الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية روعة الفصل 2

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

بدد الصقيع المحيط ب الطريق مفقر الحياه.. وهمس ب صوت لا يكاد يسمع
وحشتيني..وحشتيني وكأني مكنتش عايش ف بعدك...
وكلما شددت من إلتفاف يدها حول عنقه..شدد هو على إحتضانها حتى رفعها عن الأرض بضعة سنتيمترات..كان صدرها ينبض ب عڼف ب التزامن مع ضربات قلبه التي تضربها ب قوة حتى ظنت أنه يكاد يفر إلى قفصها الصدري..وهمست ب المثل
وحشتني لدرجة إني حسيت إن مفيش حياه بعدك...
ولم يسمع أحدهما عبارة الأخر....ظلا إلى وقت لم يستطيعا عده إلى أن إبتعد عنها وأخذ يبعد خصلاتها قليلا..ثم أخذ يتطلع إلى وجهها البهي والذي لاحظ تحوله إلى اللون الوردي دون حديث..وقد نطقت عيناه ب إشتياق لا حد له..ولكن يبقى الماضي عائق لإكمال حياتهم...
إبتعد جاسر عنها ب بطئ وكأنه لا يريد هذا الإبتعاد..لتتدهل يديها إلى جانبها ب يأس و تدلى وجهها إلى أسفل..نطق جاسر ما أن وجد صوته
يلا عشان الطريق طويل...
ثم إنحنى وألبسها سترته مرة أخرى ولكن هذه المرة تطلع إلى جيدها ب تدقيق..ليجد جيدها مزين ب تلك القلادة الخاصة ب والدها ولكن مضاف إليها خاتم الزواج ف بدى في غاية الروعة..لم تلحظ تلك الإبتسامة التي زينت ثغره وتلقائيا نظر جاسر إلى حلقته الفضية التي لا تزال حول بنصره الأيسر..ف إتسعت إبتسامته أكثر...
مد يده يتلمس تلك القلادة خلف عنقها ..ف كانت أنفاسها المتوتر تلفح يده ب سرعة وتتالي..وإستشعر نبضات قلبها التي تتقافز ب قوة ف إبتسم أكثر...
رفع نظراته إليها ليجدها تنظر إليه ب رهبة ممتزجة ب إشتياق لم يستطع ألا يلمحه..وحين إقترب منها ثم قال ب صوت ملئ ب العواصف
دي عشان لسه حافظة عهدي...
لم يبد عليها الفهم وقبل أن تتفوه كان قد إستدار بها إلى مقعدها وأجلسها ثم قال ب إبتسامة جذابة
الجو برد وطريق السفر طويل...
ثم أغلق الباب وإتجه إلى مقعده الخاص وأدار المحرك..كان ېختلس إليها بعض النظرات ليجد عيناها متسعتان ب شدة و وجهها شاحب تظهر عليه بوادر صدمة..ولكنه وجدها تضع رأسها على زجاج نافذتها وأغلقت جفنيها لتذهب في سبات عميق..تشد جانبي السترة إليها تبثها الدفء..ف إرتسمت على شفتيها إبتسامة طفيفة كانت أكثر من كافية لتبعث في نفسه الراحة والأمل..صحيح طريقه ميسر ولكن ذكرى ذاك اليوم تبعث الرهبة والخۏف ب قلبه...
وصلا إلى قرية الصياد التي لم تطئها روجيدا لمدة سنتين..كانت تغط في سبات عميق وجاسر يرمقها ب نظرة كل ثانيتان...
وصلت سيارته إلى القصر وفتحت أبوابه على مصرعيها إستقبالا لجاسر الصياد..أغلق المحرك ثم ترجل من السيارة وأدخل صغيرته والتي رحبت بها فاطمة ب حبور..دثرها جيدا في الفراش الخاص بها ثم تحرك خارج الغرفة وهبط الدرج وكاد أن يخرج إلا أن والدته تساءلت ب تعجب
رايح فين!!
رد ب إقتضاب هجيب روجيدا...
إرتفع حاجبيها ب صدمة و ذهول ثم تساءلت ب نبرة ذات مغزى
و روجيدا بتعمل إيه هنا!
زفر جاسر ب نفاذ صبر طب أجيبها الأول وبعدين نكمل التحقيق دا...
ثم تركها وتحرك خارج محيط القصر و والدته تتابعه ب أعين ك الصقر...
توجه إلى المقعد الخاص بها ثم فتح الباب و أحل حزام الأمان..وضع يد أسفل ظهرها وأخرى أسفل ركبتيها وحملها ب رفق..قربها جاسر من صدره كثيرا حتى باتت أنفاسها تلفح نحره ف تبعث رجفة محببة إلى قلبه..و تباطئ في خطواته إلى داخل القصر...
كانت فاطمة تضع يدها في خصرها رافعة أحد حاجبيها..ليضيق جاسر عيناه ب حدة ثم تشدق ب فتور
والله هفهمك..بس أطلعها
إبتسمت ب مكر وقالت هو أنا قولت حاجة..طلع البنية..الجو برد عليها...
زفر جاسر وإستغفر ربه

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات