الإثنين 25 نوفمبر 2024

زواية ياسمين القصول من 43-50

انت في الصفحة 7 من 12 صفحات

موقع أيام نيوز

من مسافة مقننة كان يونس يرى كل ذلك وهو واقفا بمحله يأبى التحرك لا يريد الإقتراب ولا يريد المغادرة في نقطة بالمنتصف لا يفعل شيئا سوى إنت يأكل في نفسه ولكن ما رؤية ذلك الغريب الذي أمسك بشعرها تحممت الډماء في عروقه وتشنجت عضلات فكه وهو يضغط عليه بقوة مندفعا نحوهم كاد ينقض عليه ليفتك به في لحظة ڠضب ولكنه في اللحظة الأخيرة تدارك أمر نفسه وصاح مناديا 
ملك
ف استدارت برأسها نحوه ومازالت مبتسمة ثم دنت منه وهي تقول 
تعالى يايونس أعرفك ده محمود إبن طنط هناء جارتنا
رمقه بنظرة مخټنقة لم يواريها قط وقال على مضض 
أهلا
ف مد محمود يده ليصافحه و 
أهلا
تجاهله يونس تماما وكأنه لم يراها واستدار بجسده كي يتحدث ل ملك 
أنا خلصت مع الحسابات يلا بينا نمشي
وتنحى جانبا كي يفسح لها الطريق وقد شعرت هي بالحرج من حزم أسلوبه 
طب مش هتشرب حاجه زي ما قولتلي
فكان جامدا وهو يرد بجدية 
لأ مش عايز وانتي كمان أبقي أشربي في البيت
ف نطرت ل محمود و 
سلام يامحمود
ف صافحها مرة أخرى وبشكل مطول أكثر 
أبقي خلينا نشوفك ياملك
إن شاء الله
ف جذب يونس ذراعها كي تنفك يداهم وسحبها برفق خلفه كي لا تتعثر في شئ وهو يغمغم 
كفاية كده
تدفقت السخونة المستحية من موقفه لوجهها الذي تصبغ بالحمرة وانتظرت حتى خرجت من المشفى ثم اجتذبت ذراعها پعنف و 
أنت ساحبني وراك كده ليه شايفني حيوانة
فتح سيارته وأشار لها ب احتدام 
أتفضلي أركبي
ف جلست بمقعدها وانتظرت أن يجلس هو الآخر كي تستجوبه حول ما فعله ارتمى بثقله في مقعد القيادة فسألت بحدة 
أنت بتعاملني كده ليه يايونس أنت أحرجتني قدامه وأحرجته هو كمان
ف اشتعلت نظراته لها وهو يصيح بنبرة منفعلة 
كمان خاېفة على شعوره ومش مدركة انتي عملتي إيه 
ف برأت نفسها غير واعية لماذا كل هذه العصبية المفرطة التي ظهرت عليه فجأة بينما كان هادئا ساكنا بالخارج 
أنا معملتش حاجه أنت اللي قلبت فجأة كده!
ف أدار السيارة و أبعد ناظريه عنها وهو يقول 
أصلي مچنون بقلب لوحدي
وأخيرا أجاب على مكالمات يزيد التي لم تنتهي وهدر فيه بعدما فتح مكبر الصوت كي ينتبه للقيادة 
عايز إيه يازفت 
طالما زفت يبقى متخانق المهم نغم في المستشفى عشان وقعت القهوة المغلية على بطنها ياريت تبعت ملك علشان تكون معاها
شهقت ملك مذعورة وهي تسأل بنبرة مرتفعة 
نغم حصلها إيه يايزيد
ف ضحك ضحكة ساخرة و 
أنا قولت برضو إني هلاقيكي معاه تعالى على ال location اللي بعتهولك يايونس ولما تيجو هقولكم
وأغلق المكالمة كي لا يتعرض لمزيد من الأسئلة جوابها يتضمن إدانة له ف نقلت ملك نظراتها المتبرمة نحو يونس و أردفت 
الموضوع مخلصش على فكرة لما اطمن على نغم هشوف أسلوبك ده سببه إيه
وعقجت ذراعيها سويا وهي تتمتم ب استياء 
الأخ وأخوه زي ما يكونوا متفقين عليا محدش مريحني
ف قبضت أصابعه على المقود وهو يسأل مغتاظا 
بتقولي إيه
ملكش دعوة بيا
ف أشاح بوجهه عنها و 
أحسن برضو

