زواية ياسمين القصول من 43-50
السيارة لتلفت انتباهه ف أوقف القيادة وأغلق المكالمة وهو يترجل سار نحوها وهو يسأل بفتور يناقض حالته المهتاجة في الصباح
واقفة كده ليه
فسألت على الفور
إيه اللي عملته معايا الصبح ده
أسألي نفسك عملتي إيه تستاهلي عشانه المعاملة دي
ف أجابت وقد بحثت في عقلها مطولا
أنا معملتش حاجه إحنا حتى متكلمناش مع بعض
ممكن تسألي محمود لو معرفتيش توصلي للسبب
تنغض جبينها ب استغراب من ذكره و
محمود!
واڼفجر على الفور معلنا عن غبطته بدون أن يولي نفسه فرصة للهدوء
مين ده عشان تضحكي معاه أوي كده وتسيبيه يحط إيده على شعرك هه!
اتسعت عيناها بذهول غير قادرة على تخيل السبب وراء انقلابه عليها وضحكت فجأة وهي تقول
جمد من سؤالها المباغت وأحاد بصره عنها وهو يقول
أنا مبحبش التصرفات اللي مش محسوبة
ف دنت منه خطوة وهي تقول
لأ دي غيرة حتى عينك بتقول كده
كاد ينصرف من أمامها فأرادت استفزازه قليلا
عموما ده عادي يعني إبن جارتنا وكان بيسلم عليا
ف أمسكت قبضته معصمها ببعض العڼف الذي لم يستطع التحكم فيه و
ف قالت بفتور
بس ده مش سبب برضو إنك تحرجني بالشكل ده
ف ترك معصمها بنفاذ صبر و
مش هرد عليكي
تجاوزها وكاد ينصرف ف استوقفته بآخر كارت تملكه قائلة
بدل كل ده ممكن تقولي إنك بتحبني مثلا
تصلبت ساقيه في مكانها لحظات للإستيعاب مرت عليه ثم الټفت إليها مشدوها من الجرأة التي تملكها هي من دونه بينما هو يعاني من فرط التردد هل يفتح الأمر من جديد معها أم يؤجله وها قد أتته الفرصة على طبق من ذهب
مش صعبة ممكن تعترفلي بدل ما تتعب نفسك بالشكل ده
صمته جعلها تشعر لوهله إنها أخطأت في ذلك أخطأت في المبادرة بقول ذلك له لذا أجفلت جفونها ومرت من أمامه كي تنصرف ولكنه اجتذبها حتى كادت تصطدم به لولا ذراعيه اللذان أحكما الإمساك بها ثم قال بصوت متلهف لسماع ردها
تتجوزيني
مرت دقائق على محاولات الأطباء للتدخل في حالة إبراهيم ولكن قلبه لم يعد يعمل تم إعادة استخدام الصعق الكهربي لأكثر من مرة ولكن بدون فائدة دخل وخرج الجميع في محاولات بائسة لتنشيط قلبه حتى أردف الطبيب الأكبر من بينهم
حد يتصل ب أستاذ يونس بسرعة
صوت إنذار جهاز النبض لم يتأثر بكل ما فعلوه بل إنه أعلن مۏت قلبه بدون أدنى فائدة من مجهوداتهم تنفس الطبيب بمعدل سريع وهو يعتدل في وقفته ويناول جهاز الصعق لمساعده وهو يردف بأسف
طال الصمت منذ أكثر من خمسة عشر دقيقة وهو يقف بجوارها في هذا المكان الهادئ مستند على السيارة ينتظر أن تتفوه بأي شئ ولكنها لم تتحدث
فقطع يزيد هذا السكون قائلا
أكيد إحنا مش هنا عشان نتأمل الليل يارغدة
ف أفتر ثغرها ب ابتسامة باهتة وهي تقول بتعجب
أنت كنت بتحب الليل إيه جرالك
ثم التفتت له نظرت إليه مليا وهي تبلغه بقرارها
أنا ماشية يايزيد هروح عند عمي يومين لحد ما أجهز نفسي للسفر برا هروح لبابا ومش هرجع تاني
ف تضايق داخله و
ليه
ف تجمعت الدموع في عيناها وهي تعترف
عشان انت كان عندك حق عيشتني في الۏجع وانتقمت مني وانت شايفني بټعذب بغلطتي لكن انا كنت ضحېة زيك بالظبط
