رواية خالد 32
انت في الصفحة 1 من 4 صفحات
الفصل الثانى والثلاثون
وهذا الذى بيننا واد صغير بين جبال شاهقة ..
يوما يجف ويوما تنحدر بين جنباته سيول جارفة ..
يوما تذبل ورود خريفه ويوما بين تصدعات جباله تجد الورود مبتسمة مفعمة بالحياة وناعمة ..
وهذا العشق إنما لغزا يكبر ويكون يافعا قويا كلما ضړبته العاصفة ...
لا يدرى مؤيد كيف نفض عنه صډمته وجزعه وهو يسرع إليها فى ثوان..يجثو على ركبتيه بجانبها..يرفع الجزء العلوى من جسدها عن الأرض..يسنده بإحدى ذراعيه بينما بيده الحرة يضع إصبعيه السبابة والوسطى على العرق البارز فى عنقها..ليزفر بقوة وهو يشعر بخفقاتها..حتى وإن كانت ضعيفة بعض الشئ فالأهم أنها حية..فتحت عيونها ببطئ لتطالعه..ليقول لها مؤيد بلهفة وعيون إمتلأت بالقلق والإضطراب
إبتلعت ريقها بصعوبة وهي تقول بضعف
ملوش لزوم..لو سمحت بس.. هاتلى.. شنطتى..جواها الدوا..ومتجيبش ..مية.
عقد حاجبيه لايدرى عما تتحدث ولكنه تركها برفق وذهب بسرعة إلى الردهة يبحث عن حقيبتها حتى وجدها..ليسرع بها إليها ويجثو على ركبتيه مجددا يمنحها الحقيبة بعد أن فتحها..لتسحب من الحقيبة علبة من الدواء تأخذ منها قرصا ..تضعه فى فمها على الفور..يتابعها مؤيد بقلق ينهش أحشائه ..يتساءل عن هذا الدواء الذى ما إن أخذته لين حتى عاد بعض اللون إلى وجهها..وأصبح تنفسها أكثر إنتظاما ..ليحملها بين يديه ويدخل بها إلى الحجرة..يمددها على السرير ..إبتعد عنها ولكنه لم يبارح المكان قربها..يتأملها بملامح قلقة..أدركتها..لتدرك من تلك الملامح أنه مازال يحمل لها فى قلبه شيئا..ربما بعض مشاعر من الماضى لتقرر أن تبوح له بمكنون قلبها..حتى وإن شحذت منه الحب والإهتمام كما قال..فهذا أهون من فراق لن تحتمله..وكاد أن ېقتلها..أفاقت من أفكارها على صوته وهو يقول لها بتوتر
أومأت برأسها بهدوء..ليستطرد قائلا
كان مالك يالين وإيه الدوا اللى أخدتيه ده
أطرقت برأسها قائلة بضعف
ده دوا الدكتور وصفهولى عشان أقدر أتنفس.
قال لها وقلبه يتوجس خيفة من كلماتها
وليه محتاجة الدوا ده
رفعت إليه عيناها تقول بتوتر
بعد ما إنفصلنا ..إنهرت نفسيا وإضطريت أدخل المصحة.
إتسعت عيناه بشدة..ليردد قائلا پصدمة
أومأت برأسها بهدوء ثم قالت
مكنش جنبى حد ساعتها يقوينى على محنتى..خالد وكان مختفى..ليلة وفى دراستها ورواياتها..حتى سها صاحبتى كانت مشغولة أيامها بمرض والدتها..إحساسى بالوحدة والخېانة دمرنى وإبتدت تظهر علية أعراض حالة نفسية عاملة زي الفوبيا..الحالة دى كانت بتأثر على قلبى..أول ما أتوتر أو أزعل جامد تزيد دقاته أوى ويوجعنى صدرى وأحس إنى مش قادرة أتنفس..وللأسف الدكتور قاللى إن ممكن الحالة النفسية تأثر فعلا على القلب وساعتها ....
الدوا ده أصبح بالنسبة لى شئ أساسى وضرورى عشان أقدر أعيش..مقدرش أمشى من غيره..لما بتجيلى الأزمة باخد الحباية وببقى كويسة.
ظل مؤيد صامتا ..يستوعب كلماتها ..يتذكر تأكيد خالد عليها عندما إختطفها مؤيد على أنها تحتفظ بدوائها معها..إذا فقد كان يقصد هذا الدواء..دق قلبه پعنف..يخشى عليها من تلك الأزمة إن واجههتها وهي وحيدة أو غير مستعدة..كما كانت منذ لحظات..لينوى ان لا يفارقها قط ومنذ تلك اللحظة..إستطردت لين وهي تمد يدها تمسك يد مؤيد لينظر إلى كفها الصغير الذى تمسك بكفه..ثم عاد بنظراته إليها ..وهي تستطرد قائلة بندم
قاطعها بأن إقترب منها تفاجأت
بها وبقوة تلك المشاعر التى