قطرات الحب
هنا ليه مبلغتنيش
رد في تهذيب
لقد أردت مفاجأتك بالحضور ومعرفة إلى أين وصلت إنجازاتك
وجدت رسيل أن حضوره سهل عليها الكثير فقالت
طيب كويس لأن محتاجة حضرتك النهار ده في إننا نمشي بالخطوات مع بعض علشان مفعولها كان شديد شوية ومخالف لتوقعاتي
على الرحب!
نظرت رسيل ل راندا وقالت
روحي يا راندا بلغي آلاء تجيب الصندوق بتاعي من عندها
أنا شايفة حالته مستقرة دلوقتي بعد العقار اللي خده ومكنتش أعرف إن مفعوله هيكون شديد قوي كده
سحب السيد هانك الورقة المعلقة على قفص القرد وخطڤ نظرات سريعة لفحواها مط شفتيه قائلا
أعتقد زيادة الجرعات اختلفت معك أو وضعتي عقار بديل عن آخر تكون نتائجه مختلفة قليلا
مظنش أنا عارفة حطيت أيه لكن
ثم صمتت للحظات بدا عليها فيهن القلق أردفت
لكن خاېفة تكون الآثار الجانبية لسه موجودة يعني ممكن يتأذى بعدين أو تضره
لم تكن رسيل تحمل هم القرد مطلقا فجاء خۏفها على أيهم زوجها فقد باتت تراقبه جيدا وتهتم به عن السابق فتمعن السيد هانك النظر في التقرير الممسك به وكان جيد التدقيق في كل مغزى مطبوع أمامه فترقبت رسيل باهتمام وشغف أن يعطي من علمه ما ينفع وبعد فترة صمت قال
ركزت رسيل اهتمامها على كلماته الأخيرة وقد ارتعدت هتفت
يعني أيه إدمان!
لمح الخۏف في عينيها فقال بتأن
لما أنت خائڤة هكذا القرد هنا للتجربة لم نضر أحد ولم يتم التصديق على العقار!
بالطبع لن تقدر رسيل على إخباره بالحقيقة وأن زوجها قد تناول منه فهذه مسؤولية كبيرة ستلقى عليها وربما يتم اتهامها بالإهمال حينها وتنتهي معها مهنتها فبهتت تعابيرها وهي ترد
جلوسه الواجم ذاك أدهشه واستشعر وجود أمر هام كان السبب في مجيئه إليه وحين وضعت الخادمة القهوة أمامهما في حديقة الفيلا تحدث هنا معه بجدية قال
أيه حصلك بسرعة كده امبارح الصبح كنت أحسن!
تناول زين كوب قهوته في صمت وبهتان ملامحه كان مقلق فانتظر آيان أن يوضح له تنهد زين باغتمام وقال
قوي وساذج لأبعد الحدود
هدوء زين وهو يتحدث جاء من كثرة ما تحمله من معضلات قد واجهته بعكس ما يحمله داخليا من ۏجع فهتف آيان بحنق
كان قلبي حاسس معقول سابتك تلت سنين تعاني وټحرق في دمك وفي الآخر تصدقها دي تلاقيها ماشية على حل شعرها ومش بعيد تكون مع التاني وهي معاك ما سبق وعملتها
يعني أقتلها وأخلص!
وعي آيان لكم الحماقة التي افتعلها فتراجع ليتحدث بترو كبير
وليه تودي نفسك في داهية سيبها يا زين ابعد عنها ليه بتعمل في نفسك كده مالك ومالها!
توالت استنكارات آيان لما ارتكبه زين من تهور وجهولية في حق نفسه ورغم ذلك لعڼ زين حبه لها وتعلقه بها هكذا قال
أنا بحبها مش قادر أسيبها لغيري
جاء آيان لينهره فتراجع فقد أدرك ماهية مشاعره وأن حبه صادق فرد عليه بعقلانية
طالما مش عاوزاك سيبها ليه تغصبها عليك
نظر له زين بظلمة وسأله
يعني لو اكتشفت إن زينة مش عاوزاك هتسيبها
هنا اعترض آيان قائلا
متقارنش لمى ب زينة دي واحدة خاېنة كانت مع واحد تاني وهي على ذمتك إنما زينة عايشة معايا وجايبة مني تلت عيال
هتف بتهكم
على أساس إنك اكتشفت إنها مش بتحبك وجوازها منك ڠصب مش دا كلامك ليا
تراجع آيان عن حديثه السابق وقال بمفهومية
ڠصب تخلف مني تلاتة أنا عارف إنها متهورة ويمكن بتستغل حبي ليها ومش ممكن تفكر زينة متربية كويس وهي دلوقتي معايا وعايشة في بيتي وعيالي حواليا
ترددت جملة آيان الأخيرة في آذان زين كثيرا وأشعرته بضعفه في حتى أن يحظى بطفل واحد ولا إراديا وجه بصره للأولاد من حوله وهم يتبارون في اللعب ثم تصلبت نظراته فجأة على يونس وتنافى قبوله له مؤخرا مع نظراته النافرة نحوه وتملك منه غيظ شديد ولم يتحمل رؤيته له أمامه فانتبه آيان لذلك ثم وجه بصره للطفل تفهم الأمر ونظر ل زين قائلا بجدية
دا عيل يا زين ملوش ذنب حرام تربطه باللي بيحصل ميعرفش حاجة ومينفعش تكرهه
ډفن وجه بين راحتيه وقد اكترب فعاد آيان يتابع حديثه حين تذكر
دا حتى النهار ده لما شوفته قعدت أشبه بيك فيه شبه كبير منك يعني لو خلفته منك مش هيطلع كده!
