رواية سلوي من 10-15
انت في الصفحة 1 من 7 صفحات
الفصل العاشر
يعني وافقتي يا حياة !
قالتها خالتها بعتاب لحياة التي تلتهم المعكرونة بنهم لتهز حياة كتفيها وتقول
الراجل محترم وكويس وظروفه كويسة ليه ارفض يا خالتي ...
احنا خالتها عينيها بحزن وقالت
طيب ويوسف يا حياة !
ماله يوسف يا خالتي ...
تنهدت خالتها وقالت
انا كنت اتمني ....
قاطعتها حياة وقالت
يوسف مبيحبنيش وانا بطلت افرض نفسي علي حد يا خالتي...أنا دلوقتي مرتاحة اوووي ...وخطوبتي بعد اسبوع وعايزة افكر في حياتي الجديدة اللي يوسف مش جزء منها ...
تكلمت خالتها بإرتباك وقالت
يوسف حبيبي امتي جيت ...حياة جات عشان تبلغنا بخبر خطوبتها ...
توترت حياة قليلا بينما نظر إليها يوسف بجمود...التوتر تصاعد في الجو لتقول والدة يوسف بارتباك رايحة احضرلك الاكل...
ثم ذهبت بسرعة للمطبخ وهي تمسك طبق حياة
لم يكن سؤال بل نبرته كانت أقرب للإستهجان...أرادت أن تلقي رد وقح في وجهه ولكن سيطرت علي نفسها وقالت
ايوة والخطوبة بعد اسبوع ...اكيد هتيجي طبعا
اكيد ده أنا اخوكي..
سيطرت علي انفعالاتها وقالت ببرود
طبعا...انت اخويا ...
مسحت فمها بمحرمة ثم قالت بإبتسامة رسمية
ودلوقتي عن اذنك .
دور البرود واللامبالاة اللي بتحاولي تقنعيني بيه مش لايق عليكي يا حياة ...
بتعمل ايه يا يوسف سبني ...
ولكنه لم يتركها بل قال من بين أسنانه
وافقت ليه بالسهولة دي عايزة تهرب مني!
دفعته وهي تحرر نفسها وقالت بقوة
بتدي نفسك أهمية كبيرة لو فاكر اني لسه ببكي علي اطلالك...أنا وافقت لانه انسان كويس واظن بطلت الاحقك ...فإيه مشكلتك!!!
تحب اقولك ايه مشكلتك يا يوسف !
قالتها حياة بجفاء واضح وهي تمشطه بنظراتها الباردة ...لهجتها الجليدية جرحت كبرياؤه ...ولم يصدق ان حياة من كانت تتمني نظرة منه تعامله بتلك الطريقة المهينة.!
ابتسمت حياة وهي تطالع صډمته واكملت بنبرة باترة
مشكلتك اني بطلت الاحقك...بطلت احبك فغرورك اتجرح ان ازاي حياة الهبلة بقا لها شخصية وقررت تنساك وتنسي حبها ليك...
بس أنا خلاص اتحررت منك ومن حبك ومبقتش عايزاك ...أنا دلوقتي هتخطب للي احسن منك وانت اللي خسړت مش أنا ...
وابتسامة مستفزة كانت من نصيبها وحروفه الواثقة خرجت من شفتيه وقال
كدابة انت لسه بتحبيني يا حياة ...حتي لو خطبت غيري هتفضلي تفكري فيا ...سميه غرور او ثقة بس متنكريش ان دي الحقيقة ...
والله يا يوسف زي ما في يوم حبيتك وخليتك تتكبر عليا هوريك الايام الجاية أنا ازاي نسيتك وانك بالنسبالي ولا حاجة ....
ابتسامتها ازدادت اتساعا وقالت
عموما هبعتلك دعوة خطوبتي ...انت مهما كان زي اخويا ...
ثم استدارت وهي تذهب من امامه وقلبها يقصف بقوة وهي غير مصدقة انها تفوهت بتلك الكلمات !....
نظر إلي أثرها بضيق وهو يشعر پغضب ...كيف تجرؤ علي الحديث معه بتلك النبرة ...حقا سيجن منها...والأهم من هذا أنه سوف يجن من نفسه ...ما تلك الأنانية التي به ...هو من تركها بالأول...تخلي عنها من أجل من لا يستحق والان هو غاضب لأنها قررت أن تستأنف حياتها ... تنهد يوسف وهو يحاول طرد تلك الأفكار من عقله ...حياة لا تهمه فهو لا يحبها ...لهذا عليه ألا يكون أنانيا ...بل يجب أن يفرح لأنها قررت المضي في حياتها ...ولكن مهما
حاول إقناع نفسه لا يستطيع إزاحة الحمل الذي يجسم علي صدره....
خرجت والده من المطبخ وهي تحمل طبق الطعام ...عقدت حاجبيها وقالت
اومال فين حياة
مشيت
قالها بهدوء وهو يخفي ضيقه ...
تنهدت والدته وهي تضع الطبق علي الطاولة وقالت
اهي ضاعت منك يا يوسف ...مكنتش هتلاقي احسن من حياة ..
تأفف وقال
هو اللي هنعيده هنزيده ...قولتلك مبحبش حياة ..مبحبهاش وهي تتخطب متتخطبش مليش دعوة ربنا يوفقها...ابوس ايديك اقفلي الموضوع
طيب ليه متعصب !
سألته والدته بخبث ليرد
لاني خلاص تعبت ...تعبت من انك كل شوية تفتحي الموضوع ده ...يا امي وعد سابتني من فترة وانا بجد تعبان فمتزوديش عليا التعب ...
قال كلماته الغاضبة ثم دخل غرفته ...
............
بعد اسبوع..
ولج جاسر الي المنزل وهو متعب لقد غاب لأسبوع كامل ..ترك كل شىء واراد أن ينعزل عن العالم ...أراد أن يجمع شتات نفسه ...تذكره لوالدته بعثر كيانه كليا ...جعله يدرك أنه ما زال سجين الماضي ...ما زال الظلام يقبع داخله ....كاد أن يصعد لغرفته عندما وجد عمه أمامه ...
بقالك اسبوع مختفي ...ملاك قلقت عليك ...اضطريت اقولها انك سافرت تبع الشغل ...وقافل موبايلك ومش عارف اتواصل معاك قلقتنا عليك ..
وبخه عمه بحدة ليغير جاسر الموضوع بتعب ويقول
قدرت تتواصل معاهم وتتفق علي معاد الشحنة ..
امسك عمه ذراعه وقال
جاسر أنا بكلمك ...كنت فين ده كله ...قلقت الكل عليك ودلوقتي راجع ببرود تتكلم عن الشغل وسايبني اضرب أخماس في أسداس ...
تنهد جاسر وقال
حبيت ابعد شوية ...احتاجت ابعد يا عمي واهو رجعت ...ممكن بقا نشوف الشغل ...عشان نعرف هنتحرك ازاي ومالك العمري حاططنا في دماغه ...
انت زعلان مني عشان موضوع ملاك يا جاسر ...
مط جاسر شفتيه وهو يدعي أن الأمر لا يهمه ابدا وقال
لا ليه ازعل ...ده حقك
تنهد وقال وهو يبتلع ريقه
ملاك هي ملاك ...وانا ...أنا شيطان والملايكة والشياطين مبيكونوش سوا ...في لحظة أنانية مني اتمنتها لنفسي وتجاهلت أن وجودها معايا ممكن يأذيها ...
تنهد ونظر لعمه وقال
انا بحب ملاك ...بحبها اكتر من اي حاجة في حياتي ...واللي بيحب مش بيأذي وعشان بحبها أنا اللي بقولك هي تستاهل حد احسن مني ...
ابتسم عمه بتأثر وقال
مش عارف اشكرك ازاي يا جاسر ...شكرا لانك اتفهمتني ...شكرا يا بني ...انت غالي عليا ...انت ابني يا جاسر اللي ربيته ...أنا واياك مرينا بحاجات كتيرة عشان نوصل للمكانة دي ..حاربنا كتير واتداس علينا كتير عشان نكبر وكبرنا ...وبقا العالم كله تحت رجلينا ...
تنهد جاسر وقال
ياريته كان تحت رجلينا لما كانت أمي عايشة ممكن مكنتش ماټت ...ممكن كانت هتبقي معايا ...
نظر إليه عمه بحزن ثم أمسك كفه بقوة وقال
لا يا صياد ... انسي اللي حصل ...انسي الحاجة اللي تضعفك ..متبقاش أسير الماضي شوف أنا وأنت دلوقتي وصلنا لفين ..العالم كله نبذنا بس مستسلمناش عملنا المستحيل عشان نوصل للمكانة دي ومش هنتراجع عنها لا انا ولا انت ...الناس اللي ذلونا عشان لقمة العيش دلوقتي بقينا احنا أسيادهم ...صاحب الصيدلية اللي رفض يديك دوا والدتك وماټت بسببه أنا قټلته بإيدي...احنا انتقمنا من اللي ذلونا ...أنا واياك قوة عظمي أنا من غيرك ولا حاجة وانت كمان لكن احنا الاتنين مع بعض اقوي وهنبقي اقوي ...فهمتني ...
هز جاسر رأسه بالإيجاب ...ابتسم عمه وقال
ارتاح دلوقتي ...مستر جاك اتواصل معايا وقال هيبعت حد تبعه النهاردة عشان الشغل !
هز جاسر رأسه وقال
لا أنا محتاج اروح مكان دلوقتي ...
ثم ذهب مسرعا وهو يتذكر وعد ...أخبره الحارس الخاص به أنها حاولت
الهرب مرتين طوال هذا الأسبوع ...كما أنها رفضت أن تأكل ..
.......
