الإثنين 25 نوفمبر 2024

قطرات الحب

انت في الصفحة 35 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز


أرادت أن ټنتقم منه وهنا تساءل في حيرة هل ما زالت تحمل ضغينتها تجاهه بسبب ما فعله معها أجفل زين وشعر بدوار شديد فنظرت له مريم بغرابة وتعجبت من أمره وردة فعله حين أخبرته فقررت معرفة رأيه وحين طال صمته سألته بجدية
مقولتش يا زين رأيك أيه موافق!
نظر لها يريد الضحك ساخرا بالطبع مما يسمعه فهز رأسه في استنكار وقال

معقول حضرتك وافقتي عليه!
نظرت له بعدم فهم وقالت
ماله الشاب يا زين إنت تعرفه!
انتفض موضعه وهو يرد بهياج
الزفت دا لو آخر واحد مش هجوز أختي ليه
ذهلت مريم من رد ابنها المنفعل تساءلت
طيب فهمني ماله بس إنت تعرف حاجة!
نهض زين وهو ينفخ بقوة ثم تحرك بضع خطوات غاضبا مما يحدث معه فما يكتشفه دمره من الداخل أكثر وهدم مشاعره فتوجهت مريم إليه وقد قلقت من رؤيته بهذا الشكل هتفت
حبيبي فهمني ليه اتنرفزت لما قولتلك!
الټفت لها زين بطلعة بائسة مغتمة قال
سيف دا يا ماما اللي لمى اتجوزته عليا زي ما بيقولوا!! 
وضعت يدها على فمها من شدة الصدمة رددت
ال عاوز أيه من بنتي ده!
تابعت بقسمات حزينة
دي متعلقة بيه وهي اللي اقنعتنا إننا نوافق عليه
أمسك زين بكتا عضديها وقال بتنبيه
هو باين بيضحك على لين فأنا مش عاوز أجرحها لو عرفت بنوياه ناحيتها وبهدوء كده يا ماما ترفضي
حركت رأسها باستنكار وقالت في ألم
إنت مشوفتش أختك كانت عاملة إزاي ال بجد استغلها وضحك عليها لأن مش صدفة أكيد إنه يقابلها ويعرض يشغلها معاه
هتف زين پغضب
هو دا كمان اللي شغالة معاه دلوقت!
أومأت له وقد تحسرت فتعصب زين أكثر ورغب في قتل هذا الحقېر ومن اتفقت معه أيضا فهنا تيقن زين أنه السبب وما يتم فعله الآن هو المسؤول عنه وبتأن شديد فكر في طريقة عقلانية لمقابلة ما يحاك ضده واعتزم اللعب بنفس طريقتهما فهو لن يسمح بأن يكون فريسة سهلة ثم نظر لوالدته بغموض قال
لين مش لازم تعرف حاجة يا ماما وأنا هتصرف بطريقتي 
الفصل السابع عشر
قطرات الحب
يقضي لحظات لا بأس بها مع أولاده حيث يضاحكهم ويستمع باهتمام لفكر لكل واحد ولا حرج من تنفيذ بعض متطلباتهم وما يسره أكثر هو نضج تفكيرهم رويدا رويدا خاصة ابنه الأكبر حين وصل الأمر للتحدث في موضوع يفوق أعمارهم فسأل ابنه وهو يخفي بسمته
وليه مش عاوز تخلف بنات!
تكشر وجهه مروان وهو يرد عليه
دمهم تقيل يا بابي وبيزهقوا مش بحبهم 
رفع أيهم حاجبه مستنكرا وهو يرد متجاوبا معه
يمكن علشان إنتم صغيرين لسه لما تكبر هتغير رأيك 
قلب الصغير شفتيه السفليه بمعنى الجهل ولم يعلق فوجه أيهم حديثه ل سليم ابنه الثاني سأله
وإنت يا سليم 
رد الطفل بعفوية شديدة
أنا هتجوز ماما! 
رمقه أيهم بنظرة مستهزئة وهو يعلق عليه
هتتجوز أمك وأنا أروح فين! 
مرر أيهم نظراته عليهم ووجد فيهم البراءة ورغم ما يهذون به تفهم درجة تفكيرهم ثم انتبه ل رسيل الصغيرة تجلس جانبا ولم تشارك معهم نظر لها ثم ابتسم ليحثها على التجاوب أكثر ثم دعاها لتقترب منه حين خاطبها
تعالي يا حبيبتي! 
تحركت فورا ناحيته فجعلها أيهم تجلس على فخذه قبل خدها بود ثم وجه حديثه لابنائه قائلا
على فكرة لازم تحترموا رسيل لأنها عمتكم يعني أختي الصغيرة فاهمين! 
رددوا حديث أيهم دون التعمق في فهم الأمر أكثر فقضى أيهم برفقتهم وقت داعب أكثر حتى أراد الراحة تنهد وقال
هي مامتكم فين! 
بتعمل كيك ولبن علشان بنحبه
