الأحد 01 ديسمبر 2024

قطرات الحب

انت في الصفحة 58 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز


وأوامرها ثم بغتة ارتمت على صدره قالت
سامحني أنا كنت متهورة أنا بحبك وكنت فكراك بتلعب بيا
طوقها بشدة ليحتويها قال
لا طبعا مش صحيح أنا بحبك وبس! 
ابتسمت له حين ابتعدت عنه تابع في ود
شيلتي فكرة الطلاق خلاص! 
هزت رأسها في تأكيد فتوغلت الراحة لداخله هتف
خلاص متعمليش حاجة يلا تعالي
ثم سحبها لتخرج معه فتهللت لين كونها لن تطهو شيئا وحين وقف

بها منتصف الصالة قال
أيه رأيك نخرج نتعشا و نسهر برة شوية! 
وافقت على الفور قائلة
أكيد يلا! 
طيب يلا ادخلي البسي 
توجهت فورا للغرفة كي تبدل ثيابها فوقف سيف محله يتذكر حماته وما فعلته فهي سبب تغيرها هكذا ثم أخرج هاتفه ليشكرها عما فعلته من أجله !! 
توالت مفاجآت نور وهي تسرد ل مريم ما علمت به مؤخرا من رسيل تجاه زوجة زين السابقة فتعجبت مريم وتأجج فضولها استفهمت
متأكدة يا نور يعني البنت دي هتعمل عملية علشان تخلف!
ردت عليها في تردد
دا اللي عرفته من رسيل لأنها صديقة دكتور أمريكي كانت سمر من قريب بتابع معاه موضوع الخلفة
نظرت مريم أمامها في حيرة فما تعرفه أن هذه الفتاة سافرت مع ابنها من أجل علاج عقمه ثم صارت بعدها الحاډثة وأيقنت أن الله يحب ابنها حين انفصل عنها فها هو الآن ينعم بأسرة واطفال رائعين عادت تنتبه ل نور التي تخاطبها وقالت
خلاص راحت لحالها ابني دلوقتي حاله أفضل ومع البنت اللي اختارها وعايش كويس
أبانت مريم في نبرتها ندمها على التدخل في أمور ابنها سابقا لكن نور لم تقتنع تقبلها ذاك وتعجبت قالت
خلاص بقيتي بتحبي لمى دا إنت مكنتيش بطيقي تسمعي اسمها! 
بررت مريم في عبوس
علشان فكرتها خدعت ابني وهربت وسابته لكن دلوقتي فيه بينهم ولاد ابقى أم مش كويسة لو حاولت أفرق أسرة بينهم ولاد حتى لو مش حباها
اعتزمت نور أمرا ما وقالت
أحسن حاجة مندخلش بينهم هما حرين في حياتهم بس مندخلش غير وقت ما نكون عاوزين نحل مشاكلهم زي ما عملنا مع زين ولمى
ردت مريم لتؤيدها
عندك حق كلنا مرينا بمشاكل وأهي حياتنا مكملة وماشية !! 
ابتهجت من اهتمام والدتها الشديد بها في الشهور الماضية وذلك حين تبدأ في اطعامها كما لو كانت طفلة جلست لمى على تختها تلتقم الطعام الذي
تعطيها إياه والدتها السيدة إيمان ولسان الأخيرة يردد
لازم تاكلي علشان صحتك ولادتك قربت!
لم تعارضها لمى لتفعل ما تمليه عليها وأكلت في صمت فاستطردت السيدة حديثها في رضى
الحمد لله بقيت مطمنة من ناحيتك وزين لما عاشرته من قريب لقيته هادي ومحترم قوي بعكس اللي كنت بشوفه منه
تنهدت لمى ولم ترد بل ظلت شاردة في ذلك فتابعت السيدة في جزع
أنا غلطت لما طاوعتك في كدبك عليه دا كان سبب كبير في اللي حصل بينكم لو كان فيه صراحة من البداية مكنش كل ده حصل
خلاص يا ماما كفاية أهو كله جه على دماغي لوحدي
ردت لمى في ألم عليها فربتت السيدة عليها وتعقلت وهي تطلب منها
الزعل كمان وحش وأنا مبقتش هتكلم في اللي فات خلاص
تجاهلت لمى كل ذلك ثم وزعت أنظارها حولها تساءلت في اهتمام
فين يونس !! 
ضحكت في خجل وهي تعاتبه
خلاص الواد يونس بيلعب قدامنا و هياخد باله! 
ثم رسمت التشدد لتجعله يكف عن مزحه معها فتأفف آيان وقال
ما إنت على طول هنا وباجي أزورك زي الغريب
عللت في تودد وهي تلاطفه
لمى الفترة اللي فاتت عانت كتير وكان لازم كلنا نقف معاها على الأقل علشان حياتها تستقر وتنسى
قال معارضا
قال يعني بتنسى دي لسه هي وزين زي ما هما كان عملها أيه يعني ما هي اللي كدبت عليه وأي راجل مكانه كان قټلها
انتبهت زينة لحضور لمى ثم توترت نظرت ل آيان كي يصمت ونبهته هو الآخر بينما وقفت لمى واجمة فقط تنظر لهما ثم في هدوء دلفت ناحية الخارج 
وقفت في الحديقة تتنشق بعض الهواء وما زالت تفكر فيما حدث وأدركت تهورها قديما ولم تكن حينها تملك الخبرة الكافية لتتعامل مع الأمور أما الآن فأصبحت أكثر اتزانا وكان ذلك ما دفعها لاختيار الأنسب لها وسكبت الكثير من البرود على چروحها لتلتئم سريعا 
شعرت فجأة بمغص أسفل بطنها وظهرها فكشرت كونها لم تحبذ ذلك وظنت أن حزنها هو السبب لكن حين عاد الألم من جديد أدركت لربما خطۏرة الأمر فتنفست بسرعة كبيرة وحين جاءت لتتحرك لم تستطع فوقفت مكانها تتوجع وقبيل استنجادها بأحدهم وجدت من يهم بحملها نظرت لمى للشخص فوجدته زين نظرت له في ذهول ممتزج بنظرة مبهمة بعكس قلقه البادي في عينيه خاطبته في توجس
باين بولد !! 
فيما بعد وضعت لمى طفلتها وفي المساء كانوا جميعهم بالمشفى حيث طلبت السيدة إيمان من أيهم ورسيل أيضا الحضور وشعرت لمى بالطمأنينة وهم من حولها وكان ذلك كفيل بجعلها تتناسى أي شيء قد كان وفقط اهتمت بالوقت الحالي 
وبداخل الغرفة في المشفى ولجت الممرضة عليهم حاملة للصغيرة فتناولها زين أولا وهو يبتسم باتساع وقبل جبهتها في حنو ثم تحرك بها ناحية لمى وناولها إياها 
تأملتها لمى في حب رغم أنها ثمرة عڈاب وقهر مرت بها لكن ذلك كله جعلها تتقبلها هي وأخيها فقدت تحملت كبد ما تعرضت له لأجلهما 
ثم فاقت من لحظات في ملامح الصغيرة على صوت مريم تخاطبها في ألفة
بما إن اللي تعبت هي اللي تسمى فهتسميها أيه بقى يا لمى 
نظرت لها لمى لبعض الوقت ولم تجهز اسما بعد ثم أخذت تفكر وسط ترقبهم لاختيارها أحد الأسماء حتى جاء اسم على ذهنها لمحته في مكان ما وأحبته قالت
شفق! 
الاسم به غرابة إلى حد ما وذلك ما وضحته نظراتهم فابتسمت مريم وقالت
اسم حلو ومميز ومسمعتوش قبل كده
نطق زين في لطف
حلو يا لمى
عجبك! 
دق قلبه من سؤالها الذي وجهته له فرد في قبول شديد
أيوة عجبني قوي 
تبادلا الابتسام الودي
