السبت 23 نوفمبر 2024

قطرات الحب

انت في الصفحة 12 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز


اللي غيرك كده مين لعب في دماغك تتغير على مراتك وتتخلى عنها بالسهولة دي! 
اخفض نظراته غير راغب في سماع عبارات اللوم تلك أو نظرات والدته المزعوجة قال بلا مبالاة ضايقتها
أنا باعمل الصح واللي كان لازم يتعمل من زمان! 
ثم تخطاها ليتابع طريقه فأصابتها صدمة من تهوره وقد تفاجأت من تبدله لهذه الدرجة الغريبة لم تقف سلمى مقيدة هكذا بل لحقت به ثم أمسكت بذراعه لتوقفه أدارته إليها وهدرت به

رايح فين! 
تحرك معتز فورا لينضم لهما فحالة سلمى ثائرة بشكل مقلق بينما جاوب عليها ريان بتردد
مش قولتيلي لو اتجوزت أسيب البيت فأنا باعمل زي ما حضرتك عاوزة 
انتفضت سلمى لټصفعه بغل صړخت
مين دي اللي ضحكت عليك! 
شده ريان من ضړب والدته له فهي لم تفعلها من قبل لكنه احتفظ بحزنه لنفسه ولم يعلق أيضا انزعج معتز من ردة فعلها تجاه ابنهما الشاب خاطبها بعتاب
هو دا الحل يا سلمى معملتيهاش لما كان عيل صغير! 
لمعت عيناها پألم فما فعلته بعكس تحننها المنطلق نحوه تنهد ريان بكمد قال
متشكر يا ماما عن إذنك! 
أفلت ذراعه من قبضتها ثم دلف للخارج بخطى سريعة فتوقفت سلمى مكانها ثم أجهشت بالبكاء المرير اندفع معتز ليحتويها بين أحضانه وهو يمسد عليها قال
حاسس بيك بس هي الحياة كده أغلبها مشاكل وتجارب
انتحبت رافضة أن تذعن لذلك قالت
لو طايش نعقله ليه ممنعتوش يا معتز فين دورك! 
زفر بقوة مخټنقا مما سار هتف
هيرجع لوحده وخليه يجرب ويتعلم ويختار اللي يريحه !! 
جلس خلف عجلة القيادة زائغا فيما حدث قبل قليل وأجزم أن ما يفعله الصواب فلم يعد يحتمل ما تفعله معه ماريان خاصة ولائها الدائم تجاه والدتها غير مهتمة به أو ما يريده وخطوة زواجه انعكاس ملازم ونتيجة صحيحة لما تفعله معه ثم أخرج نفس عميق مشددا من موقفه ومعتزما تنفيذ ما خطط له بزواجه بغيرها عل ذلك يجعلها ټندم 
قام ريان
بتشغيل سيارته استعدادا للإنطلاق بها لكن استوقفه رنين هاتفه وبالفعل أبطل السيارة منتبها للمتصل به وحين حدق بهويته ظهرت عليه علامات الهدوء العجيبة كأنه متأكد من مهاتفتها له لذا رد عليها بثبات جم قال
خير! 
حاولت ماريان أن لا تظهر نبرتها الباكية كي لا يدرك ألمها قالت
مامي قالت إنك عاوز تطلقني! 
رد بصلابة كبيرة
محصلش! 
تقاءلت وابتسمت ظانة بأنه كان يمزح بشأن زواجه هتفت
يعني مش هتتجوز عليا زي ما قالتلي! 
ابتسم متهكما من سذاجتها قال مصححا
هتجوز وإنت معايا عادي! 
أحست بأنه يتعمد إذلالها فظهرت نبرتها الباكية وهي ترفض ذلك قالت
وإنت فاكر هوافق على كده! 
استفزها حين رد بغطرسة
أنا افتكرت لما اتصلتي دلوقتي علشان هتبلغيني موافقتك ممكن أعرف سبب اتصالك طالما مش علشان كده! 
رفرفت بداخلها مشاعر توقها له بأنها ما زالت تحبه وخشيت أن تخبره بأن ذلك هو السبب فيزيد تكبره وتجبره عليها قالت
افتكرت إنك بتحبني طلع كله وهم كل أما افتكر كلامك وحياتنا سوا استغرب إزاي بتقدر تمثل وتكدب كده! 
حدثته ببراءة شديدة وهي تعاتبه لكنه لم يضعف قط أمام لطافتها ورقتها في
الحديث كونه معتاد على ذلك منها قال
أنا هتجوز واحدة ست تقدر جوزها تجبله العيال اللي بيحلم بيهم تسمع كلامه هو وبس! 
ثم أغلق ريان الهاتف سريعا لا يريد سماع المزيد منها ثم انطلق من المكان نافضا التفكير في أي شيء 
