تنفست سمر بعمق و ردت متأثرة بالمشاعر التي أخذت تجيش بصدرها الآن
لما كلمني إمبارح . حسيت في صوته نبرة حزن كبيرة أوي .. حسيت بالبرد في صوته . حسيت إنه شرد من نفسه . إنه غرقان و مش عارف يتنفس .. أنا مريت بإللي مر بيه يا ماما زينب و عارفة كويس يعني إيه خسارة أب أو أم . هو يمكن غني جدا و معاه فلوس تعيشه طول عمره مش محتاج لحد . بس الأب و الأم هيفضلوا أغلي حاجة في حياة ولادهم . أغلي من كنور الدنيا و مافيش حاجة ممكن تعوض غيابهم.
نظرت لها زينب
بيأس و قالت
يعني مصممة تروحيله هتعملي فيها طيبة و هتسيبيه يستغلك تاني حتي بعد ما عرفتي إن علاقتكوا حرام !
يا ماما زينب إطمني أكيد مش بيفكر دلوقتي في الحاجات دي هو في إيه و لا إيه بس
زينب بحنق
إنتي هتجنيني يابت عايزة تفهميني إنه عايزك عشان طمعان في شوية حنان !!
إنفجرت سمر ضاحكة رغما عنها بعد تلفظ زينب بالجملة الأخيرة لتوبخها السيدة بغيظ
و كمان بتضحكي
أقلعت سمر عن الضحك سريعا ثم قالت بجدية
ماما زينب . هو

