الجمعة 20 ديسمبر 2024

رواية سلوي القصل 9

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

عدي...نظرت إلي اللوحة الخاصة بها عينيها متسعة بذهول وإنبهار....هل هي جميلة لتلك الدرجة ...اقتربت من اللوحة وهو تتلمسها بكفها بينما ابتسامة مهتزة ترتسم علي شفتيها ...مباردته تلك سلبت قلبها .
.تصاعدت دموع التأثر بعينيها وقالت
مش عارفة اتكلم ...اللوحة مبهرة ...أنا ...
توقفت الكلمات في حلقها وانسابت دموعها ولكنها ابتسمت وهي تمسح دموعها التي تساقطت ثم استدارت وقالت
امتي رسمت اللوحة دي !
من اول يوم شوفتك فيها ...
واجابته صډمتها تماما ...اتسعت عينيها وقد شعرت بتصاعد التوتر بينهما ...اقترب منها وقال
من اول ما شوفتك يا ملاك وملامحك انطباعا في قلبي ...أنا ....
شعرت بالذعر لذلك غيرت مجري الحديث بسرعة وقالت
مش هتوريني باقي اللوحات أنا عايزة اشوفهم كلهم ...علي فكرة انت ممكن تعمل معرض و....
ولكنها لم يدعها تتم كلامها بل امسك كفها وقال
ملاك بس اسمعيني أنا حابب اتكلم ...أنا ....
حررت كفها منه وهي تبتعد وتقول
حابة اشوف اللوحة دي ..
وأشارت إلي لوحة كبيرة مغطاه بقماش باللون الاسود ....توتر عدي ..وحاول تشتيتها ولكنها ذهبت وازاحت القماش لتقف مبهورة وهي تري لوحة لامرأة سمراء بعيون بنية واسعة وشعر مجعد...كانت تبدو جميلة للغاية ...هي لم ترى إمرأة بهذا الجمال من قبل ...في حياتها كلها لم تري وجه يمتلك كل تلك الجاذبية.. 
مين دي!!
ابتلع عدي ريقه وقال
دي ليالي ..تبقي خطيبتي القديمة ....
والحسړة في نبرته جعلتها تشتعل من الغيرة ....
انت خاطب !
قالتها بغيرة لم تستطع السيطرة عليها ...ابتسم بخبث وقال
كنت .
بس انت مش قادر تنساها صح ...عشان كده رسمتها ...
لا أنا ...
متكدبش...انت لسه بتحبها ...لو مكنتش بتحبها مكنتش هتحتفظ برسمتها ...لسه بتفكر فيها و ...
قاطعها بينما عينيه تبرقان بقوة
حتى لو لسه بحبها ...أنت ايه مشكلتك !
بهتت وهي تنظر إليه ليكمل وهو يقترب أكثر حتي اختلطت انفاسهما وقال
لتكوني بتغيري...
وها هو بمهارة يلقي شباكه علي فريسته!!!
.... ......... 
في اليوم التالي مساءا 
وقفت أمام المرآة وهي تتطلع الي انعكاسها....بدت فعلا جميلة للغاية .بفستانها الازرق الرقيق ...والقلادة الزرقاء التي ترتاح علي نحرها ...شعرها القصير يعانق عنقها بينما التقطت احمر شفاه باهت ومررته علي شفتيها ..ابتعدت وهي تنظر للنتيجة برضا تام ...تعترف أن تلك المرة اهتمت كثيرا بمظهرها لأنها بالفعل قررت طرد يوسف خارج قلبها وحياتها ...تنهدت وهي تهز راسها ....لا لن تفكر به اليوم ...اليوم يومها هي ...خرجت من الغرفة وهي ترفع رأسها أمسكت بصينية العصائر ثم ذهبت الي صالة المنزل لتقديم الضيافة بينما علي شفتيها ابتسامة جميلة ...
بعد الترحيبات الحارة من أهل العريس جلست حياة وهي تطرق برأسها ...كان قلبها يقصف بقوة من شدة التوتر ...الآن هي تبدأ حياة من جديد ...قررت ټمزيق ذكرياتها مع يوسف وصنع ذكريات اخري ...تتمني أن تكون جميلة ...زاد معدل التوتر عندما سمعت والدة العريس تقول 
يالا نسيبهم لوحدهم ...
وما هي الا ثواني حتي
اختفي الجميع وبقي هو فقط ...رفعت حياة عينيها وهي تتطلع إليه ...كان منظره حسنا ...يمتلك قدر من الوسامة والذكاء أيضا ...هذا يظهر في عينيه البنية اللامعة ...شعره طويل قليلا يغطي عنقه ...يرتدي حلة سوداء تزيده جاذبية بينما ابتسامة لطيفة ترتاح علي شفتيه ...ابتسم حسام وهو ينظر إلي خجلها وقال 
متقلقيش مش هأكلك...احنا بس هنتعرف ولو اتفقنا يبقي بشړة خير ...
أنا حسام مختار ابن طنط مريم تعرفيها طبعا ..كنت بدرس طب برة مصر وجيت من ست شهور وفتحت عيادتي هنا وقررت أن آن الأوان أسس عيلة...أنا ميسور ماديا ومش بدخن ولا هخونك متقلقيش ...
ضحكت حياة ليبتسم ويقول
علي فكرة ضحكتك حلوة اووي ...
اطرقت برأسها بخجل ...فتنهد هو وأكمل
عايزة بس اطمن أن لو وافقت عليا ميكونش حد ضغط عليك ...حابب علاقتنا تكون مبنية علي الصراحة التامة ...لو موافقة عليا قولي ولو رافضة كمان قولي مش هزعل...
نظرت إليه حياة بعمق ...ملامحه اللطيفة وابتسامته المشجعة ...ابتسمت له في المقابل وهي تفكر هل تخبره الحقيقة ...هل تخبره أنها تحب آخر ...فهي لا تريد أن تخدعه ...
عايزة تقولي حاجة !
نبرته الهادئة جذبت انتباهها وشجعتها علي الاعتراف بكل ما في قلبها ...
اطرقت وهي تقول
انا خارجة من تجربة فاشلة ...الموضوع بقاله وقت بس لسه قلبي متعلق باللي كان خطيبي واللي هو 
ابن خالتك في نفس الوقت 
قالها بهدوء لتهز رأسها ثم تكمل
بس انا قررت انساه للأبد ...قررت موقفش حياتي علي حد ...هقدر اتجاوزه بس من حقك تعرف إن مشاعري متحركتش ليك ...
كان ينظر إليها بإعجاب وتقدير وقال
تعرفي انك شبهي ...عشان كده انا متفائل بالعلاقة دي لو تمت...
مش فاهمة 
قالتها بارتباك ليتنهد هو ويقول
تقدري تقولي اني برضه خارج من علاقة فاشلة استنزفتني ماديا وعاطفيا وحسيت أن جه الوقت عشان أتجاوز اللي حصل وأنت اكتر من مثالية ليا يا حياة...الموضوع بسيط ...احنا هنساعد بعض عشان ننسي اللي خذلونا ونعمل خطوبة ونشوف لو هنقدر نكمل مع بعض ها ايه رايك ...
اديني فرصة افكر ...
قالتها منهية الحديث. 
.......
بعد أن ذهبوا أهل العريس تقدم والد حياة منها وقال
ها يا بنتي رايك !
نظرت إلي والدها وهي تفكر أن تلك فرصتها الوحيدة لتنسي يوسف فقالت
موافقة عليه يا بابا

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات