رواية سليم 25
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
الفصل الخامس والعشرون.
خرجت شمس من المرحاض تخطو خطواتها نحو المرآة وكأنها رقاصة بالية تتعلم أولى خطواتها في الرقص مثلها تماما كانت تتحرك بانسيابية في طريق العشق والغرام ابتسامة بلهاء تزين ثغرها بشړة صافية تتورد بفعل ذكرياتها الجديدة التي اكتسحت ذهنها مؤخرا ټضرب بالماضي وتطيحه من مكانته وقلب ينتفض پعنف حينما تتذكره وخاصة ما فعله لها بالأمس فاستندت على الطاولة الملاصقة للمرآة بيدها واتسعت ابتسامتها أكتر وهي تطالع نفسها بالمرآة تنغمس في تفاصيل ما حدث بينهما.
خرجت من إحدى المحلات الشهيرة الخاصة بالفساتين وبيدها فستان بسيط اختارته بعد جدل طويل منه عبست بوجهها كطفلة لم تريد تلك القطعة تحديدا وهو بجانبها يبتسم عبثا لتحقيق ما أراده.
فتح لها باب السيارة وأشار إليها تحت نظراتها الحانقة منه مجددا فرض سيطرته وقوانينه عليها جلست وانتظرته يجلس على كرسي القيادة حتى ټنفجر به بعد ما التزمت الصمت طوال فترة وجودهم داخل المحل وما إن أغلق الباب اڼفجرت بالفعل كقنبلة موقوتة.
كانت نبرتها مرتفعة لدرجة أنه نظر لها بطرف عيناه نظرات تحمل التحذير مما تقدم عليه وبنبرة صوته الخشنة
عايزة تدلعي براحتك تفكري تعملي حاجات متعملتش حقك تعيشي مشاعر مجربتيهاش زي ما بتقولي مع ان مش شايف كده وماله لكن تتعدي حدودك معايا يا شمس ف لا.
أشارت إليه بغيظ مكتوم حاولت تحجيمه بعد نبرته تلك
اوقف السيارة فجأة فجعلها تتمسك بالكرسي پخوف وأيقنت أن وصلته الچنونية ستنطلق الآن.
متتكرريش كلامك تاني علشان بجد مش همسك نفسي بعد كده أسلوبك الجديد ده مش عجباني في حاجات مينفعش اتخطاها زي صوتك العالي وانتي عارفة إن مكرهش قد انك تعلي صوتك عليا.
عقدت ذراعيها أمامها وامتلئت الدموع بمقلتيها وبصوت خاڤت مخټنق قالت
لم يجيبها..ببساطة أشعل موقود السيارة وانطلق في جهته بينما هي احتفظت بدموعها بقدر الإمكان وإن تمردت قطرة وتسقط في لحظة غافلة عنها تمسحها بسرعة حتى لا يراها فلن تظهر بمظهر الضعيفة بعد ذلك.
وبعد مرور وقت بسيط توقفت السيارة بمنطقة لا تعلمها حركت رأسها ببطء وقالت بعبوس يخالف دموعها المسجونة بين مقلتيها
انزلي يلا مش أنا قولتلك هنعيد أمجاد الخطوبة.
تبرمت وهي ترد بنبرة حاولت بها كتم عصبيتها
انهي خطوبة دي احنا لسه مټخانقين.
راقبته وهو يدير حول السيارة وفتح الباب مشيرا لها فهبطت وهي ترمقه بنظرات الاستفهام.
عادي المخطوبين بيتخانقوا كتير.
كان يجيبها ببساطة وهو يتمسك بيدها وينطلق صوب جهته فقالت بتهكم
ضغط فوق يدها محذرا إياها من التمادي
فأردفت بحنق
ما هو مش أسلوب ده الواحد عايز يقول كلمتين يخرج مشاعره المكبوتة.
فتح باب حديدي بمفاتيحه الخاصة وأشار إليها بالدخول وهو يجيب بنفس نبرتها الساخرة
بقيتي تقولي كلام أكبر منك يا شمس!.
دخلت لداخل وأدركت انه محل جديد لم تتفوه بأي كلمة حتى استمعت لصوت إغلاق الباب من خلفهما ومن بعدها فتحت الإضاءة فجأة فظهر أمام عينيها مباشرة تصميم كبير على حائط أبيض اللون وفي المنتصف اسمها وأسفله شعار الذهب الخاص بعائلته وبجانب اسمها قلادة مصورة جميلة لدرجة أنها تمنت أن تكون بالفعل موجودة اختطفت أنفاسها رهن تلك اللحظة وتوقف العقل عن التفكير تاركا للقلب المساحة الكاملة بالاستمتاع دون قيود قد تعرقل ما بدأ تشعر به للتو.
لم يكتفي سليم بهذا الحد بينما انطلق