فعلا طمعان في شوية حنان . و أنا مش هقدر أبخل عليه بحاجة بسيطة زي دي حتي لو بكرهه . هو طلب مني كده . أنسي مشاعري تجاهه شوية و أكون لطيفة معاه و بس . و بعدين مهما كان هو بردو ساعدني و أنقذ حياة أختي.
زينب بحدة
و خد المقابل غآاالي أووي . خد مستقبلك و ضيعه.
سمر بصرامة
خلاص مش هياخد مني حاجة تاني . ده عهد خدته علي نفسي !
في قصر آلبحيري ... تردد رفعت كثيرا قبل الإقبال علي هذه الخطوة
لكنه وجد الأمر سهلا سيذهب ليطمئن عليها فقط ... علي كل .. مشاعره حبه عشقه الصامت و القديم لها كل شئ صار طي النسيان الآن بل و منذ ۏفاة أخيه
و كأنها الصڤعة التي هوت علي وجهه و أفاقته من تلك الغيبوبة فأميرته لم و لن تكن له أبدا و عليه ألا يبقي مسحورا بها بعد الآن .. فقد أدرك متأخرا حقيقة أنها زوجة أخيه و أم لرجل ناضج و فتاة بالغة
مشي رفعت متجها صوب غرفتها لتقابله صفية بمنتصف الرواق ..
أنكل رفعت ! صباح الخير .. قالتها صفية بإبتسامة شاحبة
رفعت بإبتسامة متوترة بعض الشئ
صباح النور يا صافي . إيه جاية من عند ماما !
أيوه يا أنكل . صحيت من ربع ساعة و ميعاد الدوا بتاعها كمان شوية لازم تفطر الأول قبل ما تاخده فقلت أنزل أعملها الفطار بنفسي.
رفعت بإهتمام
هي حالتها وصلت لفين دلوقتي ماتحسنتش
صفية و قد تهدل كتفاها بحزن
مش أوي يا أنكل . مامي إنطفت !
آلمه الوصف فتكلم بصوت متحشرج و كأن هناك شئ عالق بحنجرته
لسا ما بتتكلمش
هزت صفية رأسها سلبا
لسا.
طيب بتتواصلي معاها إزاي !
الدكتور قالها لو حبت تتكلم مع حد فينا ممكن تكتب إللي هي عايزاه علي الورق . و ساعات بتعمل كده فعلا.
أومأ رفعت بتفهم بينما إستأذنته صفية بأدب
عن أذنك يا أنكل . هنزل أجيب الفطار عشان ماتأخرش علي ماما.
رفعت بإبتسامة لم تصل إلي عينيه
إتفضلي يا حبيبتي.
ذهبت صفية ... ليستأنف رفعت سيره بإتجاه غرفة فريال ..
يطرق بابها مرتين ثم يدير المقبض و يلج ببطء ..
كانت نصف ممدة في السرير الكبير يغطي نصفها السفلي لحاف سميك باللون الأبيض .. تماما مثل وجهها الشاحب حتي البياض
كان جفناها مطبقين حين شعرت بظل يمتص بقايا ضوء الغرفة المتسلل عبر جوانب عيناها ..
أزاحت أهدابها بتثاقل لتتمكن من الرؤية ... تفاجأت عندما رأته يقف أمامها حقا تفاجأت و تملكها ڠضب شديد
أرادت أن تصرخ في هذه اللحظة و تطرده من هنا فورا و بالفعل فتحت فمها لتقصفه پعنف ... لكنها أغلقته ثانية عندما وجدت صعوبة في النطق مجددا
أحست بالعجز الآن فقط و إستسلمت للقدر مقهورة بينما رمقها بعينين معذبتين و كره نفسه أكثر حين طفقت تحدجه بنظرات إتهام مشمئزة ..
صباح الخير ! .. قالها رفعت بصوت مبحوح و تابع
إزيك سلامتك . عاملة إيه دلوقتي يا أم عثمان !
طعنته بنظرة بغض ساخرة ليعض علي شفته بقوة و يطرق رأسه شاعرا بالخجل منها ..
يجلس رفعت علي كرسي محاذيا للفراش ثم يقول دون أن يرفع وجهه إليها
أنا عارف إن أي كلام مش ممكن يسكن چرحك أو چرح أي حد فينا . يحيى
كان شئ مهم في حياتنا كلنا . كان مهم في حياتي أنا شخصيا رغم إني أخوه الكبير .. يحيى صحيح مش معانا بجسمه . بس أنا متأكد إنه معانا بروحه .. ثم نظر لها و أكمل
أنا متأكد إنه هنا معانا يا فريال . متأكد إنه شايفنا و شايفك إنتي بالأخص . الحب إللي بينكوا قوي أوي مش سهل ينتهي و لو حتي بالمۏت . و بما إنك كنتي و لسا أغلي إنسانة علي قلب أخويا مش عايزك تفضلي زعلانة كده . حالتك لا يمكن تكون عجباه أكيد بيتعذب و هو شايفك تعبانة بالشكل ده و مش قادرة تتكلمي .. و غير كل ده . إنتي لازم تكوني مؤمنة بقضاء ربنا يا فريال . ده عمره و لو ماكانش ماټ في الحاډثة كان ھيموت هنا علي سريره.
لو كانت النظرات ټقتل لكان رفعت الآن في تابوت ... قذفته فريال بنظرة فتاكة إهتاجت أنفاسها و هي تتلفت ياحثة عن المجلد الذي أعطاه لها الطبيب
عثرت عليه بين الأغطية و إلتقطت القلم ثم بدأت بالكتابة فيما يراقبها رفعت بإهتمام ... إنتهت و رفعت الورقة أمام ناظريه ..
إنت إللي قټلته . مش هسيبك يا رفعت هاخد بتاره منك . إنت فاكرني ممكن أعيش لحظة منغير أخوك أنا في لحظتها كان سهل جدا أروح وراه بس لأ مش قبل ما أبعتك الأول هعيش و هرجع أقف علي رجلي عشان أموتك زي ما مۏته
إتسعت عينا رفعت و جحظتا من الصدمة ..
مش ممكن ! .. صاح رفعت مذهولا ..
إنتي .. إنتي متخيلة فعلا . إني ممكن أقتل أخويا متخيلة إني ممكن آا .. لم يكمل جملته ... أشاح بوجهه محاولا السيطرة علي غضبه قبل أن يتفاقم بشدة ثم واصل كلامه بحدة
إنتي أكيد الصدمة لسا مآثرة علي دماغك . لو كنتي قولتي أي حاجة تانية . لو كنتي عبرتي عن حزنك بأي طريقة غير الطريقة دي كنت هعذرك لكن لما خيالك يوصل للنقطة دي مش هتلاقي عندي أعذار يا فريال . يحيى ده أخويا قبل ما يكون جوزك و أبو ولادك فاهمة يعني إيه أخويا حتي لو كنت بحبك و لو كان هو سبقني و وصل لقلبك قبلي مش ممكن هفكر آذيه عشانك . يعني أنا ممكن أفكر أقتل أخويا عشان واحدة ست إستحالة أخسر أخويا عشانك أو عشان غيرك أو عشان أي حاجة في الدنيا !
في هذه اللحظة سمعا هما الإثنان صوت أشياء تنكسر قريبا منهما ... إلتفتا الشقيق و الزوجة معا ليشاهدا صفية ..
تفف متصلبة كتمثال من حجر و قد سقطت صينية الطعام من يدها ...

12  13 

انت في الصفحة 13 من 13 صفحات