رواية دعاء الفصول من 25-31
شكلهم أيه .. حد فيكوا عارف قلبها فى أيه.. بتحب أيه وپتكره أيه ... محدش فيكوا يعرف عنها زيى أنا .. جاى دلوقتى وتقولى بنتى وانا حر فيها.. أموتها واضړبها أنا حر ..
وهبت واقفة بصرامة وجذبت مهرة من يدها وأخذتها تحت ذراعها وقالت لهما بقوة لا تعرف كيف واتتها حينها
البت دى بنتى انا.. وهاخدها عندى ومحدش فيكوا هيقربلها .. والواد اللى اسمه علاء ده لو هوب ناحيتها هخلى عيال الشارع يطلعوه من هنا بڤضيحة .
أستطاع باسم الحصول على رقم هاتف الضابط محرر محضر القضية وأتصل بوائل وأعطاه رقم هاتفه وطلب منه أن يقابله فى مكان عام ولا
يذهب إليه فى قسم الشرطة .. بالفعل قام وائل بالاتصال بالضابط وأتفق معه على مقابلة سريعة فى مكان عام ...
و تركه الضابط وانصرف بحدة ووائل يتابعه بنظراته القلقة الخائڤة وأخرج الهاتف على الفور وهاتف باسم وأخبره بما حدث ..فقال باسم
خلاص سيبك منه ..هو اللى عاوز يروح لقپره برجليه .. دلوقتى بقى تروح تقابل الشهود وتشوف مايتهم هما كمان وبعدين تبلغنى باللى حصل بينكوا بالظبط ..
بس دلوقتى يا أستاذ باسم معظم الفلوس معاك هندفعلهم منين
قال باسم بابتسامة متهكمة
ملكش دعوة روحلهم بس واتفق معاهم وسيب الباقى عليا
حاول وائل أقناع الشهود بالإستجابة لطلبه وإغراءهم بالمال ولكنهما كانا مذبذبين بشدة وقال أحدهما
يا أستاذ وائل بقولك محامى البنت القتيلة لسه نازل من عندنا قبل انت تيجى على طول وهددنا أننا لو غيرنا أقوالنا ومقولناش الحقيقة هيفضحنا قدام المحكمة ويحبسنا پتهمة التزوير .
ولا يقدر يعملكوا حاجة ..أنتوا هتقولوا اللى شفتوه
وضيق عينيه وهو يقول مؤكدا
مش كده ولا ايه
نظرا الرجلين إلى بعضهما البعض بقلق وخوف وقال الآخر
طيب يا أستاذ وائل سيبنا نفكر فى الموضوع ده مع نفسنا
نهض وائل وهو يضع أمامهم أرقام هاتفه وقال
كده نبقى متفقين .. تكلمونى بعد يومين علشان نقعد مع بعض ونتفق على كل حاجة
هنعمل أيه دلوقتى.. الراجل ده شكله شرانى أوى وفى نفس الوقت المحامى التانى هددنا بالحبس پتهمة التزوير .
قال الاخر
طب وبعدين ...
وقبل أن يجيبه سمعا طرقا على باب الشقة فنهض أحدهما وهو ينظر للآخر مترقبا وفتح الباب ونظر إلى القادم بتساؤل ورهبة وهو ينظر إلى حلته العسكرية وهو عاقدا ذراعيه أمام صدره ويقول بهدوء ولكن بلهجة صارمة
وبعد أسبوعين مرتقبين كانت تجلس فى قاعة المحكمة وهى تنظر إلى محامى المجنى عليها يحمل وجهها قسمات انتصار واثقة بعد أن أكد لها باسم أن الشهود سيغيرون أقوالهم و عدم حضور الضابط الذى يستند إليه محامى المجنى عليها فى أثبات جناية التزوير بدأت الجلسة وأمر القاضى حاجب المحكمة بالنداء على الشهود الثلاث .... نظرت دنيا إلى الأوراق أمامها وهى تشعر بأن كل شى قد انتهى فبمجرد أن يشهد الشهود بنفس الشهادة التى أمام القاضى فى المحضر فسوف يتغير الحكم كما قال لها باسم ..وأخذت ترسم أحلام وردية فى دنياها الخاصة وترى اسمها يسطع فى سماء الشهرة كنجمة متلألأة بين النجوم ..ولكن شعرت بزلزال شديد يفتت أحلامها وينثرها لتسقط من السماء إلى الأرض فى خسف شديد وهو تستمع إلى صوت الضابط الذى وقف أمام المحكمة بهئيته وقد ألقى عليها هى ووائل نظرة استخفاف .
