السبت 16 نوفمبر 2024

رواية هدي كاملة

انت في الصفحة 23 من 28 صفحات

موقع أيام نيوز

و ادعي إيه تاني يا بابا ! 
و ادعي لي أنا ربنا يخفف عني ۏجعي
نظر له أيوب و قال بتساؤل
أنت موجوع يا بابا ! 
اوي اوي يا أيوب 
طب ما تروح لدكتور !
أنت دكتوري يا أيوب خليك جنبي و متبعدش عني ثانية .
بعد مرور عدة أيام
وضعت حياة صغارها كانت تعاني بسبب حملها 
فهذا الحمل يختلف كل الاختلاف عن أي حمل سابق فهي تحمل بأحشائها توأم و أخيرا 
وضعتهم بعد عناء شديد كان أيوب يعيش فترة راحتها في بيت أهلها مع أبيه الحياة بينهم تغيرت تماما و اصبحت أفضل بكثير عن ذي قبل يظل فراق والدته يسبب له فراغا كبيرا كان يقف مع والده في المطبخ يعد وجبة العشاء ركض حيث الباب وهو يقول بعفوية 
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
حاضر يا ماما جاي اهو .
لفت انتباه فيصل حركاته تلك انتظر حتى عاد له و سأله بهدوء
مين كان بينادي يا أيوب 
أصل أنا سمعت صوت ماما في ودني و هي بتناديني عشان تحضني ف جريت عليها عشان احضنها زي ما كان نفسها و لما فتحت الباب ملقتش حد .
بلع فيصل لعابه بغصة مؤلمة ثم قال
كل ما تيجي أمك على بالك ادعي لها بالرحمة و قول الله يرحمك يا أمي 
حاضر 
و طلع لها صدقة جارية 
حاضر
تبسم فيصل و قال بجدية مصطنعة 
أنت عارف يعني إيه صدقة جارية و لازبتقول حاضر و خلاص 
لا
اومال بتقول حاضر ليه ! 
أصل خاېف تضربني عشان مش فاهم 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
تعال نتفق اتفقا 
إيه هو !
نبقى اصحاب لا أنت تعمل حاجة تزعلني و لا أنا امد ايدي عليك اتفقنا ! 
اتفقنا يعني إيه بقى صدقة جارية ! 
يعني حاجة كانت نفسها فيها و ملحقتش تعملها و لما أنت تعملها حاجة دي مع حد تاني هي هتحس بيها بالظبط و ينفع تتطلع فلوس على روحها دي بردو اسمها صدقة جارية و كمان تعمل حاجة لحد و تطلب منه يدعي لها دي بردو صدقة جارية زي مثلا نعمل كولدير مية نوصلها وصلة مية. نحط حاجة في الجامع باسمها و طول ما الحاجة شغالة هتفضل الناس تدعي لها بالرحمة و هي تاخد ثواب و متنساش كل يوم بليل قبل ما تنام تقولها الله يرحمك يا أمي !
رد أيوب بتساؤل وقال
طب أنا لما اقول كدا هي هتسمعني ! 
طبعا كل ما تتدعي لها بالرحمة الملايكة هتاخد الدعاء و تقدمه لها و هي بقى تسأل مين اللي دعا لي الدعوة الحلوة دي الملايكة ترد و تقول دا دعاء أيوب ابنك
سأله أيوب بفضول و قال
هي الملايكة عارفة اسمي !
أجابه فيصل و قال
ايوة طبعا عارفين و كل ما تدعي لها الملايكة هيقدموا لها الدعاء و هي هتسألهم مين اللي دعا لي هيقولولها أيوب ابنك دعا لك بالرحمة .
عادت لبيتها بعد أسبوع من مكوثها داخل بيت جدها ظلت تستمع ل أيوب و هو يسرد لها عن
فرحت لعودة العلاقات بين الابن و أبيه و حين كان يخبرها عن الأحداث التي حدثت في غيابها ولج فيصل من باب البيت يحمل بيده الكثير من المشتريات ابتاعها خصيصا ل أيوب 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
لكنه قرر أن يشاكسه كي يرى ردة فعله جلس على الأريكة ثم نظر ل حياة و غمزها بجانب عينه عاد ببصره له و قال بجدية مصطنعة
أنا جبت كل حاجة طلبتيها ل فريد و فريدة 
و مخلتش نفسهم في أي حاجة و جبت لك كمان
طلباتك بصي كدا و قولي لي رأيك !
ردت حياة بإبتسامة بشوشة و قالت
تسلم ايدك يا حبيبي 
الله يسلمك يا حبيبتي و أنت يا أيوب إيه رأيك في الحاجات اللي جبتها !
رد أيوب بسعادة حقيقة و قال
حلو اوي يا بابا تسلم ايدك 
الله يسلمك معلش بقى يا أيوب أنت المرة الجاية عشان الفلوس مكفتش معايا
نظر له بإحباط و قال بنبرة تملؤها الحزن
مش لازم يا بابا أنا عندي لبس كتير و لعب كمان
رد فيصل و قال بإبتسامة وايعة وهو يحمله عن الارض رافعا جسده للأعلى ثم قال من بين ابتسامته
يا واد يا قنوع يا اللي مبتزعلش أنت يا واد
تابع وهو يطبعه قبلته الحانية على خده و قال
هو أنا ليا خير و بركة غيرك ازاي يعني أنا مجبلكش ! و لو مكنش ابوك يجيب لك مين هايجيب لك يعني !
رد ايوب و قال بعفويته 
أنا مكنتش زعلان يا بابا صدقني 
رفع فيصل حاجب عن الآخر ثم قال 
كدا ! طب يلا يا حياة لمي كل حاجته و نرجع المحل تاني .
لالا خلاص يا ماما حياة أنا كنت بكدب خلاص مترجعيش حاجة بالله عليكي
قالها أيوب و هو يركض تجاه هداياه و ضمھا بقوة بينما ردت حياة بنبرة معاتبة زوجها قائلة
اخس عليك يا فيصل كدا تزعل ايوب دا حتى شطور و طلع الأول على الفصل النهاردا
سأله والده بجدية و قال 
أنت طلعت الأول بجد !
حرك أيوب رأسه علامة الإيجاب ثم قال بسعادة غامرة 
طلعت الأول و الفصل كله صقف لي و قالي برافو يا أيوب و أنا قلت لهم متشكر متشكر
رد والده وهو يحمله من جديد و قام بتقليده قائلا 
متشكر متشكر! خارج أنت من أيام الابيض و الأسود ! 
تابع بجدية و قال
عموما مبروك يا سيدي و ليك عندي هدية نجاحك اللي تطلبه 
اللي اطلبه ! 
اللي تطلبه 
طب أنا طالب اسافر معاك الشغل و اشوفك و أنت شغال في الادوار العالية 
هو أنا قلت اللي تطلبه صحيح بس مش للدرجة دي يعني و بعدين محدش بياخد ولاده معاه في الشغل ف اطلب طلب تاني غير دا
رد أيوب بتوجس في بادئ الأمر و قال
لو قلت لك هتزعق لي ! 
لا قول و متخافش 
أنا عاوز احط فلوس في الجامع اللي بيتبني عند ماما
عقد فيصل ما بين حاجبيه و قال بنبرة متعجبة 
و أنت عرفت منين إن في جامع بيتبني هناك !
نظر أيوب لحياة التي عاتبته بنظراتها ثم عاد ببصره لوالده و قال بقلق 
أصل 
أصل إيه ما تنطق ! 
أصل أنا كل يوم بعد المدرسة بروح لماما احكي لها عملت إيه في المدرسة و اسقي الزرعة اللي زرعتها هناك و باجي
رد فيصل پغضب مكتوم و قال
بتروح كل يوم لوحدك المقاپر و تقعد هناك لوحدك ! هو أنا مش قلت مافيش مرواح هناك لوحدك دي تاني !
رد ايوب بنبرة مخټنقة و قال من بين دموعه المتجمعة داخل مقله 
أصل أنا كل يوم و أنا خاوج من المدرسة بلاقي اصحابي بيجروا على مامتهم و أنا لا ف بروح ازورها عشن يبقى عندي ماما زيهم
رد حياة بعتاب و قالت
اخس عليك يا ايوب و هو أنا يا حبيبي مش زي ماما ! 
أنا بحبك و الله بس أنا نفسي يبقى عندي ماما زي صحابي
رد فيصل و قال بعتاب 
و هي حياة مش زي أمك !
تنهد أيوب بجر و هو يشيح بوجهه للجهة الأخرى لم يعد يعرف كيف يخبرهم ما يريده الوصف الذي يريد أن يصفه لهم عدل والده له وجهه و قال بنبرة اهدأ من ذي قبل 
قل لي عاوز تقول إيه ! أنا سمعك احكي لي
انهمرت دموعه و كأن والده ضغط على جرحه 
و قال 
أنا عاوز ماما حياة بتعملي كل حاجة حلوة و بتنيمني في حضنها بس مش هي ماما نفسي اشم ريحتها زي زمان و تقولي بحبك يا رامي
اڼفجر أيوب في والده و قال من بين نحيبه 
أنا مش عاوز ابقى ايوب أنازعاوز ارجع
رامي تاني و عاوز ماما ترجع لي اشمعنى أنا اللي ماما تروح ليه أنا اللي يبقى لي اسمين رجع لي ماما يا بابا و خد أي حاجة أنت عاوزها مني
يتبع
الفصل السادس عشر 
ردت حياة بعتاب و قالت
اخس عليك يا ايوب و هو أنا يا حبيبي مش زي ماما ! 
أنا بحبك و الله بس أنا نفسي يبقى عندي ماما زي صحابي 
رد فيصل و قال بعتاب 
و هي حياة مش زي أمك ! 
تنهد أيوب بضجر و هو يشيح بوجهه للجهة الأخرى لم يعد يعرف كيف يخبرهم ما يريده الوصف و ما الذي يريد أن يصفه لهم عدل والده له وجهه و قال بنبرة اهدأ من ذي قبل 
قل لي عاوز تقول إيه ! أنا سمعك احكي لي 
انهمرت دموعه و كأن والده ضغط على جرحه حدثه بقلب منفطر قائلا
أنا عارف إن ماما حياة بتعملي كل حاجة حلوة و بتنيمني في حضنها بس مش هي ماما نفسي اشم ريحتها زي زمان و تقولي بحبك يا رامي 
اڼفجر أيوب في والده و قال من بين نحيبه 
أنا مش عاوز ابقى ايوب أنا عاوز ارجع رامي تاني و عاوز ماما ترجع لي اشمعنى أنا اللي ماما تروح ليه أنا اللي يبقى لي اسمين رجع لي ماما يا بابا و خد أي حاجة أنت عاوزها مني 
ضمھ فيصل لحضنه في عناقا طويلا سقطت دموعه رغما عنه الوضع الذي آل إليه أيوب لم يتوقع يوما أن سيصل به إلى هنا اخرجه من حضنه و اجبره على النظر إليه و قال بنبرة مخټنقة 
اسمع أنت راجل عارف يعني إيه راجل يعني لازم تبقى قوي مبتخافش من حد و لا من حاجة و لا حتى في حاجة تهزك مهما كانت كبير 
هز فيصل رأسه بجدية و قال 
عارف إنك مش فاهم كلامي ولا عارف أنا بقول إيه بس هتفهم دا بعدين انما دلوقتي خليك زي ما أنت ايوب اللي أنا عارفه و نفسي اشوفه دايما قوي و شاطر في مدرسته .
يعني أنا لو عملت كل حاجة أنت عاوزها مني كدا ماما هترجع لي ! 
قال أيوب عبارته بصوت هادئ و نبرة تملؤها الرجاء بأن لا يخذله و يجيبه بما يريد سماعه 
ابتسم له و قال بنبرة حانية 
احنا هنروح لها كل يوم ونتكلم معاها لحد ما تهزق مننا 
تنهد بجدية موجها سبابته ڼصب عيناه و قال
بس لا في خروج للمقاپر لوحدك بليل ولا في هروب من الدورس عشان تروح لها أنا المرة دي عدتها بمزاجي المرة الجاية هزعلك مني 
ختم حديثه بجدية مصطنعة و قال
و هي كمان هتزعل شوف بقى لو عاوزها تزعل منك زعلها أنت حر ! 
كفكف الصغير دموعه و قال بنبرة متحشرجة إثر البكاء 
لا خلاص يا بابا اوعدك مش هعمل كدا تاني . 
بعد مرور يومين
كان يقف أمام قبر والدته يدعو لها و يناجي ربه بأن يخرجها من نومتها تلك ليحضتنها فقط لعناقا صغير ثم تعود للقبر من جديد ظن أنه عندما يلح في الدعاء سيتجاب له الله 
فقد الأمل و زفر بضيق نظر لوالده و قال
هو ربنا مش عاوز يستجيب ليه يا بابا مع إن دعيت كتير اوي 
نزل لمستواه و قال بإبتسامة
22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 28 صفحات