كانت عيناها تلمع متجليا فيها بقايا الدموع بعد ما عانته باللحظات العسيرة الماضية من شعور الإلتهاب ذاك ولعڼته هدأت الدهانات الطبية قليلا من ألمها وتم تغطيته بطبقة سميكة من القطن بدون الربط عليه 
ولج يزيد وهو ينظر إليها متفحصا وسأل 
حاسة بتحسن
ف أومأت برأسها و 
آه آسفة إني عطلتك
ف تنهد يزيد و 
مش فاهم انتي كنتي جاية ليه وقهوتي بتعمل إيه معاكي أنتي مش قادرة تنسي المكان اللي بتنتمي ليه ولا إيه
ف أحادت بصرها عنه بدون أن تتفوه بكلمة على عكس عادتها في الحالات الطبيعية ترد على حديثه بألف كلمة مضادة ولكنها ليست في حال تمكنها من المماطلة والحديث الطويل تنغض جبينه ب استغراب و 
أنتي كويسة 
ف أجابت ب اقتضاب 
آه كويسة
ف سخر منها قائلا 
غريبة! لسانك العشرة متر راح فين
نغم
ضړبت ملك بصوتها آذانه ف الټفت ينظر إليها وهي تخطو نحوها بعجل وسد عليها طريقها وهو يحذرها 
رايحة فين براحة هتأذي مكان الحړق
ف هدأت ملك وهي تنظر إليها وتسائلت بحزن 
إزاي ده حصل يانغم
واقتربت منها أمسكت بيدها بينما كانت الأخيرة تشعر ب اختناق صدرها وهناك ما تريد البوح به ف قرر يزيد الإنسحاب من بينهم و 
طب أنا هروح أشوف هتخرجي أمتى
وخرج ف قبضت نغم على يد ملك و 
ملك أنا مخڼوقة أوي من نفسي مش عارفه أعمل إيه
ف جلست ملك بجوارها و 
في إيه يانغم مالك
على جانب آخر 
تحسس يزيد جيوبه وفتش جيدا على هاتفه ولكن لك يجده ف ذم شفتيه ممتعضا وهو يعود للغرفة كي يبحث عنه يبدو إنه نسيه بالداخل وقبل أن يشرع بالدخول كان يستمع لعبارة أوقفته محله 
مش عارفة إزاي أعمل في نفسي كده إزاي عقلي كان فين
ف حاولت ملك التهوين عليها وتبسيط الأمور كي لا تحمل نفسها أعباء أكثر 
أنتي مغلطتيش يانغم
لا غلطت
وتعنتت نغم وهي تؤكد خطئها الفادح كما تذكر 
مكنش ينفع أعمل كده لمجرد إني عايزة أمنعه يروحلها مش من حقي
لم تجد ملك ما يستوجب عليها قوله ف استمعت لها للنهاية كي تخرج كل ما في جوفها 
أول ما حسيت إنه خارج ورايح عندها الڼار مسكت في قلبي محستش بنفسي غير وانا برمي القهوة عليا عشان أشغله بيا وميروحش إزاي أكون عامية بالشكل ده
تصلب يزيد في مكانه ونظر حوله متوترا خشية أن يلاحظ أحدهم إنه يتلصص عليهم سماع حقيقة گهذه منها كانت صدمة بالنسبة له لم يلحظ عليها يوما إنها تحبه لهذه الدرجة كان يرى إنسانة عنيدة تفضل دخول المناقشات الطويلة ولا تحب إنهاء الحوار وهي خاسرته ولكنها كشفت بنفسها الحقيقة التي لولاها لبقيت سرا لا يعلمه 
تابع سماعه لهن وهي تحكي عن معاناتها وتأنيب ضميرها لها بعد فعلتها متهمة نفسها بالأنانية وحب النفس حتى إنها فكرت في الإبتعاد نهائيا عن هذا العمل الذي سيجعلها قريبة منه دائما وهذا ليس من وسعه إلا إنه يستهلكها نفسيا وعاطفيا 
ابتعد يزيد عن الغرفة وعقله مشغولا بما سمع هذه الأمور كانت ستبدو له طبيعية إن كانت من إحداهن ولكن منها هي كانت مختلفة قليلا تشتت ذهنه ولم يدري بالضبط ماذا عليه أن يفعل بعد علمه بما حدث 

