الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

رواية مريم من 41-45

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

الصبر
تحاشت "صفية" النظر إليها و مشت ناحيتها بآلية .. جلست علي طرف السرير قبالتها لتمد "فريال" يدها و ترفع ذقنها لتجبرها علي النظر لها ..
رمقتها "صفية" بتساؤل ممزوج بالإرتباك ... ثم قالت بحذر
-إيه إللي أنا سمعته ده يا مامي إللي أنا سمعته ده صحيح
بسرعة أمسكت "فريال" بالدفتر و القلم و بدأت تكتب ..
أعطت الورقة لإبنتها لتقرأ ... " إنتي سمعتي إيه بالظبط "
إبتلعت "صفية" ريقها بصعوبة و أجابت
-بابي ماټ في حاډثة . مش فاهمة . أنكل رفعت .. قال كلام فظيع .. فعلا هو ... هو إللي ق آا . هو إللي عمل كده في بابي ع عشانك
تكتب "فريال" من جديد ثم تقرأ "صفية" .. " مافيش حاجة بيني و بين عمك يا صافي . إوعي تفهمي غلط "
صفية بوهن
-أنا عارفة يا مامي . أنا مش ممكن أتخيل حاجة زي دي طبعا .. بس إللي هجينني . هو فعلا عمل كده و لا لأ !!
تنهدت "فريال" بآسي و عادت تكتب .. إستغرقت بعض الوقت في هذه الورقة و لكنها سلمتها لإبنتها بالنهاية ..
قرأت "صفية" .. " أنا ماعرفش . بجد ماعرفش . أنا بس محروقة أووي يابنتي . قلبي مولع مش قادرة أطفي الڼار إللي جوايا علي أبوكي . عمك إعترفلي من فترة إنه بيحبني من زمان . ماكانش طبيعي لما قالي كده . أنا ماحبتش أكبر الموضوع و لو كنت قلت حاجة ليحيى الموضوع كان هيوصل للدم مش مجرد خناقة من خناقتهم العادية إللي بتحصل دايما .. أنا مش متأكدة من حاجة يا صافي . بس أنا يائسة . يائسة و حاسة إني هنفجر . عايزة أعمل أي حاجة . عايزة أرتاح . أنا عايزة أموت يا صفية . عايزة يحيى . أنا مش قادرة أصدق إني مش هاشوفه تاني . أنا هتجنن و الله هتجنن "
تترك "صفية" الورقة و تقترب من أمها التي بدأت تجهش بالبكاء ضمتها إليها متمتمة
-خلاص يا مامي . بليز إهدي .. عشان خاطري . بعد الشړ عليكي يا حبيبتي . إوعي تقولي كده تاني . ده إنتي إللي باقيتلنا أنا و عثمان . مانقدرش نعيش منغيرك . فكري فينا يا مامي و صبري نفسك . إوعي تيأسي أو تستسلمي . إحنا معاكي . يعني كإن بابي معاكي . مش إحنا بردو حتة منه !
إرتجفت "فريال" و هي تنشج بحړقة في حضڼ إبنتها لتربت "صفية" علي ظهرها محاولة تهدئتها ..
صفية بلطف
-بس يا مامي . إهدي يا حبيبتي.
في ڤيلا "رشاد الحداد" ... تجلس "چيچي" مع والدها في الشرفة المطلة علي الحديقة
يتناولا معا طعام الفطور و لكن "چيچي" مشغولة بشئ أخر ..
منذ أكثر من نصف ساعة و هي ممسكة بجميع الجرائد و المجلات تتصفح أخبار اليوم و خاصة أخبار صفحة المجتمع
علي أمل أن تري الڤضيحة التي دبرتها لزوجها السابق ... و لكن لا شئ لا شئ البتة !
يلاحظ والدها ما يحدث معها فينتابه الفضول ..
رشاد بصوته العميق
-چيچي ! مالك في إيه
چيچي و هي تنظر له في توتر
-هه ! بتقول حاجة يا بابي !
رشاد بنظرة ثاقبة
-بقول مالك من الصبح و إنتي ماسكة الجرايد و مش بتفطري ! عايزة تشوفي إيه في الأخبار
چيچي بإرتباك
-آا أبدا . مش . مش عايزة أشوف حاجة.
-چيچي ! ..قالها "رشاد" بتشكك
-قوليلي هببتي إيه طالما مرتبكة و حالك مشقلب كده يبقي عملتي مصېبة.
چيچي بضيق
-لا مصېبة و لا حاجة . إنت ليه دايما بتحسسني إني طفلة صغيرة علي فكرة أنا كبرت و بقيت بفهم و إطمن مش هورطك تاني في مشاكل أنا إتعلمت من الدرس كويس.
