رواية رحمة الفصل 5
الطبيب يتحدث بجدية
الحمد لله.. السيدة بخير والجنين ايضا بخير.. ولكننا استطعنا تثبيته بصعوبة شديدة لذلك أي مجهود ولو بسيط سيعرضها للاجهاض
اومأت والدته مؤكدة ثم انشغلت بالاسئلة التي بدأت تطرحها على الطبيب... متناسية تماما ان والدته لم تكن سوى حور......!
دلف عاصي بخطى مرتعشة نحو الغرفة... ليقع نظره على حور التي كانت تنظر للشرفة بشرود عميق... بملامح شاحبة.... وروح تبدو وكأنها مقتولة !!
ولكن للأسف اصبح يجلس على طرف الفراش وهو يهمش بصوت مبحوح
حور.....
لم تجيب... ولم تحرك رأسها لتنظر له حتى.. بقيت تحدق بالشرفة... وكأن كل حديثه فقد خاصية الجذب في تلك اللحظات المشحونة بشتى المشاعر...!!
أعلم أنك تكرهيني الان اكثر من اي شيء...
وللحظة عاد له غروره القاسې الذي تلبسه منذ مقټل اشقاءه فأكمل
ولا يهمني... انا انقذتك لأجل طفلي فقط !!
ثم عاد الخفوت النادم لصوته وهو يستطرد لها بنبرة عذبة
ولكن واجب علي أن اعتذر يا حور.. وإن كان يجب ان اعتذر لنفسي قبلا... اعتذر لنفسي على ضعفها امام شيطان الڠضب والجنون لانني لم اكن يوما هكذا.. لم اكن قاسې.. لم اكن عڼيف.. لم اكن حتى خاضع لتلك العشيرة والهذيان ذاك.. ولكن.... انا واثق أنك إن وضعتي نفسك بمكاني للحظات ستفعلي اكثر مني.. تخيلي للحظة أن اشقائك الاثنان قد قتلوا... وأنك عاجزة... مع ان الشعور بالعجز قاټل بالنسبة لي اكثر لاني رجل.. وتخيلي أنه لا يوجد بيدك طريقة للاڼتقام سوى تخليص حقك ممن لا دخل له... ماذا ستفعلي انا روحي تحترق يا حور... اشعر أنني ابتلع الجمر كلما تحدثت معك او تذكرت أن من قتلوا اشقائي هم اشقائك اللذان تدافعين عنهم حتى تلك اللحظة !!!
فأشاحت بوجهها بعيدا عنه وهي تهمس بصوت مخټنق
هل أنهيت كلامك يمكنك المغادرة اريد ان ارتاح الان
وتابعت بسخرية
إن كان لا يضايق حضرة الباشا عاصي الشهاوي
ألم تكن هي واهلها المخطئين وهم الضحېة !! كيف اصبح هو بليلة وضحاها المخطئ واصبحت هي الضحېة.....!
ولكنه رغم ذلك مد يده يمسك وجهها برفق حتى نظرت له... وما إن قابلته عيناها المتحجرة بالدموع همس
أسف... سامحيني !!
توترت نظراتها التي كانت جامدة منذ لحظات فقط.. خاصة وهي تجده يميل ببطء نحوها... لوهلة ظنت انه سيقبلها ولكنه عاكس ظنونها حينما طبع قبلة