رواية سهام من الخامس عشر للسادس وعشرون
وانتبهوا لصوت جرس المنزل فنهضت مهرة بأمل بعد ان وضعت الصغيران في عربتهم
ده اكرم
وركضت صوب الباب بسعاده واول مافتحته أندفعت فضمھا أكرم إليه هاتفا بمرح
لدرجادي وحشتك
فتشبثت به ولا تعلم لما بكت
ورد سافرت خۏفت أنت كمان متسألش عني
ليبعدها عنه أكرم وعيناه اتجهت نحو جاسم وكريم اللذان وقفوا يطالعوهم
وعقب تلك الكلمه ابتعدت عنه ليضحك جاسم وهو يتقدم نحوهم مصافحا أكرم ونظر لمهرة التي تحدق بشقيقه بشړ
الحمدلله أنك اعترفت بالحقيقة اللي انا هضطر استحملها طول حياتي
لتتجه مهرة بنظراتها نحو جاسم ورفعت حاحبيه بضيق
بقي كده
ليجذبها أكرم له ويضمه بحب
بهزر معاكي
أحنا بقي مضطرين كمان نمشي عشان نلحق نجهز حاجتنا واقعد مع بابا وماما واشبع منه
ليومئ كريم رأسه مخاطبا اخاه
واه نكون خفاف ولذاذ برضوه
وبعد الوداع رحل كريم ومرام
ليجلس جاسم مع أكرم واتجهت مهرة للمطبخ لتعد له مشروب بارد وبعض الحلوى
سعاده لا توصف وهي تسمع عبارات المدح من
شقيقها الذي اكتسبته من بداية حكايتها مع جاسم وعملها في شركته تعويضا لما فعله شقيقها الأخر
حاوطها كنان بذراعيه وهو يري لمعت عيناها المتحمسه بعد ان اخبرها أن تتجهز وتنتظره وأنحني نحوها يقبل جبينها هامسا بشوق
لتتسأل ورد عن المكان الذي سيذهبوا إليه
الي اين كنان
فداعب كنان أنفها بأصبعها
سنذهب ل أنطاليا
كانت والدته تتابعهم من شرفة حجرتها بوجه محتقن لا تصدق ان كنان عاشق لتلك الفتاه
وهي التي تعلم ان ابنها دوما كان يسير بعقله
رفعت مني عيناها نحو تلك التي وقفت أمامها تفرك يداها بتوتر
ريم مش كده
فطالعتها ريم بخجل وهي تحرك رأسها
ممكن رقم مهرة اصل تليفوني ضاع
ففهمت مني علي الفور وامسكت ورقه ومن ثم دونت لها الرقم
لتعطيه لها ببتسامة لطيفة فأبتسمت ريم
شكرا
وغادرت الغرفه وهي تنظر للرقم ودون ان تنتبه لما أمامها
مش تحسبي
فرفعت عيناها التي تخفضهما خجلا فهي تعلم بهوية من يقف امامها ياسر الذراع الايمن لجاسم الشرقاوي
انا اسفه
ينظر لها ياسر سارحا في حزنها الذي يطغي علي ملامحها حتي صوتها
مرت بضعة أيام قضوها في المنزل رغم عرض جاسم عليها الخروج او السفر لمكان ما خلال تلك الأيام كل منهما اكتشفوا طباع وهويات بعضهم أكثر
جاسم يهوي القراءة ويعشق فن الحړق علي الخشب
ادهشها اتقانه لها بل وشغفه
اما هي لا هواية الا قراءة كتب القانون
وقفت تنظر من غرفتها عليه وهو يتجه بالغرفة التي بالحديقه حيث يمارس فيها هوايته لتتعلق بأنظارها عليه متنهده ثم عادت تلتف نحو فراشها تحدق بالملابس الكثيرة التي جلبها لها اليوم وتناسب حجابها
حاسه اني عايشه مع انسان مختلف غير اللي اتعملت معاه انت انهي شخص يابن الشرقاوي
في صباح يوم جديد
جلس يحتسي فنجان قهوته الصباحي وهو يطالع الجريدة ليرفع عيناه نحوها فيجدها تأكل بسرعه
وترتشف من كأس الشاي
أسبوع مضي علي زواجهم وقد اكتشف من خلاله
عشقها للشاي
وحدق بها وهو يراها تمسح فمها بالمنديل
الحمدلله شبعت ام ألحق اروح شغلي
فطالعها جاسم وهو يلقي الجريده جانبا
شغل ايه اللي تروحيه ما انتي استقالتي من الشركه خلاص
لتقف تنظر اليه بعلياء
وتفتكر هفضل عوطليه انا عندي اشغالي زيك
فتمتم بنفاذ صبر
سؤال وسألته من غير جدال كتير شغل ايه اللي هتروحيه
فنظرت حولها قليلا ثم طالعته
شغلي في محل البقالة والمكتب بتاعي
لتتجمد ملامحه وهو يطالعها وقبض على يديه بقوة ومال نحوها لترتبك من تحديقه بها
انت بتبصلي كده ليه
فتمتم بهدوء
قوليلي تاني كده شغل ايه اللي عايزه تروحيه
فكررت ما أخبرته به وتلك المرة بثقة أكبر
هرجع لمكتبي ومحل البقالة بتاعي
واكملت وهي تشيح بوجهها بعيدا عنه
انا عندي أملاك بديرها زيك
فنهض جاسم من أمامها قبل ان يرتكب شئ يندم عليه وصدح صوته عاليا
هدي
لتأتي هدي على صوته ركضا
نعم يافندم
فحدق بمهرة التي وقفت متعجبه من أمره
الهانم متخرجش من البيت مفهوم
فأرتبكت هدي وحركت رأسها بتفهم
هنبه على الحرس بره مافيش ليها طلوع
لتضيق عيناها پقهر
لاء هخرج
وانصرف دون كلمه أخرى فأوامره ستنفذ
وغادر الفيلا بعد ان أخبر رجاله علي بوابة الفيلا ان يمنعوا خروجها
تعجبت هدي من الأمر ونظرت لمهرة التي وقفت ساكنه في مكانها وألتمعت عيناها وركضت للأعلي تأتي بحقيبتها
وعادت تهبط الدرج لتهتف هدي بأسمها وهي تغادر المنزل
يامهرة هانم تعالي بس البيه منبه أنك متخرجيش
ولكن مهرة لم تستمع لها وذهبت اتجاه البوابه تهتف پغضب
افتح البوابه
ليحرك الحارس رأسه بأحترام وقد كان نفس الحارس الذي دوما