رواية سهام من الخامس عشر للسادس وعشرون
قد عادت لتركيا لاضطرار كنان للمغادرة بسبب مشاكل حدثت بعمله
وسارت بالغرفة بملل ثم نظرت لهيئتها پصدمه فشعرها مشعث وأثار النوم مازالت على عينيها
واقتربت تنظر لوجهها أكثر
وشي بقي أصفر كده ليه
وزفرت أنفاسها بحنق فضغط الأيام الماضية أثر على وجهها وجسدها
وشعرت بتقلص معدتها فمنذ ان أكلت بالصباح ليلة أمس لم تأكل ثانية فشهيتها ذلك اليوم كانت منعدمه
ونفضت رأسها سريعا لتهبط لاسفل متجها نحو المطبخ الذي دخلته مسبقا
لتجد جاسم يقف امام مكينة القهوة يعد لنفسه قهوته
لتتنحنح بحرج فيلتف نحوها ومدت يدها له بهاتفه
كلمتي ورد
فتنهدت بيأس
سافرت
فتناول فنجان قهوته ثم تذوقه ببطئ
اكيد حصلت حاجه مهمه اضطرت كنان يسافر
فحركت رأسها فهذا ماحدث حقا ووجدته يغادر المطبخ
محدش من الخدم هنا ليومين مضطرين نخدم نفسنا بنفسنا
وانصرف ليتركها مذهوله من حديثه فكانت تظن أنه سيخبرها ان تخدمه وتعد له الطعام
وانا اللي كنت فاكره هتقولي حضريلي الفطار انتي لازمتك ايه هنا
وألتقطت بعض الاطعمه الخاصه بوجبة الافطار متمتمه
ظلمتك
جلست ورد علي فراشها تعبث بهاتفها ف الي الأن لم يأتي كنان ولم يرد علي هاتفه ففور ان وصلوا بالطائرة الخاصه ذهب كنان مع مدير أعماله لرؤية المستودع الذي حدث به حريق
فنهضت من علي الفراش واقتربت منه بقلق ثم رفعت قدماها تتحسس وجهه المرهق
لماذا لا ترد علي اتصالتي
فضمھا كنان اليه بحنان
يبدو انى نسيته علي وضع الصامت لا تقلقي ورد انا بخير
فكادت ان تسأله عن سبب الحريق الا ان هيئته المرهقه جعلتها تتراجع
أذهب لتستحم وانا سأهبط لاسفل لأحضر لك طعام تأكله ثم تنام حبيبي
لتذهب بعدها ورد من أمامها ودقات قلبها تخفف
وبعد نصف ساعه كانت تحمل صنية الطعام وتخرج من المطبخ متجها نحو الدرج فرمقتها فريدة بأستهزاء
كنت اتمنى الا تعودي مجددا من فتمتمت ورد بحزن
لما تكرهيني هكذا
لتضحك فريده وهي تدفعها بذراعها ثم تخطتها لتسير بغرور تتباطئ في خطواتها وتداعب خصلات شعرها المصفوفه بأناملها
وعندما وصلت الي غرفتهما تمتمت لنفسها
لا تبكي ورد كوني قويه
ودلفت لداخل الغرفه لتجد كنان غارق في النوم فوضعت صنية الطعام جانبا واقتربت منه
كنان استيقظ لتأكل ثم عود للنوم
ليفتح كنان عيناه بنعاس
اقتربي ورد
فاقتربت منه أكثر لتشهق وهي تجده يجذبها إليه يزيل حجابها عن رأسها غارقا في أحضانها
أريد ان اغفو بين ذراعيك ورد
وتمتم بنعاس
داعبي شعري مثلما تفعلي لجواد
لتبتسم وهي تفعل له ما يريد
تعجب جاسم من الطعام الذي وضعته أمامه مهرة اليوم تبهره أعدت طعام الفطور له والآن طعام الغداء لتنظر له مهرة متسائله وهي تضع بطبق آخر علي المائدة في حجرة الطعام
بتبصلي كده ليه
فأبتسم جاسم وهو يتذوق ما أعدته
بتبهريني الصراحه انا كنت عامل حسابي اطلب اكل من بره اليومين اللي دول لحد ما الخدم يرجعوا شغلهم
فنظرت مهرة الي الطعام وهي تضع بأصبعها على صدرها بغرور مصطنع
وانا روحت فين
وتابعت وهي تحدق به
مش معني أننا علي خلاف فأنا مش هقوم بدوري كضيفه
وضغطت علي كلمتها الاخيره لينظر لها جاسم بجمود
انا بقول بلاش تتكلمي كتير لانك كل مابتعدليها بتنيليها
فحدقت به وهتفت بضيق
انا بعمل كده مش انت اللي استمريت في اللعبه ديه واجبرتني على الجواز
فطالعها جاسم بجمود ونهض من فوق المقعد وكاد ان يتحرك ويترك لها المكان بأكمله ليقف مندهشا وهو ينظر ليدها التي تمسك ذراعه
انت مش هتاكل
فنظر لها وهو يزفر أنفاسه
نفسي اتسدت
وازاح يدها ليجدها تمسك ذراعه متمتمه بحرج
متزعلش خلاص
تجمدت عيناه عليها وهو يطالعها كيف تتحاشا النظرات اليه حتي لا يري ضعفها فتنهد بيأس من أفعالها وعاد يجلس علي مقعده وبدء يأكل بصمت وعقله شارد بحياته القادمه معها
في المساء خرج من غرفة مكتبه بعد ان اطلع على بعض الأوراق التي أتى بها كريم اليه
هتسافر بكره مش كده
فتمتم كريم بأسف
للاسف لازم ارجع كندا بأسرع وقت عشان الاوراق المتعطله امضتها كان نفسي اقعد اكتر من كده
كان صوتهم قد وصل إلى مرام ومهرة الجالسين علي أحد علي الارائك يداعبون الصغيران ويضحكان
ليبتسم كريم وهو ينظر لجاسم
مراتك شكلها بتحب الأطفال اوي
ووكظه برفق في ذراعه
لو جبتوا ولد هتسموه كريم علي أسم عمه
لينتبه جاسم لحديثه وعيناه علي مهرة التي ارتبكت من حديث كريم واشاحت وجهها بعيدا عن انظارهم بخجل لتنهض مرام متجها لكريم متسائله
احنا مسافرين بكره
فحرك كريم رأسه بأسف
عارف اني وعدتك هنقعد كمان أسبوع بس مضطر يامرام
لم تجد ماتقوله ففي النهايه هم حياتهم أصبحت هناك