رواية هدي كاملة
خفيفة
مين قال كدا ربنا بيستجيب
طب ما ماما لسه نايمة اهي مخرجتش
لا مش هتخرج
ليه !
عشان هي تعبانة و ربنا وداها مكان احسن من هنا بكتير
نظر أيوب للقبر ثم عاد ببصره لوالده و قال
بقى هي دلوقتي في مكان احسن من هنا هو في احسن المكان بتاعنا !!
يوووه في مكان كلنا نفسنا نروحه
مكان إيه دا !
الجنة الجنة يا أيوب ربنا يوعدك بيها يارب يا حبيبي اهي مكافأة كل واحد تعب في دنيته و شاف فيها كتير
يعني ماما في الجنة ! ما هي كانت تعبانة !
طالعه فيصل في صمت للحظات ثم قال بهدوء
ادعي لها تكون في الجنة يا حبيبي ادعي لها هي خلاص انقطع عملها في الدنيا و فاضل لها أنت الأمل الوحيد اللي هايدخلها الجنة بدعائه ليها اوعى تنسى امك
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
حاضر يا بابا مش هنسى أبدا.
داعب فيصل خديه وقال بحماس
يلا روح اسقي الزرعة عشان تكبر و ماما تفرح بيها
ركض أيوب و نفذ أمر والده كل ما يسعد والدته على وجه التحديد ينفذه دون أدنى مناقشة ظنا منه أنها ستعود بين الحين و الآخر مر عام تلو الآخر و هو ينتظرها حتى مر أكثر من خمسة و عشرون عام كان يمني نفسه خلالهم أن والدته ستعود وقف أمام حوض الزرع يسقيه كعادته اليومية انتهى أخيرا نفض يده و جلس جوار القپر حدثها بهدوء قائلا بنبرة ساخرة
أنا فيصل وقعنا مع بعض زي العادة ضړبني و بهدلني لما عرف إني لسه بعرف عمي أيمن
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
طب و أنا اعمل إيه يعني ياما !أنا الراجل طول عمره معايا وعمري ما شفت منه حاجة وحشة و لسه لحد النهاردا بيعاملني على إني ابنه حتى بعد ما اتجوز و خلف بدل العيل اتنين
اطلق تنهيدة عميقة و قال
عارفة لو ابويا يكلمني بيني و بينه أنا معنديش مانع لكن يقل مني قدام اخواتي الصغيرين
اعتدل في جلسته و اعترف
مش هنكر إني كياد رقم واحد بس هو بردو اللي الډخلة و الخارجة يعايرني بيكي
تابع بعتذار وقال
معلش يا غالية مليش غيرك افضفض و اشكي له همي .
ختم حديثه بإبتسامة مريرة قائلا
بعد مرور ثلاث ساعات
استيقظ من نومه على صوت حارس المقاپر
ناداه أكثر من ثلاث مرات فتح عيناه بصعوبة
متسائلا بصوت يغلبه النعاس
عاوز إيه يا عم جاد الله !!
الساعة تلاتة الفجر يا ابني قوم احسن الدنيا بردت و باين عليها هتمطر
انتفض أيوب من مكانه و كأنه لدغ للتو ظل يبحث عن متعلقاته يمينا و يسارا و هو يقول
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
تلاتة الفجر !
و دا اسمه كلام يا راجل ما أنت عارف إني لما بغفل بتروح عليا نومة كنت صحيني
صراحة ربنا صعبت عليا قلت اسيبك تريح شوية ما أنا عارفك كنت مسافر و لسه راجع
وضع الوشاح الأسود على رقبته و تإمد من أنه يحمل كل شئ ثم نظر له و قال
و أنت جاي تعمل في شهم و جدع دلوقت ! دا ابويا هايعلقني سلام سلام
كان يسير بخطواته الواسعة و السريعة و التي كانت أشبه للركض اصطدم بكتفها. كادت أن تسقط لولا محاصرته لخصرها و تشبثه بجسدها دام الصمت للحظات طويلة قبل أن يسألها بنبرة خاڤتة
أنت بتعملي إيه هنا يا كارما !
