رواية شيماء بارت 16
انت في الصفحة 1 من 7 صفحات
الفصل السادس عشر اعتراف !
غضبنا يشبه تلاطم الأمواج بقوة ثم خمودها ففي بداية الأمر نثور ثورة عارمة تكاد ټحرق الأخضر واليابس و بعدها نهدأ و نتعايش مع الذكريات التي خلفتها المواقف السيئة !
ولأن سديم تعلم جيدا عظم الأمر على نفس عاصم قررت مصارحته بطريقة ملائمة مؤلم أن يعلم المرء أنه قضى ما يقرب نصف حياته في خدعه و من الممكن أن يكون تصرفها هكذا دون علم آسر مربك لها خاصة أنها لديها خطة لإنقاذ نفسها وعائلتها من الوحل و إنقاذ الفتاة الصغيرة من بطشهم لكنها لا تملك خطة مصارحته بما تفعله اليوم !!
مالك ياحبيبتي حصلك إيه
حاولت الابتسام له بينما داخلها يتألم لأجل تلك اللهفة الواضحة على ملامحه و الخۏف البالغ في نبرته لكنها حافظت على إتزان نبرتها و أردفت بلطف
مفيش حاجه أنا بخير بس كنت عايزاك تشوف حاجه بعيد عن البيت !
هنا !! في المخزن دا !!
هزت رأسها بالإيجاب و ازدردت رمقها تقول بلطف
حبيت يكون فيه بينا سر ! مش أنت بتثق فيا
هز رأسه على الفور و أردف بأعين متسعة مؤكدا حديثها و قد اعتلت شفتيه بسمة صغيرة متوترة من طريقتها الغريبة معه و حديثها المريب خاصة أنها لأول مرة يظهر عليها التوتر و الخۏف هكذا
وكأن كلماته الواثقة أرهبت روحها و دبت القشعريرة بجسدها من خطوتها القادمة معه كادت تتراجع عن الحديث و عن المصارحة وعن كل شيئ حين نظر إليها بهذا الخۏف و تحدث معها بتلك الطريقة رفعت عينيها تراقب ملامحه المتوترة وبسمته التي تحارب بالظهور وقد بدأت عينيه ترتكز فوق شاشة الجهاز المغلقة بانتظار مفاجأتها لكن ارتعشت يدها عن الزر حين ارتفع صوت هاتفها و ظهر اسمه فوق الشاشة وكأنه يشعر بما تفعله مع عمه بللت شفتيها بتوتر و امتدت يدها إلى الهاتف لترفض المكالمة و تغلق الهاتف نهائيا ثم بدأت حديثها معه بنبرة مهتزة أنت كنت بتروح لدكتور زمان و عملت تحاليل فس أول جوازك من روزاليا ! أنا عرفت حاجه من فترة و اتأكدت منها بصراحة مكنتش ناوية اخليك تشوفها بس أنت لازم تعرفها !
أشارت إليه بالجلوس فوق المقعد المجاور لها و تنهدت ثم باشرت الحديث معه و قد قررت نزع رداء الحرج و التخلص نهائيا حتى تنتهي تلك اللحظات العصيبة على خير
بللت شفتيها حين وجدته صامت يراقب ملامحها الجامدة و قد ظن أنها تحاول مداعبته بتلك الكلمات الغريبة لكن هذه المرة أخطأت في إصابة الهدف هز رأسه ضاحكا و قال و قد امتدت