رواية سماح كاملة
جرحه الإ أن چرح قلبه كان أشد وأعظم ألما فحبيبة قلبه الذي لم يعرف طعما للحب سوا معها أختفت دون أن تسامحه أو تعلم بمدى حبه الكبير لها مرت عدة شهور مازال البحث عن سدرة ويونس فيهم قائما دون فائدة فأضطرا هارون أن يوقف البحث ليأسه خاصة بعد مقټل زاهر داخل محبسه أثناء التحقيق معه وقبل تحويله للمحاكمة وظلت المئات من علامات الاستفهام تحيط بتلك القضية فقد شغلت الرأي العام لفترة ليست بقليلة لتورط أسماء تعد من أهم رموز الدولة في وقتها عاش هارون حالة من الحزن والأنعزال التام عن الجميع حتى عن خالته زهرة التي لم تتوقف عن البكاء حزنا وقهرا على ما آل إليه حاله وحال سدرة وبقيا هارون يفرغ جام طاقته في عمله مثل الألة التي تعمل طوال الوقت لا تتوقف حتى تفرغ طاقتها وظل يؤجل لقاءه بميسرة لعدم تحمله رؤية نظرات خذلانه لها في عينيها فالأول مرة بحياته كلها لا يفي بوعد قطعه على نفسه رغما عنه وقرر أخيرا الذهاب لها حتى يوقف التخبط الذي يعث بداخله بسبب تقريع ضميره له وعندما وصل
كثيرا في طرقه لكنه استجمع ما بقى له من قوة وطرقه بوهن ولكم تمنى أن لا تجيبه ويعود دون رؤيتها ويعطي لنفسه المبرر الذي يريح ضميره ولو قليلا لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وكان وجهها هو أول من طالعه حين فتح الباب أغمض عينيه وهز رأسه كي يتمالك نفسه من الأنهيار أمامها نظرت له ميسرة بجمود لعدة ثواني ثم دخلت دون أن تنبث بكلمه أو حتى تدعوه للدخول لكنها لم تغلق بابها في وجهه بل تركته مفتوح دخل هارون مترددا يقدم قدم ويؤخر عشر ووقف أمام الأريكة التي تجلس عليها ونطق بوهن
انا عارف أن زيارتي ليكم جت متأخرة بس كنت عاجز عن أني أخد الخطوة دي مش استهتار بمشاعركم أو تقليل منكم بالعكس انا كنت خجلان من نفسي لأني ڠصب عني موفتش بوعدي ليكم
دموعك دي غالية عليا قوي زي ما كانت غالية على سدرة انا مش هطلب منك تسمحيني على خذلاني مش بس ليكم وكمان لسدرة ولنفسي لأن انا مش مسامح نفسي انا هفضل اللي باقي من عمري كله أكفر عن ذنبي في حقها وكمان عمري شوية على ده انا كل اللي طالبه من حضرتك أنك تسمحي ليا أن أجي كل فترة أطمن عليك أنت وعمي حسان لو مش هضايقكم
هون على روحك يا أبني ومتشيلش نفسك فوق طاقتها أنت متأخرتش عن سدرة بالعكس أنت لولا ستر ربنا كان بعد الشړ جرالك حاجة انا مش زعلانة منك وبالنسبة ليا أنت وفيت بوعدك وأكتر بس القدر قال كلمته وده أجلها انا اللي زعلانة من نفسي على اللي عملته فيها في أخر أيامها
لم تتمالك ميسرة نفسها وأنفجرت في البكاء تنوح فلذة كبدها
لو كنت أعرف أن أجلها قصير مكنتش سبتها يوم ولا ساعة ولا حتى لحظة وفضلت أعوضها عن غيابها بعيد عني لو أعرف مكنتش زعلتها مهما يحصل وهى عملت أيه دي أنضحك عليها من مچرم استغل طيبتها وبرائتها وصغر سنها حسبي الله ونعم الوكيل فيه نفسي أشوفها وحشتني قوي يا هارون
أرجوك يا طنط حاولي تهوني على نفسك أحنا مدخلناش في علم الغيب فراق سدرة جارحنا كلنا بس هتصدقيني لو قولتلك أن أحساسي بسدرة بيقولي أنها عايشة ومش ممكن تكون ماټت
رفعت ميسرة عينيها له وسألته برجاء
أنت كمان مش مصدق أنها ماټت صح قولي أنك مش مصدق لأن انا كمان مش مصدقة وحاسة أنها عايشة
أبتسم لها هارون ابتسامة لم تتخطى شفتيه
أيوه يا طنط انا مش مصدق وأحساسي أنها عايشة وأن شاءالله هترجع لينا قريب
وقف حسان على باب غرفة نومه يشاهد ما يحدث بقلب مفطور على خسارته لأبنته وعلى حال زوجته
التي كادت تجن بعد فقدانها لمن كانت سبب يمدها بالحياة تقدم منهما ثم جلس على المقعد بجوار زوجته ونظر لهارون
السلام عليكم أزيك يا هارون بيه عامل أيه
أومئ له هارون بابتسامة حانية
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أولا يا عمي بلاش بيه دي عشان محسش أني غريب عنكم ثانيا انا الحمدلله بخير ثالثا أزي حضرتك وأزي صحتك
أبتسم حسان لتواضعه ومعاملته الحسنة لهم ثم زفر على مضض قائلا
الحمدلله أدينا عايشين نعافر مع الأيام عشان تعدي بسرعة
هز هارون رأسه متفهما أحساسه
عندك حق يا عمي وياريت بتعدي دي واقفة