بينما تركت ماريان العنان للبكاء مقهورة على ما آلت إليه الأمور ارتعش جسدها إثر انكسار قلبها وخيبة أملها فيمن أحبته وقفت أختها رحمة من خلفها تتابعها بحزن وبعفوية منها دنت لتواسيه حين جلست بجانبها على الأريكة وربتت على ظهرها رفعت ماريان رأسها لها وقد أحمرت عيناها تأملتها للحظات مټألمة ثم خاطبتها بنصح
اوعى تتجوزي حد يقولك باحبك كلهم كدابين !! 
تزينت أمام المرآة ثم نثرت بعض العطر على عنقها وثيابها فوعده لها أمس محى كل ضيقها فقد أثبت بأنها مفضلته وببراعتها كسبت طاعته لها حين انتهت وضعت حجاب خفيف ليغطي شعرها كونها في الداخل ثم التفتت للذي يغفا إلى تلك الساعة المتأخرة تحركت نحوه ثم جلست بجانبه هزته بلطف شديد وهي تقول
آيان!
تنمل في نومته وهي تكرر مناداته بنبرتها الدمثة فذاك اللطف يجعل دقاته تتراقص فتح عينيه عليها فوجدها تبتسم بإشراق فابتسم هو الآخر قالت
صباح الخير يا حبيبي كل دا نوم! 
حاوط وجهها بكفيه محبا لرؤيتها تخاطبه هكذا على الدوام قال
صباح الورد! 
ثم تابع بمعزى ليذكرها ب ليلة أمس معقبا على سؤالها
أصل نمت متأخر وقولت أرتاح شوية! 
اتسعت بسمتها وقالت
طيب مش ارتاحت ما تقوم يلا نشوف هنعمل أيه! 
اعتدل آيان بتقاعس ثم انتبه لابنته الصغيرة تلعب بجانبه ابتسم لها وأخذ يداعبها قال
هي عاملة أيه 
قالت وهي تتأمل ابنتها بحب
الحمد لله! 
وضع آيان قبلة على جبهة الصغيرة قال
البت دي محبتها في قلبي زادت
ثم اعتدل كليا متطلعا ل زينة بألفة تابع
عارفة ليه 
ترقبت جاهلة للسبب فمرر يده على عنقها بمعنى وقال
علشان خلتنا نتصالح امبارح!
عانقته زينة بقوة ممتنة لما يمنحها إياه فضمھا إليه بقوة وهو يتنفس بعمق قالت
متعرفش قد أيه مبسوطة علشان وافقت على كل اللي قولتلك عليه
ثم ابتعدت لتنظر لعينيه مباشرة وهي ما زالت تطوق عنه أردفت
يلا قوم إلبس علشان نروح الشغل سوا! 
تلجلج آيان ثم تنحنح بقوة فتخوفت ظانة أنه تراجع قال
طيب استني شوية على الأقل خليك جنب البت يومين على ما تطمني عليها وعلى ما ماما ترجع من السفر علشان أخواتي ميبقوش لوحدهم 
كان رده متعقلا ولم تجد فيه ضلالة رغم أنها ليست من مهامها مطت شفتيها لتوافقه الرأي قالت
على ما ترجع بس وبعد كده هنروح الشغل مع بعض
اومأ موافقا وقال
المهم على طول تفردي وشك قدامي أكتر حاجة بتضايقني لما نكون زعلانين بتعب قوي 
أسندت جبهتها على جبهته متوددة له ومقلصة المسافة فهي تلاحظ عشقه لها منذ اعترف لها بذلك قالت
أنا بأحبك علشان بتحبني أنا كنت أوقات بافتكر اللي عملته معايا زمان واضايق لكن حبك ده نساني كل حاجة
ثم عاد عناقهما يتجدد بحرارة أكثر قال
وهفضل أعملك 
وقعت إمضائها أسفل الورقة وحين انتهت أثرى تهللها الداخلي فسوف تقضي وقت فراغها في عمل تجيده وتحبه خاطبتها لمى بألفة
مبروك يا مايا شغلك الجديد 
ابتسمت مايا باستحياء وهي تمرر نظراتها عليهم فحدثها سيف بلباقة
مبروك يا أنسة مايا إن شاء الله يبقى وشك حلو علينا
ردت باقتضاب
إن شاء الله!
هتفت نيفين بشيء من المزح
طبعا إنت عارفة يا مايا إننا لسه في الأول يعني صبرك علينا في المرتب
ضحكت مايا بخجل وقالت
آخر حاجة بافكر فيها الفلوس كفاية هسلي وقتي معاكم بحاجة بافهم فيها كويس وإن شاء الله هتبقوا مبسوطين مني
قالت لمى بمفهوم
علشان كده جبتلكم مايا هتقف
معاكم وهتساعدكم في بداية مشروعكم!
خاطبها سيف بجدية
طيب ممكن تتفضلي معايا علشان تشوفي الأقمشة جوه!
هزت مايا رأسها بامتثال ثم نهضت معه تتبعتها نظرات لمى وهما يدلفا للخارج ثم خاطبت نيفين بحماس
قلبي حاسس إنكم هتعملوا حاجة كويسة لأن شغلكم هيعجب ناس كتير قوي!
ردت نيفين بضيق طفيف
كان نفسي تكوني معانا مش بعد شغلنا برة سوا نيجي هنا وتبعدي عننا!
قالت لمى موضحة
أنا قولت هاشتغل معاكم بس من الباطن وهأجر شقة قريبة من هنا
وليه اللفة دي يا لمى!
سألتها نيفين بتعجب من قرارها ذاك بينما حاذرت لمى في الرد عليها وقالت
علشان مش عاوزة أسبب ليكم مشاكل لأن زين أكيد مش هيسيب سيف في حاله وممكن يبوظ شغله بسببي!
رغم أن نيفين لم تقتنع أو بالأحرى لم تحبذ ضعفها أمام الأخير قالت
براحتك بس حتى لو بعدتي عننا بعد كل اللي عمله هو أكيد مش هيطلعك من دماغه
كانت نيفين محقة في قولها فتنهدت لمى باغتمام ولم تخض كثيرا في الموضوع منعا لاسترابتها في الأمر أو كشفها بما سوف تفعله مع الآخر ثم تذكرت مقابلتها له اليوم نظرت لساعة يدها وقالت
أغلقت أزرار قميص ابنها الصغير ثم تممت على هندمة ملابسه ابتسمت نور له وهي تطبع قبلة على وجنته معجبة بوسامة وجهه وجمال منظره ثم وجهت بصرها لابنتها رحمة سألتها
هتقعدوا كتير عند عمتكم!
ردت موضحة
هشوف أنا وفاطمة هنعمل أيه لما الدراسة تبدأ وبعدين نلعب شوية ونرجع
تفهمت نور وقالت
طيب متتأخروش وسلمولي عليها كتير 
ابتسمت رحمة ثم أمسكت بيد أخيها فتعقبت نور خروجهم بنظرات محبة ثم انتبهت لابنتها ماريان تلج من بعدهم فنهضت نور لتقابلها مدهوشة فشحوب ملامحها كفيل ببث القلق بداخلها ارتمت ماريان في أحضانها لتتابع قوارع بكائها قالت
مش قادرة يا مامي مش قادرة!
ضمتها نور وقد أحست بها واعية لما تمر به قالت
تعالي اقعدي يا حبيبتي
سحبتها نور وهي ما زالت قابعة في أحضانها لتجلس معها على طرف الفراش ربتت عليها واستفهمت
إنت كلمتي ريان!
كان سؤال نور مكشوف إجابته بالنسبة لها والتي تدرك جيدا أنها سوف تتحدث مع ذاك زوجها النذل وتستعطفه لربما فردت ماريان پبكاء
أيوة!
اغتمت نور من ضعفها ورغم ذلك لم تلومها أو تنهرها قالت بترو
مش إحنا اتكلمنا قبل كده يا ماريان واتفقنا تنسيه!
هدأ بكاؤها قليلا بررت
أصل مش مصدقة إن ريان يتخلى عني افتكرت بيهزر لكن طلع بجد عمتو قالت إنه ساب البيت علشان هيتجوز
اغتاظت نور وكانت مشټعلة ڠضبا أكثر منها فقد تنازلت عن الكثير لتكمل هذه الزيجة الغبية هتفت
تستاهلي أحسن منه هجوزك واحد من مقامك ومقام أبوك كنت غلطانة لما وافقت تعيشي معاه في أوضة وإنت متربية على العز طول عمرك!
ثم رفعت نور رأس ابنتها وتابعت بعزيمة
هتشتغلي معايا في المشروع الجديد وهتسافري كمان معايا عاوزاك تنسي كل حاجة تبدأي من جديد إنت لسه صغيرة!
أكمدت ماريان بشدة ورغم تحفيزات والدتها لم تنجرف كليا خلفها فقد بات جزء كبير منها مټألم وبالطبع لن تنسى بهذه السهولة وذاك ما أدركته نور وفطنت أنها ظاهريا ستتناسى لكن داخليا طمس ما حدث بداخلها لربما يحتاج لشيء آخر يقلب حياتها رأسا على عقب لذا دفعها فكرها لتزويجها من رجل أفضل عله يمحي ما بقى
رحل المأذون الذي عقد ورقة رجوعهما وبقى هو وهي بداخل شقته لكن هناك ما جعله يشعر بالنفور وهو ذاك الطفل اللعېن الذي تحمله على حجرها فقد بغضه بدرجة كبيرة بينما جلست لمى تتابع نظراته نحو الصغير وتضايقت من نظرات الكره التي تخرج منه نحوه وودت لو تخبره
بالحقيقة لكنها تأنت ثم انتبهت له يخاطبها بوقاحة
هو أنا جايبك هنا علشان تفضلي شايلة الواد ده!
ازدردت ريقها في توتر وقالت
طيب أنيمه فين!
هتف باحتدام مدروس
أرميه مكان ما إنت قاعدة وأنا مالي
قالت بعبوس شديد
أيه الكلام ده مش اتفقنا يكون ليه مكان معانا
تهدجت أنفاسه پغضب فكلما يراه ستزيد
 

11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 58 صفحات