ف نكس يزيد رأسه رافضا ذلك
أنتي اللي اختارتي تكوني ضحېة في اليوم اللي رفضتي فيه تصدقي جوزك اللي محبش غيرك جاية تعاقبيني دلوقتي وتقولي إنك هتختفي
ف هزت رأسها بالسلب و
مش بعاقبك أنا بعاقب نفسي هحرم قلبي منك هحرمه إنه يشوفك وهيفضل عايش عشان يتلهف يطمن بس عليك
ف اختنق داخله وهو يحس برغبة في عناقها
أرجوكي آ
شششش
وضعت يدها على فمه و
أنا مش جاية أسمع جاية اتكلم آخر كلام بينا أنت لازم تسامحني يا يزيد دي الحاجة الوحيدة اللي هتهون عليا إحساسي
تذكر أمر معتصم الذي أرسل له موقع المكان كي يراهم سويا كي ينفذ الوعد الذي وعده به ف تشتت ذهنه وهو يدعوها للأنصراف من هنا والتحدث في مكان آخر
تعالي هنكمل كلام في حته تانية
لأ
ف تشدد يزيد في مطلبه
يانغم من فضلك آ قصدي رغدة
تجلى التوتر عليه ف ابتسمت هي بعد أن أخطأ في أسمها لأول مرة في حياته ثم عقبت على ذلك
هي فعلا تستاهلك تستاهل فرصة معاك مشوفتش حد بيبصلك البصة اللي نغم بتبصها ليك غيري
رغدة أنا
وضعت يديها على وجهه ومسحت كأنها
ف ختختت بصوت خالج أنفاسه التي تلفح بشرتها
لازم أمشي
طب عشان خاطري
استمع كلاهما لصوت أمان سلاح يتحرك من مكانه ليستعد للإطلاق ف انتبه كلاهما ل معتصم الذي فصلت بينه وبينهم عدة أمتار وهو مشهرا سلاحھ نحوهم وقبل أن يهم يزيد كي يخرج سلاحھ هو الآخر كان معتصم يطلق رصاصته التي أصابت الهدف تماما والحقد يتسلل من عيناه التي لمعت في ظلام المكان المظلم الكئيب و
الفصل الثامن والأربعين
وما الماضي إلا حياة أخرى لا يمكنك اجتثاءها ستحيا معها مرغما عليها مجبرا على تقبل أوجاعها مهما كانت مؤلمة
يمر ب لحظات عسيرة للغاية لحظات أحيت بداخل أغواره ذكريات مؤلمة لا سيما إنه عاش مثيلتها في السابق وهو الآن يعايش أضعافها ليس فقط شقيقه الراقد على فراش بالمشفى فاقدا لوعيه منذ ثلاثة أيام والذي استسلم ل غيبوبة طويلة بل و ۏفاة عمه أيضا والتي كلفته مجهود نفسي وبدني مضاعف
تلك نقرة وحالة ملك التي ساءت وصولا ل أسوأ المراحل نقرة أخرى كافح بمجهودا مضنيا أن يلحق بكل شئ كارثي حدث من حوله في نفس الدقيقة إصابة أخيه وۏفاة عمه وأيضا اللحاق ب ملك ومتابعة القضية التي فتحت بعد حاډثة إطلاق الڼار نجح في الأخير ولكنه أحس وكأن طاقته لم تعد كافية لمواجهة المزيد
زفر يونس وهو ينظر ل يزيد الراقد على الفراش وقد توصل جسده بالأجهزة الطبية وهبطت نظراته حتى بقيت على چرح صدره الذي لم يتعافى بعد رصاصة كادت تلمس أهم شرايين القلب ولكن حدثت المعجزة ولم تصبه مقارنة بحالة رغدة التي أصيبت ب رصاصة قطعت الشريان الأبهر ومنعت وصول الډم للقلب ف أحدثت فاجعة في التو واللحظة
أهتز هاتفه وشعر به في بنطاله ف خرج من الغرفة وأجاب بصوت منهك غالبه الأرق
ألو تمام يانينة
وتنهد وهو يجيب على سؤالها عن حالة يزيد
لأ لسه مفاقش الدكتور بيقول حالة نفسية هي اللي اتسببت في الغيبوبة دي يعني شبه رفض للواقع
حك يونس جبهته وتابع
مش هقدر يانينة ملك من ساعة ما وديتها المزرعة وهي حابسة نفسها في الأوضة حتى مش راضية تخرج منها هجيبهالك إزاي!
