أحنا منسواش حاجة من غير سليم اللي شايلنا من صغره دي جزاته يعني.
كان الھجوم مندفع من فم منال في ڠضب تملك منها وانقلب الوضع فجأة فوق زيدان فحاولت شمس تخفيف الأمر عليه قليلا بعد أن وقف الجميع ضده
اهدي يا ماما أكيد زيدان اختلط عليه الأمر بس وميقصدش أكيد كلامه.
هزت منال رأسها في انفعال لتقول
لا يا شمس يقصد وده اللي مزعلني منه واقف ضد اخوه لمجرد إن أبوه قال جاي من عند سليم طب ما هو يا محترم كان واخد نهى لميرڤت مش يمكن هي السبب في كده.
أغلق زيدان عيناه بسخط ولم يعرف السخط من من من نفسه المتهورة التي ركضت فوق سبب يلقي به فوق أعتاق سليم كي يطفئ النيران المشټعلة به بعد مۏت والده بين يديه أم نفسه التي فجأة وجدت نفسها في حالة من الإستنكار لكل شيء حتى هجوم والدته لم يفسر لم أصابته الغيرة حينما وجد الجميع ضده وهو لم يعتاد على هذا ولوهله أحس بنفس مرارة العلقم التي كان يتذوقها سليم طيلة عمره.
فر من عيونهم المهاجمة ما عدا هو لم يرفعها بل ظل على حالة الاستكانة الغريبة عليه وهذا ما أوجعه كثيرا لم يحبذ أن يلعب دور الظالم أبدا مع أخيه لذا غادر الشقة دون أن يخرج أسفا كان سيطفأ به لهيب الڠضب المحاوط بهم.
أما سليم أخيرا رفع عيناه وصوبها نحو والدته مستغربا حالة الھجوم الشرس التي تلبستها من أجله لم يعتاد على هذا الشيء من قبل لذا لم يشعر بحلاوته أبدا فكانت نظراته تخبرها بسؤالا مستنكر.. وكأنك تأخرتي كثيرا يا أمي فأخفت عيناها عنه بعدما لامس الندم ذاتها من جديد.
غادر سليم هو الأخر وصعد الدرج بنفس حالة الهدوء المسيطرة عليه دخل شقته بخطواته الهادئة وشمس خلفه تركض لتلاحقه ثم دخل المرحاض وأغلق الباب في وجهها وفتح صنبور الاستحمام على اخره وتحرك أسفل المياه الغزيرة محررا قيود عيناه في لحظة كان يتوق إليها ومن ثم انمهرت دموعه لأول مرة منذ أن وقع فوق عاتقه المسؤولية الأزلية بكى بصمت..بكى حزنا لفراق أبيه المساند الوحيد له المربت فوق جراحه دائما بكلماته الحنونه بنظراته الصادقة فراق لم ولن يعوضه أحدا اجتاحت مرارة الفقد جوفه واهتز كيانه كلما تذكر وهو يقوم بغسل والده ليشيعه لمثواه الأخير حتى النظرة الأخيرة التي احتفظ بها غرست بعقله تذكر رعشة يده وهو يضعه بالقپر وحده فإختلج قلبه حزنا وهاجت مشاعره شاعرا بالضياع فكان حاله يشبه طفل فقد والده وشعر بقسۏة اليتم لأول مرة.
جلس بحوض الاستحمام حينما خارت قواه التي كان يتمسك بها وظل يبكي بصمت وهو يضع وجهه بين يديه وذلك بعد شعوره بالتعب من كل شيء حوله من عائلته من مشاعره الحزينة المتأصلة به من ندبات فؤاده التي يوما سينهي حياته بيده بسببها مازالت تتفتح چروحه تقسو آلامه حتى الظلام رفض تركه بل حاوطه في بقعة لا يسمع بها سوى كلمات زيدان واتهاماته البشعة بحقه لم يقو على حق الدفاع عن نفسه ولم من الأساس والاتهام يأتي من أقرب الاشخاص إليه لم يكن متوقعا أن يمر بمرارة جديدة مغلفة بقسۏة الأهل والأحباب.
انتبه لفتح الباب بمفتاح من الخارج ثم دخلت شمس والتي يبدو سئمت من محاولاتها للدخول او خروجه هو وحينما وقع بصرها عليه بذلك الضعف المسيطر عليه والتي أول مرة تراه هكذا طالما كان سليم القوي بعينيها والذي لن يهزمه شيء