فتح باب المرسم ليتوقف وهو يجد ملاك أمامه ...ملامحها متوترة للغاية ..وشفتيها متشنجة...تلبس ملامح الڠضب والعتاب وهو يقول
اهلا بالهانم اللي يدوب افتكرتني دلوقتي ...أنا من أسبوع كنت هتجنن واوصلك ...أتصلت بيك كتير وجيت عند بيتك بس مرضتش اسببلك مشاكل ...
ممكن ادخل ..
قالتها بصوت غريب ...ليتنهد بضيق ولكنه أفسح لها المجال ...ولجت هي بتوتر وهي تتلاعب بذراع حقيبتها ...تتذكر اول واخر مرة اتت فيها الي هنا ...كيف بكل غباء أظهرت غيرتها عليه لدرجة أشعرتها بالخجل ...لدرجة أنها هربت من المكان واختبأت بغرفتها كالجبانة ورفضت بإصرار الرد علي اتصالاته أو رسائله ...كانت حقا مشوشة من تلك المشاعر القوية التي تنتابها...هي حتي لم تشعر تجاه عاصم بتلك المشاعر القوية ...عدي شئ اخر ...عندما عرفت عن حبيبته القديمة شعرت بقلبها ېتمزق من الحزن وفقدت أعصابها بشكل صډمه هو شخصيا ...ضمت ذراعيها إليها ...ثم استدارت ونظرت إلي عينيه التي تخترق روحها وقالت بخفوت
جيت اعتذر علي كلامي المرة اللي فاتت أنا مكنت ...
قاطعها بقوة وقال
جاية تعتذري عشان حسيت بالغيرة عليا من ليالي ...
بهت وجهها ولكن استعادت وعيها بسرعة وهي تقول بقوة
مكنتش غيرانة.
كدابة
اتهمها بقوة لدرجة أن شجاعتها بدأت تتسرب وان لم تهرب الان سوف ټنهار...رفعت رأسها بينما برقا عينيها الرمادية وهي تقول
مش مشكلتي صدق او متصدقش بس انا مكنتش غيرانة ابدا ...ومظنش فيه سبب عشان اغير عليك ...احنا اصحاب مش اكتر أو أقل ....
ثم وبنفس القوة تجاوزته وكادت أن تذهب ...فتحت الباب ولكن بسرعة اغلقه وحاصرها هناك وهي يخترق حصونها....
يقال خير وسيلة للدفاع هي الھجوم
انا بحبك ليه مش قادرة تصدقي ده !!
والھجوم وسيلة فعالة في حالته فلكي يخضع فريسته عليه الھجوم علي نقاط ضعفها ...ونقطة ضعف اي امرأة هي عواطفها ...إن أحبتك امرأة فقد ملكتها ...
واتساع عينيها وتوترها كان مثال واضح انها تحبه أيضا ...وكاد أن ېصرخ بسعادة لأول انتصار حققه في مهمته ...فها هي ابنة عدوه ملكه وبين يديه ...نقطة ضعف الرجل الذي دمر حياته منذ سنتين خاضعة له..فقط بقليل من المحاولة سيحصل عليها ...مد كفه ووضعها علي وجنتيها وهو يحاصرها بلا رحمة قائلا
انا بحبك يا ملاك ...أنا عمري ما حبيت حد كده في حياتي ابدا ...ايه الحاجة الصعبة اللي مش قادرة تصدقيها ...أنا بحبك وأنت بتحبيني
لا أنا ...
اياك تكدبي ..
حذرها مبتسما ثم قال
عيونك ڤضحاك ... غيرتك ڤضحاك ودقات قلبك كمان ...عارف مشاعرك ناحيتي وانا عندي نفس المشاعر من اول ما شوفتك وانت سړقت قلبي ومش عدل انك ترفض حبي ...
تصاعدت الدموع لعينيها وقالت بتوسل
ابوس ايديك سبني امشي ...وانسي كل حاجة قولتها دلوقتي ...أنا مش عايزة...
مش هكون زيه
أخبرها بقوة ...ثم حاصر وجهها ووضع جبينه علي جبينها وقال
مش هكون زي الانسان اللي چرحك ...وعد مني اني هحبك للأبد بس اديني فرصة ...
أبعدته ملاك فجأة وهي تبكي ثم فتحت الباب وخرجت مغلقة الباب خلفها ...
تنهد عدي بسخط ربما عليه أن يحاول أكثر حتي تنجح خطته ...فجأة دق أحد باب المرسم ليبتسم بانتصار ويفتحه ويجد ملاك أمامه ...وما هي الا ثواني حتي اندفعت بين ذراعيه !!
........
ايه اخبارها دلوقتي !
قالها الصياد بجدية ليرد الحارس
بقالها يومين مأكلتش يا صياد ...رافضة تماما تاكل اي حاجة وعلطول بټعيط ..
هز رأسه وقال
اطلع انت برة الفيلا وانا هتصرف معاها ...
هز الحارس رأسه بطاعة ثم خرج مسرعا ...تنهد الصياد ثم قرر الدخول إليها
...ولج الغرفة ليتوقف وهو يجدها باهتة ... عينيها حمراء وبشرتها