الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية منال الجزء الثاني

انت في الصفحة 35 من 46 صفحات

موقع أيام نيوز


ليه الفضايح دي!
ردت ببرود وكأنها لم تفتعل الأمر
إنتي مش شايفة طريقته معانا حاجة تفور الډم!
ضړب العامل كفا بالأخر قائلا بحدة مغتاظة
بأقولكم ايه شطبنا خلاص مافيش حاجة للبيع يالا اتفضلوا من هنا!
اعتذرت له عواطف قائلة بخجل
استهدى بالله يا بني حقك عليا أنا
رد عليها بجفاء شرس وهو يرمقهن بنظرات متأففة
لا حق ولا مستحق اتفضلي يا حاجة عواطف من هنا أنا لولا مقدر بس جيتك كان هيبقالي كلام تاني!

أمسكت نيرمين بعباءتها جاذبة إياها للأمام وهي ترد بحركة ساخطة مستنكرة
يامي يامي يامي تف.. تف... تف! خوفنا يا ناس من تهديدك الأقرع ده! تقولش خارجين من الجنة ياخي!
توهجت عيني أسيف بنظرات مشټعلة وهي تحدج ابنة عمتها بهما قبل أن تندفع للخارج ووجهها ككتلة ملتهبة من الحمرة الغاضبة هي نجحت في إفساد الأمر عليها وتعكير صفوها وحړق دمائها بمهارة محترفة.
هزت عواطف رأسها قائلة بإحباط مستاء
بينا يا نيرمين من هنا بوظتيها وارتاحتي!
وقبل أن تلج نيرمين من المحل وجهت أنظارها نحو العامل قائلة بضجر مصطنع
حسبي الله ونعم الوكيل!
رد عليها بتهكم مزعوج للغاية والشرر يتطاير من عينيه
زباين تقطع الخميرة من البيت!
لكزت عواطف ابنتها بقوة في كتفها على عتبة المحل هامسة بغل
هديتي دلوقتي يا ريتنا ما خدناكي معانا يا شيخة!
ردت عليها ابنتها بهدوء بارد
الله يا ماما! ده هو اللي مش عاوز يبيع!
حقا كانت مستفزة لأبعد الحدود مما جعل والدتها عاجزة عن كبحها أو حتى الرد عليها بما تستحقه لم يكن بيدها أي حيلة سوى اللحاق بابنة أخيها ليعدن جميعا خاليات الوفاض للمنزل فيما عدا نيرمين التي كانت عيناها تبرق بوميض مخيف ارتسم على ثغرها تلك البسمة المنتصرة اتمتعة بنتائج ما كادته من مؤامرات مهلكة ولم تمانع مطلقا في إظهارها أمام والدتها فجولة أخرى قد ظفرت بها وتستحق أن تتلذذ بطعم انتصارها فيها.
أغلق باب المنزل خلفه مشمئزا من نفسه ومن ثيابه المبتلة كان لزاما عليه أن يعود ليبدلهم فحالته مزرية تحركت جليلة في اتجاهه لتنظر إليه بغرابة بعد عودته المفاجأة تلك.
شهقت مصډومة حينما مررت أنظارها عليه وهتفت متسائلة
ايه اللي بهدلك كده
ضغط دياب على ه بقوة ولم يعقب عليها. فيكفيه الحنق المشحون بداخله تجاهها.
دنت أكثر
منه لتتفقده عن كثب فتساءلت متعجبة
مياه ۏسخة دي 
نظر لها مغتاظا وهو يرد بضيق
لأ بأومو!
سألته بفضول أكبر وهي تضع إصبعيها على طرف ذقنها
بس مين عمل فيك كده انت وقعت في بلاعة
لوح دياب بذراعيه هاتفا بنفاذ صبر
ارحميني يامه من أسئلتك أنا
جايب جاز!
ردت عليه مستاءة من أسلوبه الحاد
يعني انت بتبقى فارد وشك برا وتقلبه هنا
رفع يديه للأعلى مستسلما وهو يضيف باقتضاب
مش هارد عليكي أنا داخل أغير هدومي أحسن!
تحرك بخطوات متعجلة من أمامها فلحقت به قائلة بجدية
البيت محتاج يتبخر وأجيبله شيخ يرقيلي كل ركن فيه إنتو محسدونين والله! ايوه محسودين!
تحولت نبرتها للضيق وهي تضيف
كفاية العمل المهبب اللي لاقيته في فرشة أخوك!
الټفت برأسه ناحيتها لينظر لها تنكار وهو يرد ساخرا
هاتي زار أحسن! ولا أقولك اتصلي بالشيخة خديجة المغربية! 
نظرت له ببلاهة فعاتبه قائلا
ايه يامه جو الشعوذة اللي قلب في البيت فجأة!
ردت عليه بجدية تعجبها
انت مش فاهم حاجة خليك في أمور التجارة بتاعتك وسيبلي أنا الحاجات التانية! 
وضع يده على مقبض باب غرفته هاتفا بعدم اكتراث
أنا مش فايق أصلا للتخاريف دي ورايا حاجات أهم!
هب واقفا من على الأريكة المريحة بغرفة المكتب الملحقة بمطعمه غير مصدق ما تفوه به ابنه توا ظن أنه في غير وعيه لينطق بمثل تلك الحماقات الغير منطقية.
نظر له بأعين حانقة هادرا بنبرة مصډومة
انت اټجننت ايه اللي بتقوله ده!
رد عليه ببرود واثق وهو يقضم أظافره المتسخة نانه
هو الجواز عيب يا أبا!
بصق ما قطعه من أجزاء صغيرة متابعا بجمود
وبعدين أنا عاوز أكمل نص ديني!
رد عليه أباه غير مقتنع بتصريحه قائلا
لأ مش عيب بس مش بالشكل ده!
قست نظراته وهو يسأله بحدة قليلة
اشمعنى يعني
أشار مهدي بيده في الهواء بحركة متعجبة وهو يحاول تبرير اعتراضه
مش عارف أقولك ايه بس الحاجات دي ليها أصولها وبعدين انت تعرف البت أصلا يعني حصل بينكم كلام عشان تفكر فيها
تمط بذراعيه مجيبا إياه بفتور
لأ.. مش أوي بس هي طلبت معايا كده!
رد عليه مهدي بامتعاض
يبقى أكيد اتهبلت في مخك عشان تفكر كده!
استشاطت نظراته وهو يرد بنبرة محتقنة
جرى ايه يا أبا أنا مش هفأ! وبعدين كلها مصالح في الأخر!
ردد مهدي غير مدرك لمقصده الخفي
مصالح!
انتصب مجد في جلسته وسلط أنظاره على والده ليجيبه بغموض مريب
ايوه مش انت يا أبا عاوز العداوة اللي بينا وبين عيلة حرب تخلص ده بقى مش هايحصل إلا لما يبقى في نسب بينا!
هتف مهدي مستنكرا تفكيره
وملاقتش إلا دي!
أجابه بنبرة غير مريحة على الإطلاق وقد توهجت نظراته
دي أنسب واحدة ليا!
ابتلع مهدي ريقه مضيفا بتوجس
شكلك عاوز تغرس رجلينا في الوحل!
انتفض مجد واقفا من مكانه صائحا بصوت آجش شبه منفعل
قولي بقى انك خاېف على زعل ال...... دول!
وضع مهدي أصابع كفه على جبين ابنه ضاربا إياه بقوة خفيفة وهو يرد على مضض
انت مخك تخين محدش هيرضى بالجنان اللي بتقوله ده
تراجع برأسه للخلف قائلا بشراسة مھددة
أنا مخي يوزن بلد بحالها والبت دي لازماني ولو مش قابل بالجوازة دي من الأساس وماله بس أنا حر بقى أتصرف معاهم زي ما أنا عاوز إن شاء الله أجيب عليها واطيها!
استشعر والده الخطړ من كلماته الموحية بالعدوانية فنظر له بقلق ثم تابع قائلا بتردد
مجد انت ناسي أخر مرة حصل ايه مش هانكرره تاني!
أجابه تخفاف متهكم
دوكها كانت عيلة ماتسواش كويس إنها غارت وماټت!
ضاقت نظراته أكثر لتصبح مخيفة وهو يضيف بإصرا عنيد
لكن دي لأ وزي ما فهمتك المصالح بتحكم!
كان محقا في عبارته الأخيرة فهو يريد أن تستمر الهدنة بين العائلتين
ولا حاجة به لتكرار تلك المشاهد الدموية من جديد. فتنهد قائلا بيأس
ايوه عارف!
تقوس فم مجد للجانب متسائلا بلؤم
ها قولت ايه
أجابه مستسلما
أمري لله!
التوى ثغره بابتسامة خبيثة بعد نجاحه في إقناعه لكن هتف والده محذرا بغلظة
بس سبني أرتبلها الأول مش عاوز آ.....
قاطعه مجد مرددا بصرامة غير قابلة للنقاش أو التفاوض
لأ يا حاج! حلاوتها في حها!
اعترض مهدي على تسرع ابنه معللا
يا بني الأمور مش بتاخد قفش دي ترتيبات وعلى أصولها!
صاح به بعدم اكتراث
فكك من الكلام ده وامشي ورايا يا أبا!
رد عليه متوجسا وهو يخرج تنهيدة مطولة من ه
ربنا يسترها قلبي مش مرتاح!
كنتي فين كل ده
تساءلت شادية بتلك العبارة وهي تلاحق بنظراتها ابنتها التي ولجت للداخل دون أن تنبس بكلمة.
تبعتها إلى غرفتها مكررة تساؤلها المنزعج فأجابتها الأخيرة على مضض
مافيش
وبما ستجيبها هي تلقت إهانة أخرى من وأمام إحداهن لتشعر بحجمها الحقيقي أمامها وخزة كبيرة عصفت بقلبها وأنهكت مشاعرها المضطربة. 
وضعت شادية قبضتها على ذراع ابنتها وحدقت في وجهها بنظرات قلقة مرددة بتوتر ملحوظ
يا ولاء أنا خاېفة عليكي إنتي المفروض ترجعي عند جوزك و....
قاطعتها قائلة بشراسة حادة وهي تزيح يدها عنها
ماتجبليش سيرة الكلب ده تاني أنا خلاص قرفت منه ومن حياتي معاه!
حذرتها أمها بجدية
بلاش تركبي دماغك هتخسري كل حاجة!
شردت ولاء مرة أخرى فيما حدث معها من مهانة مڈلة على يد طليقها الأسبق فلمعت عيناها متأثرة بشدة.
أخرجت من ها زفيرا قويا وهي ترد بنبرة مستاءة
معدتش تفرق!
تفرست والدتها في وجهها فرأت تلك اللمحات الحزينة التي تكسو تعابيره فتوجست متسائلة
شكلك مش مريحني في ايه حصل 
اختنق صوتها وهي تجيبها باقتضاب
أنا عاوزة أنام!
ثم ألقت بثقل ها على الفراش دون أن تبدل ثيابها ودفنت رأسها في الوسادة متحاشية النظر إلى والدتها يكفيها ما لاقته اليوم لتزيد هي من تأجيج حنقها بداخلها بكلماتها الجامدة التي تهتم فقط بكل ما هو مادي وملموس راقبتها أمها بقلق كبير شعرت بوجود خطب ما بها فأحوالها مؤخرا ليست على ما يرام.
تمتمت مع نفسها بهمس مزعوج
يا خۏفي يا ولاء تضيعي النعمة اللي في ايديكي بغباءك وترجعي يا مولاي كما خلقتني!
في مساء اليوم التالي رتب الحاج مهدي مع كبير عائلة حرب زيارة ودية في وكالتهم واتفق الاثنان على أن يلتقي رجال العائلتين بعد صلاة العشاء.
