رواية قصة حقيقية القصول من 26-30
محمد ينظر اليها بعينيه الثائرتين ڠضبا ليقرصها مرة اخرى لتبعد الاء يده بقوة وتصيح پألم
كفى محمد.. والله هذا يؤلم.
زمجر محمد بشراسة وانفاسه المتهدجة تلفح وجهها فتتقلص ملامحها پخوف
اذا كنت تتألمين لا ترتدي مرة اخرى هذه الملابس ولا تستفزيني اكثر بالكلام.. انت لماذا لا تفهمين ان هذا الشيء ليس عاديا بالنسبة الي!
تقوقعت على نفسها بمكان وبخشية كانت تتطلع اليه في انتظار اي رد فعل منه.. آجل تعترف.. هي مخطئة.. هي تستفزه.. هي تتهور وبأفعالها تخرج اسوأ ما به.. هي ليست ندا له ومع ذلك تستمر وتستمر بتمردها.. بعنادها.. بطول لسانها.. وبعد ان يغضب منها تلوم نفسها وتنزعج منه..
تطلع محمد اليها مرة أخرى ثم هتف بصرامة
رفعت كتفيها بخيلاء يناقض التقوقع الذي كانت عليه قبل قليل ثم نظرت امامها وقالت بهدوء
انا لا شأن لي بموضوع العودة.. عليك ان تتكلم مع بابا بهذا الموضوع.
وما الذي جعلني أرى الويل غير بابا.
قال كلمته الأخيرة مقلدة صوتها ثم إخشوشن صوته ليردف
انا سأتحدث معه.. انت لا تفكري في هذا الموضوع ورغما عنك ستعودين هذه المرة.. ولا تعتقدي ان الذي حدث سيمر مرور الكرام.. لا عزيزتي! ستعودين وسنتحاسب على كل المصائب التي فعلتيها.. انا كتبت كل مصېبة قمت بها بالورقة والقلم خشية ان انسى شيئا.. سنتحاسب على واحدة تلو الأخرى ولكن ليس الآن بل بعد ان تعودي.
حسنا.. ما دمت فهمت!
اريد ان اعودي الى البيت.. أعدني.
غمغمت آلاء بصوت مهزوز فقال محمد ببرود
سنعود الآن.
قاد محمد سيارته لينظر اليها بطرف عينه قبل ان يعيد نظره الى الطريق ويضيف
لم تجد القدرة على الرد او حتى الى النظر اليه.. ماذا ستقول حبالها الصوتية تجمدت وصارت كالجليد لا تتحرك.. لا تريد ان تعود اليه.. خائڤة منه بل مړتعبة خاصة بعد كل الجنون الذي فعلته.. هذه المرة لن يرحمها وسيجعلها عبرة لكل فتاة عنيدة ولسانها طويل..
كادت ان تترجل من السيارة فور وصولهما الى منزل اهلها ولكن صوته الرخيم أوقفها
اول شيء تضعينه في حقيبتك ذلك الثوب الأحمر.. انا اعلم انك ستحاولين ان تخفيه عني ولذلك ضعيه اول شيء في الحقيبة.. وهيا انزلي الآن واوصلي سلامي لعمي وخالتي.
أسندت رأسها على وسادتها وتشبثت يديها بدثار الفراش بينما الأفكار تخترق رأسها.. ظلام الغرفة ساهم في صفو أفكارها واتخاذ منحى اعمق واشد بالتفكير به.. الخۏف عبث بفؤادها
الخطأ الأول اخبرت أبيه انه يشرب الخمر على الرغم من كونه قد منعها مسبقا من فعل هذا الشيء وهددها اكثر من مرة.. الخطأ الثاني موضوع العريس ووقاحتها معه بلسانها الطويل.. الثالث السلسلة.. الرابع المسبح.. الخامس سفرها الى أوستند ونومها في منزل ناس لا يطيقهم.. والخطأ السادس والأخير حفلة اليوم..
ضغطت على طرف الدثار بقوة أكبر وكأنها هكذا تحصن نفسها من قسۏة عقابه.. شعرت
ردت بهدوء ليطلب منها بإصرار ان تنزل اليه والا هو سيتصرف بنفسه.. استنكرت بشدة جنونه خاصة وقد شارفت الساعة على تجاوز الثانية عشر ليلا..
