السبت 23 نوفمبر 2024

رواية مريم من. 57-62 الاخيرة

انت في الصفحة 6 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

شغلي و بعدين أنا ماعملتش حاجة أنا كنت مجرد آداة في إيد رينا . أشكره هو.
عثمان بسعادة 
الشكر لله طبعا.
و إستأذن الطبيب ليذهب و يتابع جدول عمله بينما مضي عثمان إلي الرواق الفارغ و أخرج هاتفهه ليجري بعض المكالمات ..
كانت نائمة علي السرير الأبيض في رداء طبي مشبع برائحة البينج ..
عندما بدأت في إستعادة وعيها سمعت صوت طنين جهاز رسم القلب قرب أذنها .. أملت أن يكون هذا يعني أنها حية و لكن إحتمال مۏتها أصبح بعيدا الآن
فهي تشعر بالألم و الإنهاك لا يمكن أن يكون المۏت مؤلما هكذا ..
شعرت سمر بضغط علي يدها اليسري فحاولت رفعها لكنها عجزت ... لتسمع في هذه اللحظة صوته الذي لا يخطئه السمع أبدا 
سمر . حبيبتي إنتي فوقتي !
جاهدت سمر لتزيح أجفانها عن عينيها و تري لو كان هذا حقيقة أم خيال ..
نجحت بالفعل و رفرفت عيناها يمنة و يسرة حتي إستقرت عليه .. حملقت فيه پصدمة كان وجهه علي مقربة شديدة من وجهها مستندا بذقنه علي حافة وسادتها
إذن فهو كان أخر من رأته قبل أن تفقد الوعي لم يكن حلما
إرتعدت سمر في هذه اللحظة عندما تذكرت طفلها أمسكت ببطنها الفارغة الآن و صړخت بصوت مخټنق 
إبني . فين إبني خته مني
وديته فين 
أمسك عثمان بكفيها و رفعهما حذو رأسها حتي لا توذي منطقة الخياطة و قال يهدئها 
62 و الأخير
_ وعد ! _
لم يطول مكوث سمر بالمشفي ... و بناء علي طلب عثمان و إلحاحه كتب لها الطبيب تصريحا بالخروج لكنه شدد علي وجوب الإعتناء بها و عدم قيامها بأي مجهود لمدة إسبوع علي الأقل
من جهة أخري كلف عثمان أخته بالذهاب للسوق التجاري لإستكمال تجميع بقية ملابس إبنه رحبت صفية بطلبه و إصطحبت صالح معها كما فعلت بالمرة السابقة
إشترت أشياء كثيرة جدا ضاع النهار كله في التسوق و إنتهي عندما شعرت صفية بالتعب و أشفقت علي حالة صالح أيضا فهو لا يزال في طور النقاهة
لم يسترجع قوته كاملة بعد لذا لا يجب أن تحمله فوق طاقته خاصة و أنه لم يبدي تبرما أو إنزعاجا حتي الآن مخافة أن يغضبها
إبتسمت صفية له بحب و شبكت يدها بيده ثم إنطلقا عائدان إلي البيت ..
البيت الذي بدا مبهج لأول مرة منذ أشهر عديدة و السبب إنضمام فرد جديد لعائلة البحيري و ليس أي فرد إنه النسخة المصغرة من جده ... يحيى الصغير
الملاك الذي جلب معه السعادة و المودة و الحب للجميع و الشفاء إلي جدته
لم تتركه فريال أبدا منذ خروجهم من المشفي كانت مسحورة به و أبت أن يفارقها و لو لثانية واحدة .. و هذا أمر 
و في إحدي الليالي ...
تستقبل سمر زوجها فور دخوله من باب الغرفة بعبارة حادة 
لو سمحت تروح دلوقتي حالا و تجبلي إبني !
رمقها عثمان بنفاذ صبر ثم نظر إلي تانيا و قال 
بليز يا مس تانيا !
خدي ملك لأوضتها عشان تنام . its late الوقت إتأخر .
قامت تانيا التي كانت تجلس بملك علي مقربة من أختها و أخذتها لتوصلها إلي مخدعها كما أمر عثمان ..
و بينما توجه هو صوب غرفة الملابس إستشاطت سمر غيظا لأنه عمد أن يتجاهلها
تحاملت علي نفسها و نهضت لتتبعه و هي تزمجر پغضب 
إنت بتتجاهل كلامي و عامل مش سامعني 
بقولك عايزة إبني . عايزاه دلوقتي هاتهووولي.
يضع عثمان البيچامة التي أخرجها من خزانته علي الكرسي ثم يلتفت إليها و يقول بصوت هادئ 
إيه يا حبيبتي مالك بس كل يوم لازم تسمعيني الإسطوانة دي ! تقوليلي فين إبني أقولك عند أمي
هي لعبة و لا سيناريو مقرر كل ليلة يا سمر !
سمر بحدة 
مش لازم يكون عند مامتك علي فكرة . ده إبني أنا و لازم يكون معايا أنا ده من يوم ما إتولد ماشفتوش إلا كام مرة يتعدوا علي الصوابع . في شرع مين إللي بيحصل ده !!
تنهد عثمان بصبر ثم قال بلطف 
يا حبيبتي ماما فرحانة بيه . مش قادرة تسيبه ده هو إللي شفاها بإذن ربنا طبعا و حاسة إنه بيعوضها غياب بابا
مقدرش أبعده عنها طالما بقت كويسة بسببه و هي مش هتاكله يعني يا سمر.
سمر بعصبية 
ماتقدرش تبعده عنها بس تقدر تبعده عني أنا أمه و هو من حقي أنا . أنا إللي تعبت فيه و شوفت العڈاب و الذل . مش من حق أي حد بعد ده كله يجي ياخده مني علي الجاهز !
إقترب عثمان منها و جذبها نحوه من كلتا ذراعيها قائلا بغلظة 
سمر ! لما تتكلمي عن أمي تتكلمي بأدب
و بعدين محدش منعك عن إبنك تقدري تروحي تقعدي معاهم هما الإتنين لكن حتة إنك عايزاه ليكي لوحدك محدش يشاركك فيه دي مش هتنفع . يحيى مش إبنك لوحدك هو إبني أنا كمان و كل إللي في البيت أهله ليهم فيه بردو و أولهم أمي سامعة 
أطرقت سمر رأسها بإنكسار و أخذت تنتحب بمرارة ..
تآفف عثمان بضيق و ضم رأسها إلي صدره و هو يقول بغيظ 
أنا مش عارف ليه مصرة دايما تبوظي إللي بينا 
كل لحظة لازم تعديها بنكد يا سمر . أنا بحاول أصلح و إنتي بتهدمي !!!
سمر بصوت مكتوم علي صدره 
من فضلك هاتلي إبني . أنا عايزاه .. ثم قالت نائحة و هي تتلمس ثديها المحتقن باللبن 
عايزه أرضعه !
مسح عثمان دموعها عن خيدها الملتهبين بأصابعه الباردة ثم قال بحنان 
حاضر يا سمر . حاضر
هاروح أجبهولك دلوقتي.
و بالفعل ذهب و أحضره لها بعد أن إستأذن من أمه بطريقة لطيفة مهذبة ..
تناولت سمر طفلها من عثمان و ضمته في حضنها بشوق كبير
راحت تداعبه و تلاطفه قليلا .. ثم أخذته و جلست بعيدا عن أعين والده لترضعه في شئ من الخصوصية المتعلقة بها و به
إبتسم عثمان بسعادة و هو يراقبهما من مكانه أخيرا أصبح لديه أسرة خاصة به .. أجمل زوجة و أجمل طفل في العالم يا له من كرم إلهي كبير لا يستحقه ..
