الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية جابري الفصل 14

موقع أيام نيوز

الفصل ال14..
.

"سلسبيل".. 
بالنسبة لها لم يعد للحديث أي أهمية الآن، يكفي الصمت المُطعم بالتنهيد بعدما تحقق أعظم أحلامها و حصلت على عناق الرجل الوحيد الذي جعل قلبها ينبض لأول مرة بالحياة، اتخذته شجرة يقطينها الطيبة، إذا البرد وارتعاشة الظلمة اجتاحتها احتميت بأوراقه الدافئة..

تسرق لحظات من الزمن معه ، 

،يهديها ابتسامته كلما شعر بخۏفها، لم يتحدث معاها و ظل صامتًا عندما رأي طقس حدقتيها الغائم الذي بكلمة حنان منه سينهمر المطر..

إلى أن تحدثت هي بعدم تصديق، بصوت مبحوح، مرتجف..
"عبد الجبار.. أنت هنا معايا!!" ..
، و تابعت ببوادر بكاء..
"أنا في * فعلاً و لا أنا بحلم زي كل يوم!!!"..

"في * يا سلسبيل ، و چوه جلبي كمان يا زينة البنات"..

 أعادها صوته لواقعها المرير، و صفعها القدر صڤعة موجعة و هي تتذكر وعدها ل "خضرا "..

حاولت السيطرة على مشاعرها التي تبعثرت منها الذي يعصف بكل ذرة تعقل بها، و بدأت تبتعد عنه ببطء،خافضة رأسها بخزي من نفسها 

"لا لا  مينفعش.. أبعد عني.. انا وعدتها"..
همست بها و هي تحرك رأسها بالنفي، و بدأت تدفعه بعيداً عنها بضعف، لكنه أحكم سيطرته عليها و أعادها مكانها بجوار قلبه المُتيم بها مردفًا بهدوء كأنه يحدث صغيرته..

"هي مين اللي وعدتيها، ووعدتيها بأيه.. قوليلي مټخافيش مني واصل"..

" أبلة خضرا.. وعدتها أني مش هكون لك زوجة يا عبد الجبار"..إجابته بصعوبة من بين شهقاتها العالية، و قد اڼفجرت في نوبة بكاء حادة..

رفعت رأسها و نظرت لعينيه بعينيها الحزينة الباكيه مكملة بأسف..
" جوازنا هيكون على ورق بس لحد ما اعمل العملية، و لو ربنا أراد و قومت منها يبقي"..

ابتلعت غصة مريرة بحلقها، و تتبعت بصوت يملؤه الألم..
"يبقي هطلقني، و لو مت تبقي ټدفني أنت يا عبد الجبار عند أهل أمي!!"..

..
"عبد الجبار أرجوك.. أبعد عني..أرجوك كفايا"..


"أني مليش صالح بوعدك ل خضرا..أنتى دلوجيت بجيتي مَراتي يعني أني حقك و أنتي كلك من حقي، فلو أنتي مريداش حقي فيكِ، فأني رايد أعطيكِ حقك فيا و مهتنزلش عنِه واصل.. فاهمني زين و لا أقول كمان"...

"لا مش فاهمة".. همست بها بعدم فهم و هي تحرك أهدابها التي تغرقها عبراتها، لتراه يبتسم لها تلك الإبتسامة الجذابة مغمغمًا بمكر..
" يعني أني دلوجيت رچلك..زي خضرا تمام.. ليكي حق في مالي يبجي هچيبلك بيت من بابه اللي يعچبك و تشاوري بيدك عليه،
أچيبلك أغلى و أچمل شبكة تليق ببدر البدور"..
..
"أضمك .. أحاوطك بضلوعي و أزرعك چوه جلبي"..


"اللي بتقوله ده مستحيل يحصل"..

" قد قولك ده يعني!!"..
أردف بها من بين ضحكاته الرجولية التي تدمر حصونها المنيعة، همست بخفوت كالمغيبة قائلة..
" هحاول أكون قده"..
صمتت لبرهةً و تابعت بستحياء ..
"بس دلوقتي ممكن تحضني تاني"..

"تعالي يا عشج الروح"..
قالها و هو يخطفها  بعناق دافئ جعل الأطمئنان يغلف قلبها، و الابتسامة تزين ملامحها رغم بكائها المستمر، فالرجل الحقيقي لا تقاس قوته بحجم عضلاته أو كثرة ماله بل بحجم الضحكة التي يرسمها على وجه أنثاه..