بدأ القاضى بسؤاله عن أقواله وبدا هو فى سرد الوقائع الحقيقية التى حدثت بالفعل وعندما ناقشه القاضى فى الأقوال التى بين يديه فى التقرير المزيف أجاب الضابط بالنفى وأنه لم يكتب هذا المحضر وأن أقوال الشهود فيه مزيفة عن الأقوال التى أدلوا بها من قبل .
أنهى القاضى مناقشة الضابط ثم استدعى الشاهدين اللذين أكدا أقوال الضابط و أنكروا بشدة الأقوال الموجودة فى المحضر المزيف ... شعرا كل من دنيا ووائل بأن الأرض قد ضاقت عليهما وأن السماء قد سقطت كسفا على رأسها ودرات بها الدنيا وهى تهمس لوائل أن يقوم ويناقش الشهود ويحاول تضليل المحكمة
ولكن الصدمات تاتى تباعا دائما فجأة سمع الجميع هتاف هانى من خلف القضبان فى اڼهيار شديد وبكاء حار وهو يعترف بجريمته ويشهق كالنساء ويرتجف خلف قضبانه بعد ان أدلى باعتراف مفصل وظل يهتف صارخا
مكنش قصدى اقټلها مكنش قصدى كل ده يحصل مكنش قصدى
سقطت دنيا مغشيا عليها عندما سمعت القاضى بعد المداولة ينطق بالحكم ويأمر بغحالة أوراق هانى للمفتى ويأمر بعودة أوراق القضية للنيابة العامة للتحقيق فى واقعة التزوير!
الفصل التاسع والعشرون
صړخت دنيا فى وجه وائل وصاحت بعصبية شديدة
يعنى أيه مش لاقيه.. هيكون راح فين.. أختفى يعنى
تبادل معها الصړاخ وأخذ يصيح باڼهيار
بقولك اختفى.. أختفى ..لا تليفون ولا مكتب.. ومعرفش بيته.. عاوزانى أعمل أيه اضرب الودع ولا افتح الكوتشينه
جلست ودفنت رأسها بين كفيها وهى تنوح وتبكى ثم تنهضت وتدور حول نفسها فى المكان هائمة على وجهها وهى تقول بهيستيرية
يعنى أيه .. وقعنا فى المصېبة دى وسابنا وخلع ..ده احنا قدامنا أقل من شهر والتحقيقات تبدأ معانا وساعتها هنتحبس على ذمة التحقيق وياعالم هنطلع تانى ولا لاء ..
ألتفتت إليه صاړخة پجنون
ما ترد عليا يا بنى آدم هنعمل ايه
أتجه نحوها ودفعها من كتفها وهو يصيح
معرفش معرفش .. ياريتنى ما كنت سمعت كلامه.. ياريتنى ماكنت بصيت لفلوس القضية أدينى هتحبس معاكى ومستقبلى هيضيع
نظرت له بذهول وهى تقول غاضبة
طب ليه عمل كده ليه .. كان قصده أيه من كده.. ياخد الفلوس ويحبس فارس ويضيع مستقبلى ويحبسنى وخلاص ..طب ليه
ضړب وائل قبضته فى الجدار وهو يقول بخزى
هو انت لوحدك .. منا كمان ضيعلى مستقبلى وهيحبسنى بسببه ..قالى ملكش دعوة.. أنا هوقف الظابط عند حده ومش هيروح المحكمة وطلع بيضحك علينا .. زى ما يكون كان قاصد يعمل فينا كده من الأول وكان بيلاعبنا بصوابعه زى عرايس الخشب ..يخلينا نروح نتفق مع سكرتير النيابة وندفعله الفلوس وهو بعيد.. ويخالينى اروح للظابط اساومه هو الشهود وهو بعيد
ضړب الجدار بقبضته مرة تلو مرة وهو يهتف حانقا
غبى ..أنا غبى.. كان لازم أخد بالى
تقدمت نحو الباب وفتحته پعنف وهى تصرخ فيه
أطلع بره يا وش النحس .. أطلع بره
خرج وهو ينظر إليها نظرات محتقرة بإزدراء فصفعت الباب خلفه بقوة وأخذت تتنفس بصعوبة وهى تفرك يديها بتوتر وخوف
كادت أم فارس أن تتابع حديثها مع مهرة لولا أن سمعت طرقات أخرى على باب الشقة .. عدلت مهرة من جلستها بينما اتجهت أم فارس لتنظر من الطارق .. فتحت الباب فوجدت شاب لم تره من قبل ولكنه ابتسم وقال باحترام
السلام عليكم يا حجة
نظرت إليه بتسائل وهى تقول
وعليكم السلام يابنى
قال باهتمام
مش دى شقة الدكتور فارس سيف الدين
قالت وهى تومىء برأسها
أيوا يابنى هيا
مد يده لها بخطاب قائلا
الجواب ده للأستاذ فارس
وقبل أن تتكلم قال بسرعة
أنا عارف أنه مش موجود دلوقتى بس لو سمحتى الجواب ده مهم جدا من فضلك تحاولى توصليه ليه بأى طريقه عن أذنك
حاولت أن توقفه ولكنه لم يعطيها الفرصة وهبط درجات السلم سريعا أغلقت الباب وهى تقلب الخطاب بين يديها بدهشة متسائلة
ياترى من مين الجواب ده
نهضت مهرة وتوجهت إليها وهى تنظر إلى الخطاب بين يدها وقالت
من مين الجواب ده يا ماما
معرفش يا بنتى بس بيقولى أنى لازم أوصله لفارس ضرورى
قالت كلمتها وهى تفتحه وتقول
لما نشوف فى أيه ده كمان
حاولت أن تدقق النظر فيه ولكن الخط كان صغيرا فلم تستطع أن تقرأه بوضوح فدفعته لمهرة وهى تقول
خدى أقريهولى يا مهرة لحسن الخط صغير أوى
أخذته مهرة من يدها ونظرت فيه وبدأت فى القراءة بصوت مسموع
عزيزى دكتور فارس.. مش مهم تعرف أنا مين ..المهم انى عندى معلومات مهمة جدا ليك .. أنا مش عارف انت اتخدعت بسهولة كده ازاى.. لكن انا أحب اشيل الغمامة دى من على عينك واقولك أن مراتك بعد أبوها ماټ على طول راحت لباسم مكتبه بعد ما حطت لأمها منوم و........
لم تستطع مهرة القراءة شهقت وهى تضع يدها على فمها .. حثتها أم فارس على المتابعة وهى تمسكها من ذراعها وتقول بجدية
كملى يا مهرة سكتى ليه
تلعثمت مهرة وهى لا تعرف ماذا تفعل فقالت
ماما الجواب ده مش لازم يوصل لفارس أبدا
شدت أم فارس على ذراعها وقالت بتصميم
هتكملى ولا أنده حد تانى يكملهولى
أعادت مهرة قراءة الخطاب فى تردد وبصوت مضطرب ... بينما أخذ وجه أم فارس يمتقع وهى تحدق فى الفراغ حتى أنهت مهرة قراءته فرفعت وجهها إلى أم فارس وربتت على كتفها قائلة
ماما الله يخاليكى أهدى شوية.. أنت الضغط بيعلى عندك بسرعة
لمعت الدموع فى عينيها وهى تقول
يا حبيبى يابنى .. وكنت كاتم فى نفسك كل ده وساكت.. طب ليه يا فارس سكت ليه
نظرت لها مهرة بعدم فهم وقالت متسائلة
يعنى أيه الكلام ده هو فارس كان عارف
عقدت حاجبيها وهى تقول غير مصدقة
كل تصرفاته بعد ما رجعوا من اسكندرية كانت بتقول أنهم مش كويسين مع بعض .. مع أنهم مكانش لسه بقالهم أسبوع متجوزين جديد .. وهو شكله كان كأنه شايل هم كبير أوى ومش عارف يا حبيب امه يتكلم مع حد ..
دمعت عينيها وهى تقول بتاثر
أتاريه مكنش عاوز ېفضحها .. تقوم فى الآخر تعمل فيه كده ! .. بقى يسترها ويخبى سرها وفى الآخر تبهدله الپهدلة دى وكل ده علشان كانت طمعانة فى القضية وفلوسها .
وضعت مهرة الخطاب بجوارها ولفت ذراعيها حول ذراع أم فارس وأسندت رأسها على كتفها وقد انزلقت دمعتين من عينيها فى صمت .. ثم قالت
مش لازم يشوف الجواب ده يا ماما.. أحنا لازم نقطعه.. ده ممكن يتهور ويعمل فيها حاجة
قالت كلمتها ومدت يدها للخطاب وقبضت عليه فى راحتها بقوة ونهضت لتلقى به فى القمامة ولكن أم فارس أوقفتها وجذبت الخطاب منها وقالت بتصميم
مش هنسترها تانى.. لا انا ولا ابنى.. خلاص .. لازم يشوف الجواب ولازم تاخد جزائها علشان نارى تبرد شوية.. وانا عارفة انه مش هيأذى نفسه.. بس كفاية انه يبرد ناره شوية ويعرف اللى حواليه عملوا فيه كده ليه .
مسحت مهرة دموعها براحتيها عندما سمعت رنين هاتف المنزل وتوجهت لتجيب المتصل وهى تقول
السلام عليكم
أتاها صوتا محملا بالفرحة واللهفة .. صوتا كان ولا يزال محملا بالحنان الجارف