رواية مريم 39
انت في الصفحة 4 من 4 صفحات
عينها أيضا انزلقت لتندمج مع دمعته في خط طويل حتى حافة فكها ...
سحبت نفسا مرتعشا و هي تحاول النهوض حتى لا يسهبا في الذكريات المحزنة أكثر لكنه لف ذراعيه حول كتفيها ممسكا بها في مكانها لم تفكر مرتان أحاطت عنقه بذراعيها وضع راحة يده على خدها
همس مراد
أنا لسا مش مصدق إنك
رفرفت بعينيها و الحمرة تكسو وجهها كله الآن على ضوء الشمس المنبعث من نافذة الشرفة
دنى نحوها من جديد
كان يمحو آثار معاناتها الأثر تلو الأثر و بلا رجعة ...
جلست الصغيرة بين أحضان جدتها تعتريها رجفة خوف من حين لآخر و هي ترى على مقربة من سرير الجدة تلك السيدة المسنة ذات العباءة السوداء تجلس فوق الأرض تفترش بعض الأغراض غريبة الشكل
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
و المنتصف صحن من الخشب تطحن في أوراق عشبية و تحرك شفتاها بأشياء غير مسموعة أمسكت اللباس الداخلي و مزقته إلى نصفين وضعته داخل الصحن و سحبت مطرقة صغيرة ثم إنهالت فوق العظمة تكسيرا حتى صار فتاتها ناعما كالتراب لملمته و نثرته بالصحن ثم سكبت سائل ما و أشعلت كل هذا بالنيران أمام نظرات لمى المذعورة
تشبثت بأحضان جدتها أكثر و هي لا تزال ترى السيدة تواصل فعلتها حتى خمد الحريق الصغير جمدت الډماء بعروق الصغيرة ما إن رفعت تلك السيدة رأسها و نظرت صوبها و علا صوتها المتحشرج مخاطبا الجدة
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
ارتعدت لمى عندما سمعت الكلمة الأخيرة إنها تريدها.. لماذا !
لأ يا تيتة ! .. غمغمت لمى بصوت باكي
أنا مش عايزة !!
جاء صوت السيدة صارما
لو ماحصلتش الخطوة دي يبقى انسي كل إللي عملناه منغير فايدة.. لازما وصلة بين الماضي و الحاضر. و إلا مش هايتلاقى. حفيدتك بيمشي ډم ابنك في جسمها. قطرة واحدة من ډمها كفاية !
تجعد وجه راجية بقساوة و هي تنظر بعيني رفيقة السوء تلك المرأة التي استعانت بها على مدار سنين عمرها لقضاء كل الأمور المحرمة و الشعوذة التي خربت بها حياتها و حياة الآخرين.. أحاطت حفيدتها بذراعيها و هي تخاطب الأخيرة في نفس الوقت
علت زاوية فم السيدة و هي تجاوبها و الثقة ملء صدرها
لو اجتمعت سحرة فرعون نفسه. مش هايعرفوا يفكوا إللي إتعمل. دي سكة مالهاش غير طريق واحد. و إللي بيخرج منها بالمۏت !!
أحست راجية بارتعاش الصغيرة أشد بين يديها فزجرت رفيقتها بتحذير من نطق كلمات كهذه أمامها ثم أخذت تهدئها
ماتخافيش يا لمى. مش هايحصل حاجة. أنا مش فهتمك
أومأت الصغيرة و لا تزال مختبئة بأحضان جدتها
أيوة. و أنا سمعت كلامك و جبت هدوم من عند مامي. بس أنا مش عايزة مامي ټموت يا تيتة !!!!
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
قلت لك ماتخافيش. مش هاتموت. هي بس هاتتعب شوية لحد ما جوزها يزهق منها. أول ما يطلقها هاترجع كويسة تاني. انتي مش عايزة أمك ترجع ليكي لوحدك
أومأت لمى أن نعم فاستطردت راجية مبتسمة بتشف
خلاص. يبقى تسمعي كلامي. أنا جدتك أم أبوكي. أبوكي إللي لو كان عايش مكانتش أمك قدرت تعمل فيكي كده. أبوكي الحقيقي
مش الراجل إللي راحت جابته ليكي أمك. أبوكي هو إللي بيحبك. هو بس إللي تقوليله بابا.. مش حد تاني يا لمى سمعاني
سامعة ! .. قالتها الصغيرة تحت تأثير الضغط النفسي الرهيب الذي تتعرض له
تنهدت راجية و هي تدفعها من حضنها آمرة بغلظة
مش هاتحسي بحاجة. مجرد شكة بس. يلا !
أذعنت لمى لأمر جدتها في الأخير إذ لا قبل لها بصد الأوامر و خاصة منها هي مشيت بخطوات مترددة ناحية السيدة المخيفة ما إن صارت في متناولها حتى قبضت على كف المسكينة إنكمشت لمى مشيحة بوجهها بعيدا و لم تشعر إلا بوخزة قاسېة على إصبعها السبابة إنتزعت منها صيحة ألم أشبه بعواء ظبي جريح ...
أمسكت السيدة بيد الصغيرة و قطرت الډماء المنهمرة من إصبعها داخل الصحن في قطرتين كبيرتين ثم تركتها لما بلغت مرادها
ركضت لمى عائدة إلى أحضان جدتها و لم ينقطع بكاؤها بينما تواسيها راجية و هي تنظر إلى النتيجة النهائية التي صنعتها المشعوذة.. في هذه القنينة الصغيرة
دمار أرملة إبنها ! .........................................................