السبت 16 نوفمبر 2024

رواية مريم 34

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

تاكلي كويس عشان تخفي أسرع. عشان تقدري تمشي معايا ...
و أمام عينيها دنى برأسه صوب قدمها المصاپة و طبع قبلة مطولة هناك.. حبست أنفاسها لوهلة... إنه.. قد قبل قدمها حقا للتو !!!
لأول مرة يفعلها !
رفع "أدهم" رأسه و حدق بها الآن يرى الاحمرار يصطبغ على خديها ابتسم ثانية و قد أدرك بأن تأثيره عليها لا يزال قائما ...
-بدعي ربنا في كل ركعة. ماشوفش فيكي أي سوء.. و يحفظك ليا... حبيبتي !
و إن خفق قلبها لكلماته و إن ألح عليها شوقها إليه و لدفء أحضانه و لكنها أظهرت العكس و أشاحت بوجهها بعيدا عنه من جديد
فجرحها منه عميق هو الذي يعرفها أكثر من نفسها و يعرف منذ ارتبطا كيف يتعامل معها هذه المرة لم يراعي أي شيء و لم يتحملها.. و فوق كل هذا خسړت جنينها بسببه
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
بسببه هو و أخته ...
استقبل "مراد" إبنة زوجته أمام البناية ...
نزلت برفقة البواب الذي حمل عنها حقيبة ملابسها الصغيرة ما إن رآها "مراد" حتى فتح لها ذراعيه فاضطرت تحت وطأة الخجل و الخۏف من توبيخ أمها إن اشتكى منها أن تقبل عليه و تجعله يحتضنها و يحملها بل أنه أمطرها وابل من القبلات الرقيقة و هو يقول
-لولي القمر. وحشتيني يا حبيبتي وحشتيني أوووي !
و فتح للبواب صندوق السيارة ليضع حقيبة الفتاة ثم سحب محفظته و أكرمه ببخشيش سخي أشرق وجه الرجل الأشيب و شكره بحرارة ليومئ "مراد" بتواضع و يأخذ الصغيرة ليجلسها بالمقعد الأمامي إلى جانبه
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
تفاجأت عندما أدار المحرك بكيسا يدفعه إليها مليئ بمختلف أنواع الحلوى الفاخرة نظرت إليه من مستواها فابتسم بمرح
-أيوة الكيس ده كله ليكي. طبعا خبيته من مامتك عشان هي أعيل منك في الحاجات دي و بتحبها. لو كانت شافته كانت هاتخلصه كله و أنا جايبه ليكي إنتي يا حبيبتي 
عبست "لمى" و هي تسأله بحدة طفولية
-هي فين مامي
-إيمان في البيت الجديد إللي نقلنا فيه يا لولي. وصلتها و جيت عشان أخدك و نرجع لها سوا
صمتت للحظات.. ثم قالت و قد فشلت بإخفاء ڠضبها كليا
-و هي ليه ماجتش عند تيتة أمينة ده بيتنا أصلا !!
تلاشت ابتسامة "مراد" و هو يقول ناقلا ناظريه بينها و بين الطريق
-ماينفعش ترجع عند تيتة يا لمى. الوضع اتغير!
يا للحماقة ...
كيف ستفهم الفتاة ما يقوله !
بالفعل برزت غمازة خدها و هي تعوج فمها مشيحة بوجهها عنه للجهة الأخرى صطف "مراد" السيارة على جانب من الطريق ثم استدار نحوها قائلا بلطف
-أنا و مامتك متجوزين دلوقتي يا لمى. و هي مش هاينفع ترجع بيت تيتة أمينة تاني. لازم تعيش معايا في بيتي. و انتي كمان مكانك جمبنا يا حبيبتي !
استغرقت لحظات من الصمت ثم أدارت وجهها إليه من جديد و قالت و شرارات الڠضب تتقافز من عينيها الجميلتان
-بس أنا مش عايزة أعيش في بيتك.. أنا مش بحبك !!
