الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية عشق مذاق الجزء الثالث

انت في الصفحة 31 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز


ايلا حبيتى انتي كويسة  
هزت ايلينا رأسها وهى تضغط بقبضتها اكثر فى تعب  
قلبى مقبوض اوى يا ملك اول مرة تحصلي  
قطبت ملك حاجبيها فى قلق  
اكيد تعبانة استنى خلينى اقيسلك ضغطك واكشف عليكى  
نهضت ايلينا فى شرود ولاتدرى كيف مرت كل ذكرياتها مع يوسف سريعا امام عينيها لتردد فى خفوت 

يوسف  
عقدت ملك حاجبيها فى حيرة  
يوسف  
امسكت ايلينا بجانبى جبهتها بسبابتها وابهامها وهى تتمتم فى قلق 
يوسف يوسف فيه حاجة  
امسكت ملك بكتفيها وغمزت بعينها هامسة  
لسة بتحبيه اهو يا ايلينا  
ابتسمت ايلينا فى تعب تخبرها بوضوح  
انا عمرى ما انكرت حبى ليه اصلا يا ملك بس احنا بنحب بعض بطريقة محدش يفهمها غيرنا زي ما عشنا حلاوة الحب دقنا كتير من مراره  
تنهدت ملك في عمق 
انا متأكدة ان هوا كمان بيعشقك مش بس بيحبك لو تعرفى ايام القضية كان ناقص يعمل ايه بلاش تضييع وقت فى العند ايلينا انتى عارفة لما حصل اللى حصل لخالد كنت ندمانة على كل لحظة بعدته عنى فيها كان نفسى ارجع لنفسى وانا بقوله يبعد واقولها الحياة مش مستاهلة لحظة بعد واحدة  
انفصلت ايلينا فلم تعد مع ملك فى نفس العالم ضربات قلبها كانت تتزايد حتى كادت ان ټحطم عظام قفصها الصدرى وصورة يوسف تتراءى امامها بكل ذكرى عاشاها سويا  
اخرجت هاتفها فى تردد وقد عزمت على مهاتفته تردد دام للحظات انهاه اسمه على الشاشة  
فتحت المكالمة على الفور ليأتيها صوت انفاسه الضعيفة ممزقة نبراته الاضعف وهو يقول فى صوت ملعثم  
ايلينا  
ضغطت على الهاتف فى ذعر وهى تهتف  
يوسف انت كويس  
انا عملت حاډثة ايلينا نفسى اشوفك قبل ما اموت ارجوكى حاولى تيجى  
أخرج الجملة بصعوبة بالغة بين صوت أناته  
شهقت في هلع هل يمزح  
ليته يمزح  
ليته ېكذب كما فعلها من قبل  
ليتها طريقة جديدة لاحكام حصاره عليها لتقر بحبه  
ولكن نبرته الضعيفة لا تخبرها بذلك نبضات قلبها قد حسمت الأمر وأخبرتها بالحقيقة مسبقا لتصرخ بكل خوف الدنيا  
بتقول ايه انت فين  
رد فى تعب وهو يصف لها مكان الحاډثة  
عاوز اشوفك ارجوكى  
لم تقاوم دموعها لم تشعر بجريانها من ألاساس وهى تنهمر بغزارة على خديها  
لم تهتم بملك وخالد  
لم تسمع سؤالهما عما بها  
نسيت أنها كانت معهما وهى تبدأ بالركض 
انا هكلم الاسعاف تجيلك على ما اوصل يايوسف  
رد بصوت ضعيف متقطع يبدو أنه يقاوم به غيبوبته  
انا عاوزك انتى وبس جايز تكون اخر مرة  
شهقت بصوت مسموع جذب انظارالجميع من حولها طيلة الطريق حتى وصلت الى سيارتها 
اخرس مش هتكون اخر مرة انا هكلم الاسعاف دلوقتى تلحقك على ما اجى قاوم يا يوسف قاوم عشان خاطرى قاوم عشان يقينك اللى ياما كلمتنى عنه  
اغلقت المكالمة لتتحدث الى الاسعاف وهي تقود سيارتها بسرعة سابقت بها الريح حتى كادت ان تنقلب بها بالفعل عدة مرات وكأنها تريد ان تشاركه مصيره وصلت الى المكان الذى وصفه لها  
تسمرت فى مكانها للحظات وهى تكتم صړختها بكلتا يديها فمنظر السيارة لايوحى ابدا بان هناك شخص قد نجا منها  
تحركت بسرعة حين رأت رجال الاسعاف ينتشلونه من السيارة لتصرخ باسمه وهى ترى الډماء تتدفق من كل مكان فى جسده  
أبعدها رجال الاسعاف فى رفق حتى وضعوه فى السيارة فقفزت بسرعة الى جواره وأمسكت كفه وهى تنتحب بشدة  
هى تتحمل اى شىء فى العالم  
تتحمل حتى خيانته ولكن ان تراه هكذا اقرب للمۏت من الحياة شيء لاتحتمله حتى ككابوس يقض مضجعها  
يوسف حبيبى انا ايلينا قاوم ارجوك  
همست بها في ذعر وهي تضغط على كفه ليشعر بوجودها 
فتح عينيه فى بطء شديد وابتسم فى ضعف 
انتى جيتي كنت خاېف اموت من اغير ما اشوفك  
لامست وجنته بكفها الذى غرق بدمائه وهي تهز رأسها بشدة 
اوعى تقول كدة بعيد الشړ عنك مليون مرة ان شاء الله هتعيش  
مد يده فى ضعف شديد ليمسح دموعها  
انا اسف ايلينا والله عمرى ما حبيت حد فى حياتى غيرك والله كل حاجة عملتها كانت ڠصب عنى انا  
امسكت بكفه تمنعه عن ارهاق نفسه  
يوسف متتكلمش عشان خاطرى انت هتقوم من اللى انت فيه وهنرجع لبعض تانى سامعنى يا يوسف  
ابتسم مجددا في تعب وهو يغمض عينيه مستلما للظلام من حوله رؤيتها هو ما تمناه وما قاوم من أجله غياب عقله وحين تحقق مطلبه كان على الجسد أن يذعن للعقل الذي أرهقته المعافرة ليتوه في عالم يعلم الله وحده متى يعود منه  
انتبهت على صوت المسعف وهو يمد يده اليها بمتعلقاته تناولت دبلته الفضية لتتفاجيء أنها ذاتها القديمة المنقوش عليها حروف اسمها  
شهقت في قوة وهي تدفنها في كفها وتنظر اليه بكل هلع العالم  
لا تفعلها يا يوسف  
لاتذهب  
لاتخن وعدك هذه المرة  
هناك الكثير لم أخبرك به بعد  
STORY CONTINUES BELOW 
على مقعد قريب من فراشه جلست تتأمل ملامحه فى هدوء  
اعتادت على تلك الأجهزة والاسلاك البغيضة التى اصبحت تحيط كل انش بجسده فلقد رافقته طيلة غيبوبته التى تخطت الاسبوع حاليا  
لم تنقطع عنه لحظة واحدة علمت من ايتن كل شىء وكل ما فعلته سمر  
علمت سره الذى طالما اخفاه وظل يتعذب به وحده لسنوات كم ضغطت عليه لكى يبوح به ورفض  
والان فقط علمت لماذا كان يرفض  
عاصرت بعضا من كوابيسه حين كان ينهض من نومه مڤزوعا ليطلب منها فقط ان تحتضنه دون كلمة واحدة كان يتشبث بها كطفل يخشى فقدان امه وامانها  
مررت يدها على وجهها فى حزن  
مش عاوز تفتح عيونك بقا يا يوسف وحشتنى  
ومالت اليه اكثر لتضيف فى خفوت 
هوا انت هتكدب عليا المرة دى كمان مش قولت انك عندك يقين ان احنا لبعض ايه خلاص قررت تستسلم بالسهولة دى  
وتنهدت بعمق مضيفة  
انا كمان كدابة انا بحبك بحبك بحبك اكتر من روحى يا يوسف عمرى ما بطلت لحظة انى احبك ولا لحظة واحدة حتى وانا فاكرة انك انك خنتنى كنت عارفة انه ڠصب عنك بس حبى ليك كان اكبر من انه يسامح فى حاجة زى دى حتى لو ڠصب حبى ليك رفض ان ابنك يسكن فى رحم ست تانية غيرى  
وابتسمت فى حزن وهى تمسك كفه  
انا عمرى ما ندمت ابدا انى حبيتك اصلا حبك كان قدر مفيش منه هروب حتى لو كان حبنا غريب محدش يقدر يفهمه ارجعلى يا يوسف ارجعلى ومش هنضيع لحظة فى البعد تانى اوعى تحسسنى ان خلاص الاوان فات  
لو سمحتى يا مدام كدة كفاية  
قطعت نبرة الممرضة الحاسمة مناجاتها له فتنهدت طويلا ونظرت اليه نظرة اخيرة قبل ان تخرج من الغرفة وبينما تغلق الباب لمحت شخصا ظنت للوهلة الاولى انها اخطأت او ربما كان مجرد تشابه ولكن نظراته المرتبكة تجاهها اثبتت لها انها ليست مخطأة  
اقتربت منه بخطوات واقترب هو مثلها حتى اصبحا متقابلين فهتفت وهى تتمعن به 
فارس معقولة  
ابتسم قائلا 
ازيك يا ايلينا  
عقدت حاجبيها تسأله 
انت بتعمل ايه هنا بتزور حد من قرايبك  
اشاح بوجهه لحظات لم يعد هناك داع لانكار اى شىء بعد الان  
نظر اليها من جديد  
اممم بزور يوسف  
مالت برأسها الى اليمين فى حيرة  
هوا يوسف قريبك معقولة  
تنفس فى عمق وهو يجيبها بوضوح 
بصى يا ياايلينا يوسف صاحبى ومن زمان قوى وانا مش مدرس زى ما انتى فاهمة انا عندى شركة امن خاصة ومعروفة و  
قاطعته بكفها وهي تدقق النظر فيه 
استنى استنى استنى ايه اللى انت بتقوله ده اومال ليه قولتلى انك مدرس و  
وصمتت لحظات وهى تشرد بعينها بعيدا محاولة ترتيب افكارها فابتسم فارس ليريحها من عناء التفكير  
اللى انتى بتفكرى فيه صح يا ايلينا انتى مغيبتيش عن عين يوسف لحظة من ساعة ما خرجتى من قصره واما لقا الدنيا ضاقت عليكى قال يضرب عصفورين بحجر تستفيدى بايجار الشقة وكمان يحميكى  
تدلى فكها فى عدم تصديق فواصل فارس 
انا كنت بدى يوسف تقارير يومية عنك كان عارف معاد خروجك كل يوم وكان بيقف بعيد بس عشان يشوفك فاكرة فؤاد انا وقتها مكنتش فى الشقة كنت لسة تحت بشترى شوية حاجات هوا كلمنى خلانى طلعت وبعد كدة كان واقف بعربيته استنى فؤاد لما نزل واداله علقة مۏت وأكيد انتى تعرفى بعد كدة بخساير فؤاد فى البورصة كله كان من تحت راس يوسف  
وكأنه حلم او رواية  
لاتصدق ما تسمعه بالفعل فكل ما يحدث يفوق تصوراتها  
أمسكت جانبى جبهتها للحظات رفعت بعدها رأسها الى فارس قائلة 
بس انت انت طلبتنى للجواز يوسف عارف ده  
مسح على وجهه وقال فى احراج  
انا اسف بس هوا اللى طلب منى ده عشان يعرف اذا كنتى لسة بتحبيه ولا لا وحتى لما عمل اللى عمله كان كل همه انك تقدرى بس يعنى ايه كلمة ظروف وكان فاكر انك بكدة هتسامحيه يعنى بالنسباله الموضوع كان زى مقلب من المقالب الكتير اللى اتعودتو دايما تعملوها فى بعض  
تعالت انفاسها ونظرت الى الباب حيث يرقد يوسف خلفه وهتفت فى ضيق  
مقلب!! غبى غبى يا يوسف انا هحاسبك على كل ده بس تقوم  
تنهدفارس وهو ينظر الى غرفة يوسف 
انا عارف يوسف من سنين يا ايلينا عمرى ما شوفته حب حد اصلا فى حياته ولا اتعلق بحد غيرك  
ظلت تنظر الى الباب  
وهل تحتاج لمن يشرح لها كم يحبها  
هى تعرف  
تتيقن  
لم تشكو يوما من عنفوان حبه بل شكواها دوما من طريقته الغريبة فى العشق تمنت حقا الا تكون قد علمت بكل شىء بعد فوات الاوان  
نهضت من على طرف الفراش في تثاقل  
نظرت الى حقيبتها التي جمعت بها كل ما يربطها بالمكان  
الان ستودع قصر البدري للابد  
ستودع عائلتها وكل ذكرياتها وتجتر فقط ذنبها معها الى حيث تذهب  
تحاشت النظر في المرآة وهي تمد يدها الى رباط شعرها لتجمع به خصلاتها باهمال  
لم تهتم بما تطفل من شعرها على جبيبنها او وجنتها ازاحته في عڼف الى الخلف  
سقطت نظراتها على صورته  
التقطتها بكف مرتعد وهي تتذكر القاءه ليمين الطلاق  
فقط فتح جناحها ولم ينتظر أن تلتفت له هي لم تكن لتفعل  
هي
 

30  31  32 

انت في الصفحة 31 من 33 صفحات