رواية ندي الفصول من 31-40
انت في الصفحة 51 من 51 صفحات
خصرها ويميل عليها من الخلف هاتفا بعبث
بتعملي إيه !
صړخت جلنار بهلع والتفتت بجسدها فورا في قسمات وجه مزعورة ودون قصد لامست يديها الممتلئة بالشكولاته وجهه ولحيته تجمد بأرضه وهو يشعر بوجهه ولحيته امتلأت بالشوكولاته بينما هنا فاڼفجرت ضاحكة وبادلتها جلنار التي بعد لحظات من صډمتها بظهوره المفاجيء وما حدث بعد ذلك اڼفجرت هي الأخرى على مظهره
رفع أنامله لوجهه يمسح الشوكولاته ثم ينزل أصابعه ويتطلع إليه بسكون ويرفع نظره لهم باستنكار على ضحكهم وكانت ثواني معدودة قبل أن تميل هنا ناحية الصحن الممتليء بالشوكولاته وتغرس يديها فيه ثم تخرجها و تمسك وجه أمها لتلطخها هي الأخرى بالشوكولاته شهقت جلنار پصدمة وسرعان ما ضحكت وغارت على ابنتها تداعبها وتلطخ وجهها أيضا مثلهم وسط صوت ضحكاتهم التي ملأت المنزل بأكمله يقف هو يتابعهم مبتسما بدفء وسعادة تلك الأجواء العائلية البسيطة تنسيه أي حزن أو ألم يسكن قلبه وحين يراهم يضحكون هكذا يرفرف قلبه بسعادة غامرة داعيا الله أن يمكنه من رسم الضحكة والبسمة على وجههم دائما
شوكولاته بالرمان !
فغرت عيناها وفمها بدهشة وصعدت الحمرة البسيطة لوجنتيها ولم تلبث حتى وجدته يبتعد ويسير لخارج المطبخ وحمدت ربها أن ابنتها لم تلاحظ وكانت منشغلة بمص الشوكولاته من فوق إصبعها الصغير
جلنار بغيظ متصنع وهي تضحك
عاجبك كدا يا هنون اهي الكيكة باظت خلاص
ضحكت الصغيرة بقوة وأجابت باستمتاع
يلا نلعب تاني يا مامي
اهاا عشان بابي يعلقنا أنا وإنتي المرة دي
ضحكت برقة وهي تكتم على فمها بكفيها الصغيرين في لطافة لا تحتمل جعلت جلنار تنحنى عليها تلثمها بعدة قبلات متفرقة هاتفة في حب أمومي صادق
ارتمت على والدتها تعانقها وتهتف في رقة
وإنتي كمان حبيبتي يامامي
بعد دقائق طويلة نسبيا
خرج من الحمام بعدما غسل وجهه جيدا وكان يمسك بالمنشفة الصغيرة يجفف وجهه من الماء وإذا بلحظة مفاجأة تقذف صورة فريدة لذهنه تسمرت يديه عن الحركة واحتدمت ملامحه وهو يتذكرها لا إراديا فنسيان ما فعلته به لن يكون سهلا سيظل الچرح يألمه ولن يلتئم أبدا ليتها أخبرته بوضوح أنها لا تحبه وطلبت الانفصال وكان كل شيء انتهى بينهم بهدوء لكنها خلفت ورائها چرح عميق لن تداويه السنين سيظل يذكره بها للأبد وبكل مرة يتذكرها سيزداد كره لها أكثر
عدنان !
نفرها من ذهنه كالقمامة تماما وثبت كامل تركيزه على زوجته متمتما
نعم !
إنت كويس !
رفع يده يمرر إبهامه برفق فوق وجنتها مجيبا بخفوت
أنا كويس طول ما إنتي وهنا جمبي
ابتسمت له بحب ثم رفعت يدها الناعمة تحتضن بها كفه الذي فوق وجنتها وتهمس باهتمام وقلق
في حاجة حصلت وضايقتك طيب
رأت ثغره يفسح عن ابتسامة عريضة ويتمتم بغمزة ماكرة
فلنفترض إني مضايق هتعملي إيه !!
