السبت 23 نوفمبر 2024

قطرات الحب

انت في الصفحة 15 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز


إسعادها وما ترتاب فيه حث والدته في التفكير في غيرها لذا قالت بتشدد
وهو دا اللي أنا عاوزاه منك !! 
ظلت تتحايل كي تجعله يتراجع عن ملازمتها ومن ثم معاونتها في نقل الأثواب والأقمشة للشقة لكنها فشلت بالطبع وقد رهبت من تزمت زين إذا علم بحضوره لشقته وحين انتهت لمى من وضع كل شيء في الشقة رغم عدم ترتيبه قالت

متشكرة يا سيف اتفضل إنت وأنا هرتب كل حاجة
كما هو رفض وقال
هساعدك ننظمهم لوحدك هتتعبي دول كتير!
بداخلها تأجج وجل شديد من مكوثه أكثر من ذلك فشددت من شكرها واعتراضها على ذلك قائلة
لو سمحت يا سيف أنا هاعملهم لوحدي اتفضل إنت
أعلن ضيقه من عدم تقبلها وجوده في شقتها لذا عاتبها قائلا
على الأقل اعزميني على قهوة دا أنا أول مرة أدخل شقتك!
ذابت أوصالها وتحيرت في التصرف معه فقالت بتعقل
أنا خاېفة إن وجودك هنا كتير يكون غلط زين ممكن يعمل حاجة تأذيك وإنت معايا!
ما وصله من حديثها أنها تخشى عليه من الأخير فابتسم بود لها وقال
أنا حياتي فداك وميهمنيش يعمل أيه!
نبرته الودية في رده البكتها وأدرك انها زادت الأمر سوء بفهمه الخاطئ له لكن ذلك لم يغير من نيتها في رحيله قبيل معرفة زين بذلك قالت بهدوء ظاهري
متشكرة قوي يا سيف أنا كمان مش عاوزة مشاكل
امتثل لرغبتها وقال
زي ما إنت عاوزة يا لمى أنا همشي ولو فيه حاجة عاوزاها قوليلي
ابتسمت ممتنة لشهامته الدائبة معها قالت
أكيد هكلمك!
تحرك سيف للخارج وسط نظراتها وحين خرج وأغلق الباب تنفست الصعداء وهي تضع يدها على قلبها فالشقة ليست لها كما تدعي بل ملك ل زين تحركت لمى للداخل متجهة ناحية ابنها الذي يلعب على الأرضية بألعابه انخفضت لمستواه ثم قبلت رأسه ورغم أن زين لم يعرف به للآن أحبت أن يكون بالقرب منه تمنحه وجود الأب دون دراية مناشدة الرب أن يكتشف الأخير ذلك بنفسه وعلى الأقل يدقق النظر فيه يستشف مدى التشابه بينهما تنهدت لمى بقوة وهي تتخيل ألفة زين مع الولد وحاجته الملحة ليكون هم الثلاثة في مكان واحد يغطيه التآلف والمحبة 
رن هاتفها الجوال فنظرت للمكان الذي وضعته فيه نهضت تاركة
الصغير يلهو ثم تحركت ناحيته وحين وجدته هو تملك منها لهف عجيب فلم تره يومين كاملين حافظت على ثباتها ثم أجابت عليه فقال
نقلتي 
غلظته في الحديث ضايقتها قليلا قالت
أيوة نقلت كل حاجتي ناقص أرتبها 
ترددت في سؤاله عن سبب غيابه لكن سألته بحذر
بقالك يومين مكلمتنيش خير ليه! 
أسند ظهره على مقعد مكتبه وكانت حالته غير مفسرة وظهر عليه تهكم طفيف من سؤالها حين رد
عاملة مهتمة قوي ملكيش دعوة أنا أتكلم وقت ما أحب
عبست لمى من غطرسته معها
قالت
طيب أنا ورايا شغل كتير كنت عاوز حاجة 
رد باكفهرار
أيوة كنت عاوز عاوز مشفكيش مع اللي اسمه سيف لو وصلني إنك بتكلميه مش هيحصل خير المفروض إنك ست مع جوزك يعني وساخة من ورايا أدفنك
قالت باستياء
أنا مش ممكن أعمل حاجة غلط أو حرام متتكلمش عني كده
ضحك پغضب فقد استفزته هتف
لما تتكلمي كده تاني بصي للواد اللي معاك وراجعي كلامك يا شريفة! 
ودت لمى أن توبخه على اټهامات لكنها تأنت وتماسكت فليس الآن استطرد زين بأمر
جهزي كل حاجة علشان جاي يعني ظبطي القاعدة ويا ريت تسربي ابنك ده في أي داهية المهم ما أشوفش وشه 
وجهت لمى بصرها للصغير وشجنت فانصاعت لطلبه قائلة
حاضر! 
صدمها حين أغلق الهاتف دون وداع أو ما شابه فتنفست بغيظ ثم ألقت الهاتف أمامها على المقعد وقفت تحدق للفراغ وهي تفكر وتتساءل إلى ماذا ستنتهي هذه العلاقة وتوجست من فشلها في تحقيق مسعى ما أرادته اغتمت لمى وهي هكذا فما تمر به يوجع القلوب ويبعث عدم الراحة والاستقرار ثم نفضت أن تشغل فكرها بما يجهدها وتحمست لتذهب في ترتيب أغراضها وما جلبته معها !! 
ثبت ما تفهمته حين لاحظت علامات التأزق تنجلي عليها فجلست بجانبها على الأريكة بالجناح الذي يجمعهن قالت
إوعي نظرات الراجل ل ماريان تكون مضيقاك! 
انتبهت لها نور وهي ما زالت تفكر بشرود في الأمر فقد اختلف عن السابق قالت
الموضوع فعلا ضايقني وطريقته قلقتني
ردت رسيل بعقلانية
ما أظنش غرضه مش كويس إحنا جايين في شغل مهم وهو دكتور ومش ممكن يبوظ مشروع زي ده في إنه عينه من ماريان
هتفت نور بامتعاض
أومال ليه بيبصلها بالشكل ده دا عينه منزلتش من عليها! 
قالت رسيل بتخمين
يمكن معجب هي بنت حلوة وتلاقيه افتكر إنها مش مرتبطة
تفاجأت نور من ذلك قالت مستنكرة
حتى لو معجب هو أصلا مينفعش يرتبطوا إلا إذا كان فاكر إننا ساهلين لكل من هب ودب زيهم
فشلت رسيل في توقع الأكثر ثم طلبت منها أن تتغاضى عن ذلك قائلة
متشغليش بالك لو اتكرر الموضوع أنا مش هسكت وهخلي استاذ ممدوح يحجز وننزل ويبقوا هما الخسرانين
ابتسمت نور من لطفها وردة فعلها تجاه ما حدث مع ابنتها قالت
هتضيعي مشروع حياتك علشان واحد بص لبنتي
هتفت رسيل بضيق شديد
طبعا أنا مرضاش بكده! 
أحبتها نور عن السابق وتمنت بداخلها أن تكون زينة مثلها فرغم صلة الډم والقرابة لم يشبها بعضهن سوى في الملامح فقط قالت
ميرسي يا رسيل ويا رب ميجبش مشاكل لأن حبيت الشغل معاك 
على أيه أنا باعمل اللي يمليه عليا ضميري
ثم تابعت رسيل بمفهوم
عبد الرحمن هيوصل بكرة هو ابن استاذ ممدوح ودرس معايا بس هو تخصص جراحة عامة وهيساعدني 
كويس أهو يبقى معانا علشان محدش يتطاول علينا
قالتها نور بتكشر بينما نفت رسيل تدني أخلاق السيد هانك وجميعهم قالت
ما افتكرش ناس في مستواهم يكون تفكيرهم رخيص كده أنا شايفة الجدية في كل حاجة بيعملوها
كم تمنت نور ذلك فابنتها تختلي بنفسها منذ تمادى الرجل في النظر إليها وتراجعت عن المشاركة في بعض الأمور فتذكرت رسيل دعوة السيدة كارمن لتناول العشاء فقالت
مدام كارمن عزمتنا على العشا 
ردت نور بحسم
بس ماريان مش هتيجي معانا لأنها متضايقة !! 
أخذها معه كمعاون لتدوين ما سيبتاعه اليوم من أفضل محلات الأقمشة بالأسكندرية وكان مالكها استرالي الأصل ويدعى جورج! ثم جلست مايا مقابله أمام مكتب السيد جورج تعمل بجد وتركيز وذلك ما أعجب به سيف فتحدث سيف مع جورج بعملية
بصراحة يا مستر جورج كل حاجة عندك هايلة وتستاهل تكون غالية بس يا ريت تتهاون معانا
في السعر
لاحت سماحة السيد جورج في نبرته المريحة وهو يرد
أنا تحت امرك هبيبي ومهلي كمان البضاعة عندي ممتازة ومستوردة من أفخم مهلات أوروبا
لم يشك سيف في ذلك وأجزم به قال
هما فعلا خامة كويسة وهكتبلك الكمية اللي عاوزها علشان تبعتهالي في أقرب وقت لأن محتاجها
تمام! 
ثم أشار جورج لعامل لديه بأن يتقدم فوجه سيف بصره ل مايا قال
روحي معاه يا مايا عرفيه هيجيب أيه! 
نهضت مايا وبداخلها انزعجت فبدت كالخادمة لديه لكنها تساهلت ومرت الأمر محبة في لمى وأنه في بداية عمله فتحركت دون جدال مع العامل لداخل المخزن بينما ظل سيف يتحدث مع السيد جورج بعملية ولم ينتبها لولوج أحد إلا حينما استمعا لصوت انثوي راق يقول
هاي مستر جورج! 
الټفت السيد جورج لها وكذلك سيف الذي ظل يحدق بها متأملا هذه الفتاة الراقية والجميلة قال السيد جورج مرحبا وهو ينهض
مدموزيل لين مهلي نور بوجودك
ابتسمت برقة وهي تصافحه فدعاها للجلوس فجلست مقابل سيف الذي لم تفارق نظراته هيئتها قالت
جيت في ميعادي يا ريت تكون حضرت اللي طلبته منك
رد ببشاشة وطاعة جلية
كله تمام مدموزيل لين وكل اللي طلبته جاهز 
ثم انتبه ل سيف واستطرد
أعرفك ب لين هانم
ابتسم سيف لها بأناقة وهو يمد يده بالمصافحة فصافحته لين والسيد جورج يقول
دا مستر سيف هياخد نفس الطلبية بتاعك! 
مطت شفتيها متفاجئة فاردف جورج بمعنى
مدموزيل لين كان بيدرس برة وجاي يعمل نفس مشروعك
نظر سيف لها قائلا بابتسام
واضح إن تفكيرنا واحد
جاءت فكرة في عقل جورج فاقترحها موجها حديثه ل لين قال
أيه رأيك مدموزيل لين تشارك مستر سيف إنت بتدور على مكان وهو عنده مكان مميز كتير وكمان أنا واثق فيه! 
احرجها السيد جورج باقتراحه فهو شاب لم تعرفه من قبل وتلجلجت في الرد بعكسها سيف الذي تحمس وقال
يشرفني طبعا! 
جملة سيف جعلها ترتاح له وتحبذ ولو بالقليل مشاركته قالت
معنديش مانع بس ادوني فرصة أكلم بابا وأفكر هاعمل أيه
استولى سيف على الحديث ليوجهه لها مباشرة قال
هديك تليفوني ومنتظر تكلميني لأن بجد محتاج حد فاهم معايا وممكن ينفع تنفيذ مشروعي 
ثم أخرج سيف كارته الخاص ناوله لها فابتسمت لين بخجل وقالت
إن شاء الله! 
ثم نهضت لين مخاطبة جورج
هتودي الطلبية على المخازن اللي بابا قالك عليها على ما أشوف هاعمل أيه
نهض سيف ليودعها متنميا أن تتقبل مشاركته فقد جذبته بشكل غير طبيعي ودعته بخجل طفيف
فرصة سعيدة مستر سيف! 
قال مبتسما بود
لينا لقاء تاني مستني تردي عليا
اومأت له بتأكيد ثم استأذنت بالرحيل ولم تفارقها نظراته إلا حين اختفت وللآن عذوبة صوتها ونعومتها ما زالت تتردد في أذنيه وطيفها ما زال عالقا في المكان ولم يخرج من حالة الشرود تلك إلا على صوت مايا تخاطبه
خلصت يا سيف هنمشي! 
لم يأتي ليلة أمس كما أخبرها رغم أنها استعدت لملاقاته وحين تأخر كثيرا أدركت عدم حضوره وتلاعبه بها حقا يريد الاڼتقام لذا جعلت صغيرها يغفو معها على الفراش فبالطبع لن تتركه في غرفة بمفرده بعيدا عن ناظريها وغفت وهو في أحضانها 
فتح زين الغرفة عليها حين حضر الثانية صباحا وتفاجأ بابنها معها طغى عليه ڠضب مستطير وهو يدنو منها فقد حذرها ولم تجيب عليه وقف بجانبها مستشاطا وبعينين حاقدتين ظل يحدق بالصغير بكراهية أيضا هي ولم يتحمل كثيرا حتى هزها بقوة فنهضت مضطربة نظرت له مصډومة فنهرها باحتدام
أنا قولت أيه كمان منيماه على سريري
اعتدلت لمى مڤزوعة لهذه اللحظة من وجوده في تلك الساعة المتأخرة عاود أمرها بحزم
هتفضلي بصالي كتير يلا شيليه من هنا
ثم خپطها في ذراعها
كي تعجل بالنهوض فأسرعت لمى بحمل ابنها ثم نهضت به مرتبكة دلفت للخارج سريعا لتضعه في غرفته فتعقبتها نظرات زين الشرسة وانتوى لها 
اتجه ليشلح بذلته ويبدل ثيابه وأثناء ذلك جاءت وهي ما زالت موترة الأعصاب وغير متفهمة لما تأخر نظر لها زين شزرا وهو يبدل ثيابه بينما وقفت هي تنتظره وحين انتهى تحرك نحوها فاختلج بدنها هتف بانفعال
ليه مسمعتيش كلامي ولا مش خاېفة مني!
ردت مبررة ما فعلته
لقيتك اتأخرت فقولت أكيد مش جاي ونيمته جنبي
هتف بنظرات محتقنة پغضب
حسيتي إني مش جاي تروحي تنامي جنبه مش في سريري
 

14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 58 صفحات