رواية فاطمة الجزء الثاني
جميع اعماله بالسفاره وقدم استقالته واخبرهم بانه سوف يعود لموطنه وقرر أخيرا التحدث مع إبنته ليخبرها كل شيء متعلق بالماضي لينهى الصراع الداخلي الذي يشعر به فقد كان يتهرب بالحديث معها ويتحجج بعمله الان انهى كل شيء وعاد الى منزله يبحث عن صغيرته علم بوجودها داخل غرفتها ..
بعدما طرق بابها برفق دلف لداخل ليتحدث معها ..
اقتربت منه لتعانقه بحب
أكيد داد منتظره الحديث معك اعلم بانك تخفى عني شئ
اجلسها جانبه ثم نظر الى وجهها بحب وهو يضع كفه يلامس وجنتها
عارفه انك اغلى عندي من حياتي كلها ومااقدرش اشوف دموعك ولا اقدر على زعلك مني
ليه الكلام ده داد
عشان اللى هقوله صعب اوى عليكي صعب تستوعبيه وتفهميه بس مهما سمعتي مني بطلب منك ماتزعليش عشان اللى حصل كان فوق طاقتي فى التحمل اوعديني مافيش حاجه هتبعدك عني .
شدد فى احتضانها أنا قدمت استقالتي من السفاره عشان كفايه بعد وغربه عن بلدنا اكتر من كده ان الاوان نرجع بلدنا ونكمل اللى فاضل من حياتنا هناك وسط اهلنا .
هذا خبر رائع داد
تنهد بحزن وابتلع ريقه بصعوبه فقد جفى حلقه لم يقدر على الحديث ولكن بالنهايه لابد وأن يتحدث .
ايسل حبيبتي أنا خبيت عنك حاجه مهمه اوى وهى وجود ماما فى حياتك
تسالت باستغراب
ماذا تعني عن وجود ماما
احتضن ذراعيها بيديه فريده والدتك لسه عايشه موجوده فى القاهره و
هزت رأسها بالنفي فلم تستوعب هذا الحديث
ماذا قولت هل ما سمعته صائب
هز راسه بالايجاب وهو يحاوطها بين ذراعيه يخشي فقدانها
والدتي واخويا
قالتها پصدمه وعدم اتزان
اسر الدكتور اللى قابلتيه فى مصر هو ده يبقي اخوكي التؤام
اغمضت عيناها بعدم تصديق وظلت تهز براسها بهستريا ترفض هذا الحديث فعقلها الصغير لم يتحمل هذه الصدمه ويرفض التصديق ...
سرد والدها على مسامعها كل شيء متعلق بالماضي وهى تنصت إليه غير قادره على الحديث .
فقط تنظر اليه پألم وتنساب دموعها بصمت بعدما انهى حديثه جذبها ليخفف عنها حزنها ويطلب منها ان تتحدث تعاتبه تلومه تحمله ذنب كل شيء لا يريدها صامته بهذا الوضع المحزن الذي اوقد النيران داخل قلبه فلم يتحمل رؤيتها بهذه الحاله .
حاسبيني عن اللى فات وأنا راضي .
ابتعدت عنه بلطف وكفكفت دموعها وزفرت انفاسها بمراره الألم الساكن داخلها واعطته ظهرها لتتحدث بصوت مبحوح
عايزه افضل لوحدي
انصاغ لمطلبها فهو يعلم بابنته إذا حزنت تختلي بنفسها ولا تتحدث لاحد وهذا الطباع ورثته منه غادر غرفتها بحزن وتوجه الى عرفته هو الاخر ليحاسب نفسه على ما توصلت إليه الامور يعلم بان اطفاله هم اللذين يجنو ثمار ما حدث بالماضي هم اللذين يدفعون ثمن الفراق الان ويتضرعو مراره الفراق ...
ظلت تجوب الغرفه ذهابا وايابا غير مدركه فمازالت الصدمه عالقه بعقلها وترفض تصديق ما حدث قبل قليل الى ان استعابت فجاه لمصارحه والدها وجلست اعلى الفراش تحاوط وجنتيها بين كفيها وتنظر للأسفل بشرود ودموعها تتساقط اعلى وجنتها بغرازه لم تتوقف عن البكاء بلا تزداد دموعها وتزداد شهقاتها المكتومه تريد أن تستيقظ من هذا الکابوس تأمل بانها داخل حلم يقظه فهى لم تستوعب تلك الحقيقه القاسيه ..
استعد لمقابلتها وارتدى بنطال اسود يعلوه قميص اسود أيضا ويشمر عن ساعديه ويترك اول ازاره مفتوحه هندم ملابسه ومشط شعره ورفعه لاعلى قليلا ونثر عطره المفضل ثم حمل هاتفه وهو يغادر غرفته داخل الفندق واثناء سايره قرر مهاتفتها ليخبرها بانه قادم إليها ..