قالها مروان فنهض أيهم وقد تهيأ لتركهم حين ودعهم دلف للخارج وهو يفرك مقدمة رأسه إثر جلوسه مع هؤلاء الصغار وأثناء سيره لغرفته قابلته سميرة وحين لاحظت تقطب وجهه سألته باهتمام
إنت تعبان من حاجة يا أيهم! 
حملق فيها متعجبا من مبالاتها بأمره قال
بتسألي ليه! 
قالت بقلق لابد منه
أصل رسيل كانت منبهة عليا آخد بالي منك وهي مش موجودة علشان خاېفة عليك من ساعة تعبك آخر مرة
ركز أيهم في كلامها جيدا وبعد تفكير ماكر قال
فعلا أنا حاسس إني تعبان و وحاسس إن راسي بتوجعني جدا
قالها وهو يضع يده على مقدمة رأسه ورسم معالم التعب فقالت سميرة بجدية
طيب الحمد لله رسيل هنا ادخل ارتاح وأنا هنزل أقولها كده لأنها بتجهز تخرج
شكرها أيهم بنبرة متعبة قد زيفها
متشكر لحضرتك يا ريت بسرعة
أغذت سميرة في السير لتخبرها بينما تبسم أيهم بحيلة ثم ولج لغرفته مترقبا حضورها الفازع عليه 
لحظات قليلة فقط مرت بمجرد تسطحه على التخت كانت قد حضرتك فسريعا زيف المړض ببراعة وهو يأن وذلك ما سبب الخۏف في قلبها ثم ركضت ناحيته وهي تسأله
حاسس بأيه! 
تمادى في تمثيله عليها حين تشبث بها كطفل صغير وقال
تعبان يا رسيل وبردان خديني في حضنك
سحبت الغطاء لتدثره به أفضل وقالت
اتغطى يا حبيبي وأنا هجبلك المسكن 
ثم جاءت لتتركه لكنه رفض حين تمسك أكثر بها قال
متسبنيش خليك جنبي وأنا هابقى كويس
تجاهل أيهم حالة القلق المتملكة منها وأحب بقائها بجانبه ثم كشړ فجأة حين جعلت رسيل الغطاء يلتف حوله كالكفن قالت وهي تضمه
مش حاسس إنك نفسك في حاجة! 
قصدت رسيل بسؤالها مدى رغبته في العقار الذي تناوله سابقا لتربط ذلك بكونه أدمنه أو من عدمه بينما تفهم أيهم السؤال بطريقة مغايرة فاخشوشنت نبرته وهو يرد مزعوجا
هو أنا ھموت ولا أيه! 
ثم بنفور أقصى الغطاء من عليه فتأملت ما يفعله بدهشة وقالت
أنا مش قصدي ويلا استغطى إنت بردان
رد كابحا حنقه
دلوقتي حران! 
مزح أيهم معها كان طبيعي بالنسبة له أما هي فقد أحدث بداخلها رهبة شديدة وتخوف لا مثيل له من نتائج ما فعلته بجهولية ثم شرع في فك
أزرار منامتها قال
الجو حر قوي يا رسيل
قطبت جبينها وهي تسأله
إنت اللي حران مش أنا! 
ادعى عدم وعيه وقال
أنا مبقتش مركز خالص ومبقتش عارف مالي! 
مررت يديها على جبينه ووجهه تتحسسه باهتمام ولم تدرك ما يفعله من دهاء نحوها لتبقى بجانبه قال
رسيل لما قعدتي جنبي الشوية دول حسيت إني كويس
انتبهت جيدا له وسكن خۏفها إلى حد ما قالت
يعني مافيش حاجة دلوقتي بټوجعك 
توجس من تركها له فقال
طبعا تعبان وقوي كمان
وبخفة الصقها به وهو يضمها بقوة وقد أخفى ضحكته وقبيل أن يبادر في إكمال خديعته لها استوقفته حين قالت
أيهم لازم تيجي بكرة المعمل
معايا! 
ثم أبعدته عنها لتتابع بعملية وسط استنكاره
لازم نقارنك بالقرد 
بدا عليه الصدمة والغيظ معا مما تتفوه به هتف موبخا إياها
قرد! نعم يا اختي! 
وبالتأكيد تفهمت حالة سكوته تلك وأنه متفاجئ بل مصډوم من خداع التي فضلها عليها ولذلك استغلت الفرصة لتتقرب منه وتعطي له مفهوم قوي عن أحقيتها بأن تكون زوجته الأولى والأخيرة في حياته 
شاركته سمر الجلوس أمام التلفاز وهي تضع بعض المقبلات على المنضدة أمامه ثم تأبطت ذراعه بوجه مبتسم قالت
بقالك أسبوع مش بتخرج حتى قعدت من الشغل ممكن أفهم ليه!
رقتها وحنوها وهي تخاطبه جعلته يسلم نفسه لها ويتفاعل معها بعدما قد أوشك على الانفصال عنها وينفذ رغبة الأخيرة التي صدق كذبها عليه رد زين عليها بألفة
بفكر في اللي حصل معايا سمر أنا عاوز أشوف حل علشان نخلف مينفعش أفضل ساكت كده
بالرغم من تقبلها حماسه معها شعرت بوخزة اخترقتها فحقا سيبوء ما سيقوما به بالفشل وتماشت مع رغبته وقالت
اللي تشوفه يا زين أنا معاك فيه حتى لو محصلش نصيب وخلفنا أنا هفضل على طول معاك
انشرح وجهه من أصالتها معه فلمحت سمر بطريق غير مباشر وهي تتابع
أنا بحبك صدقني ومش ممكن أخدعك في يوم من الأيام! 
تأملها بمحبة وقد حمد الرب أنه دله على الطريق الصواب واكتشف كل شيء من البداية قال
خلينا نبدأ من بكرة إن شالله نسافر برة أنا عاوز يكون ليا ولاد
رغبته هذه المرة كانت خوفا من شماتة لمى فيه وربما تشفيها إذا علمت فود حاليا أن يجاهد لعدم حدوث ذلك ثم انتبه ل سمر تقول بمفهوم
فيه دكتور أعرفه صديق ماما هو ممكن يساعدنا ونشوف الأسباب عندك ويحلها 
تمنى زين ذلك وتنهد فقد استولى الأمر على كامل تفكيره ولم يعد يهتم سوى بنفسه خاصة أن الأخيرة قد اختارت حياتها ولن يجبرها على البقاء معها بل سيردعها عما تفكر به تجاه أخته ولن يمهلها الفرصة لتنفذ مبتغاها الحقېر من وجهة نظره !! 
مر أسبوع علمت به عن موافقة أبيها المبدئية ولم تشك لحظة أنه سيغير رأيه دون سبب قاطع فخاطبته بغرابة
حضرتك كنت موافق وكمان ماما هو حصل أيه! 
احتفظ حسام بما أخبرته مريم به عن مدى وقاحة هذا الشاب الذي ارتبط مسبقا بزوجة ابنه الخائڼة قال
سيف فعلا شاب كويس بس أنا شايفه مش مناسب ليك! 
علقت باستنكار شديد
مش مناسب!! حضرتك اللي بتقول كده من إمتى بتهتم بالكلام ده مش ده اللي ربيتنا عليه وعاوزنا نطبقه! 
خشي حسام أن يتبدل مفهومها عنه فهو كما هو لن يتغير وما يلجمه عن قول الحقيقة أنه لا يريد مضايقتها من أجل شاب مخادع كهذا فرد بحذر
أنا زي ما أنا بس مامتك رافضة وكمان زين وقالوا مافيش داعي للإستعجال على الأقل يكون نفسه ويجيب شقة مش مأجرها! 
ظهر الحزن والعتاب على ملامح لين وهي تستمع له فلمعت عيناها پألم وهي تترجاه
لو
سمحت يا بابا أنا موافقة اتجوزوه وهو كويس ومظنش ألاقي غيره يهتم بيا
حرصت لين في كلامها مع والدها على التهذيب أثناء إعرابها عن قبولها للأخير فأحس حسام بأن هذا الوقح قد تملك من مشاعرها وجعلها تتعلق به فضمھا حسام إليه وقد أراد أن يمنحها الأفضل هتف
لازم تعرفي إني عاوز مصلحتك وبقولك مصلحتك مش مع سيف ويا ريت تنسي الكلام في الموضوع ده 
نبرة حسام وهو يتحدث أقلقتها بشدة واستنتجت منها أنه لربما يجبرها على ترك العمل معه قادما فهبت لترد بطاعة مزيفة
طيب يا بابا اللي تشوفه
تفاجأ حسام من تقبلها السريع فابتعدت لين عنه تمسح وجهها فمدحها بتعطف
عين العقل يا حبيبتي وإن شاء الله ربنا هيبعتلك اللي يستاهلك
رسمت القبول لأوامره وتوقفت عن المجادلة معه ثم استأذنت لترحل لكن بداخلها ظلت تعرض ما يحدث معها فميلها العڼيف تجاه سيف حثها على البقاء معه هو فلم تقابل شاب بطباعه وأخلاقه من قبل وأيقنت أن سبب الرفض من والدها غير مقنع ولن ترتضي به !! 
توالت مفاجآته لها حين أخبرها بأنه أشهر إسلامه السنة الماضية رغم فرحتها من كونه أصبح ضيف مرحب به في دينها بل صاحب مكان زاد شغفها لمعرفة الأسباب وراء ذلك فسألته
وأعلنت إسلامك ليه كان فيه سبب محدد!
رد بتلقائية
لقد أحببته ووجدت فيه أمور كثيرة قد أفادتني
 

34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 58 صفحات