لم يهتم زين لحديثه لكن حين أكمل استفزه بشدة
تقولش لما كانت مع التاني بتفكر فيك
ثم ضحك آيان غير عابئ بأن الأمر لا يستحق المزح كما يفعل ثم وعي لنظرات زين اللائمة نحوه فتوقف فورا قال
مش قصدي أنا بس الولد لفت نظري بجد حسيته شبهك
نهض زين وقد وصل لقمته قال
همشي أنا محتاج أريح أعصابي شوية
خلفه آيان النهوض واستفهم باهتمام
مقولتش هتعمل أيه معاها اوعى تتهور يا زين!
أنكر زين أن يفعل ذلك فهو متعقل كثيرا رد بجهامة
أنا مش عاوز أشوفها وقافل تليفوني لأن مش عاوز أسمع صوتها ولحد ما اتأكد هي فعلا بتقابله وهي معايا أو لأ هتكون ليا ردة فعل وقتها !!
من خلف الستارة بشباك غرفتها ظلت تتابع ما يدور بينهما ثم أخبرت التي معها على الهاتف بمعنى
باين الموضوع اللي بيتكلموا فيه مهم وشكل زين متضايق من حاجة!
سألتها لمى بقلق
مافيش مجال تعرفي بيقولوا أيه دا من امبارح تليفونه مقفول ومش عارفة أوصله!
ردت زينة بجهل
صدقيني مقدرش لأن كمان مش بكلم آيان ومستحيل اسأله هو كان هنا ليه لو بنتكلم كان قال
حزنت لمى بشدة ولم تتفهم سبب تقلبه المفاجئ وتخوفت من فكرة تلاعبه بها كما قالت والدتها وأنه يستغلها قالت
ماله بس أنا
مش فاكرة عملت حاجة تزعله مني بالعكس آخر مرة كنا أحسن من أي يوم مر علينا
وبختها زينة بغيظ
ما إنت غبية لازم تفهمي إن اللي فيه
خصلة مش هيغيرها نسيتي عمل معاك أيه وإنت زي الهبلة جريتي تاني ليه تستاهلي يلعب بيك كمان وكمان!
هتفت لمى بانفعال مدروس
لو طلع بيلعب بيا أنا هسيبه واللي عنده يعمله والحمد لله إني مقولتلوش على يونس
علقت زينة بسخرية على كلماتها الأخيرة
وكنت بعبطك مستنياه الليلة علشان تقوليله احمدي ربنا بيديك علامات علشان دا شخص ميستاهلش كل الرجالة متستاهلش
بدت زينة معقدة وهي تتفاعل مع وضع لمى حيث تذكرت ما تمر به مع زوجها ولم تكن تنتبه لحضور آيان ويستمع لها تقول ذلك فرد عليها بحنق
وباين برضوه الستات متستاهلش!
اضطربت زينة ثم التفتت له وعفويا أغلقت الهاتف لتنهي محادثة لمى معها وتوجست من أن يكون قد استمع لحديثهن وخفت رهبتها حين سألها بتبرم
ويا ترى بتشتكي لمين همومك لصديقتك المقربة المحترمة
لم تتفهم زينة عليه فسألته
تقصد مين
رد باستهزاء مزعج
هيكون مين غير لمى اللي ليل نهار تليفونات معاها ومقابلات
لم تحبذ زينة طريقته في الحديث عن لمى فردت باستياء
وأيه اللي يضايقك في ده دي صديقتي وأختي كمان
صمت آيان للحظات ويبدو أنه يخفي قرار غامض قد اتخذه فدنا قليلا منها ولم تتزحزح زينة ووقفت في شموخ غير مبالية بضيقه من لمى فحدق بها بحدة وتشدد في أمره حين قال
لمى دي باين لاعبة في مخك وعاوزة تخرب بيتك وعلشان كده ممنوع تصاحبيها تاني !!
غيابه اليوم عن المكتب كان غريب بالنسبة لها فهو لم يفعلها من قبل وكان ذلك دافع لها لتفعل ما أمرتها به والدتها فإلحاح والدتها وأختها ضغط على عقلها ولن تستطع التجاهل أو التراخي لترضخ كليا وتبدأ في استغلاله إلى ما تريد
وقفت ندى على باب شقته متوترة فما ستفعله اليوم مريب ومقلق وموتر لأعصابها تنهدت بقوة ثم ضغطت على زر الجرس وترقبت أن يفتح لها فما يخفف من حدة رهبتها أنه شاب ودود لأقصى درجة ويعطي الأمان للآخرين بكل سهولة وبعد وقت قصير فتح لها ريان وحين رآها ابتسم قال
اتفضلي يا ندى!
برقتها المعتادة ردت عليه وهي تلج في حرج
مجتش المكتب النهار ده ليه!
أوصد الباب ثم أشار لها بالتقدم للداخل رد وهو يتحرك بجوارها
لقيت نفسي مليش مزاج قولت أريح النهار ده
جلست ندى على الأريكة برفقته وقالت
أنا مرضتش اقلقك وقولت أكيد تعبان فيرتاح شوية
نظر لها بمحبة وقال
أحسن حاجة إنك فهماني يا ندى إنت بنت جميلة ومؤدبة قوي
أخفضت نظراتها في خجل صريح تابع بأسى
كويس إن فيه حد يسأل عليا أنا حتى أهلي مبقوش بيردوا على مكالماتي وكمان
تنهد بكمد ليضيف
ماريان وحشتني مكنتش أعرف إنها هتوحشني كده أنا باين بعاقب نفسي مش هي
تأملت ندى وجهه ولمحت ندمه وألمه في غيابها فقالت مخففة عنه
مكنش قدامك حل تاني وكان لازم تعمل وقفة لأسلوبها معاك
تذكر ريان لغطرستها معه كانت تزعجه وتعاليها عليه كان يثير غضبه ولم يتحمل كل ذلك منها فرغم حبهما المتبادل كان تشابكهما ينتج عنه تكبر مستفز من جانبها نظر ل ندى وقال
تمام هستحمل بعادها عني أحسن من طريقتها معايا وأنا كل اللي مضايقني إنها كمان السبب في تأخر خلفتنا مكنتش بتسمع كلامي
ردت باستنكار
الخلفة بتاعة ربنا وربنا له أسباب كتير في إنه يكرمكم بيها أو لأ
أحب ريان عقلانيتها ووعيها وهي تتحدث معه وابتسم قال
وربنا علشان بيحبني وقعك في سكتي علشان إنت النجدة ليا
زيفت ندى ابتسامة لتخفي به ما تضمره من خديعة
ستفعلها بعد قليل فاستطرد بتودد
هقوم اعملك قهوة
جاء لينهض فاستوقفته قائلة في اعتراض
لا ميصحش وأنا موجودة أنا هاعملها أنا
وجدتها ندى فرصة سائغة لتنفيذ ما خططت له ثم نهضت وقد تأهبت لذلك ثم تحركت ناحية المطبخ وهي مرتبكة داخليا ثم وقفت عند الموقد تفرك أناملها وشرعت في وضع الإناء المليء بالماء وبودرة القهوة على الڼار وبحذر اختلست نظرات ناحية الباب وهي تخرج قنينة صغيرة قد دستها في جيبها فتحتها في عجالة وقطرت بضع نقاط في أحد أكواب القهوة ثم خبأتها مجددا اضطربت أنفاسها وهي تفعل ذلك فقد تخوفت من أمور شتى أولها أنها لا ترد كشف ملعوبها ذاك ثم استعدت لتخرج له بالقهوة وتبدأ مهمتها الحقيقية !!
ذهابه لوالدته لم يكن لرؤيتها هي بل أحب التحدث مع أخته لفهم ما رآه اليوم منها لكن فاجأته والدته بخبر كان آخر ما توقع حدوثه وهو زواج أخته من سيف فجلس أمام والدته بلسان ملجوم من وقع فظاعة ما علم به فلم يتخيل أنها بهذه الخساسة وهنا أدرك ليس فقط له بل أنها