السبت 30 نوفمبر 2024

رواية دعاء كاملة

انت في الصفحة 78 من 141 صفحات

موقع أيام نيوز


أن يتخلى عنها هكذا ويتركها بمفردها لقد استنجدت به وتوسلت إليه أن لا يتركها فكيف يفعل تأبى رجولته أن يفعل ذلك ولكن كيف يحتفظ بها وهى من هى لن يستطيع أن يتخذها زوجة حقيقية ولن يستطيع أن يطلقها فى مثل هذه الظروف وضع كفيه على وجهه ملتجأ إلى الله عزوجل هاتفا بقلبه 
ما العمل ياربى ما العمل
عادت أم فارس إلى بيتها وتركتهما هناك بعد أن ألحت على فارس أن يبقى مع زوجته فى شقة والدتها قليلا ثم يعود بها بعد أن تتحسن حالتها تفاجأت بأن زواج مهرة قد تم بالفعل فى غيابها فصعدت إليهم وجلست بصحبة أم يحيى وهى تقول بضيق

كده برضوا هو أنا مش من حقى افرح بيها زيك ولا أيه يا ام يحيى
قالت أم يحيى بحرج
والله سألت عليكى يا ست أم فارس ملقتكيش وبعدها عرفت من عمرو ان حماة الأستاذ فارس تعيشى انت أتلخمت فى كتب الكتاب ومعرفتش أوصلك
مهرة فين علشان أباركلها
اشارت لها أم يحيى إلى غرفتها قائلة
جوه 
ثوانى اندهالك
خرجت مهرة من غرفتها وتلاقت عينيها بعينين أم فارس كل عينين بها ما بها وتنطق بالكثير ولكن مهرة لم تستطع أن تنتظر أكثر جرت مسرعة وارتمت بين أحضان أم فارس وأخذت تبكى وتبكى وأمه تمسح على رأسها وقد لمعت عينيها بالدموع ولكنها تماسكت فقالت أم يحيى
أيه يا بت مالك بتعيطى ليه كده
رفعت أم فارس رأسها لأم يحيى قائلة
تلاقيها واخده على خاطرها مني علشان محضرتش فرحها
مطت أم يحيى شفتيها وهى تقول 
أنا عارفة ايه دلع البنات ده دى من ساعة كتب الكتاب وهى لويه بوزها كده حتى عريسها مبتديلوش ريق حلو ابدا
أزداد بكاء مهرة ولكنها لم ترفع رأسها من حضڼ أم فارس حتى بللت حجابها بدموعها فقالت أم فارس وقد رسمت ابتسامة مصطنعة على شفتيها 
ايه يا ست انت أنت بقيتى بخيلة ولا أيه فين الشربات بتاعى 
ضحكت أم يحيى بسعادة وهى متوجهة إلى المطبخ قائلة
من عنيا يا ست الكل
تبعتها أم فارس بعينيها حتى اختفت داخل المطبخ فربتت على رأس مهرة وقالت بخفوت
متقهريش نفسك يا بنتى كل شىء قسمة ونصيب
توقفت مهرة عن البكاء ورفعت رأسها تنظر فى عينيها متعجبة فابتسمت لها أم فارس وقالت بخفوت 
أنا كمان مربياكى واقدر احس بيكى كويس ولا فاكرانى مش حاسة بيكى كل ده
ثم امسكت وجهها بين يديها وقالت بحنان
ركزى فى مذاكرتك ومتفكريش فى حاجة وارضى بقضاء ربنا علشان ربنا يرضى عنك ويرضيكى
دخلت مهرة هى وأخيها يحيى النادى الرياضى تتطلع حولها منبهرة بما ترى بينما كان علاء الذى يسير بجوارها بزهو وهو يشاهد الأنبهار فى عينيها هى وأخيها وهو يشعر بالسعادة فتلك المرة الأولى التى وافقت على أن تخرج بصحبته منذ أن عقد عليها مرت بجوارهم مجموعة من الفتيات استوقفوه بلهفة وهن يصافحنه ويتضاحكن معه بجرأة وبجوارها يحيى يكاد يلتهمهن بعينيه ألتفت علاء إلى مهرة فوجدها مصوبة نظرها عليهم بملامح خالية من أى تعبير ولكن يغلب عليها بعض الدهشة أنصرفت الفتيات واقترب منها قائلا 
أيه يا حبيبتى غيرانه ولا أيه لا لازم تتعودى على كده دى ضريبة الشهرة ولا ايه يا يحيى
قال يحيى مؤكدا 
طبعا يا نجم
نظرت إليهما مهرة وكأنها لم تسمعهما ولم ترى حديثه مع الفتيات
وقالت 
هو مين اللى بيصرف على كل الحاجات الفخمة اللى فى النادى دى
نظر لها متعجبا وقال باستنكار
هو ده كل اللى لفت نظرك
أومأت برأسها وقالت باهتمام
غريبة أوى أنا كنت بشوف الحاجات دى فى التلفزيون بس كنت فاكراهم بيضحكوا علينا طلع بجد
عقد ذراعيه أمام صدره بضيق وقال وهو يسير بجوارهما ببطء
وأيه الغريب فى كده إذا كانت مكافأتنا لوحدها بتوصل للألفات وساعات الواحد فينا بياخد مليون لوحده مكافأة مستغربة ان النادى نفسه يبقى فخم
ثم أشار لهما على أحدى الطاولات لتجلس جلس قبالتها فانحنت للامام مستندة إلى الطاولة الصغيرة وقالت 
ومين اللى بيدفع كل ده
رفع كتفيه قائلا بلا مبالاة 
تبرعات رجال الاعمال مكافآت من الدولة وحاجات زى كده يعنى
أسندت ذقنها على راحة يدها وقالت متعجبة
مصر ماليانة أحياء شعبية محتاجة نص اللى بيتحط فى النادى ده والماتشات بتاعته هو وغيره ورجال الأعمال
دول لو اتبرعوا للأحياء دى ولا لأطفال الشوارع ولا للمستشفيات اللى محتاجة أجهزة وأدوية كان هيبقى ثوابهم أكبر عند ربنا مش يجوا يحطوا فلوسهم فى حمام سباحة ولا ماتش
عقد حاجبيه وقال بحنق
أحنا بندى البلد دى جوايز ده غير الدورى والكاس
ضحكت وهى تقول 
غريبة أوى أنتوا بيتصرف عليكوا ملايين علشان دورى وكاس لكن العلماء محدش بيسأل فيهم و بيضطروا يهاجروا بره مصر علشان يلاقوا اللى يصرف على أبحاثهم اللى هتخدم البشرية كلها 
قال يحيى بحماس معترضا
والماتشات دى برضة حاجة كويسة يا مهرة بتخرج الطاقة والناس بتحبها وبتتبسط منها يعنى كلنا بنستفاد والبلد كمان بتستفاد
نظرت إلى يحيى وقالت بتلقائية
يابنى ده انا اختك وبشوفك أنت وصحابك وانتوا بتتخانقوا بعد كل ماتش ده غير الشتيمة
 

77  78  79 

انت في الصفحة 78 من 141 صفحات