رواية مريم من 41-45
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
( 41 )
أصابع الندم !
في البداية ... كان الأمر أشبه بالحلم
عندما غدت الرؤية معتمة لدي "سمر" و السمع بالكاد كان واضحا حيث أتاها صوته كما لو أنه علي بعد مسافة سحيقة
كان يدوي غاضبا مروعا مفزعا ... و من بين سيل الكلمات السريعة اللاذعة التي خرجت كالقنابل من فمه لم تلتقط أذنها سوي كلمة واحدة متكررة منذ البادئ .. "خاېنة" ..
ياللعجب ! .. لماذا ينعتها بالخائڼة .. ماذا فعلت في الحقيقة لم تكترث "سمر" كثيرا بالإجابة و لم تتوق لمعرفتها
فقد كانت سعيدة ... البرد الذي أصابها و خدر جسدها بالكامل و الدوار المسكر و العجز المسيطر عليها تماما .. كل هذه الأمور أنبأتها بأن الأمر علي وشك الإنتهاء
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
كانت مسالمة علي نحو غريب لم يكن لديها أي ميل للحياة ... أرادت أن تتخلص منها سريعا و بالفعل كان لها ما طلبت
غلبتها الغفوة الثقيلة في هذه اللحظة إنسحب الهواء كله من رئتيها هاربا شدها الظلام أكثر فأكثر ... نحو القاع اللانهائي و قبل أن ينطفئ بصيص حياتها للأبد شعرت بالإمتنان لأن أخويها سيعيشان في راحة و هدوء من بعدها قضي الأمر ..
لم تعد تشكل النقطة السوداء في حياة كلاهما ... "ملك" ستكون بخير "فادي" سيعتني بها جيدا و غدا سيكون له مستقبل زاهرا و سيحظي بزوجة تسعده و تكون أما ل"ملك" عوضا عنها
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
إستسلمت و نفسها تزخر بالړعب و الفزع ...
رغم برودة الجو ... كان جسد "عثمان" يتصبب عرقا ساخنا بعد هذا المجهود البدني و العصبي الهائل الذي بذله خلال الدقائق القليلة المنصرمة التي بدت و كأنها عقود بالنسبة لها و له
ما زال يضربها بۏحشية ما زال يتحدث مازال كيانه ينضح حنقا و هو يهدر بأعلي صوته بلا وعي
-خاېنة يا سمر . خونتيني زيها . كنت واثق فيكي . أفكاري كلها كانت بدأت تتغير من ناحيتك . كنت فاكرك مختلفة فعلا . كنت فاكرك غيرهم كلهم . لكن طلعتي ممثلة . ممثلة هايلة . خدعتيني . بعتيني . إنتي ماتستهليش أي حاجة . إنتي زييها بالظبط.
بل ألقي بالحزام الذي يقطر منه دمائها علي الأرض ثم إلتفت و مضي إلي الهاتف الرابض فوق طاولة بجانب الفراش
أمسك بدليل الأرقام و عثر علي رقم الإسعاف بسهولة ... ضړب الأرقام و إنتظر الرد ..
-ألو .. كانت أنفاسه منتظمة الآن و تحدث علي نحو جدي هادئ ..
-من فضلك محتاج عربية إسعاف علي العنوان ده أنا عثمان البحيري . إللي حصل مايخصكيش . إبعتيلي عربية و خلاص . دلوقتي حالا !
و أغلق الخط و هو يتنهد بثقل ... تناهي إلي سمعه صوت جرس هاتفهه كان مكتوما فعقد حاجبيه و هو يتتبع مصدره
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
لكزها بقدمه و أزاحها جانبا ثم تناول الهاتف و رد بدون أن يعرف هوية المتصل ..
-ألو !
المتصل بنبرة حماسية
-عثمان بيه . معاك عبد المنعم صقر.
عثمان بفتور
-أهلا . خير يا أستاذ صقر في مستندات تانية حابب توريهالي !
-لأ يافندم ده أنا بتصل عشان أقولك خبر مهم جدا.
عثمان و هو يفرك وجهه بكفه
-خبر إيه
-أنا عرفت مين الست إللي جابت الصور بتاعت سيادتك . مش هتصدق هي مين حضرتك !
عثمان بإبتسامة ساخرة
-مين يا أستاذ صقر
-چيچي الحدآاد !
عثمان پصدمة
-بتقول إيه
عبد المنعم بنبرة مهزوزة بعض الشئ
-هي مفاجأة فعلا . أنا نفسي ماتخيلتش تفضل وراك بعد كل إللي حصل بينكوا . أنا قلت أبلغ حضرتك بالخبر ده قلت أكيد يهمك و من حقك تعرف عشان تاخد إحتياطاتك بعد كده.
عثمان بنفس الصدمة ممزوجة بالڠضب
-إيه إللي إنت بتقوله ده إنت كل شوية هتطلعلي بحدوته جبت الكلام ده منين يبقي إنت إللي عامل كل ده و كدبت عليا . أقسم بالله ما هاسيبك !
عبد المنعم بجدية
-يا عثمان بيه إهدا من فضلك . أنا هفهمك قبل ما تجيلي حضرتك إمبارح بعت واحد من إللي شغالين عندي ورا الست إللي جات و جابتلي الصور ... و حكي له ما حدث
سقط الهاتف من يده ... جحظت عيناه و تباعدت شفتاه پصدمة مضاعفة عندما وقع بصره عليها
-مش إنتي !!! .. همس "عثمان" و صاح مكملا و هو يهرع إليها
-مش إنتي يا سمر .. ركع بجوارها و أمسك بكتفيها
-يعني مش إنتي إللي روحتي إنتي ماخونتنيش إنتي ماعملتيش حاجة فعلا زي ما قولتيلي أنا ظلمتك أنا .. عملت فيكي كده .. و شملها بنظرة مصعوقة ثم صړخ پذعر
-لأااااااااااااااا . أنا عملت فيكي إيه عملت إيه أنا ماكنش قصدي أنا كنت فاكرك بعتيني . كنت فاكرك زيها . أنا آسف . آسف يا سمر . إصحي عشان خاطري . طيب فتحي عنيكي بس . أنا بحبك و الله عملت كل ده عشان بحبك . ماكنتش متوقع إني ممكن إتصدم فيكي . سمر . إنتي الوحيدة إللي ملكتي قلبي و الله العظيم . أنا حبيتك و عارفة و الله إمبارح لما كلمتك و قولتلك نتقابل كنت عايز أشوفك عشان أقولك إننا هنتجوز رسمي . كنت عملهالك مفاجأة .. سمر . قومي الله يخليكي ماتعمليش فيا كده !
و لكن لا حياة لمن تنادي ... هزها پعنف و هو يصيح
-سمر ! لأااا ردي عليا ماتعمليش زيه . مش هقدر أستحمل ده تاني . أرجوكي لأ . لأ .. أرجوكي . قومي . لأ .. كان عذابا مروع باديا في صوته
-سمر . سمر . أرجوكي . ردي عليا . لأ . لأ . سمر . لأ . لأاااااااااا . سمر !
و فجأة دوي بوق سيارة الإسعاف مقتربا شيئا فشئ من المنزل الممتلئ عويلا و صړاخا بالطبع لم يكن السائق بحاجة للنظر في العنوان
لقد أرشدته هذه الأصوات بمنتهي السهولة ...
في قصر آل"بحيري" ... تدور "صفية" بغرفتها علي غير هدي
بعد ما سمعته من فم عمها بغرفة أمها لم تشعر بنفسها إلا و هي تركض إلي هنا ... كانت دموعها تهطل بغزارة الآن
لو كان هذا الكلام صحيحا حقا فإنها کاړثة ...
-صافي هانم !
إنتبهت "صفية" علي صوت الخادمة إلتفتت لها
-عايزه إيه .. سألتها "صفية" بحدة
الخادمة بتوتر
-فريال هانم عايزة حضرتك !
-طيب روحيلها إنتي دلوقتي و أنا جاية وراكي.
أطاعتها الخادمة و ذهبت بينما إزدادت حيرتها و هي تتنهد بحرارة ..
-يا ربي ! أعمل إيه أنا مش عارفة أي حاجة .. يا رب !!
إضطرت إلي الذهاب في الأخير ... ولجت عند أمها لتجدها جالسة في إنتظارها بفارغ