غابت الكلمات عن ذهنها مهما حاولت تبرير الموقف لن يجدي نفعا نظفت حلقه و قالت بكذب
أصل أنا آآه كنت جاية أزور جدو و
رد أيوب متسائلا بنبرة متعجبة قائلا
تزوري جدك الساعة تلاتة الفجر و لوحدك ! دا أنت عمرك ما عملتيها ! دا أنت پتخافي من خيالك .
وقعت عينه على يدها المرتجفة التي تقبض على أمبول صغير قبض على كفها لير٥عه قليلا بينما حاولت هي التملص منه و نزع يدها من يده ثبتها بقوة و نزع منها الأمبول قرأه ثم قال بنبرة ذاهلة
أنت بټضربي حقن يا كارما !
ردت بتلعثم قائلة
لا دي حقنة مسكنة واآ
هو الهيروين بقى مسكن !
قبض على ذراعها پعنف و قال من بين أسنانه بنبرة مغتاظة
بټضربي الحقن دي من إمتى يا بنت أيمن !
اغررقت عيناها بالدموع و عجزت عن محاولة الدفاع حتى عن نفسها بينما تابع هو قائلا
ابوكي لو عرف هيروح فيها يا شيخة منك لله طول عمره شايلة على كفوف الراحة و أنت حطيتي راسه في الوحل
دفعها بعيدا عنه و هو يقول
مين
عرفك طريق الزفت دا يا بت !
سكتت و لم ترد تابع تساؤلاته و مازالت عاجزة عن الرد لم يتحمل هدوئها هذا قبض على خصلات شعرها بقوة مما جعلها تتفلت منها صړخة عالية نسبيا كانت نظراته له لا تبشر بالخير أبدا علاقته بعائلة زوج والدته ليست مجرد علاقة عابرة بل يعتبرونه أخ ثالث لهما و البكر بالنسبة لأيمن و هذا ما جعل فيصل يستشيط ڠضبا من ولده ضربها على وجهها عدة مرات و قال
بټضربي الحقن دي من إمتى !
ردت كارما بنبرة متحشرجة قائلة
معرفش
دفعها بقوة بعيدا عنه كادت أن تسقط لكنها حافظت على توازنها اغتاظت من ضربه لها فقررت أن ترد على تساؤلاته بحدة وهي تقترب منه لتأخذ الأمبول و قالت
ملكش دعوة بيا و هات الحقنة دي
مليش دعوة اومال مين اللي له دعوة يا بنت الك ... يا .....
للمرة الأولى التي ينفعل عليها بهذا الشكل و أيضا مرتها الأولى التي تتلقى منه هذا الكم من السباب اللاذع و تلك الالفاظ البذيئة
لم تكن أنه يحمل هذا القناع أو بالأحرى سقط قناع الأخ الكبير الذي يحاول تأيدة دوره نجحت في إعادة الأمبول لها و قامت بإخفائه
داخل جيب سروالها الأبيض كادت إن تغادر المكان لكنه قبض على مؤخرة رأسها و قال
على فين يا حلوة فاكراني هسيبك كدا تعدي عادي و رحمة امي ما أنا سيبك و هعرفك إن الله حق .
ابتسمت له بسخرية و قالت
ما بلاش تحلف بالغالية مش دي بردو اللي اتجوزت ابويا و هي حامل فيك و لا أنت نسيت إن ابنك سجنها في قضية ز نا و
كادت أن تكمل حديثها لكنه لم يمهلها فرصة التنفس حتى ظل يصفعه على خدها الأيمن صڤعات متتالية و هو يقول بوعيد
و حياة الغالية لأعرفك مين هو ايوب يا بنت أيمن معلش ما أنت دماغك خرمانه عشان كدا مش فايقة لي أنا بقى هفوقك بطريقتي .
كاد أن ييجذب تجاه الشارع الرئيسي للخروج لكن سرعان ما جذبها من خصرها و توارئ خلف الجدار استندت بجسدها على الحائط
و صدرها يعلو و يهبط بينما حدثها بخفوت محذرا إياها
ششش و لا كلمة الحكومة معدية .
لحظات عصيبة تمر بها ودت لو تصرخ به و بأخيها و العالم الذي اجتمع في تلك اللحظة ليدمرها و أخيرا مرت الدورية الخاصة بالشرطية لتتفقد الاماكن المشپوهة تنفست الصعداء بعد أن مر الأمر على خير كادت أن تذهب لكنه استوقفها قائلا
على فين يا اختي استني
ملكش دعوة بيا
و كمان ليكي عين تتكلمي اخرسي خالص بدل ما اديكي كف يعدلك
رمقها بإشمئزاز ثم قال
اعدلي هدومك دي و ظبطي خلقتك وتعالي ورايا .
