السبت 30 نوفمبر 2024

رواية ندي الفصول من 41-50

انت في الصفحة 38 من 52 صفحات

موقع أيام نيوز


دون تفكير بعفوية 
_ كنت بشتري شوية طلبات زي ما إنت شايف 
أجابها بصوت غليظ وغاضب 
_ وهي الطلبات مينفعش تصبر للصبح .. عشان تنزلي متأخر دلوقتي وتجبيها 
ضيقت عيناها باستغراب من طريقته وسخطه لكنها شعرت بالغيظ من أسلوبه فردت بنبرة فظة 
_ وإنت مالك !
_ نعم !!!!

_ زي ما سمعت 
اشتعلت نظراته فأردف بعصبية بسيطة وصرامة 
_ ليا ونص كمان .. إنتي شوفتي اللي حصل أهو وربنا ستر إني جيت في اللحظة دي وشفتك 
مهرة بغرور 
_ مكنش هيقدر يعملي حاجة على فكرة 
آدم بغيظ من عنادها 
_ أه ما هو كان واضح فعلا إنه مكنش هيقدر 
لوت فمها بتذمر ثم قالت وهي تهم بفتح باب السيارة 
_ أنا همشي عشان متأخرش على البيت 
أمسك برسغها يوقفها بنظرة عميقة وتحمل الضيق متمتما 
_ مفيش شكرا حتى !!! 
ابتسمت برقة وخجل لكن سرعان ما أخفت الابتسامة بسرعة وقالت ببرود مزيف 
_ شكرا وياريت متجيش تاني 
هز رأسها باسما بعدم حيلة منها ثم رد بجدية 
_ طيب متنزليش هوصلك لغاية البيت
_ لا توصلني إيه إنت مچنون أنا هروح وحدي 
آدم بخشونة ولهجة لا تقبل النقاش 
_ مهرة مش هسيبك تمشي وحدك .. بعدين مفيش حد أصلا في المنطقة يعني محدش هيشوفنا
اضطربت قليلا منه وامتثلت له بالنهاية مرغمة وهي تتأفف بخنق !! ........
لهيب نيرانها مشټعلة أكثر من حريق الصباح .. ولا يتردد بعقلها شيء سوى جملة جميلة حتى أنها بدأت تشك بصدقها وأنها على حق ! .
كڈب عليها وأخبرها بذهابه لاجتماع عمل ومن ثم رأته يأخذ فريدة ويذهب بها بالسيارة .. هل كانت هي من تتصل به ولذلك لم يجيب على الهاتف أمامها ! .
قد يكون حبه كڈبة بالفعل وأن عقله مازال مشغول بها ولا زالت تحظى بمكانة في قلبه .. باتت هي أيضا تفكر وتتساءل هل لو أصبح هناك فرصة لعودتهم حتى لو كانت فرصة مستحيلة الحدوث لكنها تخيلت وجود تلك الفرصة المستحيلة لعودتهم فهل سيتركها وسيختار فريدة عنها أم سيختارها هي !! .
هي حتى لا تستوعب كيف تقارن نفسها بتلك الخائڼة ولكنه هو من أجبرها على تلك المقارنة التي لا تصلح أبدا أن تكون بين الحقيقة والزيف !! .. وتلك المقارنة السخيفة المتها وارهقتها بشدة ! .
انتظرت خروجه من الحمام وبمجرد خروجه وأقترابه من الخزانة حتى يخرج ملابسه هتفت بقوة 
_ كنت بتكذب عليا الصبح ياعدنان ! 
رمقها بعدم فهم واستغراب ثم هدر متسائلا 
_ بكذب عليكي !!! 
استقامت من الفراش واقفة وتحركت نحوه تقول بهدوء مزيف 
_ قولتلي إنك رايح اجتماع شغل ومكنش شغل 
غضن حاجبيه بحيرة أشد وأردف بجدية تامة وثبات 
_ لا كان في اجتماع تبع الشغل فعلا 
خرجت عن إطار هدوئها وهتفت پغضب بسيط 
_ وكنت بتعمل إيه مع فريدة ! 
التزم الصمت متعجبا من معرفتها بما حدث وتابعت هي منفعلة 
_ ركبتها عربيتك ومشيت إنت وهي ! 
أخذ نفسا عميقا وقد تقوست معالم وجهه بحزم وقال بخشوع تام وغريب 
_ حصل وكنت رايح بيها على القسم عشان اخلص منها نهائي واسجنها بس نزلتها من العربية في نص الطريق وسبتها لما ليلى اتصلت بيا وقالتلي إنك في الحريق ورجعت زي المچنون ليكي
لم تقتنع ولم تصدقه فقلبها يؤلمها وعقلها يؤنبها أنها سمحت بتلك الفرصة منذ البداية .. ابتسمت بسخرية وقالت 
_ إنت هتسجنها !!! 
مسح على وجهه بقوة وهتف پغضب وألم مماثل لها بعدما خرج هو أيضا عن الخشوع المزيف 
_ إنتي ليه مش عايزة تصدقي حبي ليكي !! .. فريدة ماضي مبقيش ليه وجود بنسبالي أساسا .. نسيته ومسحته من دماغي وقلبي نهائي ولو اقدر ارجع بالزمن واغير الماضي كنت غيرته ومسحتها من حياتي في الماضي كمان
توقف للحظة ثم اقترب منها وثبت نظره عليها بعمق وهتف بنبرة منخفضة وصادقة 
_ إنتي الحاضر والمستقبل يا جلنار .. إنتي كل حاجة بنسبالي دلوقتي ومش عايز غيرك إنتي وبنتي جمبي .. بقيت بحبك بطريقة عمري

ما اتخيلت إني أحبك بيها .. الصبح لما حسيت للحظة إني ممكن اخسرك كنت هتجن ومش شايف قدامي من كتر الخۏف والقلق عليكي .. ارجوكي بلاش تسمحي للماضي اللي انتهى إنه يدمر حاضرنا ومستقبلنا
أبت النظر إليه لكن بعد رجائه ارغمها لا إراديا على النظر وحين تطلعت بعيناه في عمق لمحت لمعة غريبة تعبر عن دموعه المتحجرة بهم !!! ..........
........... 
_ الفصل الثامن والأربعون _
بصباح اليوم التالي داخل مكتبة ضخمة للكتب ..دخلت برفقته ووفقت تتفحصها بنظرها في دهشة من جمالها وضخامتها حتى انتشلها صوته الوديع مبتسما 
_ عجبتك 
التفتت برأسها إليه وقالت بذهول 
_ جميلة أوي يا رأفت .. إنت متأكد إن هو ده مكان الشغل اللي قولتلي عليه ! 
_ أكيد طبعا .. والأهم إن المكان عجبك 
اجابت مهرة بامتنان وعذوبة 
_ طبعا عجبني .. متشكرة جدا يا رأفت على مساعدتك دي .. طول عمرك جدع 
غمز
 

37  38  39 

انت في الصفحة 38 من 52 صفحات