كانت تلك حقيقة يعرفها مؤخرا فبدل أن يبدي ردة فعل سلبية تبسم لها و قال بنعومة
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
-بس أنا بحبك. اعمل إيه !
لم ترد الصغيرة بشيء آخر فعبس "مراد" قليلا و سألها مادا يده بحذر ليمسح على شعرها
-طيب ممكن أعرف ليه مش بتحبيني يا لمى
مدفوعة بحقدها الأعمى ردت على الفور
-عشان مامي بتحبك أكتر مني !
يهز "مراد" رأسه بالنفي قائلا
-ماحصلش. إيمان بتحبك انتي أكتر حد في الدنيا. عشان كده أول ما وصلنا إنهاردة قالت لي روح هات لي لمى بسرعة ..
رمقته بنظرت شك واضحة فاستطرد ماضيا في
كذبته لأجل خاطر الصغيرة
-و كمان أنا سايبها بتجهز لك أوضتك الجديدة. أنا و هي اختارنا لك كل اللعب إللي بتحبيها. و أول ما نوصل هاتلاقيها محضرة لك السفرة و التشوكليت كيك إللي بتحبيها. و يا حبيبتي أي حاجة تانية تشاوري عليها فورا هاتبقى عندك. انا و مامي رهن اشارتك ..
عبست ملامحها الآن و لم تعد مشاعرها واضحة فاعتبر ذلك مؤشر جيد ما دفعه أن يدنو مقبلا جبهتها بأبوة ثم يتراجع محدقا بسرور إلى محياها الجميل و يعقب بابتسامة حلوة
-مامتك ماكدبتش لما قالت عليكي شبهي. انتي من إنهاردة بنتي يا لمى !
انقلب مزاجها للأسوأ الآن و هي ترد عليه بعدائية سافرة
-أنا مش بنتك.. أنا بنت سيف عزام !!!
بهت "مراد" من طريقتها أدرك بأن الدرب إليها سيكون وعر كثيرا لن ترق له بسهولة و هو لم يعد يحاول أكثر
تحرك بالسيارة مرة أخرى و لم يتكلم معها لبقية الطريق حتى وصلا إلى المجمع السكني الفخم و هدأ"مراد" السرعة أمام فيلا معينة إنفتحت البوابة التي تعمل إلكترونيا بأمر منه فتوغل إلى الداخل و توقف وسط الباحة المظللة بأغصان الشجر و الورود و هناك خرير قريب لجدول مياه من الخزف و الرخام ...
فتح للصغيرة بابها لتترجل ثم أتى بحقيبتها و أمسك بيدها ليرتقيا الدرج الصغير المفضي إلى مدخل البيت فتح "مراد" الباب بفتاحه الخاص و دعاها للدخول أمامه و بدأ ينادي ما إن دخلا
-إيمان.. إحنا جينا.. لمى هنا يا حبيبتي !
و كانت أقرب مما يظن ...
زوجته.. أمها... كانت تقف هناك أمام الشرفة المطلة على الحديقة الخلفية
جميلة مشرقة في ضوء الشمس المائل نحو الغروب دمعت عيني الصغيرة و هي تنظر إليها الآن تفتدها بشدة تحتاج لحضنها ...
-مامي ! .. غمغمت "لمى" و رنة البكاء في صوتها الناعم
ابتسمت لها "إيمان" و لمعة عيناها واضحة لمعة لا تخلو من الشجن و الحزن الدفين فتحت لها ذراعيها و دعتها
-لمى.. حبيبة أمها. تعالي ...
قفزت الصغيرة في الحال و ركضت بسرعة إلى أحضان أمها ركعت "إيمان" في اللحظة التي استقرت بها فلذة كبدها بين أحضانها كلتاهما تغمضان أعينهما تبكيان في صمت
و تربت الأم على شعر إبنتها و تهمس لها بعبارات الحب و الأسف ...
لم يكن هناك ما يدعو للسرور في نظره أكثر من مشهد كهذا و أخيرا فعلها "مراد".. و جمع شملهما من جديد !

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات