الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

رواية مريم من 41-45

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

سدى محاولة تهدئة "سمر" ...
في قصر آل"بحيري" ... تحديدا بغرفة "رفعت البحيري"
مازال يتحدث في الهاتف منذ الصباح منذ ضبطته إبنة أخيه في غرفة والدتها .. مازال يجري ترتيبات السفر ليرحل من هنا بأقصي سرعة ..
-لو سمحتي كنت عايز أحجز تذكرة ! قالها "رفعت" بصوت ثابت النبرات
العاملة
-علي فين يافندم
رفعت بإسراع
- و يا ريت تبلغيني بمواعيد الرحلات من فضلك ما بين بكرة و بعده.
العاملة
-حالا يافندم !
و هنا إنتبه "رفعت" لمداخلة هاتفية أخري فأعتذر من عاملة الإستعلامات
-آا معلش يا أنسة معايا مكالمة تانية . ينفع أرد عليها و أرجعلك تاني !
العاملة
-مافيش مشكلة يافندم في إنتظار حضرتك .. يرد "رفعت" علي المكالمة الثانية
-ألو !
المتصل بصوت خشن
-رفعت البحيري معاك رشاد الحداد !
أجفل "رفعت" مجيبا
-رشاد بيه . أهلا ! .. كان الإستغراب يملأ صوته
رشاد بغلظة
-لا أهلا و لا سهلا . إسمعني كويس يا رفعت . أنا بتصل أحذرك و أحطك في الصورة بما إنك بقيت كبير عيلتك بعد أخوك الله يرحمه.
رفعت بدهشة
-في إيه بس يا رشاد بيه إيه إللي حصل !!
رشاد پغضب
-في إن إبن أخوك مش جايبها لبر معايا و أنا لوحطيته في دماغي أقسم بالله مش هخلي الدبان الأزرق يعرف طريقه . همحيه من الوجود.
رفعت و قد غدت نبرته عدائية الآن
-لأ لحد هنا و عندك بقي يا رشاد بيه . راقب كلامك كويس و أعرف إللي بتقوله . مبدئيا إنت ماتقدرش تمس شعرة من إبن أخويا إنت عارف كويس عيلتنا حجمها و نفوذها أد إيه و لو جربت تقرب منه هيبقي أخر يوم في عمرك.
رشاد پغضب أشد
-إنت كمان بتهددني يا رفعت عاملين عليا عصابة ماڤيا إنت و إبن أخوك
رفعت بحدة
-أنا مش پهددك يا رشاد بيه . أنا برد علي كلامك . و بعدين إنت إللي كلامك من الأول كله ټهديد و داخل عليا حامي أوي . كان أحسن تقولي بهدوء عثمان عملك إيه و أنا بقي أشوف هتصرف معاه إزاي !
رشاد بسخرية
-يعني لو قولتلك هتعرف تتصرف يا رفعت هتقدر علي إبن أخوك !
رفعت بجدية
-أنا ماليش سلطة عليه . بس أسمع منك المشكلة و لو عثمان غلطان تأكد إني مش هقبل و لا هسمحله يستمر في الغلط.
في غرفة "صالح" ... يدق الباب و تدخل الخادمة مجددا
صالح بتلهف
-ها يا وردة لاقتيها !
وردة بإبتسامة
-لاقيتها يا صالح بيه . صافي هانم موجودة في أوضتها.
-قولتلها إني عاوزها
-أيوه قولتلها.
-و قالتلك إيه
وردة برقة
-قالتلي أشوف أنا طلبات حضرتك و هي هتبقي تجيلك الصبح عشان هي تعبانة و عايزة تنام دلوقتي.
عقد "صالح" حاجبيه بإستغراب ..
-تعبانة ! .. تمتم لتفسه بصوت خاڤت
-ده أنا ماشوفتهاش من الصبح !!
-تؤمرني بحاجة يا بيه ! .. يفيق "صالح" علي صوت الخادمة
-شكرا يا وردة .. قالها بإقتضاب
-روحي إنتي نامي.
وردة بإبتسامة
-طيب لو حضرتك عوزت أي حاجة إطلبني و أنا هكون قدامك في ثواني.
صالح بصوت جاف
-أوك . إتفضلي إنتي بقي.
ذهبت "وردة" ... ليبقي "صالح" بمفرده يفكر في عذر "صفية" غير المقنع لا يعتقد أن تشعر بتوعك حقا كما تزعم لابد أن ثمة شئ حدث تسبب في عدم مجئيها إليه ..
و لكن ما هو
في شقة الجارة "زينب" ... تدق عقارب الساعة معلنة تمام الواحدة بعد منتصف الليل
بينما تجلس السيدة المڼهارة في الصالة و قد أجلست الصغيرة "ملك" علي الآريكة بجانبها و نثرت حولها بعض الألعاب لتلتهي عنها بهم
