رواية لست مغهوما
نفس الخط... حتى الأطفال مش سايبنهم في حالهم... ربنا يحرقهم...
يارب...
يلا انا همشي... هجيلك تاني...
تنور في اي وقت...
ابتسم و ذهب... جاءت رنا و اغلقت باب الغرفة... اعطت آسر ادويته...
ياسين كويس
اه كويس... الحمد لله...
طيب انتي عارفة ان ياسين عنده جلسات... يعني مينفعش يقعد هنا...
اممم... طب بصي هشوف لو ينفع يروح على معاد الجلسات بس يبقى خليه قاعد هنا و معاكي...
بجد هتعمل كده
اه... ياسين خلاص بقا صاحبي...
ابتسمت رنا و نهضت لتذهب... امسك يدها و قال
رايحة فين
هروح انيمه...
تنيميه و تيجي تاني...
تعجبت رنا من كلامه و تسأل نفسها... لماذا كلامه اصبح غريبا بهذا الشكل نظرت ليده الممسكة بيدها ف لاحظ و تركها... ذهبت لياسين... قال آسر بضجر
الساعة 1 ليلا....
فتحت رنا باب الغرفة و رأت آسر ثم قالت في سرها
يوووه ده لسه صاحي زي البومة اهو... انا اتأخرت قصدا عشان لما اجي يكون نايم...
وجدت آسر اخذ وسادة و وضعها على الاريكة و سينام... جاءت بسرعة و اخذت الوسادة
انت هتنام على الكنبة
ايوة...
لا مينفعش... انت تعبان و لسه خارج من المستشفى... نام انت على السرير و انا هنام على الكنبة...
مش هتعرفي تنامي عليها...
لا هعرف... يلا روح انت نام على السرير...
نظر لها لوهلة ف قالت
انت لسه هتبصلي روح نام يا حضرة الضابط...
ابتسم و اومأ لها... ذهب للسرير و استلقى عليه لكنه نهض مجددا...
التيشيرت ده مضايقني اوي...
و بيد واحد حاول خلعه لكنه لم يستطيع... اقتربت منه رنا و قالت
خليني اساعدك...
اومأ لها و ساعدته في خلعه... ثم إلتفت و دخلت الحمام... تنهد آسر و قال
بتھرب ي مني ليييه... هعضك يعني... اوووف انا زهقت...
بعد دقائق خرجت بعد ان لبست ملابس النوم... فتحت الدولاب و وضعت فيه الملابس التي بدلتها... اغلقت الدولاب و إلتفتت... وجدت آسر خلفها
انتي بتهربي مني ليه
اهرب !! مش فاهمة...
من الصبح بحاول اتكلم معاكي... مرة حد يدخل علينا و مرة انتي تمشي...
عايز تتكلم في ايه
اقترب منها و قال
صحيح اللي سمعته ده
اللي هو ايه
انك ادتيني من دمك عشان اعيش...
ايوة
عملتي ليه كده
الدكتور ملقيش فصيلتك في بنك الډم... ف كنا هندور على متبرع من بره... لما عرف فصيلتك من رغد لقيتها نفس فصيلتي... لسه يعني هنشوف من
ايوة برضو عملتي كده ليه
مش فاهمة قصدك...
يعني بالرغم اني ساعتها قولتلك اني بكرهك في وشك... بالرغم من كل الكلام الۏحش اللي قولته ليكي... ساعدتيني برضو... ليه
عشان انت كنت هتضحي بنفسك عشان ياسين و عشان بقية الأطفال يعيشوا... طالما ياسين بخير يرجع الفضل ل ربنا ثم ليك انت... ف حوار ان اديك من ډمي دي اقل حاجة اعملها قصاد اللي عملته امبارح...
انهت كلامها عانقها في الحال... تفاجئت رنا و بدأت تتوتر... مسد على شعرها برفق و قال
اشكرك...
ظلت يداها مكانها... لم تبادله العناق... لاحظ آسر ذلك ف ابتعد و قال
تصبحي على خير...
و انت من أهله...
استلقى آسر على السرير و نام... استلقت رنا على الكنبة و لكن لم تستطع ان تنام... ظلت تتقلب على الجمب اليمين مرة و الشمال مرة... حتى استقرت ان تنام على ظهرها...
يلهوي ايه الكنبة دي... ازاي بينام عليها ده انا طلعت ظلماه و اخدت السرير كله لوحدي من اول ما اتجوزته... ازاي بينام عليها دي...
قالت ذلك في سرها ثم نظرت إليه وجدته نائم... تذكرت عناقه لها و ابتسمت تلقائيا... اختفت ابتسامتها و قالت
مااا خلاص يا رنا متسرحيش كده... مهما عمل... الاتراك احلى برضو...
سمعتك...
اتسعت عيناها من الصدمة... كيف سمعها... أدركت انها لم تكن تتكلم في سرها... وضعت يدها على فمها و قالت في نفسها
يا وقعتي السودة ده سمعني !!
إلتفت لها آسر و نظر لها بحدة و هو رافع حاجبه... تقلبت على الجانب الآخر و اعطته ظهرها... ضحك آسر على خجلها ذاك... بعد دقائق ناما
مرت ساعات... استيقظت رنا على صوت سعال آسر... نهضت و اقتربت منه... جلست جانبه... كان نائما و وجهه متعرق... وضعت يدها على جبهته لتعرف حرارته... تفاجئت عندما وجدت حرارته عالية و جسده كله ساخن...
قلقت جدا عليه و اخذت حبة من الشريط...
آسر قوم اشرب دي هتنزل حرارتك...
عدلت رأسه و جعلته يشربها... كان في حالة الوعي و اللاوعي...
ايه اللي حصلك بس... ما انت كنت كويس من شوية... ايه اللي حصل... طب اتصل على دكتور بس الوقت متأخر... هيجي ازاي...
لم تعرف رنا كيف تتصرف... تذكرت انها عندما ارتفعت حرارتها... امها عملت لها كمادات... خرجت و بعد دقائق أتت بحلة ماء باردة و فوطة... جلست بجانبه و وضعت الفوطة في المياه ثم وضعتها على جبهته... ظلت تفعل هذا كثيرا لكن لم يتغير شيء و هذا جعلها تبكي... فتح آسر عينيه بتعب... وضع يده على وجنتها و قال و هو ينظر لعيناها
عيونك حلوة اوي...
ابتسمت وسط دموعها... ظل ينظر إليها و يتأملها حتى اغلقت عيناه و غض في نوم عميق... ظلت جانبه تحاول في إنزال حرارته بالكمادات و سهرت جانبه طوال الليل
تاني يوم صباحا.......
فتح آسر عينيه بتثاقل... وجد فوطة على جبهته... نظر بجانبه تفاجىء عندما وجد رنا نائمة بجانبه... رأسها على كتفه و ممسكة بيده... ظل ينظر إليها و يسأل نفسه ماذا حدث ليلة أمس و كيف نامت بجانبه... ارتسمت الابتسامة على شفتاه تلقائيا و شد الغطاء عليها حتى لا تبرد و ظل يراقبها... بعد ساعة بدأت رنا بفتح عيناها... اتسعت عيناها عندما وجدت نفسها نائمة بجانبه و قريبة منه و هو مستيقظ... ابتسم لها و قال
نمتي كويس
لم ترد عليه و نهضت دخلت الحمام و اغلقت الباب... سمع آسر صوت المفتاح و هي تغلق به الباب... ضحك و قال
هو انتي لقيتي حد غريب نايم جمبك ما انا جوزك يا ختي !
في الشركة... كان معاذ جالسا على مكتبه و يلعب على هاتفه... دخلت ريناد و قالت
يا بني ارحمني... شيل شوية عني في شغل الشركة ده...
حاضر... اخلص الجيم دي و هشتغل...
سحبت ريناد منه الهاتف و قالت بزعم
معاذ... على شغلك يلااا...
اوووف انا زهقت... مش عايز اشتغل... مش فاهم حاجة في شغل الشركة دي... بعدين مالك بتزعقي فيا ليه
عشان متعصبة منك...
مني ولا من آسر
جلست على الكرسي و وضعت يدها تحت خدها و قالت ببکاء
منه هو... مش عارفة اعمل موڤ اون... شغال عقلي و قلبي و مش قادرة انساه... حتى خاېفة مراته تخلف منه... في اللحظة دي هيحبها أكتر...
و انا قولتلك ده هيحصل طالما انتي قاعدة كده زي الجرجيرة ملكيش لازمة و لا بتعملي اي حاجة عشان يكون ليكي...
هعمل ايه يعني
بتثقي فيا
اكيد...
يبقى تعملي زي ما هقولك بالضبط... مد يده و اكمل هاا قولتي ايه
نظرت ليده ثم نظرت إليه... مسحت دموعها و صافحته بيدها
و انا موافقة !!
في القصر... كان آسر جالسا مع ياسين... يعلمه الرسم
حلوة دي يا عمو آسر
نظر إليها آسر و قال
اوباااا... ده انت بقيت بترسم احسن مني...
بجد عجبتك
جميلة زيك...
ابتسم له ياسين... قال آسر
شايف الشجرة اللي هناك دي
ايوة...
عايز منك بقا ترسملي شبها... و انت و شطارتك بقا... خد اهو اللون الأخضر...
حاضر...
بدأ ياسين في الرسم... آسر ينظر إليه و سعيد من داخله... كيف احب ذلك الطفل و تعلق به بهذه الطريقة... امسك آسر مج النسكافيه و شرب منه... فتحت بوابة القصر و دخل منها بوكس الشرطة... نزل منه خالد و بقية الفريق... نهض آسر و تقدم منهم... قال لهم
نورتوا يا شباب... جايين كلكم كده مرة وحدة تتطمنوا عليا كتر خيركم والله... مش عارف جمايلكم دي هردها ازاي...
لا يا آسر... الفريق مش جاي عشان يتطمن عليك...
يبقى جايين ليه يا خالد
جايين عشان يقبضوا عليك !!
نظر له آسر پصدمة ف خالد اكمل
انت متهم في قضية محاولة تفجير مستشفى سړطان الأطفال الغربية...
وضع الكلبش في يده
هاتوه على البوكس يا شباب دا مجړم ولازم يتعاقب
نورتوا يا شباب... جايين كلكم كده مرة وحدة تتطمنوا عليا كتر خيركم والله... مش عارف جمايلكم دي هردها ازاي...
لا يا آسر... الفريق مش جاي عشان يتطمن عليك...
يبقى جايين ليه يا خالد
جايين عشان نقبض عليك !!
نظر له آسر پصدمة ف خالد اكمل
انت متهم في قضية محاولة تفجير مستشفى سړطان الأطفال الغربية...
وضع الكلبش في يده
هاتوه على البوكس يا شباب !!
تاني يوم... في منظمة الاستخبارات الوطنية... داخل غرفة التحقيق السوداء...
آسر جالسا على الكرسي و امامه الطاولة عليها جهاز كهربي حديث... أسلاكه موصلة على يده و اصابعه على الجهاز اللوحي... له شاشة تعطي إشارات... انه جهاز كشف الكذب...
الغرفة مقسمة لجزأين... جزء به آسر بمفرده... و جزء يقف فيه محقيقين المنظمة... و يفصل بين جزأين الغرفة حائط زجاجي...
فتح الباب و دخل خالد و معه احد المحقيقين... اغلق الباب... جلس خالد في الكرسي المقابل لآسر... و المحقق جلس على الجانب الآخر بجانب الجهاز...
نظر خالد لآسر ببرود و قال
نبدأ التحقيق
رفع آسر عينيه بإتجاه خالد و نظر له بحدة و قال
نبدأ و ماله...
من يومين... الساعة 11 الصبح... كنت رايح بتعمل ايه مستشفى سړطان الأطفال الغربية
كنت بزور طفل هناك... ياسين أيمن محمد... اخو زوجتي... عنده 10 سنين... مريض سړطان و بيتعالج في المستشفى دي من شهور...
بتزوره كتير
لا... دي كانت المرة الرابعة ازوره فيها... شوفته مرتين لما نقلت تحاليله للمستشفى دي عشان تستقبل حالته و الدكاترة يتابعوا علاجه... شوفته مرة كمان من اسبوع لما زوجتي طلبت مني اجي معاها... المرة الرابعة روحتله وحدي... بدون علم من زوجتي...
روحتله ليه
أمور عائلية... يعني الطفل حبني... ف روحتله اقعد معاه...
نظر خالد للمحقق ف قال له
لحد الآن الجهاز ملقطش اي إشارة أنه بېكذب...
اممم فتح خالد اللاب توب و اكمل دي كل تسجيلات كل كاميرا في المستشفى... فرغنا الكاميرات و نقلنا التسجيلات كلها هنا...
فتح خالد ڤيديو منهم و قال
هنا بالضبط... انت بتدخل من باب المستشفى الساعة 1134 بالدقيقة و 25 ثانية...
نظر آسر للڤيديو و قال
ايوة ده انا فعلا...
تمام فتح ڤيديو آخر و اكمل و ده انت برضو...
نظر آسر للڤيديو و تفاجىء عندما وجد شخص نسخة منه يدخل الحمام و يضع القنبلة داخل الدرج... اغلق خالد الڤيديو و قال
دي بقا التهمة المنسوبة إليك... بسبب تسجيل الكاميرا انت هنا في التحقيق...
قال آسر بإنفعال و هو يقوم من الكرسي
ده مش انا... والله مش انا... انا مدخلتش الحمام في الوقت ده اصلا... انا لما دخلت... فتحت الدرج لقيت القنبلة... لكن مش انا اللي حطيتها