زواية ياسمين القصول من 43-50
انت في الصفحة 1 من 12 صفحات
الفصل الثالث والأربعين
الحياة بلا حب گورقة شجر تساقطت في فصل الخريف وراحت ضحېة هبوب الرياح العاصفة والقلب بلا أليفه گالأرض اليابسة التي تتعطش للمياه قد تحترق منه قد تتألم وقد تحتار لكن الحب هكذا لا يجوز بدون لوعته
نهض يزيد أولا ليعلن عن انتهاء اجتماعه ب قسم الموارد البشرية والذي أكد فيه على ضرورة انتقاء ممتاز للموظفين الجدد الذين سيتم تعيينهم وشدد على المواصفات القياسية للموظف المثالي گأحد ضروريات الأختيار وقبل أن ينصرف مدير الموارد البشرية بنفسه قال معترضا
تجهم وجه يزيد وهو يضع يمناه في جيب بنطاله وقد استشف إنه يرمي إلى نغم وقال بمضض
عارف
ف اقترح مدير الموارد البشرية
أنا شايف إنه لازم يتعملها مقابلة ونحدد بعدها آ
البنت دي عينها رئيس مجلس الإدارة بنفسه إيه رأيك تروح تعرض عليه فكرتك
تردد الموظف وبهت وجهه ف تابع يزيد بنفس النبرة
ملكش دعوة بأي قرار يتاخد برا عنك حتى لو في إطار شغلك أكيد فهمتني
أومأ الموظف برأسه متفهما ف لم يتركه يزيد يخرج بتلك الحالة التي عليها وجهه وحفزه قليلا
تمام
خرج ف انتقل يزيد نحو مكتبه وتناول جهاز التحكم الخاص ب مكيف الهواء فتحه وقد أحس ببداية مبكرة جدا للأجواء الحارة ونحن في بداية شهر نيسان أبريل نزع عنه سترته وأرخى رابطة العنق قليلا ف رن هاتفه رنينا خاڤتا وقد أضعف من صوت الهاتف قبيل الإجتماع تناوله وأجاب بقنوط
شحب وجهه تغير لونه بتخوف وهو يسأل على عجل
إتنازل إزاي وإيه يخليه يعمل حاجه زي دي
ف ارتعجت فرائصه خوفا من أن يكون يونس فعل شيئا سيجعله قاټلا لا محاله ف أغلق الهاتف على الفور و
طب اقفل دلوقتي ونتكلم بعيدين
وبسرعة كان يتواصل مع يونس كي يسأله فكانت إجابة يونس على الإتصال سريعة بما يكفي
جميل
ف انفعل يزيد على الفور بعدما قابل يونس الخبر بهذا الفتور وكأنه كان يعلم وهذا ما جعل الشكوك تترسخ في ذهنه وكأنها حقيقة
أنت عملت إيه يايونس بالله عليك آ
فقاطعه يونس مؤكدا برائته
ولا عملت أي حاجه هو عارف إن أخرتها لصالحنا أنت مفيش أي حاجه تدينك يايزيد هو حب يلعب بس ئ
لأ معتصم مش هيعمل حاجه من غير مقابل
نظر يزيد في ساعة اليد خاصته و
أقفل وانا هرجع اكلمك لازم أعمل تليفون مهم
وحاول الإتصال ب رغدة ولكن هاتفها كان مغلقا ف أطلق سبة نابية و
أكيد معملش كده لله في حاجه غلط
على جانب آخر
عاد يونس بعد أن أغلق المكالمة كي يتابع حديثه مع الطبيب و
يعني مفيش أي جديد
ف هز الطبيب رأسه نافيا
أنا كنت صريح معاك من البداية الورم تفشى في منطقة الصدر والرئتين بشكل مينفعش فيه أي تدخل دلوقتي كل الأدوية اللي بياخدها بتحاول تهاجم ال Cancer اللي خلاص بالفعل انتشر
حك يونس عنقه حكا سبب احمرار متوهج و