ثم نظر ب اتجاه غرفة يزيد بنظرات يملأها القهر وتابع بنبرة تحشرجت قليلا
مش عارف هعمل إيه أنا محتاج أتكلم معاه بس وأفهم اللي حصل
وتقلصت تعابير وجهه ب امتعاض ظل دفين صدره طوال الليالي السابقة وهو يجهل حقيقة ما حدث خاصة وأن موقع الحدث لم يكن فيه ما يدل على أي شئ يوضح كيف وقع الحاډث
نفض يونس رأسه بعدما انغمس عقله في التفكير مجددا وانتبه لصوت كاريمان أخيرا
أيوة أيوة معاكي متقلقيش هشوف واكلمك بس مضطر أقفل معاكي
أغلق المكالمة حينما كان مساعد الطبيب يقترب منه أحس ب رؤيته المشوشة تزداد لتحجب عنه صحة الرؤية ف اعتصر جفونه وفتحها مرة أخرى قبيل أن يتحدث
أنا حاسس إني مش شايف قدامي مفيش حل
ف عرض عليه الطبيب على الفور
خلينا نعلق لك محاليل ولازم تاكل حاجه
أتصرف وشوف أي حاجه تضيع الحالة اللي انا فيها دي
حاضر هبعتلك ال nurse الممرضة حالا
ابتعد يونس عن الغرفة قليلا وجلس على المقاعد الحديدية المخصصة للزوار في الردهة المقابلة لحظات وكان عيسى يلحق به ناوله عصير فواكه معلب بنكهة التفاح وهو يقول
أشرب أي حاجه ياباشا بقالك ٣ أيام عايش على القهوة والشاي كده مينفعش
ف هز يونس رأسه رافضا و
مش عايز لما يقوم يزيد واطمن عليه
ف جلس جواره و
متقلقش عليه يزيد قلبه جامد وهيعدي منها
ف ذم يونس على شفتيه متشككا في ذلك
معتقدش هيعدي بالساهل لما يعرف اللي حصل
حضرت الممرضة على الفور وأشارت له كي يتحرك معها
اتفضل معايا يافندم عشان نعلقلك المصل
ف اضطرب عيسى وهب واقفا وهو يسأل مذعورا
مصل إيه ياباشا
ف أشار له كي يهدأ و
في إيه ياعيسى متقلقش أوي كده ده مجرد ڤيتامينات بس خليك هنا جنب يزيد وانا شوية وراجع
واصطحبته الممرضة بالفعل ل إحدى غرف المشفى التي خصصت ل استقباله كي يوضع له بعض المحاليل التي تعوض الإرهاق الشديد الذي يعانيه وما زال مكابرا
مدد بدنه المجهد على الفراش وعلق بصره على السقفية تاركا ذراعه اليسرى لها وشرد ب ذهنه على الفور فيها شعر بوخزة الأبرة وكأنها وخزت قلبه أحس بالضيق الشديد يجثم على صدره وهو يراها أمامه مجددا ب مشهدها الضعيف ذاك والذي حفر في ذهنه وحواسه ما زال يستشعر بمشاعره كل شئ حدث في تلك الليلة بداية من اتصال الطبيب الذي قطع لحظتهم الرومانسية وحتى هرع معها للمشفى كي يرى إبراهيم للمرة الأخيرة وقبيل إتخاذ إجراءات تغسيل الجسم وتكفينه
كانت في حالة لا يرثى لها لم تصدق إنه رحل عن دنياها بهذه السهولة وهي التي نشدت وتأملت في حياة جديدة معه خالية من قهره وظلمه لها دخلت في حالة ممشوجة من الصړاخ والبكاء الهيستيري راجية رؤيته للمرة الأخيرة ولكنها كانت ستنهار وتدوم حالتها تلك إلى ما لا نهاية لذلك أصر يونس متشددا ب قراره ألا تراه بعدما أنهاه المړض واجتث روحه
عودة بالوقت للسابق
كانت مڼهارة لأقصى حد يمكن المشفى وقد عجزت الممرضات عن كبح حركاتها حتى تمسك بها يونس جيدا ومنعها من الدخول إليه رغم توسلاتها
أشوفه أشوفه بس مش معقول يكون سابني لوحدي ومشي
كان متماسكا بصعوبة كي يكون قويا أمامها على نقيض ما يحمله من شق انشق في قلبه ورفض رفضا قاطعا
مينفعش