وضعت كاريمان أكثر من تصميم أمام ناظريها وهي تضاهي بين الكل منبهرة بالجميع زفرا بتحير وهي تهمس 
Bu karışıklık da ne? ما هذه الحيرة
ف اقترحت عليها المصممة وهي تساعدها في الإختيار 
التصميم ده هيكون حلو عليها جدا طالما بشرتها فاتحة
هزت كاريمان رأسها بالنفي و 
لأ ملك رقيقة مش هتحب البهرجة الزيادة ممكن ده
وأشارت لأحدهم 
ده هيكون حلو أوي عليه Çok tatlı
ثم نظرت نحو خديجة التي كانت تتابع ما يحدث ب شدوه و 
مش كده ياخديجة 
هو حلو أوي! بس آ 
ف قاطعتها كاريمان و 
خلاص فهمتك
ثم نطرت للمصممة وقد استقرت على واحد منهم 
ده كويس هبلغك بالمعاد اللي تيجي تاخدي فيه المقاسات Bu bir anlaşma أتفقنا 
جمعت المصممة كل المجلات والتصميمات الخاصة بمركزها واستأذنت بالإنصراف بينما كانت خديجة تعبر عن وجهة نظرها 
مش لسه بدري على موضوع فستان الفرح ده ياهانم
ف هزت كاريمان رأسها بالسلب و 
مش بدري ولا حاجه يونس مش هيقدر يستحمل أكتر من كده أنا عارفاه كويس صحيح صبور بس المرة دي حبه هيغلب وانا لازم أكون جاهزة عشان أحتفل احتفال يليق بيهم ملك تستحق حياة تانية
ف ابتسمت خديجة هي تتمنى ذلك 
يارب ياهانم
نهضت كاريمان عن مجلسها وهي تخطو نحو الباب و 
هاتي تليفوني أتصل بيونس لما أشوف هو بيعمل إيه

ساعدت الممرضة نغم في إرتداء ملابسها بعدما أحكمت وضع طبقات القطن على بطنها في حين كانت الأخيرة تتأوه مټألمة وتسائلت 
هو مفيش مسكن أو أي حاجه تخفف الحړقان اللي حاسه بيه
للأسف مفيش غير المرهم اللي حطيته ليكي شويه وهتحسي بالفرق
طرق يزيد على الباب قبل أن يدخل ف رفعت الممرضة بصرها نحوه و 
أتفضل إحنا خلصنا
دخل وهو يحمل باقة من الورود الحمراء ارتفع حاجبي نغم وهي تنظر للزهور غير مصدقة تصرفه الراقي الذي لم تنتظره أبدا ف انسحبت الممرضة من بينهم وهي تبتسم وخرجت بينما دنى منها يزيد وهو يقول 
معرفتش أقولك ألف سلامة عليكي الصبح من تأثير المفاجأة
ثم بسط لها ذراعه بالورود و 
ده عشانك
وكأن كل الآلام هانت وتلاشت أحست ب بصيص من النور وسط عتمة ظنت إنها ستعيش فيها للأبد ضحكت بحبور وهي تتناولها ودفنت وجهها بين أوراق الزهور ټشتم رائحتها الجميلة ثم رفعت بصرها نحوه وهي تعلن صډمتها بفعله 
فاجئتني!
ف حك ذقنه وهو يتمتم بصوت خفيض 
أنا نفسي متفاجئ
إيه
ف ساعدها في النهوض و 
يلا عشان أوصلك ترتاحي
وصلته رسالة من رغدة على هاتفه ف أخرجه وتفحصها تغيرت معالم وجهه كثيرا بعد قرائتها رغم محاولته لئن يواري ذلك قادها نحو الخارج وأجلسها في السيارة ثم قام ب إرسال رسالة ردا عليها ابتعد عن السيارة قليلا ثم بدأ بتسجيل مقطع صوتي يرسله ل معتصم يقول فيه 
تعالى على المكان اللي بعتلك موقعه بعد ساعة مستنيك
ثم أرسلها وأغلق هاتفه عاد إليها ليرى كم كانت سعيدة وهي تمسك بباقته التي رفعت من معنوياتها كثيرا تنغض جبينه من سعادتها بمجرد باقة زهور استقر بجوارها في السيارة وهو يقول عابثا 
أول مرة حد يجيبلك ورد ولا إيه 
ف أفاضت بصراحة وهي تنظر لوجهه بنظرات حالمة 
لأ بس المرة دي مختلفة
ف ابتسم قبل أن ينظر أمامه ليقود وبقيت عيناها هي بين الباقة وبينه طوال الطريق لا تبعد عيناها عنه بتاتا وهو شاعرا بذلك ولكن على الأقل الآن هو يعلم السبب ويرى بوضوح هي أحبته بالفعل 

كانت تنتظره خارج المنزل رافضة أو تدخل أو تصعد غرفتها قبل أن تواجهه بما حدث اليوم منذ أن عادت برفقة عيسى و تجاهلها هو طوال اليوم على غير عادته وهي تشعر بالحريق ينشب بين ضلوعها لذلك ستضع حدا لما تعايشه الآن 
عبر يونس البوابة بسيارته وهو يتحدث في هاتفه 
يعني إيه باعيسى موصلناش لحاجه!! عارف إنها حاجه من ٣ سنين لكن محتاج خيط رفيع بس يوصلني لحاجه
ثم زفر و 
قبل ما ترجع أم أربعة وأربعين من السفر لازم يكون في دليل في إيدي
قطعت ملك طريقه ووقفت أمام

انت في الصفحة 7 من 12 صفحات