رواية دلال بارت 31
انت في الصفحة 1 من 7 صفحات
فصل الواحد والثلاثون
اما دلال لم تستمع لها بل رفعت يدها بكل اصرار ان تجعلها تتجرع من نفس الكأس الذي تذوقت منها والدتها وهي تقول
دوقي من الي دوقتي لغيرك
ختمت كلامها وهي تدفعها من الدرج ليصدح صوت صړاخ عنايات بكل ارجاء السرايا وهي تتدحرج على طول السلم لتستقر بنهاية المطاف على الارض وهي تمسك أسفل بطنها پألم شديد
رفعت عينيها بضعف نحوها لتجدها تقف بالاعلى وتنظر لها وهناك شبح أبتسامه انرسمت بكل بتشفي على شفتيها خاصتا عندما شعرت بماء حار اخذ يتدفق من بين ساقيها ليبللها مع زيادة الۏجع لاضعاف
أما دلال كانت من اعلى السلم تنظر لها ببرود لم تشعر بالندم ولو قيد شعره بل العكس كانت تتمعن بكل تعبير منها وتتشربه بسعادة لتغذي روحها
أخذت تنزل الدرج بهدوء شديد ولم تزحزح نظرها عنها ولو جزء من الثانية وكأنه عرض خاص تخاف ان يفوتها لو رمشت وما ان وصلتها حتى جلست على ركبتيها وهمست
جن جنون عنايات من ماسمعت واخذت ترجف بحالتها هذا لتهمس لها دلال مره اخرى
أشربي من نفس الكاس بالهنا والشفه
ختمت كلامها ثم اخذت تصرخ بهلع وهي ټضرب على خدها يالهووووووي يالهووووي الحقوني
خرجت على صوتها نرجس والعمدة الذي كانت عليه معالم التعب واضحه جدا ليدخل اسماعيل ايضا من الخارج وما ان ركضوا نحوها حتى أنصدمو الثلاثة من منظر عنايات التي كانت غارفة بدمائها ولا حول ولا قوة لها برغم كل جبروتها طول السنين التي مضت
والتي وصلت بسرعة أي بدقائق معدودة وحملتها نحو اقرب مستشفى عندما رأت الحالة خطړة
يلحق بها كل من إسماعيل والعمدة ودلال التي اصرت على الذهاب معهم بعدما أتقنت البكاء والإنهيار على زوجة ابيها واخيها الذي لم يرى
على الجهة الاخرى في فيلا المستشار
كانت مليكة تتمشى بشرود بالحديقة الامامية وهي تنظر الى القمر الذي يختبئ تارة خلف الغيوم وتارة اخرى يكون واضح للعيان
لتجلس بجانب حمام السباحة بعدما تمكن منها الحزن حرفيا لا تعرف ماذا تفعل تشعر بالضياع والقهر لتشرد بعالم اخر عندما اخذت تتهافت عليها
ذكرى ماحصل معها وهي تعيد الحوار الذي دار بينها وبين سامر بعدما اتصلت به وطلبت رأيته
كانت مليكة تقف امام البحر الهائج بأمواجه التي تتلاطم بدون هداوه لتتطاير خصلاة شعرها بفعل الهواء وهي تنتظر قدومه منذ مايقارب ساعة
....تأخر عليها جدا لدرجة بإنها قررت الرجوع لمنزلها ظنا منها بإنه يرفض مقابلتها
ولكنها ما ان التفتت لتعود الى سيارتها حتى وجدته يقف خلفها وينظر لها من بعيد على مايبدو بأنه يقف هنا منذ مدة زمنية ليست بالقليلة فقط يتمعن بها
اخذ يقترب منها وما ان وصلها حتى وجدها تقول
بسخرية ما لسه بدري كنت تأخر كم ساعة كمان
تخطاها و وقف يعطيها ظهره و وجهه نحو البحر الذي كان يعصف بهيجان كمشاعره وهو يقول ببرود
ماكنتش ناوي أجي اصلا
ليه ....قالتها بحړقة وهي تسحبه من مرفقه لتجعله رغما عنه ينظر لها لتجده يرد ببرود اقوى من سابقه
مش عايز اشوفك
ابعدت يدها عنه