لأول مرة ثم جعلته يحمل الصغيرة عنها وراقب جميعهم ما يحدث في صمت ثم مالت رسيل على أيهم تهمس له في تمن
نفسي قوي يكون عندي بنت! 
لمح أيهم في عينيها شوق وإلحاح عجيب في هذه الأمنية لم يرد مضايقتها بل قال
طيب يا رسيل اعملي اللي تحبيه! 
لم تصدق أذنيها وهي تستمع لموافقته فأردف أيهم في جد
بس لو جبتي المرة دي كمان ولد انسي بعد كده أوافق 
لم تحبذ مقايضته لها ووجدتها ليست في محلها وأرادت أن ترجعه عنها لكن كان جادا في قوله فهو قد اكتفى بذلك لم تجد رسيل ما تقوله واكتفت هي الأخرى بفرحتها بقبوله للإنجاب مرة أخرى !! 
بعد ستة أشهر 
مكثت ماريان هي وزوجها عند والدها ثلاثة أشهر منذ ولادتها لطفلتها الأولى والذي اهتم زين بها واختار أيضا اسمها رقية اعترضت ماريان في البداية لكن بعد اقناع وافقت فهذه الأسماء هي الأفضل حاليا وفي النهاية وافقت بل وأحبته !!
لم تحمل رسيل رغم أنها أخذت ما يسمى التصريح لذلك من زوجها ثم دهشت من عدم إرادة الله إنجابها طيلة هذه الفترة ولم تيأس لتظل على وتيرتها تناشد كي يمن عليها بطفلة كما تتمنى !!
ضغوطات كبيرة تعرضت لها حياة سيف ولين وكان لوقوفها بجانبه دافع كبير ليتخطاها وكان ل مريم كذلك دور كبير في إصلاح غطرسة ابنتها بل وقضائها عليها وتعليمها الاعتماد على النفس التي فشلت في زرعه داخلها سابقا وها هي الآن تعمل مع زوجها وتمر حياتهما بشكل جيد !! 
خرجت من المطبخ وهي تحمل صينية بطاطس باللحم كانت شهية من منظرها فقابلها زين ليحملها عنها قال وهو يضعها على المائدة
فيها أيه لو كنا جبنا واحدة تساعدك بتتعبي مع العيال وفي المطبخ 
جلست عابسة بجانب عربة ابنتها الخاصة ثم شرعت في سكب الطعام له هتفت في حنق
كفاية البت اللي ماما جبتها كانت قليلة الحيا
باشر زين في تناول طعامه واستنكر ضيقها قال في لا مبالاة
ملكيش حق مفكراني هبص لحتة خدامة مستحيل أعمل كده! 
تركت تناول الطعام حين تذكرت ميوعتها الفارغة صاحت
أنا واثقة فيك بس هي اللي مش سهلة مش قادرة أنسى وقت دخلت اوضتنا لقيتها بتشم في هدومك الس 
ضحك زين في خفوت فازداد غيظ لمى علق في مرح
كل اللي خاېف منه إنها تكون كانت عاوزة تنف فيهم
رغما عنها ضحكت لمى من قلبها وكذلك هو واستمر ذلك حتى تعبت من كثرة الضحك قالت
برضوه مش هجيب هو إنت ناقصك حاجة! 
رد مؤكدا برضى
أبدا إنتم حواليا ومش محتاج حاجة تانية! 
اغتبطت لمى من ذلك ثم بدأت في إطعام يونس ثم شغلتها حياتها الحالية وكلما رجعت بفكرها للوراء ولو صدفة تعود سريعا وكأنها تناست بالفعل الماضي فقد مرت فترة لا بأس بها تعيش في سکينة واستقرار 
أثناء تناولهما الطعام قالت في جراءة باتت مصاحبة لها
متخرجش النهار ده أنا هنيم البنت وخلينا نسهر سوا
ابتسم وقال
أصلا مكنتش خارج !! 
أستغفرک ربي وأتوب إلیک
تمت
للكاتبة إلهام رفعت

 

57  58 

انت في الصفحة 58 من 58 صفحات