بس إحترت معاكي يا سمر .. تمتم عثمان لنفسه و هو يرمقها بآسي لكنه تابع بإصرار 
و لو . بردو مسيري إخليكي تنسي . و مسيرك تحسي و تشوفي إنك غيرتيني بجد !
صباح يوم جديد ... تحتل صالح نوبة خلل عقلي من العيار الثقيل ليذهب إلي غرفة صفية بدون تفكير و يقتحمها دون إستئذان
كانت مستغرقة في النوم عندما شعرت بشخص يمسك بيدها و يقتلعها من سريرها بالقوة
فتحت صفية عيناها پذعر لتكتشف أنه صالح ...
صالح إنت بتعمل إيه ! .. صاحت صفية پصدمة
صالح بخشونة و هو يجرها خلفه پعنف 
تعآااالي . إنهاردة أجازتهم
و رحمة أمي لأقطع عرق و أسيح ډم إنهاردة . يا أنا يا إنتوا !
صفية بذهول 
أنا مش فاهمة حاجة في إيه يا صالح !!!
صالح بصرامة 
هتفهمي دلوقتي كل حاجة.
و ها هم
الآن أمام حجرة المكتب بالطابق السفلي ... يدفع صالح الباب بقوة و يدخل و هو ممسكا بصفية بهذا الشكل الھمجي ..
ينظرا لهما كلا من رفعت و عثمان بدهشة شديدة فيبادر صالح 
من الأخر كده محدش فيكوا هيتحرك من هنا قبل ما أعرف راسي من رجلي.
تنظر صفية له پخوف و تستنجد بأخيها 
إلحقني يا عثمان . صالح إتجنن !
سيبها يا صالح إيه إللي إنت بتعمله ده .. قالها عثمان بحدة و هو لا يزال جالسا بمكانه قبالة عمه
صالح بإنفعال 
مش هسيبها . مش كل حاجة تمشي بمازجكوا و لا بمزاجك إنت بالذات ياسي عثمان.
عثمان بحدة أكبر 
لأ إنت إتجننت فعلا . إنت شارب إيه عالصبح ياض 
و هنا تدخل رفعت بحزم 
صآالح . سيب بنت عمك ماسكها كده ليه و بتعمل كده ليه 
صالح بغيظ 
أنا خلاص جبت أخري . بقالنا 4 سنين مخطوبين و كل شوية الفرح يتأجل . أخوها إتجوز و خلف و أختي إتجوزت و سافرت و الدنيا معاهم كانت جميلة لكن بتيجي لحد عندي أنا و بتقفل . إسمعوني كويس أنا مش هفوت إنهاردة علي خير لو محدش حددلي معاد فرحي أديني بقولكوا أهووو !
نظر عثمان إلي عمه و قال بدهشة 
لا حول و لا قوة إلا بالله . الواد حالته بقت صعبة أوي يا عمي !
رفعت موافقا بإبتسامة ملتوية 
عندك حق . محتاج يتعالج.
إنت بتتريقوا ! .. تساءل صالح و هو يغلي من الغيظ و أكمل بټهديد 
طيب و الله لو عدا الشهر ده و هي مش مراتي هغتصبها و إنتوا حرين بقي.
عثمان صائحا پغضب 
إحترم نفسك يابني إنت . إيه القرف إللي بتقوله ده 
رفعت بصرامة 
خلآاااص . خلاص إنت و هو بطلوا كفاية .. ثم قال بجدية 
أنا شايف إن أوضاعنا إستقرت في الفترة الأخيرة و فعلا فرح صالح و صافي مش هيضر لو إتعمل في نص الشهر
إنت إيه رأيك يا عثمان عندك إعتراض علي حاجة !
عثمان بعد تفكير 
ماعنديش بس نسأل ماما بردو
و كمان نسأل صافي جايز تكون غيرت رأيها و لا حاجة !
صالح و هو ينظر لها مستهجانا 
نعم ! مين دي إللي غيرت رأيها ياخويا

انت في الصفحة 6 من 6 صفحات