حسمت آلاء قرارها لتنزل اليه خشية من جنونه وهكذا سترى ماذا يريد وبسرعة ستصعد وتعود الى قوقعتها الآمنة في غرفتها..
إرتدت سترة طويلة فوق الشورت القصير الذي ترتديه ووضعت وشاحا ثقيلا حول عنقها ثم نزلت اليه لتجده جالسا فوق مقدمة سيارته وسيجارته في يده ېدخن منها بشراهة..
تلكأت قليلا بسيرها نحوه.. خطواتها بشكل تلقائي كانت تتباطأ.. تتثاقل.. مظهره هكذا وهو يجلس فوق مقدمة السيارة يبدو.. يبدو مثيرا! على الرغم من تهدل كتفيه الواضح من شدة تعبه الا انه وسيم جسده ېصرخ رجولة متوحشة..
زلفت منه حتى صارت تماما قبالته فتخلى محمد عن جلسته ليوثب عن مكانه ويقف امامها ثم رمى سيجارته على الأرض ليطفئها بحذاءه..
توسمت عيناه المتعبتان النظر بها لينتقل تخبط مشاعره اليها دون ان تدرك بينما يغمغم بعجز حقيقي واستياء شديد
لم أعرف.. لم استطيع ان اعود الى البيت.. مشتاق اليك جدا.. لماذا لا تفهميني انت بعيدة عني منذ اكثر من شهر.. فتعالي معي وسأعيدك غدا صباحا.
كان يرجوها بنظراته ان توافق.. يتوسلها بنبرة صوته ان لا تخذله وتعود معه.. ولكنها كانت خائڤة.. كيف يريدها ان تعود معه وهي خائڤة مما ينتظرها معه.. لذا قالت بنبرة متينة
مستحيل محمد.. انا لا استطيع ان أتي معك.
خائڤة مني
همس محمد بتساؤل مرهق فغمغمت آلاء بتوتر خفي
ليست مسألة خوف ولكن انا لا استطيع.. وفي كل الاحوال انت قادم يوم الاثنين فغادر الآن.. ماذا لو استيقظ احد من اهلي وشعر انني لست في المنزل
دنى منها اكثر ليحيط بكفيه الكبيرين يديها الصغيرتين جدا ثم غمغم بشوق وتعب السنين وليس الأيام وهو يتطلع اليها بزيتون عينيه المنصهر عشقا
افهمي.. لا استطيع ان اتركك.. اليوم صعب جدا.. انا مشتاق اليك.. هل تعلمين ماذا يعني انني مشتاق اليك قلبي يؤلمني.. انا متعب.. مرهق جدا بسبب ابتعادك عني.. ارحميني.. حرام عليك! إما اخذك معي الى الشقة الآن وإما اصعد معك الى الأعلى.. ولكن ان اغادر فإحلمي.. انا وصلت اقصى درجات تحملي فإرحميني وارحمي قلبي.
كان صادقا.. بكل كلمة قالها.. يحتاجها.. يحتاج قربها.. يحتاج ان يمرغ انفه في جيدها ويضم جسدها الصغير وسط صدره الضخم.. يحتاج ان يشعر بأضلاعها تئن من قوة عناقه.. يحتاج حضنها.. ان يسمع همسها الناعم وان ينتقل اليها دفئها الساحر..
ظلت تتطلع اليه.. الى التعب الكاسر في عينيه كالذي يتوسلها ان توافق.. ولو لليلة واحدة! وحالها لم يكن بأفضل من حاله.. هي... هي أحبته مهما انكرت وكابرت أحبته.. متى وكيف لا تدري.. بل على ماذا احبته لا تعلم.. ولكن أحبته.. كانت تحتاجه هي الأخرى مثله ولو لليلة واحدة تنسى كل ما مضى وكل ما سيمضي..
قلبها إستجاب متحننا لطلبه لتومئ
حسنا تعال معي.. ولكن إصعد دون صوت لأن الجميع نائم.
تهللت أساريره ليبتسم بسرعة كطفل ضائع وقد وجد والدته اخيرا.. فقال بإنصياع
حاضر.
سار خلفها وقلدها بالسير على طرف اصابعه حتى لا يشعر احد بوجوده.. استدارت آلاء اليه
اكملت سيرها الى غرفتها ثم اوصدت الباب خلفها لتتنفس الصعداء وتقول بحنق
هذا لا يجوز سيد محمد! لا يصح ابدا.
انت التي لا يجوز ما تفعلينه بي.
قالها محمد بعذاب ثم إقترب منها ليضمها الى صدره الا انها ابعدت يديه بعيدا عنها وهتفت بعينين متوجستين
محمد.. نحن حتى الآن لا زلنا لم نحل موضوع خېانتك.
سحب محمد نفسا طويلا ثم قال بوهن
الا تصدقيني
لم ترد عليه ببنت شفة ليفهم انها لا تصدقه ابدا فتساءل بآسى
اليس لديك ثقة بي
لا.
ردت آلاء بصراحة فأغمض محمد عينيه للحظات ثم فتحهما وقال
حسنا اذا.. اذا تريدين مني ان أقسم بكتاب الله عز وجل سأفعل حالا.
هتفت آلاء بعناد وتحدي
اجل.. أقسم.
اريد ان اتوضأ.. وانت احضري لي القرآن الكريم.
همهمت آلاء بموافقتها ثم فتحت باب غرفتها لتلقي نظرة في ارجاء المنزل حتى تتأكد من كون اهلها نائمين.. وبعد ان تأكدت قالت له
بإمكانك ان تخرج.
عاد محمد الى غرفتها بعد ان توضأ لتناوله آلاء القرآن بسرعة في انتظار قسمه فقال بينما يضع يده على القرآن الكريم
حسنا سأفعل اذا كان هذا الشيء سيدعك تصدقيني.. أقسم بكتاب الله وبكل كلمة موجودة به ان لم يحدث شيئا بيني وبينها غير الكلام الذي قلته لك.. لا زيادة ولا نقصان في ذلك.
ثم تطلع اليها وسألها
هل صدقت الآن ام ليس بعد
اجل صدقته الآن وارتاحت جدا.. ولذلك اومأت قائلة
ما دمت أقسمت فأنا صدقتك.
ثم اخذت المصحف لتعيده الى مكانه وعادت الى الغرفة لتوصد الباب خلفها..
ابتسم محمد بعبث وغمغم متسائلا
الن تنزعي سترتك غرفتك دافئة.
انتبهت آلاء الى كونها لا زالت ترتدي سترتها فهمهمت بإستدراك
ها آجل لم انتبه.
والآن
نظرت اليه لتستنبط بكل سهولة الخبث الذي تألقت به عيناه كذئب مكار.. اختفى الحزن والإرهاق الذي كان قبل قليل وعاد محمد الوقح بعبثه ودهاء افكاره..
همس محمد بتعجب
ما الأمر لماذا تنظرين الي هكذا انزعي سترتك واجلسي حتى نتحدث.
نتحدث!!! لا انا اعتقد ان هذا يكفي ويجب ان تنزل الآن وتغادر.
هتفت آلاء بحزم ليقول محمد دون اكتراث
انسي ذلك وتعالي واجلسي.
هذه آخر مرة تنزلي الى الشارع بهذه الملابس.. حتى ولو كنت ترتدين سترة ممنوع.
تمتمت آلاء بموافقتها على مضض
حسنا وماذا الآن
اشتقت اليك.. اشعر انني سأموت دونك.. لم اعد اتحمل.. ارحمي امي يا امرأة!
ماذا افعل يعني
غمغمت آلاء ببراءة فزينت الابتسامة محياه ليقول وهو يغمزها بعينه اليسرى بعبث
لا تفعلي شيئا.. انا الذي سأفعل.
إتسعت عيناها وقد وصلها بلمح البصر المغزى وراء كلامه الوقح لتهتف بنبرة قاطعة
لا مستحيل هنا في غرفتي!.. امي وابي موجودان في الخارج.. فإنسى ذلك نهائيا.. بعد ان