هندمت ملابسها و خرجت من خلف الجدار بعد أن أشار لها عبرت البوابة الجدارية الرئيسية للمقاپر
ما أن خرجت استقلت سيارتها و قبل أن يطأ أيوب قدمه في السيارة قادتها بسرعة فائقة وقف مشدوها ظل ينظر حوله يمينا و يسارا محاولا استيعاب ماحدث للتو لم يستطع عقله تفسير كل هذا هو حتى الآن يرفض عقله ترجمة أن كارما أيمن المنشاوي تلك الفتاة التي أتممت عامها العشرون ليلة أمس هي نفسها تلك المدمنة التي تتعاطى المواد المخدرة
من فرط غيظه الشديد لم يشعر بنفسه و هو يسير ما يقارب الساعتين وصل لبيته أخيرا وصلا قبل بزوغ الشمس عبر البوابة الحديدية و هو يلقي السلام على الجالسين أمام منازلهم صعد سلالم الدرج بهدوء توقف عند باب شقة والده في انتظار من يفتح له
وقعت عينه على اعتاب الشقة المقابلة تذكر والدته التي لم تفارق عقله تمتم بخفوت و قال
الله يرحمك ياما و يجعل مثواكي الجنة
انتبه لفتح الباب و يد تجذبه من ظهره لتقفز فوق كتفه لكنها تفشل لقصر قامتها ضحك و سخر منها لكنه لم تقبل هذه السخرية تركته و قبل أن تلج غرفتها استوقفها قائلا بجدية مصطنعة
هتعملي فيها زعلانة و مش هتاخدي مصروفك ولا هتاخدي مصروفك و مش هتزعلي أنا بقول تعملي زعلانة اوفر لي
كاد
أن يعيد النقود دتخل جيبه لكنها كذبتها منه و قالت بإبتسامة واسعة
هاخدها و اعمل زعلانة عادي
أول ما افتكرت إن ليك بيت يا بيه جاي لي خمسة الفجر ليه مكان ما كنت يا صايع
اردف فيصل عبارته و هو يدفع بأيوب تجاه باب الشقة بينما رد. المغلوب على أمره و قال
يابا كنت في شغل هعمل إيه يعني !
تعمل اللي كنت بتعمل قبل ماتيجي هنا يا بيه
وحد الله يابا و دخلني اريح لي ساعتين
وقف فيصل على باب الشقة من الداخل و في المقابل ولده رد بنبرة مغتاظة قائلا
تلاقيك كنت عند أيمن و سهران معاهم هي عادتك ولا هتشتريها يا ابن شادية ما خلاص كبرت عليا ومبقاش لك كاسر بس معلش أنا هعرف اصلح غلطي. يلا من هنا يا ابن شادية .
ردت فريدة شقيقته الصغرى وهي تجذب ذراع أخيها وقالت
ډخله يابابا عشان خاطر فريدة عندك دا أيوب مكنش عندهم دا كان بيجيب لي حاجات حلوة زيه
رد والده بنبرة ساخرة و قال بجمود مصطنع استطاع و بجدارة أن يقف به أمامها
حاجة حلوة زيه دافعي له ياختي دافعي له وخبي عنه دايما هي عادتك أنت كمان و لا هتشتريها يابنت الك...
هبط أيوب سلالم الدرج بينما نظرت فريدة شقيته لوالدها و قالت بحزن طفولي و هي تدب قدمها أرضا
يوه بقى يا بابا كل يوم تنكد على أيوب و هو مش بيعمل حاجة حرام عليك بجد
ادخلي جوا وبطلي تدبي كدا على الأرض رجلك وجعاكي من امبارح يا بنت الك..
ولجت غرفتها و دموعها تنساب على خديها بينما رد تمتم فيصل بخفوت و نبرة تملؤها القلق عليها
البت بټعيط و عينها هتوجعها لازم توجع لي قلبي بنت الكل..
تابع بتوسل وهو يدفع حياة قائلا
معلش يا أم فريد ادخلي لها وخليها