الكلام ده ياريت يفضل بينا مش عايز ملك تعرف حاجه
اللي تشوفه
خرجت ملك من غرفة والدها في نفس اللحظة التي كان يغادر فيها الطبيب جليا عليها الحزن وأعربت عما بداخلها بصراحة
بابا مش بيتحسن يايونس هو الدكتور قال إيه
لم يرد أن يجعلها تفقد أملها ف برر ذلك قائلا
العلاج الكيماوي طويل ومش بيظهر نتيجته بسرعة متقلقيش
لاحظت بسهولة هذا الإحمرار على جلد عنقه ف انعقد حاجبيها وهي تدقق بصرها ومدت أصابعها تتلمس تلك المنطقة و
إيه ده
ف اقشعر بدنه وعيناه متعلقة بها وهو يردف
إيه
أخرجت مرآة صغيرة جعلته ينظر عبرها فرأى تأثير أصابعه التي فركت تلك المنطقة ببعض العڼف ف أحاد بصره و
تقريبا هرشت فيها متشغليش بالك
ف أخرجت أنبوب دهان ملطف للجلد ومقاوم للحكة والحساسية راقبها وهو يسأل
بتعملي إيه
ده مرطب حلو أوي عشان الإحمرار ده
ومسحت الدهان بأصبعيها على المنطقة بلطف شديد كان ظل عيناه التي ترتكز عليها يوترها ويزيد من ربكتها استشعر هو ذلك من رجفة أصابعها التي تدلك بها بشرته وما أن فقدت القدرة على السيطرة أبعدت يدها وأسبلت جفونها قائلة
مش هتدخل لبابا
فأومأ و
هدخل بس هجيب ميا وآجي
ف عرضت عليه المساعدة بشأن هذا الأمر و
أنا هجيبلك وانت أدخل له
وخطت متجاوزاه على الأقل ل تقلل من حدة توترها المفرط كلما أقدمت على فعل جرئ تلوم نفسها وعندما تتحاشاه تعاتب نفسها أيضا أصبحت قاب قوسين أو أدنى ماذا تفعل كي تكون راضية عن تصرفها معه بدلا من هذا الندم الذي يحاوطها مع كل فعل تقدم عليه
كانت نغم تنظر للحاسوب ولكنها لا ترى أي شئ عقلها مغيب تماما الآن منذ أن علمت بالصدفة البحتة الصلة التي كانت تجمع يزيد ب رغدة وهي مشتتة حزينة متخبطة مصډومة عدة مشاعر متضاربة رغم إنها ليست زوجته الآن ولكنها أحست بفيض من الغبطة يقتحم فؤادها الذي أصبح متيما به لا تعلم كيف ومتى وهي التي كانت تشدد على قلبها لئلا يقع في أمور العشق هذه التي لا تناسبها وتفسد معاييرها
أطبقت جفونها وفركتهم بشكل عڼيف قليلا وتنهدت بثقل وهي تهمس بصوت منخفض
مش قادرة الصداع من كتر التفكير هيموتني
دلف سيف في هذه اللحظة و
نغم أنتي بخير
ف اعتدلت على الفور وعادت تنظر للحاسوب وهي تردف بجدية لم تناسب أبدا طباعها المرحة اللينة التي اعتاد عليها الجميع
بخير ياسيف في حاجه
آه مستر يزيد عايز ملف آخر مناقصة دخلناها كامل
نهضت عن مكانها وهي تقول
حاضر
أحضرت الملف المطلوب من المكتبة خاصتها وناولته إياه
أهو آ
ترددت نغم قبل سؤاله ولكنها سألت في الأخير
هو مستر يزيد طلبه منك ولا أوديه بنفسي
لأ قالي آجي أنا أجيبه منك
ف غصبت نفسها على ابتسامة طفيفة و
ماشي
خرج سيف ف ارتمت نغم على المقعد وهي ترثي حالها
عمره ما هيشوفني قدامه أصلا قد إيه أنا غبية!
وراحت تجلد ذاتها من جديد على مشاعر لم يكن لها إرادة فيها مشاعر نمت وترعرعت في قلبها بدون أن تشعر بجالها وهي تفتقده وتشتاق إليه وتبحث عنه بين كل وجوه الشركة وتغار حتى إن نظر جواره
هي لا يحق لها أيا من ذلك ولكنها لا تستطيع كبح جماحها وهذا ما يؤلمها بالأكثر أن سلطتها لم تعد قادرة على قلبها الذي أحب
بقيت ملك متوترة وكثيرة الحركة منذ أن حضرت خبيرة التجميل من أجل تجهيزها لحفل الليلة بعد إصرار من كاريمان في بادئ الأمر ظنت إنها س تجهز نفسها بنفسها ولكنها كانت مفاجأة من كاريمان لها
نفخت ملك منزعجة في وجه الفتاة ف ابتعدت قليلا لتتيح الفرصة ل ملك كي تعترض من جديد
نينة أنا كنت هخلص كل حاجه بنفسي في وقت أقل من ده
ف هزت كاريمان رأسها رافضة شئ گهذا
Olmaz لا يمكن
دي أول مناسبة تخرجوا سوا ويشوفك فيها بشكل مختلف لازم تكوني Çok tatlı حلوة جدا
ف نظرت نحو الشرفة و
بس ده بقاله نص ساعة واقف تحت ومستنيني كده هيزهق
فلم تبالي كاريمان به كثيرا و
مش مهم خليه يستني شوية
ثم أشارت للفتاة و
كملي
بالفعل كان القنوط قد بدأ يتسرب إليه وهو يقف أمام سيارته ب طاقمه الرسمي الأنيق الأسود وكأنه أحد مشاهير هوليود وسيكون في استضافة الإعلاميين على البساط الأحمر الشهير تأنق بشكل جذاب وساحر مؤكد سيخطف الأنظار جميعها إليه الليلة لولا أن تلك الفاتنة ستكون جانبه وستنال حظا من لفت الإنتباه
خرجت ملك من الباب وهي تمسك بذيل فستانها الزيتون المتدلي وحركتها بها عجلة بسيطة ف خطفت أنفاسه حقا شده وهو ينظر إليها معتدلا في وقفته أنبهر بها انبهارا لم يكن يتوقعه لاق بها الفستان تماما كما تخيل وأكثر وتناسب مع عيناها التي تتلاعب ما بين العسلي الجبلي والأخضر حسب الضوء المحيط تدارك الأمر قبل أن يخرج عن نصابه ودنى منها مد يده لها كي تمسك بها وهي تنزل الدرجتين اللاتي تحيلان بينهما متأملا هذا الإبداع الإلهي في حسن وجهها البديع أبرزت خبيرة التجميل ملامحها ب شكل محترف أمام كل ذلك ولكن شتت انتباهه إنها دعست على فستانها بدون قصد ف ارتمت بجسدها نحوه وسرعان ما كانت ذرعاه تفترش أمامها لتلتقفها وهي تشهق مڤزوعة وعندما رفعت عيناها نحوه وهي تتنفس بسرعة
آ أسفه
ف غرق بالضحك وهو يمسك بها جيدا وراحت هي الأخرى تضحك من قلبها انتصبت في وقفتها وهي تضبط أنفاسها المضطربة وانتبهت ل أناقته التي بدأت تعتاد عليها ولكنها هذه المرة تختلف هذه المرة مؤثرة أكثر شملته ب إعجاب لم تخفيه وقالت بتلقائيتها المعهودة
أنا كنت فاكرة الألوان الفاتحة بس هي اللي حلوة طلع الأسود أحلى بكتير
نظر لنفسه وهو يمنع ضحكة تريد الطفو على وجهه ثم قال عابثا معها قليلا
كنت فاكرك بتحبي الأبيض بس طلع ليكي في الغوامق
ف أوضحت وجهة نظرها المتواضعة قائلة
الأبيض بيكون حلو أوي تحس إنك بتنور وانت لابسه إنما الأسود مبينك فخم كده عميق يعني
ف فرك طرف ذقنه قليلا وعقب وهو يتأمل جمال الفستان عليها
المفروض أنا اللي اعاكسك ياملك أديني فرصتي
ف ارتبكت على الفور وهي تتهم بمغازلته الآن بينما هي تتفوه بكل ما يأتي في ذهنها بتلقائية گطفلة لا تعي من سواد الدنيا شيئا رغم إنها لاقت الكثير وعاشت الأكثر
تحرجت وهي تجفل بصرها عنه و
مقصدتش كده والله
ثم رمقته بطرف عينها وهي تقول
مش هقولك حاجه تاني بعد كده
فكانت يداه الأسرع إليها وهو يلتهم كفها بيده ويضغط عليه قائلا
إياكي تفكري في كده أنا بس عايز فرصة أقولك الفستان قد إيه بانت قيمته وانتي لبساه من غيرك كان ولا حاجه
ف ذمت على شفتيها بخجل بينما كان يسحبها هو برفق نحو المقعد الأمامي وما زال قيد النظر المتفحص فيها فتح لها السيارة ثم رفع الفستان معها