وضع الهاتف اعلى اذنه بعدما ضغط زر الاتصال أستمع لرنين الهاتف عده مرات ولم تجيبه فاكمل طريقه وغادر الفندق ليستقل سياره الاجرى التى تنتظره وينطلق السائق بعدما املى عليه العنوان ليتوجه الى حيث تقطن محبوبته فقد تواعدو بالأمس بانه سوف يخرج معها للتنزه
داخل شوارع العاصمه فى يوم عطلتها من المشفى واليوم هو اليوم الذى خطط من اجله كثيرا يريد ان يحدثها بمدا تعلقه بها ويامل بانها تبادله أيضا نفس المشاعر وانه تجاوز مرحله الصديق فهو يطمع بحصوله على رتبه عاشق داخل اسوار قلبها ..
كان طوال فتره مكوثه بالمشفى يلقنها دروس فى تعليم اللغه التى يتحدث بها الجميع ولم يتركها الا عندما اصبحت تتحدث مثله وبنفس طريقته ولا تتحدث الفصحى الا قليل علم وقتها بانه معلمها ويريد ان يصبح اكثر من ذلك ..
بعد مرور خمس عشر دقيقه كان يترجل من السياره ويعطى السائق نقوده ليغادر وهو دلف للأمام الى حيث حديقه الفيلا واخرج هاتفه مره أخرى ليعاود الاتصال بها ثانيا وكلما كف الهاتف عن الرنين يعاود المحاوله مرارا وتكرارا الى ان اتاه صوتها الخاڤت .
عندما صدع رنين هاتفها نشلها من حاله الحزن التى سكنت بها والتقطت الهاتف بانامله مرتعشه قرات اسم المتصل لتجيب عليه بصوتها الخاڤت الحزين
رامي
اختفت ابتسامته عندما شعر بنره صوتها الحزين وانتابه القلق
ايسل انتي كويسه
لا اعلم
ابتلع ريقه وشعر بانقباض قلبه وحاول سحب شهقيا بهدوء ثم زفرا بهدوء شديد
طيب أنا موجود عندك فى الجنينه مستنيكي
قال كلماته واغلق الهاتف ليتطلع حوله بقلق وهو يتنهد بعمق ويهمس داخله ماذا حدث لها ولما صوتها حزين بهذا الشكل
لم تبدل ثيابها فتركت غرفتها لتهبط الدرج وتغادر الفيلا متوجه الى الحديقه لتلتقى برامي شعر والدها بمغادرتها لغرفتها وعندما أسرع لتتحدث معها علم من اجين بانها تجلس بالحديقة مع الشاب المصري الذي أتت به الى هنا من قبل فعاد الى عرفته ليقف داخل الشرفه ليتطلع إليها بحزن
كان مصوب انظاره ينتظر قدومها الى ان اقبلت عليه بمنامتها الزرقاء جحظت عيناه پصدمه من اقترابها وقفت امامه وانسابت دموعها بحرقه وارتمت باحضانه ليعلو صوت بكاءها لېمزق قلبه حزنا عليها وما كان منه الى ان يبادلها العناق بقوه ويربت على ظهرها برفق لكى تستكين وتكف عن البكاء .
ليه الدموع دي ايه بس اللى حصل
طمنيني انتي كويسه
ظلت تشهق بقوه وهى متشبثه باحضانه ولم تقدر على التفوه بكلمه انتظر الى ان تهدى ثوره دموعها ليتحدث معها برقه ويعلم الأمر ..
كان هاشم يراقب الموقف من شرفه غرفته وهو يعاتب نفسه فالان يرا ټحطم إبنته امام اعينه ولا يستطيع أن يخفف عنها..
اما عن رامي فظل محاوطها بين ذراعيه وهو يهمس بصوت دافئ
نهدى كده ونبطل عياط عشان افهم فى ايه ومين ابن مين فى فرنسا عشان يخليكي ټنهاري بالشكل ده
اراد ان يمزح معها ليجعلها تبتسم .
ابتعدت عنه وهى
اقعدي كده واهدى وبعدين نتكلم
زفرت بقوه ووضع كفيها اعلى المنضده وهى تشبكهما بقوه وتزداد من الضغط عليهم منما جعل كفيها يصطبغ بالاحمر القان من شده الضغط لاحظ رامي انها تحاول الهاء نفسها باي شيء ولا تعلم بانها بهذه الفعله تاذي نفسها قبض على كفيها ليجعلها تكف عن هذا
ايسل انتي كده بتاذي ايدك وانتي مش حاسه ارجوكي اهدي وقوليلى حصل ايه لكل ده وليه زعلانه من باباكي
لوت ثغرها بضجر وتحدثت بمراره
عشان فجاه بقى عندي ماما لا ومش بس كده عندي أخ تؤام كمان وأنا عرفت بكل ده من ساعه بس انت متخيل
احتلت الدهشه ملامح وجهه وجحظت عيناه پصدمه
لا قولي كده تاني بالراحه عليه عشان استوعب
انت لم تستوعب الأمر فماذا عن
لا اتكلمي عربي عشان افهمك صح امال أنا بقالي اسبوع بحفظك ايه
قصت عليه ما قاله والدها إليها قبل لحظات وهى الى الان لم تستوعب حقيقه الأمر ...
بالقاهره ...
بعدما أغلق الهاتف مع شقيقه شعر بالحزن ېمزق قلبه هو الاخر غادر غرفه مكتبه ليجد زوجته تعد مائده الطعام وتنظر له بجديه
خلاص حضرت السفره الولاد جم من الشغل يلا تعالى عشان نتغدا
اقدم عليها وهو منكث الرأس والحزن مغيم على صفيحه وجهه
شعرت ديما بتبدل حاله زوجها بعد تلك المكالمه الهاتفيه ربتت على كتفه
زيدان مالك يا حبيبي فى حاجه حصلت ومين اللى كان معاك على التليفون غير حالك بالشكل ده
فى ذلك الوقت كان يهبط الدرج ماجد بعدما عاد من عمله وابدل ملابسه أقبل هو الاخر وتسأل بقلق
خير يا بابا
تحدث زيدان بنبره صوته الحزينه
هاشم لسه قافل معايا وقالي ان ايسل عرفت كل حاجه ومصدومه من وقتها ورفضت تتكلم معاه
جلس ماجد بجانب والده وتحدث بجديه
بس ده كان متوقع يا بابا هو فعلا كل اللى سمعته صډمه بكل المقايس هى محتاجه وقت بس وهتستوعب كل حاجه اذا كان اسر لسه مش مستوعب اللى بيحصل أكيد هيكون أصعب على ايسل
ربتت ديما على كتف زوجها
اطمن يا حبيبي ان شاء الله خير وده الأحسن للكل الولاد كان مسيرهم يعرفو بكل حاجه وان شاء يتقابلو على خير لم يشوفو بعض هينسو اى
زعل هيفكرو بس فى اللحظه اللى هما فيها وينسوا الماضي بكل وجعه والمه
يارب
بابا عمي ماقالش راجع امته
هو قالي ان قدم استقالته وانهى كل اعماله هناك وقرار الرجوع سايبه لايسل هى تحدده
هز راسه بتفهم ان شاء الله خير
صدع رنين هاتفه فالتقطه من جيب سترته ليرفع عيناه بدهشه وهو يرا اسمها ينير هاتفه
ابتعد عن والديه لكي يستطيع التحدث
الو
ابتلعت ريقها بتوتر عندما أستمعت لنبره صوته الرخيم
مستر ماجد فى مشكله حصلت وحبيت ابلغلك بيها
اتفضلي يا حياه خير
شعرت بالاضطراب عندما هتف باسمها للمره الاولى
تسأل پحده انطقى ايه هى المشكله دي
همست لنفسها يا ساتر مافيش مره تتكلم برقه على طول حابطني كده
الفوج الكندي لغى الحجز
طب ماانا عارف هى دي المشكله
تحدثت بتوتر ايوه يا افندم أصل
رسم الابتسامة اعلى ثغره فهو يعلم بانها تريد التحدث معه لتعلم لماذا لم ياتي لشركته اليوم وتختلق حجه لتستمع الى صوته وتاكد من ذلك عندما علم بمدا توترها أثناء الحديث وهذا ليس بطبعها الجاد
حدثها بلطف لينهى الحديث
ماحصلش حاجه والفوج الكندي باعتلي ايميل امبارح فى حاجه تاني تخص الشغل
هزت رأسها بالنفي وكانه يراها الان ثم تفوهت بهدوء
لا مافيش هو حضرتك مش جاي الشركه انهارده
زفر بهدوء وعلم بانه كان محق والان ېقتلها الفضول لتعلم لماذا لم يذهب الى شركته اليوم
وفضل عدم الافصاح عن السبب الحقيقي وراء تغيبه عن عمله
لا مش جاي عندي ميتنج مهم فى حاجه تاني عايزه تستفسري عنها
ها
اكمل بابتسامه خفيفة بخصوص الشغل
لا ابدا مع السلامه
أغلق الهاتف ليجد يد شقيقه تطرق على كتفه ليلتفت إليه ماجد ليرسل إليه الأخير غمزه ويتسائل بمشاكسه
كنت بتكلم مين يا كابير وسايبني محتاس كده
وايه بقى اللى مخليك محتاس
ضحك بقوه