سكتت للحظات بتفكير ثم ردت بخفوت جميل وابتسامة شبه حزينة
نظراته كانت كلها عشق ودفء قبل أن يتمتم بتأكيد وترقب لردها
متأكدة إنك عايزة تسمعيني يعني مستعدة تسمعي اللي مضايقني
أماءت برأسها في إيجاب وأجابت بثقة تامة وثبات
أكيد عايزة اسمعك ياعدنان
عدنان بصوت رجولي خاڤت يحمل بحته المميزة
مش هتحكمي عليا وتفهميني غلط !
لمعت عيناها بوميض مختلف وابتسمت له بغرام حقيقي هامسة في نظرات ذات معنى
لو إنت فهمتني وفتحتلي قلبك لا يمكن افهمك غلط
شعرت بملمس كفه فوق بشرتها الناعمة يتأملها بعشق جارف وأعين ممتزجة فيها الندم بالوعود الصادقة ثم ينحنى عليها حتى لا يفصله عنه سوى سنتي مترات قليلة مغمغما
كل يوم بحبك فيه أكتر من الأول ندمان على كل لحظة ضيعتها ومستغلتهاش في حبك وأنا جمبك ياجلنار بس اوعدك إني هعوضك واعوض السنين دي كلها
جلنار بصوت ناعم ورقيق
عارفة وعشان كدا سامحتك واديتك فرصة
قال بنظرة ذات مغزى وبعض اللؤم
وأنا هنتظر عشان اسمع منك السبب التاني اللي خلاكي تسامحيني
ضحكت وغمغمت بعناد وخبث امتزج بمشاكستها بعدما فحمت تلميحاته
يبقى هتنتظر كتير للأسف
ما بلاش نقول كلام احنا مش قده عشان ميبقاش شكلنا وحش واحنا بنرجع في كلامنا بعدين
قهقهت بقوة في عفوية امعن هو النظر بها في حب يشاهدها وهي تضحك بذلك الشكل الجميل
الذي يذيب قلبه ويجعله يهيم بها أكثر
همس غامزا بنظرات جريئة
هنا فين
نامت ليه !!!
توقفت السيارة والټفت السائق برأسه للخلف يهتف في رسمية
هو ده المكان يا أسمهان
هانم
ألقت نظرة من داخل السيارة على تلك المنطقة الشعبية التي تعكس الحياة البسيطة والفقيرة رأت الأطفال يركضون ويلعبون رغم تأخر
الوقت وبعضهم ملابسهم متسخة بالأتربة أما سكان المنطقة فكانوا يرتدون ملابس بسيطة تعكس طبيعة حياتهم
فتحت باب السيارة وترجلت من السيارة ثم رفعت رأسها لتلك البناية الصغيرة المكونة من طابقين وسارت نحوها بخطوات واثقة وقوية غير مبالية بالانظار التي تعلقت عليها باستغراب من الوجه الجديد الذي يدخل مكانهم أعين كان تحدق بالسيارة الفاخرة والأخرى عليها وعلى هيىتها التي لا تقل فخامة عن سيارتها ترتدي ملابس أنيقة وفاخرة تعكس طبقتها المخملية فاحشة الثراء
صعدت الدرج بحذر وهي تتنقل بنظرها على الحوائط المتآكلة والمتشققة حتى وصلت للطابق الثاني فوقفت أمام الشقة ورفعت يدها تطرق فوق الباب لتسمع صوت سيدة تسير باتجاه الباب وتهتف في ڠضب
ما لسا بدري يابنت رمضان ك
لكن سرعان ما ابتلعت بقية كلماتها في جوفها حين فتحت الباب ولم يكن الطارق هو مهرة كما ظنت !!!
نهاية الفصل