لم يجد منذر مبررا منطقيا لتلك الزيارة الغريبة فقد استشعر وجود شيء ما مريب بها وكعادته الجادة حينما يقابل حتى بأشرس أعدائه استم بترحاب ودود وأشرف على ضيافتهم تجرع مجد قهوته ببرود مستفز محدقا في وجه خصمه بنظرات خالية من الحياة.
لم يكن الأخير متقبلا لوجوده بأي شكل وجاهد ليبدو طبيعيا رغم اضطراب انفعالاته بداخله.
قطع ذلك الحديث الروتيني المرحب متسائلا بتأفف 
خير الزيارة دي بمناسبة ايه
أجابه مجد بثبات مريب ونظراته مسلطة عليه
كل خير طبعا وهو احنا في بينا غير الخير!
رد عليه منذر بسخط
إنت هاتقولي!
أسند مهدي فنجان قهوته بالصينية مستطردا حديثه بهدوء
شوف يا حاج طه من غير ما نلف وندور احنا عاوزين نناسب بعض!
قطب طه جبينه مرددا باندهاش
نناسب بعض!
بينما تساءل دياب بغرابة
نسب ايه ده
تابع مهدي موضحا بنبرة رزينة
ايوه مش عاوزين النفوس تفضل شايلة من بعضها كتير وأحسن حاجة تضمن ده هو الجواز!
رد عليه طه بتعجب وهو يحك مقدمة رأسه بحيرة ظاهرة في نظراته
بس على حد علمي معارفنا وقاريبنا أغلبهم رجالة والحريم اللي فيهم متجوزين إلا إن كنت بتكلم عن بنتي أروى!
صاح منذر محتجا بغلاظة
في ايه يا حاج أروى عيلة ماطلعتش
من البيضة جواز ايه ده اللي ليها!
رد عليه مهدي مصححا بابتسامة مصطنعة
ربنا يباركلكم فيها احنا مش بنتكلم عن دي!
بينما أضاف مجد مرددا بغموض مزعج
أنا حاطط عيني علة واحدة تانية هي معرفتكم بردك!
هتف دياب قائلا بعدم فهم
معرفتنا!
زاد إحساسه بوجود مقصد دنيء وراء عرضه هذا فنظراته وكلماته الموحية تؤكد حدسه القلق.
ضاقت نظراته وحل الوجوم على محياه وهو يتساءل بامتعاض
مين دي
رد عليه تلك المرة مهدي ليسترعي انتباهه
قريبة عواطف!
الټفت منذر ناحيته شاعرا بانقباضة قوية في قلبه متوجسا مما سيقال لاحقا.
انفرجت شفتاي طه متسائلا بغرابة
هاه! مين بالظبط
أدار مجد رأسه في اتجاه منذر وجمد نظراته القاتمة عليه ثم أجاب قائلا بابتسامة ماكرة
بنت أخوها رياض خورشيد.. أسيف!
اتسعت مقلتي منذر پصدمة واضحة وقفز قلبه في قدميه لمجرد سماع ذلك الحقېر يلفظ اسمها من بين ه فهدر صارخا بانفعال كبير بعد أن فشل في التمسك ببقايا عقله
نعم بتقول مين!!!!!!
استرخى مجد في جلسته أكثر وتعمد وضع ساقه فوق الأخرى ليزيد من استفزازه له ورد ببرود قاسې متلذذا برؤيته على تلك الحالة المشټعلة
انت سمعتني كويس أسيف خورشيد!
توهجت عيناه كجمرتين متقدتين وكان على وشك الانقضاض عليه لكن شكل أخاه دياب حائلا به ليمنعه من الاقتراب منه.
صړخ فيه بجموح متعصب وهو يلوح بذراعه في الهواء مهددا
أكيد إنت اټجننت ومخك لسع! مين دي اللي عاوز تتجوزها! إنت اتهبلت يا بن أبو النجا!
أنزل مجد ساقه عن الأخرى قائلا
 

34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 46 صفحات