كان القلق يعصف بها و بأفكارها علي نحو مرعب طوال اليوم و هي تتخيل مئات الأفكار السوداء
لو أنها لم تخشي الڤضيحة لكانت أخبرت زوچها أين يمكن أن يجد "سمر" الآن و لكنها صمتت ..
صمتت حفاظا علي سمعة تلك الأسرة المسكينة و أملت أن تكون "سمر" بخير و أنها ستدق الباب في أي لحظة و تخمد نيران الترقب و القلق المستعرة في قلبها منذ مدة طويلة
يدق الباب في هذه اللحظة بالفعل فتقوم "زينب" و تهرع صوبه بسرعة لتفتح ..
-صابر ! .. قالتها بخيبة أمل عندما فتحت و وجدت زوجها
صابر بإمتعاض
-أه صابر ياست الكل . صابر إللي إتمرمط في الشوارع و دخل أقسام و مستشفيات عشان خاطر الصنيورة بتاعتك.
زينب بصوت كالأنين
-مالقتهاش !
صابر و هو يبعدها عن طريقه ليدخل
-مالقتهاش ياختي . عموما إطمني . طالما مالهاش أثر في الأقسام و المستشفيات تبقي كويسة . تلاقيها بس صايعة في حتة هنا و لا هنا . ما هي سايبة بقي و مالهاش كاسر يكسرها بعد ما أخوها سافر خدت راحتها.
تخرج "زينب" عن شعورها عند هذا الحد فتصرخ فيه بضراوة
-كفآااية بقي . إخرس و حط لسانك في بؤك . ماتجيبش سيرتها علي لسانك دي أنضف من عشرة زيك . إنت إللي لسا محروق عشان ماطوعتكش عشان ماديتلكش ريق حلو و لا عبرتك . إوعي أسمعك تقول عليها نص كلمة تانية يا صابر أنا إستحملت قرفك بما فيه الكفاية بقآالي سنين و لو فاض بيا هقولك في ستين داهية ماتورنيش وشك تاني . أنا خلاص جبت أخري من العيشة معاك طول عمري مستحملاك و مستحملة بلاويك أقول بكره يتهد و يتعدل لكن مافيش فايدة . كرهتني فيك و في الدنيا أنا بندم ندم عمري إني إتجوزتك إمتي ربنا يرحيني منك بقي !
ظل "صابر" ينظر لزوجته پصدمة .. لم يتخيل أبدا أنها تكن له كل هذه المشاعر ... لم يتخيل أنها تحملته و تحملت أفعاله المشينة بصمت و ضغطت علي أعصابها لئلا ټنفجر مثلما فعلت الآن
لقد آذاها أكثر مما توقع آذاها لدرجة أنها كرهته و کرهت حياتها معه هذه السيدة العطوفة التي إنتشلته من حفرة فقره عندما كان مجرد شاب لا قيمة له يعمل لدي والدها في ورشته الصناعية
جاءت الجارة "شهيرة" علي صوت صياح "زينب" ..
شهيرة بقلق
( 44 )
تشهير !
عندما وصل "عثمان" إلي بيته ... كان لا يزال تحت تأثير الحالة العصبية التي سببتها له "سمر"
أراد أن يصعد إلي غرفته فورا و لكن إستوقفه صوت عمه قبل أن حتي يضع قدمه علي الدرج ..
-عمي ! .. قالها "عثمان" حين إلتفت و شاهد "رفعت" جالسا هناك في ركن معتم بالكاد كان مرئيا تحت إضاءة البهو الخاڤتة
رفعت بصوت هادئ
-تعالي يا عثمان . تعالي أقعد معايا شوية أنا مستنيك من بدري.
يمضي "عثمان" نحوه و هو يقول
-حضرتك سهران ليه لحد دلوقتي كنت إطلبني أول ما تصحي الصبح و كنت هاجيلك بنفسي .. و جلس قبالته
أشعل "رفعت" مصباح بجانبه ليستطيع كلاهما النظر إلي بعضهما بوضوح ..
-أولا لو كنت إستنيت للصبح كلامي ماكنش هيبقاله فايدة يا عثمان ! .. قالها "رفعت" بنبرة ذات مغزي و تابع
-ثانيا موبايلك مقفول و ماكنتش عارف أوصلك !
عثمان بلهجة بسيطة عادية
-معلش فصل شحن . من الصبح و أنا برا و اليوم كان مشغول من أوله .. المهم حضرتك كنت عاوزني في إيه !
صمت قصير ... ثم قال "رفعت"
-رشاد الحداد كلمني إنهاردة.
تجهم وجه "عثمان" فجأة و وصل صوت صرير أسنانه إلي أذن عمه ..
-ماينفعش إللي إنت

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات