رواية سماح كاملة
ما هو معندوش أغلى منك يا بنتي ربنا يهدي سركم ويجمعكم من تاني على خير
رفعت سدرة رأسها لأعلى تنظر عبر نافذة السيارة على اللوحة بعدما خفق قلبها لإجله ونبض حبه مجددا داخله وبقيت عيناها تعيد طبع ما كتب عليها وتنسخه في عقلها حتى تكون بمثابة الرادع الذي سيوقف هجومه عليه كلما حن قلبها له زفرت سدرة بقوة وطلبت منه التقدم
ماشي يا عم فايز أتفضل يلا أدخل بينا
أستدار فايز يحرك عجلة القيادة ويتجه بالسيارة لداخل الدار وتوقف بها في الممر المسموح به ونزلت سدرة ترفع فستانها من أسفل قليلا حتى لا يتسخ ذيله وخطت لتلك الناحية الذي أشار لها فايز عليها فوجدت الحفل يقام في باحة الدار الخلفية فمساحتها الكبيرة مكنتهم من ڼصب الألعاب الكبيرة التي فرح بها أطفال الدار كثيرا وسارعوا للعب فيها بسعادة بالغة كما أقاموا منصة لإلقاء كلمات الترحيب والتكريم وقفت سدرة تنظر بأنبهار من روعة ما تراه وتفاجأت حين سلط عليها بؤرة الضوء وأصبحت محط أنظار الجميع ووقفت زهرة على المنصة تشير عليها بفخر
أسرعت الأطفال نحوها يحيطون بها ويحتضونها جميعهم في وقت واحد وهم يهتفون
ماما سدرة ماما سدرة جيتي من السفر أمتى
بينما وقف ضيوف الحفل والعاملين بالدار يصفقون مرحبين بها لمعت عين سدرة بعبرات لم تحبسها بل أطلقت لها العنان وفرت من عينيها كحبات عقد منفرط ورفعت يديها تمسح على رؤوس الأطفال بحب وحنو فيوما ما كانت مثلهم لكن القدر ساق لها خالتها التي ربتها ولم تشعرها بمرارة اليتم جاءت ميسرة لها وأقتربت منها تضمها برفق
تجرعت سدرة حلقها وهزت رأسها بتفهم
عرفت يا ماما ليه خبيتي عليا ومعرفتنيش بالجمال والروعة دي
أبتعدت ميسرة تمسح على كفها
كان نفسي تحسي بالفرحة اللي حستها أول مرة جيت فيها لهنا وشوفت المفاجأة دي
أومأت سدرة لها بتفهم
عندك حق يا ماما الفرحة اللي حستها دلوقتي تساوي كل لحظة حزن عشتها في حياتي ومش بس كدا دي تساوي حياتي كلها كمان
أمسكت ميسرة يدها وهى تطلب من الصغار العودة للعب وترك سدرة ترتاح قليلا ثم سحبتها خلفها حيث توجد زهرة ووزير الشؤون الاجتماعية الذي جاء من أجل تكريمهم ووقفت ميسرة تقدمهم لها ثم بعد ذلك جلسوا يتابعون باقي فقرات الحفل كانت سدرة تختلس النظرات كل عدة دقائق في أتجاه مختلف باحثة عنه فالجميع كان متواجدا الإ هو شعرت ميسرة وزهرة بها وبتوترها وبحثها عنه فأبتسماتا لبعضهما وغمزنا بطرف عيناهما وبدءا في تنفيذ مخططهما للإيقاع بها في الشرك
زفرت زهرة بقوة مدعية الضيق
كان جاي ومن بدري كمان بس هنعمل ايه بقى في سهوكة ودلع البنات
ثم نظرت لسدرة وعبثت ملامحها بحزن
قال أيه شاهندة
رجلها اتلوت ومش قادرة تدوس عليها فخدها على المستشفى يطمن عليها ولسه مجاش لغاية دلوقتي
أفتعلت ميسرة صوت بفمها يدل على سخريتها
مصم قال أتلوت قال دي حركات انا عارفها كويس دي تلاقيها بتدلع عشان تمشي اللي في دماغها ومتخليهوش يجي الحفلة
حاولت السدرة التماسك أمامهما
وعدم أظهار ڠضبها وتوترها لكن فورة الغيظ التي تملكت منها جعلتها تنهض تستأذن منهما للذهاب إلى المرحاض وهناك تركت دموعها تنزل حتى لا ټنفجر بينما نظرت زهرة لميسرة بعتب
هزت ميسرة رأسها بإصرار
لأ هارون مش هيزعل بالعكس دا هيفرح لما يلاقيها لسه بتحبه وبتغير عليه وكمان انا عارفة بنتي كويس عنادية ودماغها ناشفة وهتفضل ترفض أي صلح بينهم لغاية ما تضيع جوزها من إيدها ما هى طول ماهي ضمنه أن هارون مش هيبص لغيرها هتفضل تبعد عنه أنما لما تلاقي غيرها بتاخده منها هتفوق لنفسها وترجع لجوزها بقى اسكتي يا أم حمدي نفسي أشوفها متهنية مع جوزها وكمان نفسي أشوف خلفها وأشيله على إيديه
أومأت زهرة بتمني
عندك حق يا
ميسرة وانا كمان نفسي أشوف خلفهم قوي وأفرح بأحفادي حواليا
نظرت ميسرة حولها ومالت عليها تسألها
لسه حمدي والست نبيلة مجوش
نظرت زهرة في ساعة يدها ثم نظرت لها
حمدي مكلمني من الساعة سبعة وقالي نص ساعة وإكون عندكم والساعة بقت تمانية ولسه مجاش
ربتت ميسرة على يدها تطمأنها
مټخافيش أن شاء الله خير زمانهم جايين
جاء حسان لهما في تلك اللحظة
هارون فين الوزير بنفسه سأل عليه وكان المفروض يكون في استقباله
نظروا جميعهم من حيث أنبعث صوت هارون يطمأنهم
متخافش يا عم حسان انا وصلت وهروح للوزير بنفسي
نظرت ميسرة بضيق لتلك التي جاءت تتعلق بذراعه وكأنها غراء التصقت به وسألته بنزق
أيه يا هارون كل دا تأخير أنت مش عارف أن دا يوم مهم مينفعش تتأخير فيه
هز هارون رأسه بحزن
انا عارف يا طنط وأسف على التأخير