رشاد بجدية
-طيب قوليلي عملتي إيه
( 42 )
إنتقام !
الطبيب بنظرة إتهام
-حضرتك تعرف مين إللي عمل فيها كده
و هنا أطرق "عثمان" رأسه بخزي ليكمل الطبيب بصوت يزخر بالحنق الشديد
-المدام حامل.
عثمان و هو يرفع وجهه بسرعة
-إيه ! .. كانت الصدمة بادية في صوته
-ب بتقول إيه يا دكتور حامل سمر حامل إزآااي !!
الطبيب بإستهزاء
-زي الناس حضرتك . حامل زي ما كل الستات بتحمل.
عثمان بحيرة ممزوجة بالإرتباك
-لأ يا دكتور إنت مش فاهمني . سمر كانت بتاخد حبوب منع الحمل .. ح حملت إزاي !
الطبيب بإبتسامة ساخرة
-يافندم بتبقي واخدة هيئة تنظيم الأسرة بحالها و بتحمل عادي . مافيش حاجة ممكن تقف قصاد إرادة ربنا.
عثمان بإهتمام صادق
-طيب هي وضعها إيه بالظبط و البيبي ممكن يكون خطړ عليها و هي في الحالة دي
الطبيب بجدية
-في الحقيقة أنا مستغرب إزاي بعد كل إللي إتعرضتله ده و لسا الحمل ثابت ! بس زي قولتلك دلوقتي دي إرادة ربنا . الجنين سليم و بالنسبة له مافيش خطړ عليه.
-المهم سمر.
-المدام هتبقي كويسة بردو و بعدين الحمدلله مافيش حاجة تقلق و طالما البيبي كويس تبقي هي كويسة . مافيش ڼزيف مافيش إصابات في مناطق حيوية . يعني كل حاجة تمام.
-طيب بالنسبة للعمليات إللي قولتلي عليها ! .. قالها "عثمان" بإستفهام
الطبيب بفتور
-بالنسبة للعمليات دي سيادتك مالهاش أي ضرر بردو . إحنا هنعملها بس عشان نساعدها علي الحركة لأن زي ما قولتلك معظم أطرافها متكسرة.
-طيب العمليات دي مش هتبقي خطړ عليها أو علي البيبي !
-المدام حامل في شهرين و دايما إحنا كداكاترة بنحبذ إجراء العمليات قبل النص التاني من فترة الحمل . و بعدين عمليات عن عمليات تفرق . العمليات إللي هنعملها بسيطة و نسبة المخدر إللي هتاخدها هتكون قليلة يعني هتبقي في الآمان.
تنفس "عثمان" براحة غامرة بينما عادت الحدة إلي نبرة الطبيب و هو يكمل
-بس إحنا دلوقتي محتاجين نعمل محضر بإللي حصل !
تبدل مزاج "عثمان" في لحظة و غدت عيناه مظلمتين حادتين ..
عثمان بعدائية واضحة
-أنا جوزها يا دكتور و أقدر أقولك دلوقتي إننا مش محتاجين نعمل محضر بإللي حصل و لا حاجة.
الطبيب بتحد
-مش حضرتك إللي تقرر يافندم . المدام إن شاء الله لما تفوق هي إللي تقرر و تقول هي محتاجة إيه و عايزة تاخد حقها إزاي.
خرجت زمجرة ضارية من حنجرة "عثمان" و هو يرمقه بنظرات فتاكة ..
عثمان بنبرة حادة
-أوك . أنا داخل أشوفها دلوقتي.
الطبيب و هو يمد ذراعه ليمنعه من المرور
-ماينفعش حضرتك . هي دلوقتي تحت تأثير نسبة قليلة من المخدر و أي إزعاج ليها ممكن يفوقها و لو فاقت دلوقتي هتحس بالألم و مش هنقدر نديها مسكنات.
أبعد "عثمان" الذراع من طريقه بحزم و قال بصوت غاضب جازم
-قلت هدخل أشوفها يا دكتور . و بغض النظر عن أنك مش هتقدر تمنعني . بس إطمن . أنا مش هزعجها.
و بالفعل ولج "عثمان" متجاهلا تذمر الطبيب و همهمته المعترضة ...
يلج "عثمان" إلي هذه الغرفة الساطعة ... بدت أشبه بغرف الطورائ نوعا ما
عثر علي "سمر" بسهولة كانت ممدة علي سرير صغير ملابسها الممزقة الملطخة بدمائها ليس لها وجود الآن ... بل كانت ترتدي القميص الأزرق المعقم
جلدها الناعم نظيف فقط الكدمات الزقاء بارزة قليلا و الچروح الحمراء متراصة علي

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات